أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين علي الحمداني - الرغيف مقابل التصويت














المزيد.....

الرغيف مقابل التصويت


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 10:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يخيل الي والى كل مواطن عربي ان ازمة الخبز ورغيفه التي حدثت في مصر الكنانة لو حدثت في اية دولة اوربية لأسرعت صحفنا االعربية الى اعتبار ذلك انتصارا كبيرا وربما طالبت الشعوب الاوربية بالثورة على حكامها الذين فشلوا في توفير ((العيش الحاف)) لشعوبهم.
وبالامس كنت اناقش بعض جوانب هذه الازمة مع بعض مثقفي مصر الذين لم يعد بامكانهم نقد السلطةحتى وان كانت مخطئة لانهم اصبحوا جزء من السلطة وبالتالي فهم في دوامة من التفكير لاقناع العالم بان ما يحدث هو مؤامرة كبرى على مصر يراد من خلالها تحقيق أهداف ((الامبريالية العالمية)) وهنا تكمن الطامة الكبرى في ان مثقفينا هكذا يفكرون فكيف يفكر الجهلاء؟
مشكلة مصر اكبر من رغيف الخبز وطابور الافران وهي ليست مشكلة مصر وحدها بل مشكلة النظام العربي بكامله وتكمن في ان لا مستشارين مختصين ومفكرين يعتد عليهم يحيطون بحكامنا بل يحيط بهم العسكر من جميع الجهات فهذا الجنرال وزير للزراعة والمشير فلان مستشار اقتصادي والفريق اول ركن مستشار ثقافي والى آخر قائمة الجنرالات والنتيجة ان المفكر العربي الحقيقي يركن ان لم يكن مصيره زنزانة انفرادية في سجن صحراوي.
ومشكلة مصر الكبرى ان هنالك فجوة كبيرة وشاسعة بين الشعب ومن يحكمه وصلت الى درجة ان نسبة المشاركة في الانتخابات 23% وهذه النسبة تدل دلالة قاطعة على القطيعة السياسية والفكرية بين الشعب وقيادته ومع هذا كانت اقلام مثقفي مصر تشيد بالمشاركة الشعبية العارمة في وصف يشبه الى حد كبير ((الضحك على الذقون)) ومع هذا فان المثقف المصري الحكومي يتجاهل حتى التعليق على الازمة او ايجاد الحلول المناسبة لها.
والكثير من ابناء مصر السذج يلقون بالسبب على أمريكا وإسرائيل التي تحاولان النيل من مصر فما هي خلافات مصر مع هاتين الدولتين؟ فالمعروف ان لمصر علاقات ستراتيجية كبيرة مع الولايات المتحدة الامريكية اقوى من علاقاتها بالعالم العربي ومصر الدولة العربية الأولى التي فتحت سفارة لها في تل أبيب منذ ثلاثة عقود والمنطق يقول لا توجد ثمة مؤشرات مؤامرة تحاك ضد مصر خاصة وان العلاقات المصرية - الامراسرائلية (( كالسمن ع العسل)) كما يقولون.
فما هو سر الازمة ؟ هل هو اقتصادي أم سياسي؟
باعتقادي الشخصي دولة كمصر تعتمد على المعونة الامريكية البالغة حوالي مليارين دولار سنويا لا يمكن لها ان توفؤ حياة كريمة لشعبها مع ضعف الموارد المالية الأخرى وهي بالتالي - أي مصر - تعد من البلدان العربية الفقيرة بالقياس للكثافة السكانية والموارد وتحتاج الى دعم عربي اقتصادي كما كان يحصل من قبل في عهد صدام حسين الذي كان يمنح مصر مليارين دولار من مذكرة التفاهم لاستيراد بضائع مصرية مقابل وقوف الاعلام والصحافة المصرية معه وبعد سقوطه المذل خسرت مصر المليارين كما خسر الاخرون.
هل يمكن للإقتصاد المصري أن يصمد ؟ الجواب كلا خاصة في ظل الزعل الامريكي على مصر الذي ربما يتمثل بتغيير النظام السياسي بكامله في مصر وان كان عن طريق الانتخابات خاصة وان السيد ايمن نور يقبع في السجن لاسباب سياسية حرصت امريكا على ذكرها في كل مناسبة تتاح لها.
قد لا تنتهي ازمة الرغيف وان انتهت فان هنالك أزمات قادمة طالما ان النظام المصري هو بحد ذاته ازمة لشعبه.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى سقوط عبد الباري عطوان
- أمريكا وإيران من يحتاج الضربة العسكرية؟
- مايبن البصرة والموصل
- الدعم العربي للقمة العربية
- في ذكرى الحرب
- الصحة المدرسية خطوة في طريق التنمية الصحية الشاملة
- من الرياض الى دمشق تتواصل البيانات
- خميس الرصاص في العراق
- الرؤيا الأمريكية في نشر الديمقراطية
- العرب والنت
- الإعلام وأدوات التغيير في العراق الجديد
- انظروا لإيران من الجانب الآخر
- العراقي والستلايت
- بناء العقلية العراقية الجديدة
- عقارب الساعة لن تعود
- رعب الإرهاب في ميزان المصالح
- الديمقراطية التوافقية في العراق
- من مع إيران.. من مع أمريكا؟؟؟
- المواطنة ما هي؟
- ماذا بعد زيارة بوش؟؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين علي الحمداني - الرغيف مقابل التصويت