أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - اختراق الجليد ، سلام العبيد ..














المزيد.....

اختراق الجليد ، سلام العبيد ..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 03:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


على هامش تفاهمات جنيف وما تلاها من تفاهات سلمية تم الاتفاق عليها بين مجموعة عبد سيده الفلسطينية ومجموعة يوسي بيلين وريث سلالة أوسلو الاسرائيلية ، تقوم جماعة من الفلسطينيين "العقلانيين لأنهم باعوا عقولهم أو أجروها حتى إشعار آخر " مع مجموعة من الاسرائيليين " العقلانيين لأنهم يعملون فعلا في خدمة كيانهم الدخيل" ،يقومون بحملة استكشافية مشتركة في منطقة القطب الجنوبي تحت شعار "اختراق الجليد".

 

لا بد ان نقرّ بأن التسمية جميلة لكن الهدف ليس نبيلا ولا هو ممكنا للتطبيق مادامت العلاقات بين الاحتلال والقابعين تحت نيره جامدة مثلما الجليد في القطب المتجمد الشمالي وحتى أكثر من ذلك، ولا يمكن لهذه الجلاميد المتجمدة أن تذوب بسرعة وبفضل وفود صغيرة غير ذات تأثير وقوة في الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية، حتى ولو كان الجانب الفلسطيني يضم رسميين ووزراء وممثلين عن السلطة الفلسطينية وبعض أجزاء من حزبها الحاكم وما يدور في فلكه من جماعات سياسية صغيرة، حتى مشاركة بعض أعضاء قيادة حركة فتح في الوطن الفلسطيني المحتل في تفاهات سويسرا لن تغير ولن تبدل كثيرا، لأن موقف معظم قادة وكوادر وأعضاء فتح ضد الأتفاقيات والتفاهمات السويسرية، وكلنا أمل أن لا يكون معظمهم ضد لأن التفاهمات جاءت عن طريق شخص ليس من فتح لكن من المحسوبين على قيادة السلطة. إذ يجب على الجميع التذكر والأخذ بالحسبان دائما أن الموقف الوطني هو الاساس في التعامل مع تفاهمات سويسرا ومن يقف وراءها ، وغير ذلك يعتبر سيئا مثله مثل تفاهمات سيوسرا.

اختراق الجليد لا يكون بالذهاب الى القطب المتجمد الشمالي فالعلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين متجمدة أكثر من أي وقت مضى، والمودة مفقودة والسلام الذي جاء من المناطق الباردة جدا في التسعينات أثبت أنه خدعة وكذبة ومجرد وهم كانت نتيجته حصد حياة آلاف البشر و تعطيل المسيرة السلمية الحقيقية التي كان من المفترض ان تقوم بها هيئة الأمم المتحدة وأن تتم باشراف دولي (مؤتمر مدريد) ، فالسلام الذي جاء عبر المفاوضات السرية المباشرة بين الطرفين، ومن ثم برعاية طرف ثالث غير نزيه وغير محايد كما هو الطرف الأمريكي ( الولايات المتحدة الأمريكية)، هذا الانحياز الامريكي لاسرائيل والخضوع الفلسطيني على الجهة الأخرى استطاعا افشال كل توجه سلمي حقيقي يحفظ كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني، فسلام الشجعان كان اهانة للشعب الفلسطيني وللتضحيات التي قدمها خلال سنوات النضال الوطني الفلسطيني السابقة.

المشكلة تكمن في ان الذين اساءوا للشعب والقضية لازالوا يتنصرفون بسوء وعنجهية واضحة ، عن قصد أو بدون قصد، يلغون الآخرين ويعتبرون انفسهم عقلانيين ومسالمين وواقعيين، ويتصرفون بحقوق الشعب الفلسطيني وكأنها أملاكهم الشخصية، أو كأنهم الوريث الشرعي لضحايا لم تمت لغاية الآن ، فمن الذي قال أن هؤلاء الناس يمثلون الشعب الفلسطيني كله ، ومن الذي أعطاهم حق وراثة القضية الفلسطينية وهي قضية حيّة لم تمت لغاية الآن، ولن تمت مادام هناك لاجئون خارج فلسطين وداخلها ومادام هناك احتلال ، ومادامت السيادة والحرية مفقودتان والكرامة مهانة بفعل الاحتلال والاستيطان، من هم هؤلاء حتى يتصرفوا على أهواءهم ومثلما يريدون ؟

هؤلاء لا يمثلون حتى أنفسهم لأنهم أشبه بالعبيد المأمورين من اسيادهم ومن الذين يقفون وراءهم ، ويوم تجيء ساعة الحساب سوف يكشف النقاب عن هؤلاء الذين صاروا قادة ووزراء و مفاوضون بفعل الصدفة وبفضل الخنوع الرسمي لبعض أهل أوسلو ، فهؤلاء وجدوا انفسهم بفضل فشلهم في تحقيق السلام وانتزاع حل مشرف وعادل للقضية خارج دائرة الفعل والتأثير ، فتم رفضهم ومحاصرتهم من اسرائيل نفسها ومن أمريكا الطرف الذي يشرف على أوهام السلام ، وجدوا انفسهم خارج اللعبة بعدما كانوا أضاعوا الشعب الفلسطيني نفسه، ويوم حوصر رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وطُلِبَ منه المزيد من التنازلات الإضافية وهُدِدَ بالقتل وتدمير المقر فوق رأسه ،في تلك المحنة العصيبة قام الشعب الفلسطيني بحمايته مؤكدا ان شعب فلسطين هو الوحيد القادر على صيانة القضية الفلسطينية وحماية رئيس السلطة من القتل والشطب، وبالرغم من كل هذا وذاك لم تقم السلطة بأية مراجعات جدية للتجربة ولم تعد للحاضنة الوطنية الفلسطيية الموحدة ولم تفعل أي شيء عملي من اجل الوحدة الوطنية، وابقت على منظمة التحرير الفلسطينية في ثلاجة الشرعية الفلسطينية المنهكة، تلك التي غطاها غبار المرحلة، ولم تطلق سراح القائد الفلسطيني احمد سعدات ورفاقه وبقية المعتقلين في سجون السلطة على خلفيات نضالية،جهادية وسياسية.

يجب على الفلسطينيين ان يعززوا من تماسك جبهتهم الداخلية خاصة ان قضايا الهدنة والحوار ووقف اطلاق النار لم تعد ملحة في هذه المرحلة بالذات فاسرائيل بقيامها بمذبحة مخيم يبنا قبل ايام قليلة وباقدامها على عملية اغتيال مقلد حميد قائد سرايا القدس في غزة ومن كانوا معه قامت بنفسها بدفن اية هدنة ممكنة، وقد جاءت عملية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تل ابيب يوم أمس لتؤكد أن الفرصة التي اعطيت للجهود التي حاولت تحييد المدنيين في الصراع قد انتهت وأن على اسرائيل دفع ثمن جرائمها في الضفة والقطاع، وهذا ما تجمع عليه الآن القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية.

( أوسلو )



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الجنود المقيمون في دباباتكم
- اعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد
- 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم
- تشخيص الاكتئاب و منع الحجاب
- صدام حسين عومل كما البقر لا كما البشر
- على هامش فشل الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني في ال ...
- اسرائيل ومحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين
- فدوى طوقان حمامة فلسطين البيضاء
- التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية
- حوار مع الروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي
- الكاتب لا يُوَدِّعُ الكتابةَ حتي يُودِعُوهُ قبرَهُ
- بوش في لندن
- الجنرال يوسف مشلب والأسير سمير القنطار
- طلعت يعقوب الظل العالي
- الصهيونية و سلاح معاداة السامية
- العداء للحجاب حالة عنصرية
- استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟
- حنان عشراوي


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - اختراق الجليد ، سلام العبيد ..