أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البلادي - نظرة في قول (1) السيد فضل الله والعلمانية















المزيد.....

نظرة في قول (1) السيد فضل الله والعلمانية


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 03:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشرت صحيفة الوطن السعودية مقابلة مع السيد محمد حسين فضل الله  تناول فيها أمورا عديدة ، منها الفرق بين عمليات المقاومة الفلسطينية والعمليات التي حدثت في مدن عربية وإسلامية ، وعبرعن إدانتهلتلك العمليات. كما تكلم عن  الجدل الدائر حول المرجعية الشيعية وولاية الفقيه .و من الأمور المهمة التي أشار إليها هي مسألة اختلاط المفاهيم في الثقافة الإسلامية ، وكيف أن العالم الإسلامي يعيش في فوضى هذه المفاهيم . ومع الأسف أن الغموض والخلط في المفاهيم يراه المتتبع في مناقشات وحوارات كثير من الإسلاميين، وغير الإسلاميين. وبعض هذا الخلط   في المفاهيم وغموضها يبدو أحيانا وكأنه مقصود مما يجعل الحوار صعبا ، ويعرقل التوصل في الحوار إلى نتائج واتفاق على ما قد ينفع الناس في معاشهم ، في أمور دنياهم. والاختلاف خاصة في السياسة مبعثه الاختلاف حول أمور دنيوية ، لا أمور العبادات من أجل يوم المعاد ، واستمرار الخلط في المفاهيم لا يسهم في سد الثغرات أمام ايقاد فتنة، يسعى كثيرون لها .
 
ووضوح المفاهيم  ضروري حقا لفتح نوافذ الفكر على الآخر للارتكاز" إلى قاعدة حوارية سواء على المستوى السياسي أو الفكري بين العلمانيين والمسلمين, أو بين الغرب والإسلام لكي نستطيع أن نصل إلى وضع طبيعي," كما يقول السيد فضل الله إلى صحيفة الوطن .
وإضافة إلى الاختلاط والفوضى في استخدام المفاهيم فان النص الفقهي عموما يتسم " بغموضه وإبهامه على جل قارئيه المحتاجين إليه العاملين به من غير أهله " ، كما يذكر السيد السيستاني في مقدمة " الفتاوى الميسرة " التي يحاول فيها حل عقدة الغموض هذه. 
ورغم ما تحتويه إشارة السيد فضل الله إلى اختلاط المفاهيم من دعوة إلى أهمية الدقة في استخدام المفاهيم ، وتجنب الغموض والإبهام في النص نراه  ، مع الأسف ، لا يتوفق تمام التوفيق في بعض العبارات. 
 لنقرأ هذه العبارة  مثلا :"إن كل فكر إنساني يعيش داخل أسواره, وليس لديه مجال كبير للتمدد بغض النظر عن صواب هذا الفكر من عدمه, لكن إذا كنت تريد أن تحجم فكراً أعطه الحرية فإذا لم يُعط الحرية تحول إلى فكر شهيد, والناس تحب الشهداء سواء كانوا شهداء فكر أو جسد. "
فهذه العبارة تبدو وكأن السيد فضل الله يدعو إلى حرية الرأي الآخر  لا من أجل الحوار والتوصل عبره  إلي رأي أفضل ، إنما فقط من أجل تحجيم الرأي الآخر، الرأي الباطل أصلا كما يفترض، ومن أجل تجنب تحوله إلى فكر شهيد ، سيميل الناس اليه  لحبهم للشهداء ،  فيبدو وكأن السيد يدعو لحرية الرأي لاعتبارات ذرائعية ، تكتيكية ،  وليس لاعتقاده بأن للرأي الآخر الحق في الحرية التامة. ولا أستطيع الظن بأن هذا هو مقصد السيد فضل الله.
ولننظر الى الفقرة التالية
"كلما استطعنا أن نفتح نوافذ الفكر على الآخر ونرتكز إلى قاعدة حوارية سواء على المستوى السياسي أو الفكري بين العلمانيين والمسلمين, أو بين الغرب والإسلام نستطيع أن نصل إلى وضع طبيعي, وعندما يكون لدينا قوة فكرية, فإن مكاسبنا من الآخر هي في تعلم أساليبه العلمية والموضوعية."

ان السيد فضل الله يضع هنا العلمانيين مقابل المسلمين . فهل هذا صحيح؟ هل حقا أن كل علماني
هو خارج صفوف المسلمين؟
 لا تعريف العلمانية ، ولا نشوءها وتطورها ، و لا تطبيقاتها  تسمح بمثل هذا القول . لو كانت العلمانية حقا تناقض الدين وتنفيه، سيكون آنذاك من الجائز وضعها في مقابل الدين ، مقابل الإسلام ، ويجوز للسيد وضع العلمانيين مقابل المسلمين. لكن العلمانية ، وكما لا يخفى على السيد فضل الله ، ليست سوى تحرير سلطة الدولة من تسلط الكهنوت ، ليست سوى الفصل بين سلطة الكنيسة وسلطة الدولة. فالكنيسة التي من أجل فرض سلطتها على الشعب رفعت في القرون الوسطى كلمة الحق تلك التي أريد بها باطل " لا حكم الا لله" ، فتحكموا برقاب الناس باسم الحق الإلهي . ولم تكن الكنيسة وحدها هي التي استغلت هذا الشعار بل " استغله الطغاة والملوك والجبابرة قرونا من الزمن للتحكم والسيطرة على الآخرين ، فان هؤلاء وضعوا السيادة اسميا لله  لكي يحتكروها واقعيا وينصبوا من أنفسهم خلفاء لله على الأرض " ، على حد تعبير الشهيد محمد باقر الصدر.
ان السيد فضل الله أشار  في أجابته لصحيفة الوطن الى أن (الكثيرين من علماء الشيعة وفقهائهم وعبر التاريخ الشيعي … لا يوافقون على ولاية الفقيه, ) ،. والقضية التي يطرحها العلمانيون  هي في جوهرها ما إذا كان للسلطة الدينية ، كنيسة أم مرجعية ، الحق في تولي السلطة السياسية ، أو إعطاء  شرعية لها. .و جوهر القضية هذا هو ما عبر عنه السيد فضل الله  بأنه تساؤل الكثير من الفقهاء : ",, هل يملك الفقيه ولاية عامة بحيث يستطيع إذا كان خيراً في الواقع أن يحكم أو أن يعطي شرعية للحكم كما هو في نظرية الإمام؟"  ويقرر السيد أن" الكثيرين من علماء الشيعة وفقهائهم ، وعبر التاريخ الشيعي لا يوافقون على ولاية الفقيه)" وهكذا نرى أن نظرة العلمانيين في الفصل بين السلطة الدينية والدولة تقترب إلى حد كبير من موقف الكثيرين من علماء الشيعة وفقهائهم في عدم موافقتهم على ولاية الفقيه. فكيف يجوز إذن وضع العلمانيين مقابل المسلمين.؟
نعم قد يكون  لبعض العلمانيين موقف خاص تجاه الدين ، وهذا حق من حقوق الأنسان الأساسية،
والذي كفله الأسلام أيضا  أن" لا اكراه في الدين "،  ولكنهم ليسوا الكثرة الكاثرة ، فمن المعروف أن كثيرا من العلمانيين سياسيا ، هم من المتدينين ، ولذلك ليس من الصحيح مقابلة العلمانيين بالمسلمين،إنما الأدق وضع العلمانيين مقابل الإسلاميين ،  المنتمين والمؤازرين للأحزاب السياسية الإسلامية.
وعندما يحدد السيد فضل الله موقفه الشخصي من مسألة ولاية الفقيه يقول أنه لا توجد أدلة علمية فقهية على الولاية العامة للفقيه ، وأن الأصل هو أن لا ولاية عامة للفقيه. وحتى السيد الخميني يقول أن ولاية الفقيه هي من الأمور الاعتبارية العقلائية( الحكومة الإسلامية للسيد الخميني ص81 )، والأمور الاعتبارية العقلائية هي كما وردت في هامش نفس الصفحة هي من وضع الناس (العقلاء) لآجل إدارة أمور حياتهم.
فهذا الموقف القائل أن الأصل هو لا ولاية عامة للفقيه ، وإنها وضعت من قبل أناس عقلاء ،
هو تماما مثلما وضع أناس عقلاء آخرون الديمقراطية أساسا لادارة أمور الناس. فالخلاف ليس بين الشريعة وغير المتمسكين بها في شؤون الحكم ، إنما الخلاف هو على أي نظام للحكم وضعه العقلاء هو الأصلح للمجتمع ، وصراع في نفس الوقت بين الأحزاب من أجل الوصول إلى السلطة ، والتاريخ شاهد على أن هذا الصراع ارتدى ويرتدي عباءات متنوعة ، متعددة.
ومن أجل أن يبقى الحوار بين الديمقراطيين والإسلاميين في حدود الحوار المثمر، وأن لا تترك
ثغرة للذين يريدون إثارة الفتنة بين التيارين ، فان الاهتمام بدقة المفاهيم  والتعابير يسهم ولا شك
في هذا المجال.



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لحماية التراث الثقافي والحضاري العراقي
- لا للحرب ...... لا للدكتاتورية
- بمناسبة مؤتمر الضباط جـيـش لإعمار الـوطـن بعد صدام


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البلادي - نظرة في قول (1) السيد فضل الله والعلمانية