أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - طغيان الخطاب الفئوي في العراق














المزيد.....

طغيان الخطاب الفئوي في العراق


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 10:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد زرع النظام السابق الحقد والكراهية في نفوس العراقيين , بسبب الظلم والقمع وسلب الحريات وكم الافواه ونشر الخوف بين صفوف الشعب .فأتجه الناس الى الدين والتدين وسيلة للتعبيرعن ما في داخلهم من كبت وحرمان . وبعد سقوط النظام وانهيار مؤسسات الدولة الرئيسية وانعدام القانون وانتشار الفوضى وسيطرت الطائفية السياسية على زمام الامور, توجه الناس الى ذواتهم وفئاتهم القبلية والعشائرية والاثنية والمذهبية والمناطقية والقومية واهملت الخاصية الوطنية التي تجمع الجميع وتوحد مصيرهم . فظهرت الى السطح وبشكلها القبيح تسميات مقززة كالشيعة بأحزابها وكتلها والسنة كذلك , ثم الاكراد والتركمان والكلدواشوريين والايزيديين والصابئة وفئات مختلفة من المسيحيين . ومن الاكراد فرق كالكرد الفيليين وغيرهم وهي مكونات حقيقية للشعب العراقي , موجودة منذ القدم ولكن ظهورها بهذا الشكل الضار على المصلحة الوطنية العامة جعل الامور تنحدر نوح الحضيض في كل شيء , حتى الانسان الوطني التقدمي صار يستعمل هذه التعابير والمسميات وكأنما واقع التخلف قد فرض نفسه على الجميع . وكأن الجميع لا يستطيع ان يضمن حقوقه الا عبر فئته الضيقة لأنه يغار من فئة اخرى كبيرة قد تأكله . أي انهم جميعا تبعوا جبهة الائتلاف الشيعي وجبهة التحالف السني . وكانما الوطن والشعب يحتوي فقط على الشيعي والسني علما بان هذا الشيعي وذاك السني لم يكونا جميعا ضمن التدين السياسي , ولكن تيار الجهل شملهم واوقعهم في احضان الطائفية التي اراد لها السياسيون ان تستخدم لاغراض السياسة وبسط السيطرة والنفوذ على حساب المجموع المعبر عنه بالشعب الذي يعيش على ارض واحدة هي الوطن العراقي . وفي النتيجة ماذا كسبت كل طائفة وكل فئة ؟ فهذه طائفة الشيعة , مراجعها الدينية واقطابها المتسيسين لم يكسبوا شيئا لطائفتهم . وايضا السنة وبقية الفئات والطوائف لانهم تفرقوا وخسروا الوطن . حتى السياسيين فقدوا فكرهم السياسي وابتعدوا عن مبادئهم وانشغلوا بطائفياتهم وفئوياتهم . فالاسلاميون ابتعدوا عن اسلامهم ودولتهم الاسلامية الموعودة واستبدولوها بالميليشيات والتحالفات السلطوية والحروب والقتل والتقاتل . يتصارعون على السلطة بين شيعي وشيعي من جهة وبين شيعي وسني من جهة اخرى وكذلك بين السنة صراع مرير في المناطق الغربية فلا ثقة بين الطرفين بل كل يصطاد الخيبة في المياه العكرة للاخر. والاكراد انحسروا في اطار مطاليبهم القومية في كردستان ولم يهدؤا قليلا الا بعد التدخلات التركية المعروفة الاسباب والدوافع . ام القوميون العرب فما زالوا شوفينيين لم يتزحزحوا قيد انملة عن اطروحاتهم وعنترياتهم وغير قادرين على لم شملهم . حتى وان ادعوا بان الوجود الايراني في العراق يهدد وجودهم القومي الا انهم دون مستوى الحفاظ على كرامتهم حتى بمفهومها القبلي والعشائري . اما الطرف الوطني اليساري في العراق فقد تشقق وتمزق وهو غير قادر على مواجهة هذه الهبة الطائفية والفئوية , بل ان كثير من كوادره ومثقفيه قد انجروا في ذات الخطاب الفئوي فبدل ان يحتووا الجميع ضمن الاطار الوطني والخطاب الوطني العام اخذ بعضهم يطالب بحقوق الصابئة مثلا كونهم صابئيون ودافعوا عن الكرد الفيليين كونهم فيليون مظلومون وهكذا.. بينما كان الاجدر المطالبة بازالة مظلومية هؤلاء جميعا من خلال وجودهم الانساني والوطني ويجب ان يرفع عنهم وعن غيرهم الظلم . وبهذا يكون اليساري الوطني قد دافع عن حقوقهم جميعا باطار وطني وعبر خطاب وطني ويكون قد منع انتشار الخطاب الفئوي الخطير . هل نبقى على هذه الحال رغم ثبات فشل الخطاب الفئوي والطائفي , ام نعود الى الوطنية التي تشمل الجميع وتحل مشاكل الجميع ؟ يجب ان تزيل كل فئة وكل طائفة عن نفسها المظلومية الاحادية واعتبار الجميع مظلومين ضمن اطار الوطن العراقي , من قبل الاحتلال والتدخلات الاجنبية والطائفية. وان هذه المفاهيم التفريقية يجب ان تزول لأنها ضارة بالجميع والعودة الى الخيار الوطني الانساني .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتدى الصدر والسياسة
- البديل في العمل الجاد والحوار المستمر
- كفى قتلا وتعذيبا للشغب
- الطريق الثالث ليس نظرية سياسية جديدة
- الكوادر تجيب متحمسة... والقيادة تحتفظ برأيها متأسفة
- العنجهية والغرور
- شراء الذمم وبيع الضمائر في نهج النظام السابق
- جمر تحت رماد المالكي والعملية السياسية الطائفية
- الاستاذ نبيل الحسن .. ماذا تقول؟؟
- الطريق الثالث بأتجاه العمل الوطني الديمقراطي في العراق
- رهان الدولة الديمقراطية في العراق
- محدودية الوعي الليبرالي 5 (تعقيب على فقرتين في مقالة الدكتور ...
- الأخ رزكار يطرح أسئلة على قيادة الحزب الشيوعي العراقي.. فهل ...
- الذكرى السادسة لاحتلال العراق..ذكرى بائسة
- ابناء الغرب يتخلصون من ارهاب القاعدة...بينما ابناء الجنوب..؟ ...
- فقرات تستحق المناقشة في موضوع وحدة اليسارالعراقي
- من المسؤؤل؟؟
- اذا كنت يساريا حقيقيا... عليك
- رأي في رأي الاستاذ فاضل محمد غريب
- تخبط الاعلام السياسي الاسلامي في العراق


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - طغيان الخطاب الفئوي في العراق