أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلام عبود - نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الديموقراطيّة للاحتلال والحكم الذاتي للعراق! (الجزء الخامس)















المزيد.....

نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الديموقراطيّة للاحتلال والحكم الذاتي للعراق! (الجزء الخامس)


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 10:58
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


5/5
نهج تدمير الوطن: الذات أولاً وآخراً!
الجنرال عون ضد بول شاوول، وهوشيار زيباري يجرّد النائب العراقي سامي العسكري، مستشار رئيس الوزراء العراقي من لقبه المحبب لعدة أياّم بتهديده قضائيا، نرمين المفتي تقف أمام القضاء الثقافي الكردي، الحكومة المصرية ضد معدّة قناة «الجزيرة» الفضائية هويدا طه، وفخري كريم ضد سماح إدريس! هل أضحى القضاء لعبة السياسيين ويدهم الطويلة، التي يلوون بها أعناق من لا يستطيعون وضعهم في قبضاتهم؟ قائمة الدعاوى تتسع كل يوم، وراحت تشمل عراقيين كردا وعربا وتركمانا وآشوريين، و"لا عراقيين": مصريين ولبنانيين، وأميركان وبريطانيين.
ستتسع القائمة أكثر لأن المشكلة ليست في السياسي، الذي استحوذ على الأرض كلها. فهذا السلوك الاستحواذي جزء عضوي من طباع السياسي المريض. لكن خور وهشاشة وتمزق ذات المثقف هي التي جعلت السياسي يتمادى فيمد مخالبه، لكي يستولي على فضاء الفكر والعقل والثقافة والأدب كله. هنا يكون المثقف لا السياسي هو المدان. "ميثاق شرف" التضامن مع مجلة الآداب في وجه الدعوى التي رفعها فخري كريم جذب في المقام الأول كتلة (الأخبار) و(الآداب)، وبيان "الحياة" للتضامن مع بول شاوول جذب فريق (النهار) و(المستقبل)، وهم يدركون جميعا، أن مبادئ الشرف المهني والثقافي تتجاوز حدود الاتفاق والاختلاف حول سياسة الجنرال عون أو الجنرال طالباني أو " كبير مستشاري" الجنرالين. إن مبادئ الشرف الثقافي أرحب وأنزه وأبقى من مواثيق وصكوك التحالفات السياسية الأنانيّة الوقتية.
خلف دعوى" كبير مستشاري الرئيس" هرع كثيرون ممن حضروا مهرجان المدى وأسرعوا الى وضع أسمائهم الثلاثية على الدعوى. المثقف الهش يصطفّ خلف المكان، خلف المقعد الذي يجلس عليه، خلف حزب "من حضر ومن لم يحضر"، وليس خلف مبادئ العقل والضمير! لهذا السبب وجد السياسيون الغانمون ضالتهم في القضاء، جاعلين منه ساحة لتمديد سلطانهم وطغيانهم ووسيلة لتخويف منتقديهم وإخفاء عوراتهم، بدلا من أن يجعلوا القضاء ميدانا نزيها، محايدا، إنسانيّا، لنصرة مستضعف، وساحة مقدسة للدفاع عن حق منتهك.
حينما يسيء المثقف استخدام اسمه، واستخدام حقه في اختيار مبادئه، يتحتم على السياسي استغلال هذا الخلل الثقافي العضوي لصالحه.
لا لوم على الجنرال عون أو فخري أو هوشيار.
اللوم كلّه يقع على عاتق شاعر أو صحافي أو فنان يذهب الى محفل ثقافي ويغرق في ثقافة تبرير الأخطاء السياسية باسم انجاح نشاط ثقافي معين. إن المقياس الوحيد لنجاح النشاط الثقافي يكمن في تحرّره من عبودية الآخر، المشتري، وفي استقلاله ومقدرته على حمل هموم وقضايا الفن والجمال والحق بصدق ونزاهة.
ما الأعجوبة والإبداع في حضور ألف أو ألفين من المثقفين الى أربيل أو في تزويج مئة وأربعين شابا في بغداد، والى جوارهم تقوم الجهات ذاتها باستضافة دائمة لألوف مؤلّفة من مقاتلي حزب العمال التركي يهددون كيان الوطن في مرحلة شديدة القلق والاضطراب؟ هؤلاء " المقاتلون الأجانب" ليسوا أحق بمال وأمن ومستقبل وتراب الوطن من كاتب مبدع أو شاب أعزب. المهرجان بأكمله لا يساوى سوى جزء تافه من أصغر عقد نفطي أبرم ضد إرادة الشعب العراقي وأستلب من قوت أبنائه. أما الجمع بين الاستضافات والأفعال المتناقضة، لكي تكون الأولى ستارا لتغطية شرور الثانية، فذلك شأن حزبيّ بحت، يندرج ضمن النشاطات السياسية الشريرة، سواء وعينا ذلك أم لم نع. ولا ثقافة بدون وعي.
اللوم كلّه يقع على صحفي يذهب الى أرض محتلة من قبل الأميركان أو الأتراك أو غيرهم ولا يدين أو يهمس بوجود نشاط يهدد مستقبل ووجود شعبه ووطنه، ويقع اللوم أيضا على من يبتلع ذلك النشاط السّام باسم إنجاح مهرجان. هذا مجرد مثال حسي لمن لا يفقهون، ولمن يتشدقون بفصل السياسي عن الثقافي لمصلحة حكام غارقين في شرور السياسة وفي مستنقعها.
إن كشف وحشية الجريمة غايةٌ سامية وهدف شريف، بصرف النظر عمن يقوم بها. والتستر الدعائي الكاذب، والنفعي، على الجريمة غايةَ شرّيرة، بصرف النظر عمن يقوم بها. وهذا ينطبق انطباقا تاما على مشروع المدى كله، من ألفه الى يائه.
أما كان الأولى برئيس مؤسسة المدى أن يقيم دعواه القضائية على منتهكي حرمة مؤسسته ومكاتبه وأسراره الشخصية والمهنية؟
ولكن الى أي قضاء "حرّ" سيقدم دعواه؟ وهل يحق للعبد أن يشكو سيده! ( هنا تكمن نقطة خلافي مع تعابير عباس بيضون عن الأرض الحرّة والمهرجان الحرّ)
هل من مجيب؟
نعم، هناك من يجيب بصوت مهرجانيّ عال. الدكتور ديندار زيباري منسق حكومة اقليم كردستان في الأمم المتحدة يجيب عن هذه الأسئلة في مؤتمر صحفي ينتقد فيه تقرير الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان وحرية التعبير في مناطق الحكم الكردي قائلا: "ان التقرير يحتوي على عدد من التوصيات بشأن اوضاع حقوق الانسان وحرية التعبير والانتهاكات والعنف ضد المرأة واوضاع السجون والمعتقلات ... انه تم تكرار بعض المواضيع ومنها مسألة بعض الصحفيين، اذ تكرر هذا الموضوع في التقرير، ونحن نؤكد بأن القضايا الخاصة بالصحفيين ما هي الا مسائل قضائية ليس للحكومة دور فيها"، مضيفا " كان من المفروض بالتقرير ان يذكر الخطوات الايجابية التي قامت بها حكومة كردستان بخصوص حرية الصحافة وتحسين اوضاع السجون".
أهيئة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة جزء من "أيتام صدام"، فلا يُؤخذ بانتقاداتها وملاحظاتها؟
لماذا تثير مقالة واحدة كل هذه الحميّة والهستيريا والنشاط الإعلامي (الثقافي) في وطن يستباح من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه، ومن سمائه الى جوفه، ولا أحد يتضامن معه أو يبكي عليه أو يستمع الى أنينه وشكواه! ما الذي يستفز روح المثقف ويحفّز أعماقه؟
أحقا أن فخري أكبر من العراق؟
لهذا السبب يذبح وطننا من الوريد الى الوريد على يد كل عابر سبيل. ولهذا السبب الأناني يسوقنا القتلة من حرب الى حرب، مثل قطيع من الخراف المصابة بـ "الثول"!
تلقيح ثلاثي ضد الوطنية العراقية
في الدعوى التي أقامها فخري كريم على مجلة الآداب جرى تثبيت علاقة الثقافة بالسياسة في عدد من الفقرات القضائية. حينما نقرأ هذه الفقرات مجتمعة نجد أنها تصلح تماما لأن تكون معيارا تقويميا يحدد محتوى الجدل حول محاكمة المثقفين، ويحسم الخلاف حول تركة مؤسسة المدى "الثقافية" ومحتواها وطبيعتها المنافقة والملتبسة والمريبة.
كان في استطاعة المشتكي أن يكتفي بالتهم الثلاث " القذف والسب والشتم". لكنه آثر, ربما طمعا، أن يضيف اليها جريمة رقابية، على "أساس" قضائي، تتعلق بتدنيس شرف القانون الحكومي وسلطة رقابة المطبوعات. هنا يتحول الديمقراطيون الى شرطة رقابية إقليمية، والى رقيب على الرقيب. وحتى لو جوّزنا لهم ذلك تسامحا، أو مزاحا، كيف يمكن تجويز هذا الفصل الغريب بين السياسة والثقافة، الذي هو العصب الحسّاس، المسيّر للعقل الثقافي العرقي والعشائري! كيف جرؤ هذا العقل وأنتج هذه المزحة الرقابية البليدة؟ أهو دليلُ تحولٍ من معارضة الى دولة، أم أنه احتيالٌ ساذج على سلطة المثقف الرّثّ؟
تقول الدعوى: "2- بما أن "الآداب" مجلة ثقافية كما تقدم نفسها وكما هو ترخيصها. أي مجلة غير سياسية. وبما أن المادة 13 من قانون المطبوعات، للرسم الاشتراعي رقم 104 – 1977 تنص على أنه " لا يجوز للمطبوعات غير السياسية أن تنشر أبحاثا وأخبارا أو رسوما أو تعليقات ذات صبغة سياسية". على هذا الأساس تكون مجلة الآداب في افتتاحيتها التي كتبها صاحبها ورئيس تحريرها السيد سماح إدريس تحت عنوان " نقد الوعي النقدي: كردستان العراق نموذجا" قد خالفت قانون المطبوعات لأنها نشرت مقالا سياسيا تجاوز حتى البحث السياسي الرصين الى أنواع شتى من الذم والقدح والشتم السياسي البعيد عن الموضوعية والنقد المباح. 3- أما المخالفة الثانية لقانون المطبوعات التي ارتكبتها مجلة الآداب الثقافية غير السياسية، فهي تعرض مقال السيد سماح إدريس الى رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني واتهامه..."
في هذا النص القانوني يتم تشخيص الخطر على أنه عدوان ظالم من قبل الثقافة على السياسة. لأن المساس بالسياسة من قبل الثقافة جريمة، تخالف القانون، في نظر القيادات العرقيّة الحاكمة في العراق. إن القبول بهذه الحجج القضائية لا يعني سوى أمر واحد: أن تُساق الى المحاكم الصحفُ والمواقعُ الثقافية كلُّها, وأولها المواقع الثقافية التابعة للقيادات الكردية الحاكمة.
الفصل القسري بين الثقافة والسياسة وربطه بقانون المطبوعات وقوانين الرقابة الحكومية تطور جديد في أساليب القمع الثقافي، أخذنا نراه في السنوات الأخيرة على أيادي حكام المدن الدول الكردية ومستشاريهم، استخدم ضد كتاب وصحافيين "خلطوا السياسة بالأدب"، باستثناء الذين خلطوها لمصلحة القيادات العرقية والعشائرية الحاكمة. أولئك لا تسري عليهم جرائم الاختلاط الثقافي وقوانين الرقابة والمطبوعات. أهذا ما يريد المشروع الديموقراطي الثقافي العرقي قوله؟
نعم, هذا ما نريده. هكذا يجيب قادة الميليشيات العرقية وأنصارهم.
لنتأمل الأجوبة مأخوذة من أفواههم مباشرة.
يقول عبد الرزاق الصافي للمدى واصفا العلاقة الأخوية بين الثقافة والسياسة: " إن مشاركة سياسيين في مهرجان المدى الثقافي تعكس الاهتمام بهذا المهرجان وبالرسالة التي يقوم بها في توحيد وجهات نظر مختلف شرائح الشعب تجاه القضايا التي تواجه الوطن. ولا حاجة للتأكيد على دور كل من هاتين الشريحتين ( السياسية والثقافية) في النضال السابق للخلاص من النظام الديكتاتوري وفي رسم أفاق تطور العراق في المستقبل، فالشريحتان تمثلان مسؤولية كبيرة ضرورة في توحيد كل الطاقات والجهود لتحقيق مطمح الشعب العراقي"
أما السيد وزير الموارد المائية فيقول على هامش المهرجان الخامس للمدى:" ان على المثقف والسياسي العمل معا من اجل تحسين الاوضاع في العراق واصفا اسبوع المدى الثقافي بانه حلقة وصل بين الحكومة والجماهير والمثقفين. جاء ذلك في تصريح للوزير خص به (المدى) على هامش فعاليات اسبوع المدى الثقافي في اربيل."
«ان المواطن العراقي ونتيجة للظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق اصبح يتدخل في كل تفاصيل السياسية ما سبب ضغطاً على اداء السياسي العراقي».
ودعا الوزير المثقفين العراقيين الى دعم ورفد السياسيين العراقيين بما يخدم البلاد قائلاً: "اعتقد ان على المثقف العراقي ان يعمل مع السياسي من اجل تحسين الوضع في العراق وهذا جزء من واجبه لان ادراكه للامور اوسع من ادراك الفرد العادي الذي ما انفك يتوجه لحكومة بمطالبه السياسية المتعددة".
إذن، المثقف هو مرتزق السلطة، هو كلبها الوفي في مواجهة المواطن الشره، الانتهازي! هكذا ترى القيادة العرقية الحرة دور المثقف في هذه "الظروف الاستثنائية", وهكذا ترسم له أفاق التعاون المشترك، المباح.
يتساءل مبشّر الدم شاكر النابلسي في إحدى مقالاته: لماذا أصبحت بعض الشعوب( يعني الشعب العراقي) ككلب دستويفسكي؟ والجواب على ذلك يكمن في شخص النابلسي نفسه: لأن المتعلم الرّث يتوارث ويتناسل مفردتين قاتلتين: حرّية ودماء. حريّة كاذبة ودماء رخيصة. هذا هو سبب الكلبية الثقافية والاستكلاب الثقافي: التغذي على مبادئ القوة، وموت الضمير، واستغفال التاريخ في لحظات غموضه وانكساره.
كيف يتجسد هذا التعاون السياسي، غير المباح لغير المريدين؟ ما أنواع حقن المناعة السياسية الواجب أخذها عند دخول الأراضي الحرّة؟ وما أشكال التعاون العملية المطلوبة من المثقف العراقي الآن، في هذه اللحظة القاهرة من عمر الوطن؟ عن هذا يجيبنا قائد أعلى سلطة في كردستان مسعود البارزاني، في افتتاح مهرجان المدى، في كلمة ألقاها نيابة عنه فاضل ميراني:
"قد لا تقرأون لافتة عربية مرفوعة على مؤسساتنا الحكومية او اشارات مرورية، باللغة العربية!!؟!! (في منطقة الجزيرة في اسبانيا كتبت اشارات المرور بالعربية والاسبانية) لكنكم لن تعثروا ايها الاصدقاء على اي مظهر يعكس ضعف محبتنا وشعورنا بالاخوة والصداقة والمصير المشترك معكم. افلا يدلل على ذلك اننا كنا دائماً نربط بين كفاحنا لنيل حقوقنا القومية بالكفاح العربي الكردي المشترك لتحقيق الديمقراطية".
بئس الدليل، وبئس الأخوّة الثقافية!
"... ومن حقنا ان نتساءل معا ( لماذا معا؟ كيف تخلط السياسي بالثقافي!): اهو تعجيز ايها الاخوة المثقفون، وانتم اكثر ادراكاً ووعياً بما لاي شعب من حقوق وآمال، ان نطالب برفع الحيف الذي لحق بشعبنا، واعادة الامور إلى ما كانت عليه، قبل ان يعمد النظام السابق إلى شن حملة الابادة والتهجير والتغيير السكاني لطابع وهوية مدن وقصبات كردستانية دائماً..امن التعجير في شيء، ان نطالب على سبيل المثال بالاعتماد على استفتاء ديمقراطي نزيه وحر تقرير مصير مدينة عراقية كردستانية الهوية، مثل كركوك، بعد تطبيعها.اليس من حقنا ان نطالب بتجنب اي تدخل في شؤون اقليمنا، مثلما نعلن إلتزامنا بكل مسؤولية عدم التدخل في شؤون الآخرين جيرانأ كانوا ام جواراً ابعد. لن أواصل الاستطراد في السياسة، لكي لا أدع تداعياتها تضعف مناعاتكم الثقافية وانتم مقبلون على اسبوع من النقاش وتبادل الرأي والمساجلات الديمقراطية.." ،"واهلاً بكم في ربيع كردستان!"
أيها المثقف العراقي, أيها الأجنبي الغريب في وطنك! يا بن الجيران "الآخرين"! حينما كنتَ تمارس فرحك كانت كركوك وسهل نينوى، وستظلان، هدفا مباشرا للمعركة الدائرة خلف أسوار المهرجان.
هل "الإلحاق"، و " رد الكيد الى النحر"، وتمزيق الوطن ونهبه هدف سياسي، أم أنه "مناعة" أدبية خالصة ومهرجان ثقافي محض؟
### ### ###
سأختتم نقدي بهذه الكلمات الأخلاقية المؤثرة: "قد تكون ذمة فخري كريم نظيفة وقد لا تكون. لكن المشكلة ليست هنا: ليست في الشخص نفسه". هذا الاستنتاج ورد في سياق الدفاع عن فخري كريم، نُشر في الحياة في 10/2/2008 بقلم دلال البزري، تحت عنوان "قضية حرية التشهير بصفتها آخر الحريات"، وأعيد نشره على صفحات المدى نفسها.
أين المشكلة إذن، إذا لم تكن في "نظافة الذمّة"؟
إن مؤسسات الثقافة المشوّهة، التي تخلط خلطا هجينا بين قيم العشيرة والعصرية، بين الحرية والاحتلال، بين الديموقراطية والفساد الروحي والمادي والاداري، بين نقاوة الضمير وعفونته، هي الحواضن البشرية الوحيدة، التي تمنح السياسيين والمثقفين حق التباهي علناً بوساخة ذممهم!
بعض الكتاب العرب برر للطاغية طغيانه بالطريقة ذاتها. لم تكن المشكلة لديهم في استبداده وصلفه وحمقه، وليست في شخص الطاغية نفسه. المشكلة ليست هنا. إن الجور والظلم والمحارق ونهب الثروات لا تنتزع من المستبد صفته كرمز أعلى للسيادة الوطنية. لذلك لم يكن "المساس" بتلك السيادة شرعيا وقانونيا، كما تنص الفقرتان الأولى والثالثة من المادة السادسة عشرة من قانون رقابة المطبوعات العراقي،المعمول به في زمن الطاغية!
كيف تناقش قضايا الطغيان والنهب وعدم "نظافة الذمة"؟ بأية وسيلة؟ وضمن أي باب من أبواب الحرية أو المسؤولية الثقافية؟
لا سبيل الى مناقشة ذلك. لقد أضحى عدم " المساس" بصاحب مؤسسة الحكم والمال قدرا ثقافيا خالصا، يكاد أن يكون قانونا مقدّسا يتوارثه السياسيّون الحاكمون وخدمهم الثقافيون.
إن أبرز ما يميز ملامح المثقف الأناني، المتماهي مع الذات السلطوية الشريرة، هو أنه حينما تزيح قناعه عن رأسه لا تجد له وجهاً!
هذا ملخص القضية كلها، من ألفها الى يائها. هذا ملخص قضية فخري كريم أو غيره من زعماء المافيات وقطاع الطرق الثقافية، الصغار والكبار.
# يليه: مثقفون وأقنعة: أقنعة بلا وجوه!





#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. تعبئة وتعميم الشر: ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الشيوعية السحريّة أ ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي ..مخيلة العنف، من النفسي الى السياسي وبال ...
- نقد المثقف الشيوعي..فوضى اللغة والبواعث النفسية للعنف الثقاف ...
- نقد المثقف الشيوعي.. من ديالكتيك ماركس الى جدلية رامسفيلد
- نقد المثقف الشيوعي
- محاكمة الأدب الفاشي عالميا
- إنهم يصرعون الله بالضربة القاضية
- تحالف الحكّام الشيعة والكرد: شراكة وطنيّة أم زواج متعة؟
- عراقي في لوس انجلس .. الحلم الأميركي والكابوس العراقي
- المذبحة الأخيرة على الأبواب: معركة كركوك
- قميص بغداد!
- الثقافة بين الإرهاب وديموقراطية الاحتلال
- زورق الأزل! من أساطير عرب الأهوار في جنوب العراق
- شهداء للبيع! البحث عن رفات الشهيد كاظم طوفان
- من أوراق مثقف عراقي من سلالة اليانكي
- حنين الى زمن أغبر! رد على نقد ثقافة العنف المنشور في صحيفة ا ...
- مشكلة كركوك أم مشكلة الحرب على العراق؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلام عبود - نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الديموقراطيّة للاحتلال والحكم الذاتي للعراق! (الجزء الخامس)