أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غزة بقعة من فردوس الحياة














المزيد.....

غزة بقعة من فردوس الحياة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 08:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


كنت أصحو يوميا الساعة الثامنة صباحا بتكاسل شديد أراوغ في فراشي حتى تدق عقارب الساعة التاسعة ، أتحايل على الوقت وعلي نفسي وهو طبع الإنسان وعادته في إتباع مقولة " لا أكذب ولكني أتجمل" وأنا عكستها بأنني " لا أتكاسل ولكنني متعب " وهذا للحقيقة عائد لعدة اعتبارات بأن بداية اليوم لن تأتي بجديد فالأرزاق أصبحت شحيحة وهذا ليس نقمة من رب العباد على شخصي ولكنها على بلدُ بأكمله ، والنقمة طالت كل شيء الأرزاق وراحة البال رغم إنها نقمة بفعل فاعل إلا أن الله يُقدر ويفعل ما يشاء ، مع أن العبد مُخير وليس مُسير ويحدد مصيره بنفسه وبإرادته ضمن ضوابط عقلية أنعم بها الله علي عباده إن صدقوا النوايا وأحسنوا التصرف ، وحتى لا اشطح بعيدا وأخوض في الممنوعات والحديث مع النفس فهناك اعتبارات أخري وهي إنني سأضطر أن أقف علي قارعة الطريق في جو خماسيني عاصف بالتراب ساعة أو أكثر منتظرا أحد السيارات (عربة) لأستقلها كي أصل مكان عملي والسبب في غاية البساطة وهو أن عدد سيارات غزة يتعدي حسب وجهة نظري الشخصية ومركز الإحصاء التلقائي يفوق عدد سكان غزة ، ولكن العلة في السولار الذي أصبح من النعم الشحيحة العزيزة التي يُنعَم بها علينا ,أصبحت تجد في رياضة المشي وسيلة إجبارية لممارستها مع بعض المتعة المتعبة والويل لتلك المتعة الشقية إن كان مكان عملك بعيداً حينها ستمني نفسك أن تستنجد بعربة كارلو ذاتية الدفع يقودها " حمار أو حصان أو جحش حتى " إن وجدت لأن البهائم نفسها أصبحت لا تقوي علي العمل بما إنها تقع تحت بند الحصار ، ولا تجد الأعلاف الغذائية التي تستطيع من خلالها العمل وعليه قرر أصحاب نقابة البهائم أن يتضامنوا مع العربات ويتركوا للفيفا أن يجرب خطته الرياضية علي أهل غزة خاصة وفلسطين عامة.
ارتضينا الحصار رغماً عن أنوفنا وأنوف من لا يعجبه الكلام والحال لأننا لا نملك أن نغير شيئا سوي الدعاء لله بالفرج القريب والصراخ أين أنتم يا عربان ، كثيروا كلام قليلوا أفعال .
فماذا نفعل ؟! سؤال متحشرج لا تجد له طاقة أو محور ترتكز عليه بالإجابة فالمقاومة العفية ليست واضحة الملامح ولا تستطيع الإمساك بخيوطها تارة تشتد وتهدر وتارة أخري تخضع لمسكنات التهدئة الغير مباشرة ويصبح الحلال حرام ، والحرام حلال ، وتتفرغ لجمع الضرائب وملاحقة الباعة وأصحاب المحال التجارية وسائقي السيارات لجمع الضرائب لتتمكن من دفع مستلزماتها الوظيفية الجديدة لجيش الموظفين الجدد ، ضرائب من أناس لا يجدوا قوت يومهم سبحان المتعال الجبار، أما المفاوضات وزبائنها فهي أصبحت مملة ورتيبة بلا هدف أو عنوان لمجرد الترف والاستعراض يكتنفها رائحة اشمئزاز لا يمكن العيش وسطها أو في مناخها ، فهي دائما لا تملك سوي التسول من دول الاقتصاد لتدفع هي الأخرى رواتب جيش الموظفين في الشطر الآخر .
وما بين المقاومة والمفاوضات وجد المواطن الفلسطيني نفسه يقف على مَحلب كهربائي كالبقرة الحلوب يطلب منه تقديم الضرائب للحكومتين الربانية والكافرة وفق ما أسمع من ألفاظ تلفازيه وإعلامية ، وكذلك يطلب منه أن يقدم الطاعة والولاء والبراء لقيادة الشمال والجنوب والويل له إن أغضب أحدهما فعقابه الحرمان من راتب الشمال أو الوقوف في طابور الانتظار على كشوفات استرحام الجنوب للبطالة كل ست شهور مائة دولار وكابونة إن رضي عنه مسؤول منطقته وأوصي بأنه من الأتباع ، واشك في حصوله إن لم يعلن البراء والولاء .
ما أجمل صباح فلسطين وأنت تشاهد أساطيل من العربات تقف كل يوم من صباح الأحد أو السبت أمام محطات الوقود لتحجز لها دور لتتزود بمائة شيكل سولار لا يكفي لعمل يوم ، والسولار الذي أصبح يخضع لأجندة الاثنين والأربعاء فقط واجب حياتي عليك الالتزام به مجبرا صاغرا .
ما أجمل صباحك فلسطين وأن تبحث عن نوع من الفيتامينات اللحومية الحمراء حتى تخور قواك وترضي شئت أم بيت ببروتينات طبق العدس الذي تقدمه لك ست الكل الحبيبة الوالدة أو الزوجة أو من يقوم مكانهما ولما لا وهو جامع لكل البروتينات.
نعم هؤلاء الكتاب أصحاب الأقلام العبثية أمثالنا كاذبون يتحدثون عن غزة وكأنها قطعة سقطت من النار وعن فلسطين وكأنها باستيل عذاب اشد وطأة من أبو غريب في العراق ، نشوه الحقيقة ونحرض العقول علي الثورة ، فغزة أيها القارئ الكريم نعيم وقبس من الجنة ، تعيش بها وكأنك تملك قصرا في سنغافوريا بُشرنا به ونلناه ، تنعم بكل المنتوجات والسلع ، وأسعار في متناول الفقير أن وجدت فقراء ، فردوس سنغافوري في غاية الروعة والجمال ، والأعمال متوفرة لكل من شاء أو لم يشاء ... فأين النار أيها العقلاء؟!
سامي الأخرس
7/4/2008



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سخريات من أصحاب الأقلام الثقافية
- المبادرة اليمنية وقابليتها للحياة
- قمة دمشق دراما مملة
- في ذكري احتلال العراق عراقية في غزة
- أطفالنا يحاورون القمة العربية
- الثامن من آذار في غزة وصمة عار
- الوحدة اليمنية انجاز ام حالة طارئة؟ الجزء الاخير
- لم ندحرهم ولم ننتصر عليهم ولم نفشلهم
- محرقة غزة للتسويق والترويج
- الوحدة اليمنية انجاز ام حالة طارئة؟ الجزء الثاني
- الوحدة اليمنية إنجاز أم حالة طارئة ؟ الحلقة الأولي
- من كوماسي الشرف إلي دوحة القرف
- عماد مغنية ومنظومة الأمن العربية
- زفرات القهر يا محمد اسعد بيوض التميمي
- الفصل الاقتصادي شعار للفصل السياسي مع مصر
- ما الجديد في غزة؟!
- الرد علي مذبحة غزة
- العرب ومعركة التاريخ والموروث
- ايها الفلسطيني الغبي
- نظام العباطة العربي الجديد


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - غزة بقعة من فردوس الحياة