أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس النوري - هل ممكن تنقيح كتب الشيعة وكتب السنة من الرواسب التي تصنع الإرهاب















المزيد.....

هل ممكن تنقيح كتب الشيعة وكتب السنة من الرواسب التي تصنع الإرهاب


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أفكار بالية إيرانية تدعم الإرهاب

المتمسك بالدين وأي كان قديم أم حديث من الصعب أن يغير وجهة إيمانه لسببٍ أو آخر. إلا البعض الذين يعدون في صف خلاف القاعدة القانونية أو يسمى (بالنشاز). والنشاز لا يمكن أن يعمم إلا حالة فريدة في التاريخ وهذا ما حدث في الدولة الصفوية. والقصة باختصار أن الملك كان في حالة عصبية فطلق زوجته ثم ندم، ولم يجد طريقة شرعية لإعادتها كزوجة. لكون أن أكثر الإيرانيين ينتهجون المذهب السني. وقد حاول بعد سؤاله بحيلة شرعية لكي تبقى زوجته زوجة شرعية وكان لديه أحد المقربين قد طلب منه الأمانة على حياته لكي يعلمه ماذا يفعل فأعطاه الأمان. فقال له الرجل أن المذهب الوحيد الذي يسمح لك بأن تبقيها زوجةً لك هو المذهب الشيعي…فقبل بذلك وبعدها جمع العلماء في صفٍ واحد وطلبَ منهم أن يغيروا مذهبهم من المذاهب السنية للمذهب الشيعي وإلا من يعترض يقتل. فلم يمر فترة طويلة حتى حول إيران لدولة شيعية وبدأ الصراع بينها وبين الدولة العثمانية مما ترك أثراً كبيراً على مكونات الشعب العراقي لتداول احتلالهما للعراق وما عاناه الشعب العراقي من قتل وظلم ومأساة وأثار تلك الحروب ما زالت متأصلة في تكوين الشخصية العراقية…وما تتواجد من رواسب الأحقاد التي تطفو بين حين وحين ويستغلها أعداء العراق أثر في كثير مما يجري في العراق.

وهنا لا أقصد الأعداد الكبيرة من المثقفين الذين ينتمون لديانات مختلفة ومذاهب متنوعة لكنهم يلتقون دون أن يهزهم الخلافات التاريخية أو العقائدية. وأن أكثر الشعوب المتقاتلة بين طوائفها حين لقائهم وجمعهم بسبب الهجرة والتهجير تراهم متحابين في الدولة المستضيفة والسبب أن الجميع يخضعون لقانون واحد ولمنهج نظام يحمي حقوق الجميع.

ولا أريد أن أقلل من شأن الأحداث التاريخية القديمة والحوادث في زمن الخلفاء أو الفترة التي تلتها، وخصوصاً الحكم الأموي والعباسي وما أدى لقتل أولاد الرسول والمحبين والمناصرين لآل بيت الرسول محمد صل الله عليه وآله وسلم وأصحابه الميامين. ومن الطبيعي أن التاريخ حافل بالثورات المتعددة لأخذ ثارات الأمام الحسين عليه السلام من السلطة آنذاك. والسؤال هل نستمر في طلب الثارات وتجديد الجراح والمساهم في الكوارث لأن لدينا معتقد وحث على الكره والحقد والقتل.

ليس هناك صراع بين مذهبين مختلفين فحسب، بل الصراع بين المذهب الواحد لخلافات فقهية تتحول لتكفير طرف. وكذلك الصراع داخل المذهب الشيعي الواحد، فالطرف الموالي للأسلوب الشيعي الإيراني مخالف للطرف الذي يرى أن أسلوب شيعة العراق هو الأفضل. لكن ليس هذا الذي أود الحديث عنه…فحديثي له علاقة بسبب الإرهاب وأسباب الإرهاب بالخصوص ما يحدث من قتل بين الأطراف التكفيرية فهم متعددي الجوانب والجنسيات وليس له ارتباط لدولة معينة أو مذهب معين. وكما أنه معروف لدى العامة والخاصة بأن أصعب هذه الأطراف هم المعتقدين بالوهابية المتطرفة ولا أقصد بالسلفيين المعتدلين…المعتدلة متواجدين في كل دين ومذهب مثلما للمتعصبين تواجد…ويتعدى الدين والمذهب فالتعصب في الأيديولوجيات الفكرية السياسية وكثير من القوميات. ولهذا الموضوع نقاش ومحاور كثيرة.
الضغط الكبير أن التكفيريين فقط من الطرف السني، والحديث عن التكفيريين من الطرف الشيعي قليل لأسباب كثيرة…وإن حاول بعض الأطراف بيان ذلك لكنهم أسكتوا أو وضعوا في صف الأعداء.

التكفيريين من الطرف السني لماذا يكفرون الشيعة…هل هناك أسباب يعتمدون عليها أم غضبهم وحث مناصريهم لقتل الشيعة نابع من فهم خاطئ للمذهب الشيعي أم أنهم وجدوا ما يدل على ذلك في بعض كتب الشيعة. كثير مما يعرضوه كأسباب يجوز لهم قتل الشيعة لم تكن مقنعة أبداً وفي واقع الأمر ليس هناك أي سبب مهما كبر أن يعطي حق قتل الآخر لأنه يتبنى مذهب مخالف أو يدين بدين آخر غير الدين الإسلامي. ولا أعرف من له الحق أن يكون وصي على البشرية ليجبرهم على تبني دين أو مذهب معين…فلجميع الأطراف علماء ومجتهدين وأناس وصلوا لدرجة قناعة معينة يجعلهم المضي فيما هم عليه من إيمان أو كفر.

كما أن بعض المغالين في الطرف السني فهناك مغالين في الطرف الشيعي. وهذا الطرف يجر الآخر ليرتكب جرائم باسم الدين والمذهب. وهذه الحالة ليست بجديدة ولم يكن المجتمع الإسلامي منفرد بها دون بقية المجتمعات. فلقد تقاتل المسيحيون فيما بينهم والمجازر كثيرة يذكرها التاريخ…وحتى أن تاريخنا المعاصر يوضح هذا الأمر خصوصاً في بريطانيا مع أنها تعتبر من الدول المتحضرة والمتطورة منذ قرون.

السؤال الذي يحيرني – من له الحق أو أي طرف قد حصل على تخويل رباني بأن يجازي الآخرين بسبب عقيدتهم مع أن الدين الإسلامي آخر الأديان السماوية وأحدثها لم يشر في مكانة معينة أن التغيير والدعوة يجب أن يمارس من قبل الناس بالقوة والقتل. العالم الإسلامي يعيش أكثره تحت ضل القوانين الوضعية والقوانين المزدوجة المتناسقة مع الشرع الإسلامي، وحتى الدول التي تبين أن تشريعها مستمد من الشرع الإسلامي فوضع الحق في إقرار الجزاء بيد السلطة المنتخبة أو السلطة المالكة أو الدكتاتورية أو المتنوعة…فلم يعطي الحق لأي رجل دين أن يكون حاكماً وقاضياً يحكم بالشرع الإسلامي. وليس هناك أي أحكام جزاء ضد أي اعتقاد مذهبي معين حتى في أكثر الدول تعصباً مثل السعودية وإيران أن نجد قانوناً يحارب الانتماء الديني أو الاعتقاد المذهبي. إذن أين الخلل؟ فأنا أحاول تحريض الكتاب بجميع اتجاهاتهم المتعصبة والمتنورة أن يبدئوا بالبحث حول تشخيص الحالة وإيجاد الخلل من أجل التحاور للتوصل إلى عدد من الحلول، لكي يبدأ الضغط على أصحاب القرار للتخلص من الرواسب والسموم القاتلة للفكر الإنساني.

أن من واجب دولة القانون النظر في الكتب التي تأجج الفرقة وتحث الأطراف للخلاف ليأخذ حد التكفير والقتال. أن أي تعامل بأي أمر يقضي للعقاب خارج قانون الدولة يجب أن يعد من الجرائم مهما كان بسيطاً، وذلك لقطع الطريق أما تدهور الحالة وتسربها للآخرين. أن إعادة النظر في جميع الكتب الموجودة ومحاولة تصحيحها على أساس نبذ كل أنواع التكفير أو الحث على التكفير وثقافة القتل. ومثل هذا الأمر بحاجة لقانون يحد من انتشار هذه الأفكار الإجرامية.
نسمع بالمؤتمر الإسلامي العالمي، ونسمع بلجان التقارب بين المذاهب لكن الأفكار السامة منتشرة ومؤثرة دون الحد منها. ولا أتصور أن وضع قانون يحد من حق الطبع والرأي وما إلى ذلك من حقوق الإنسان في التعبير عن رأيه. لأن مفهوم الحقوق تتوقف عند حقوق الآخرين، وأن أي تطفل أو تجاوز على اعتقاد الآخرين يعد تجاوز على حقوقهم وبالتالي منافي لضوابط حقوق الإنسان.

والأمر الثاني أن بعض الإيرانيين يحملون ضغائن وأحقاد قديمة جداً لم تنقح وترجع تاريخها لما بعد تحويل الإيرانيين من عبدة الشمس والنار لمسلمين في عهد الخليفة الثاني عمر أبن الخطاب (رض). وهذا الحقد ترجمه البعض في كتب تتداول بين الشيعة وتنتشر الأفكار لتأخذ منحى عدائي بين المذهبين.

أنني أخاطب المعتدلين من المذهبين في العراق بأن يشرعوا بعملية تشكيل لجان التحقيق والتنقيح للكتب من الجانبين ورفع كل ما يشير للعداء والكراهية. فالكتب ليست كالقرآن المجيد لا يأتيه الباطل أبداً، بل هي من صنع البشر الخطاء من دون إدراك أو من قبل الذين يبثون السموم لقتل الشعوب. أنا متأكد من صعوبة الأمر لما يحتاج من وقت طويل وجهود كبيرة، وقبل كل ذلك يحتاج لقرار شجاع وتقبل الأطراف. وما سيقابله من تحدي كبير. لكنني أتصور بأن القيادات السياسية التي تعمل من أجل دولة حديثة لديها من الإمكانيات والقدرات والقرارات المؤثرة.
هذا إذا كنا نريد بناء دولة حديثة والتغيير يأتي من الجذور وليس التغيرات السطحية غير الثابتة التي سرعان ما تتغير حكومة تذهب جهودها عبر الرياح.

الدول التي تقدمت وتطورت وضعت جانباً جميع المعتقدات وتمسكت بالعهد المجتمعي وجعلت القانون فوق كل شيء مع أن شعوبها احتفظت بالقديم أرث حضاري ليس من أجل التمسك به للتشهير أو إجبار الآخرين لإتباعه، بل من أجل الانتباه لمخاطره وتجنب أخطائه.
المخلص
عباس النوري



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم الغوغاء
- ما بعد البصرة((حرب ضروس)) أم انفراج تام
- ثقافة القتل مرض اجتماعي أم ضرورة مرحلية
- بعد خراب البصرة
- من يتحمل المسؤولية للتقاتل الداخلي
- المصاهرة الوطنية أم المصالحة الوطنية؟
- مؤتمر القوى السياسية لا يفي بالغرض!
- أهم مسؤول في العراق!
- أي الأطراف تحكم في العراق؟
- العراق لا يستقر!
- خزين!
- المخاطر الثلاثة على الغرب!
- مطالب شنشل معقولة ومنطقية…ومطالب الحكومة بعيدة المنال!
- تعريف المثقف - الفصل الرابع
- تعريف المثقف-الفصل الثالث
- المكان ليس كالإنسان…يمكنك أن تعشقه ولكن من غير الممكن أن تصا ...
- تعريف المثقف الفصل الثاني
- تعريف المثقف والثقافة
- العراقي شخصية لا تتنازل – لا تتطور!
- الحكومة نجحت في الخطة الأمنية!


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس النوري - هل ممكن تنقيح كتب الشيعة وكتب السنة من الرواسب التي تصنع الإرهاب