أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق التميمي - عنف تتوارثه الاجيال














المزيد.....

عنف تتوارثه الاجيال


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 11:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أرتبط التراث الشرقي بحكومات التفرد والتسلط حتى اصبح الامير والسلطان هو بطل بلا منازع بمروياتنا الشفاهية وثقافتنا الشعبية المتوارثةواصبح وعينا اللاشعوري المدرب على تلقين الطاعة والتربية الانضوائية يحاكي ويتمنى النهاية السعيدة لهذا الامير وذلك السلطان وعزز من هذه الصورة التاريخية غياب الروائي المحايد وتغييب الشهادة الرائية لمستويات الصراع الحقيقية والمحجوبة بقهر هذا السلطان وبطانته المأجورة الصراع بين الناس الناقمة على اوضاعها وبين هذا الامير وذلك السلطان وأدى هذا الحجب المتعمد لقصة الصراع المخفي بين السلطان ورعاياه ان ضاعت كثير من قصص البطولة والتضحية لابطال شعبيين منسيين وسط ضخب منجزات السلطان وسطوة قبضته القاهرة
توارثنا العنف جيلا عن جيل حتى تأصلت ثقافته في نسيجنا الاجتماعي واصبح لهذه الثقافة تقاليد واصول وثوابت من الصعب زحزحتها اومراجعتها او تنقية لاشعورنا الجمعي من شوائبها ونتائجهاالتدميرية
فلم يكن عنف السلطة وجبروتها واحيانا ساديتها الا تجل صارخ لهذه الصورة التي نقلتها الذاكرة الشعبية وتأبدت في اعماق لاوعينا الجمعي ولم تكن هذه السلطة الا ترحيل لعنف يشمل الدوائر الاجتماعية وحلقاتها ابتداءا من الحلقة الصغيرة والنواة الاولى وهي الاسرة الصغيرة التي ابتدأت بفاشية وسلطة الاب وانتقالا الى الحلقة الاكبر حيزا والاكثر تعددا في ممثليها الفاعلين كالمدرسة والدائرة والمصنع حتى اصبح مجتمعنا بجميع حلقاته في حركة محومة للعنف حلقة ترحل عنفها لحلقة اخرى
وبالتالي اصبح فضاؤنا الاجتماعي بكل مفاصله ومساحاته متسمما بهذه الافة السرطانية وفضاءنا غدا مولدا جاهزا لادوات عنفية ومناخا خصبا لاحتضان حالات الصراع الدموي
حتى بدات الحالة السادية والروح الذئبية لدى الانسان تجد مبرراتها ومسوغات وحشيتها في موروثات دينية ومباركات شعبية للدرجة التي لم يعد فيها التطابق بين الصورة الخيالية التي كان يمارسها ا سلطان المسلمين وامير المؤمنين برؤوس معارضيه التي يعمل منها اسطوانات حجرية يختلط فيها دماء الناس الابرياء بحجر العمارة التي ستخلد هذا الفاشي الدموي وسيكون اول تمرين للعنف لاجيال قادمة
ليس المهمة سهلة لمواجهة هذه الثقافة التي تمتد عميقا في ماضينا وتراثنا وحاضرنا وتكمن هذه الصعوبة بتعقب وترصد هذه الامثلة التاريخية الممجدة لصورة جبروت السلطة وساديتها الوحشية واعلان البراءة منها
وبالتالي السعي لصناعة ثقافة بديلة تعتمد الحب الانساني بين البشر دون تمايزات او فوارق والمحاولة الجادة باللحاق بالتراث المدني للدولة المعاصرة التي ازدهرت نماذجها المتقدمة في الدولة الاوروبية المعاصرة
فاذا كان معيبا علينا ترحيل تاريخ الفاشيين ومافعلوه بمعارضيهم من صور التقتيل وتقطيع الاجزاء البشرية
والاحتفاظ بها في خزائن خاصة للتباهي والزهو بها في مواسم الاعياد والمناسبات الوطنية فانه ليس من المعيب ان نرحل او نجسر العلاقة مع ثقافات الشعوب المعاصرةوترحيل ثوابت المدنية وقيم التعايش واحترام الحوار والخصوصيات الانسانية لجميع البشر ما دامت هي الاسرار التي جعلت اامما تتقدما كاممهم واخرى لازالت تجد في نحر الانسان وقطع راسه وسيلة لبلوغ الجنة او مجدا من الامجاد التي تستحق ان تتباهى به وتقيم لاجله الاحتفالات



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوق الشعراء
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر
- بأنتظار بابا نوئيل عراقي
- الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى
- حرائق الوطن الغائبة عن محاورة الشعراء
- السطر الاخير في رواية العائدين والذاهبين من العراق
- مذكرات هاشم جواد ..آعترافات بهزائم مؤجلة
- حوار طويل مع الناقد ياسين النصير
- الزعيم الاوحد نستذكره في زمن الديمقراطية المرة
- صلاحية نفاد الكتابة
- عيد وباي حال عدت يا عيد الصحافة
- مناكدات بين معلمين ومريد
- الناصرية الشجرة الطيبة
- هوامش عراقية على المدى
- مراث لااصدقائي الاحياء وأولهم نصيف فلك
- انهم الحمراصدقائي الشيوعيين...يستفزون الارهاب بكرنفالاتهم
- الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار
- هل تصلح المذكرات ما افسدته الحكومات
- اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري
- بلاغة اسكات قناة الفيحاء العراقية


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق التميمي - عنف تتوارثه الاجيال