أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صاحب الربيعي - علم السياسة وأختلال المفهوم














المزيد.....

علم السياسة وأختلال المفهوم


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 10:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن المفهوم الشائع للسياسة هو فن الخداع والتدليس للجمهور لتحقيق مأرب سياسية لاتعكس أهدافها الحقيقية بشكل مباشر، أو فن أشباع عواطف الجمهور الجاهل بالوعود الكاذبة وتجييره لخدمة مصالح السياسيين، أو فن السيطرة والتحكم بالمجتمعات غير الواعية لمصالحها لإستغلالها أكبر فترة ممكنة.
ومن خلال هذه المفاهيم الشائعة في الدول المتخلفة يتبين أن السياسية مهنة لإحتراف الكذب والخداع ولاتحتاج إلى إمكانيات فكرية وعلمية وأخلاقية وإنما إلى كائنات أمية وجاهلة ووضيعة، وعديمة الضمير والأخلاق مهمتها الأساس خداع الجمهور لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية ذات أجندة خارجية. وبالتالي فيمكن تصنيفها ضمن المهن الوضيعة في الحياة، تمتهنها كائنات وضيعة لاتعر أهمية للقيم الاجتماعية والدينية السائدة في المجتمع.
إن مهنة السياسة ليست مهنة حديثة، بل تعتبر ثاني أقدم مهنة في التاريخ القديم بعد مهنة الدعارة. وكلاهما لاتحتاج إلى ثقافة وتعليم وإنما إلى مهارة في تزين (الفكرة والجسد) لاجتذاب الجمهور وخداعه بفكرة مشوهة على أنها فكرة إنسانية، وجسد قبيح باعتباره جميلاً لتحقيق مكاسب مادية.
يقول ((جيمي كارتر))"إن السياسة هي ثاني أقدم مهنة في التاريخ بعد مهنة الدعارة، وتشتركان في أسلوب واحد في التسويق، فكما أن العاهرة تزين نفسها لجذب الزبائن كذلك الحال للسياسي".
إن المفاهيم الشائعة للسياسة مازالت رائجة في معظم الدول المتخلفة، والمُمتهنين لها مازالوا من الجهلة والأميين بسبب سياسة التبعية والهيمنة للعالم الآخر بوسيلة غير مباشرة لتحكم بمقدرات الدول والمجتمعات المتخلفة عبر تنصيب وإعلان شأن كائنات وضيعة في العمل السياسي لتحقيق أجندة سياسية غير معلنة.
أما المفهوم الآخر للسياسة يعرف بإنه علم قائم بذاته يبحث في شؤون الدولة والمجتمع، ويحتاج للدراسة والتحصيل والمهارة الذاتية والخبرة في إدارة المؤسسات المدنية والعامة، وممتهن السياسة يجب أن لاتنقصه الفطنة والذكاء وسرعة البديهة والتحليل وإمكانية إعداد البرامج والتخطيط والإشراف والمساومة ويتحلى بقدرة كبير من الصبر والأخلاق ومؤمن بالقيم العامة للمجتمع لكسب ثقة الجمهور بمشروعه السياسي لتحقيق المصالح المشتركة.
ولعلم السياسة مناهج ومدارس فكرية ذات طبيعة تراكمية (تتفق أو تتعارض) بالرؤى الاقتصادية والاجتماعية والفكرية قاعدتها الأساس الفلسفة التي تدرس غايات الإنسان وهواجسه وتطلعاته وسُبل عيشه ورفاهيته وتتطلع نحو الارتقاء بالوعي الإنساني لمرتب أعلى.
يعتقد ((أدونيس))"أن السياسة فن يضيء الفكر، والفكر أفق لإغناء السياسة وتعميقها. والمجتمع سياسات وأفكار لاسياسية دوارة بفكر واحد، وليس الفكر نقلاً أو تعليماً لليقين وإنما هو الحث على المزيد من التساؤل والبحث".
وبما أن لعلم السياسة مناهج ومدارس مختلفة فإنها تعكس نظم سياسية متباينة ومستندة لرؤى فكرية تحقق مصالح (فئة أو فئات) اجتماعية محددة، وطالما هي كذلك فإنها تخلق حراكاً سياسياً فيما بينها نتيجة تقاطع المصالح تارة والتقاءها تارة أخرى.
وهذا الحراك السياسي إن أُطر بنظام سياسي يكفل حرية التعبير واختلاف الرؤى ويؤمن بآليات الانتخاب وتناوب السلطة تزداد الحاجة للعلوم السياسية لتهئية رجال دولة قادرين على إدارة شؤون الدولة والمجتمع.
وبالمقابل تزداد حدة المنافسة بين أصحاب الكفاءات الثقافية والفكرية والعلمية والاقتصادية داخل المؤسسة السياسية لإختيار نخبة كفوءة قادرة على إعداد البرامج المختلفة التي تحقق مصالح أكبر عدد من الجمهور لكسب أصواتهم للفوز بالسلطة السياسية.
إن أختلاف مصالح الفئات الاجتماعية يعكس أختلاف الرؤى السياسية، فليس بالضرورة أن تحقق السلطة السياسية المصالح الكلية لكافة فئات المجتمع وإنما تسعى لتحقيق المصالح النسبية لفئة اجتماعية محددة مقابل نسبة أعلى من المصالح للفئات الاجتماعية التي تمثلها.
يعرف ((أيستون)) علم السياسة:"بأنه التوزيع القهري أو السلطوي للموارد ذات القيمة الاقتصادية".
إن أختلال مفهوم السياسة بين المجتمعات المتخلفة والمتحضرة ينعكس على الممتهنين لها، فالسياسة باعتبارها علم لإدارة شؤون الدولة والمجتمع تتطلب نخبة مختارة من أصحاب الكفاءات والتخصصات المتعددة في النظم السياسية المستقرة، وباعتبارها الشائع، فن الكذب والخداع تتطلب كائنات بشرية وضيعة ومتخلفة وجاهلة بإدارة شؤون الدولة والمجتمع في النظم السياسية غير المستقرة.
إن تعاطي أعداد كبيرة من أفراد المجتمع المتخلف للعمل السياسي لايعكس الارتقاء بمستوى وعيه السياسي وإنما تدني بثقافته السياسية التي تعكس الفهم الشائع للسياسة باعتبارها فن الكذب والخداع ومهنة لاتحتاج إلى كفاءة وخبرة وتعليم، فمن خلالها تتاح الفرص للأميين والجهلة تبوء مناصب وظيفية رفيعة في مؤسسات الدولة ومراكز اجتماعية مرموقة لاتتناسب ومستوى وضاعتهم في المجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة السياسية واستخدام العنف الشرعي
- استخدام العنف الشرعي لتعزيز النظام الاجتماعي
- استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام
- آليات الضبط والسيطرة في المجتمع
- فساد الجهاز القضائي
- مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صاحب الربيعي - علم السياسة وأختلال المفهوم