أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة















المزيد.....

عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 06:57
المحور: الادب والفن
    


كيف تعيش يومك،لو عرفت أنه الأخير لك في الحياة؟
كنت لأضع إشارة التعجّب بدل الاستفهام، سابقا.
حدث تغيّر ملموس في عقلي ومشاعري، في درجات الغضب والتشويش،هكذا أشعر.
سقف التوقّع انخفض....كثيرا على ما أرى.سقف التوقّع مشكلة جوهرية.
.
.
اليوم هو الأول في نيسان 2008.
كذبة نيسان،لطالما أحببت هذا اليوم وما أزال أحبّه.
_التوقّع ينخفض إلى الحدّ الأدنى،طالما نفترض أنه يوم الكذب العالمي،ومهما تقول يمكن أن يمرّ دون عقاب أو لوم، الأنا والآخر في مستوى واحد،هو يوم للهو والمرح،نعرض فيه عن الجدّ والمحاسبة.
....الصرامة والتراتبية،تفقد الكثير من قوتها وأسلحتها في هذا اليوم الخفيف.
هو يوم مناسب لبدء الفصل الثاني في الثرثرة.
*
ألهمني صديقيّ برهوم وخلف.....لمتابعة الثرثرة.
أعرف أنني من أوفر الناس حظّا في الصديقات والأصدقاء.
التسامح الذي لقيته ثرثرتي، حدث فريد في الحياة (الثقافية_الاجتماعية)السورية.
يوجد شيء من اللامبالاة، ربما....لكن الأكيد أننا_كتابتي وحياتي_ خارج دوائر التنافس. منذ البداية ابتعدت عن طرق الثروة والسلطة، ولا أدخل في تنافس مع أحد،إلا في ألعاب واضحة القوانين والحدود، وأما الصراع أتحاشاه ما استطعت.
"خصوصيّة المرأة"في مجتمعاتنا بالتعبير المخفّف، ودونيّة المرأة بالتعبير الواقعيّ، ما أرفضه بالجملة والتفصيل، توجد علاقة صداقة، حب، زمالة....أو لا علاقة.
.
.
كنت أنتظر حدثا نوعيا....ركوب طائرة، موت فريدة السعيدة، عشق مجنون، هبوط كنز بين يديّ....لأبدأ الفصل الثاني.
*
عالم الخارج كلّه، في مرتبة ثانوية من اهتمامي. مستوحد وخيالي كنت على الدوام.
باب ومفتاح....وأنا بألف خير، وبوجود كأس وسجائر وأدوات الكتابة...تكتمل مملكتي.
*
سأمضي بقية حياتي في اللاذقية.
زيارات سريعة وقصيرة، إلى دمشق، حلب، بيروت....ولا بأس في زيارة لمصر وأخرى للخليج، الكويت مثلا، دبي التي أسمع عنها الكثير،....أوربا ابتعدت، الهند والصين في الأحلام، أمريكا....ضاعت الفرصة_أفسدها البريد السوري وحرّاسه عليهم اللعنة.
تخفيف الغضب لا يعني مطلقا التنازل عن الحقوق الأساسية_هنا خطّ أحمر مدى الحياة. لن أسكت لاعتداء أو إهانة، ..حتى عزرائيل عندما يقترب مني سوف يهرب مدمّى ويلعن الساعة التي قبل فيها وظيفته القذرة، سيفوز في النهاية، لكنني لن اسلّم حياتي بعضو واحد سليم.
*
انتصف ليل أول نيسان وأكمل مع الكأس الثاني.
ما لها الحياة يا حسين؟
_حلوة وبهيجة وتسرّ الروح والخاطر؟لا.
أكثر ما يزعجني الغباء. هؤلاء اللذين يعرفون ليس حاضرهم وماضيهم فقط، بل المستقبل،....يعرفون كلّ شيء....أجوبة وتحليلات، أوافق ليصمتوا، فقط لأرتاح.
المشكلة أن لا شيء خارج الحياة.
.
.
البارحة أمضيت يوما لطيفا للغاية.
الصباح عند أزدشير ورفاق القهوة أكسبرس ....جميل ومصعب، والوعد سكرة الليل عند زكريا. جميل أن يكون في يومك ما تنتظر وصوله، أسهل من هذا الخواء.
في قصيدة نثر قبل السابعة مساء، أشعر بالراحة في هذا المكان.
_ألو زكريا....أنا حسين ولوه، وينك؟
أنا في البلد(طظ فيك وفي البلد) ولك أبو الزوز الحبيب ...أنا في قصيدة نثر تعال.
نشرب البيرة ونتحدّث بمودة.
يصل حسام جيفي الطبيب والشاعر والشاب، يصل منذر...ندعو رامي وبريء.
ننطلق الأربعة إلى مقهى الشعّار ورأس ابن هانئ .
يلحقنا مصعب وجورج، ثم يصل أسامة،....وكعادته الأستاذ جميل آخر من يصل.
سهرة لطيفة للغاية_عرق وبيرة_ زكريا يقرأ أشعاره البسيطة والمحبّبة، منذر في كلامه الكثير ولطفه الكثير،يذكر زواج حازم العظمة وزيارته السريعة لللاذقية، اشعر بالامتعاض الداخلي(الواطي لم يكلف نفسه بمكالمة)،...أقرأ بعدما تدبّ الخمرة في رأسي:
اسلك الطريق إلى البيت
اللذي تسكنه امرأة
تشبه المرأة التي أحبّ
أضع على بابها وردة
ورسائل تأخرت في تحضيرها
سأكرر المحاولة حتى تنجح
وأقول لها ما عجزت عن قوله لشبيهتها
ستفرح المرأة بالهديّة
وتتسلى بقراءة الرسائل
وتظنني شبيها بالرجل الذي تحبّ
لمرّة واحدة
يكون الرجل هو الموجود في الصورة
وكلامه ذلك المكتوب في الرسائل
ويكفي للمرأة الجديدة
أن تفتح صندوق الذكريات،
بذلك الصبر والدأب_الذي يميّز نبل جنسها_لتبقى
الصورة والكلام لنفس الشخص.
.
.
.
"أندلوثيا" ديوان أحمد تيناوي، في جيب سترتي، حتى لا أنساه بعد السكرة في سيارة صديق أو على الطاولة.
أحاول قراءة مقاطع منه، لأستكشف تلقّي الأصدقاء لهذا النمط الخاصّ في الشعر.
أكثر من ثلاثة نتحوّل إلى أوغاد.
هذا المساء أعدت قراءة المجموعة، دفعة واحدة،...كتابة وجدانية بدون تكلّف أو إدعاء.
مجموعة تصلح للقراءة.
.
.
أنهيت الكأس الثاني، يكفي شراب لهذا اليوم.
*
في الصباح وصلتني رسالة على الموبايل، من منهل باريش:
أتشرف بدعوتكم
لحضور عقد قراني على ابنة خالتي فاطمة
يوم الخميس القادم
.
.
الآن فهمت، على الأرجح كذبة أول نيسان، وربما حقيقة
من ستتزوّج بمنهل باريش! سوى قريبة له تتقبّل قدرها، برضا وتسليم وإيمان؟
.
.
لو فكّرت بجدّية، ماجد أسود ويمني، هناك ربما يرونه وسيما!
أما منهل، فهو أسود وسوري، ويساري فوق هذا!
.
.
برهوم، وليست محاباة وتمسيح جوخ_لأنه من يوصل نصوص الثرثرة مشكورا إلى الحوار المتمدن_ من العرق الأبيض حقيقة، ثم أنه صهر الساحل وله حظوظ، أكثر من الأسودين.....يعني خلف أليس أسود أيضا؟
قد يقول البعض أسمر غامق، يعني....كل الموضوع لأنه صاحب جدار، يعني كاتب مسلّح، صحيح من الوزن الخفيف، لكنه مسلّح.
تعبت ومللت.
ربما استطيع النوم بهدوء.
*
كيف يمكن أن تعاش الحياة بتمامها وكمالها، في الشغف والحماسة والحبّ؟
_بسيطة، سهلة للغاية.
على العكس التام مما فعلته في حياتي نقطة بنقطة وفكرة وسلوك _حرف بحرف.
من المستحيل أن يوجد شخص وصل إلى القاع، واستمرّ كل هذه السنين، دون حتى أن يفكّر بتغير وضعه، أكثر مني.
ولو أن الزمن يستعاد، لعكست حياتي بمجملها_فقط أفعل العكس_ في الفكر والسلوك كما في الكتابة والأحلام، ولأمكنني أن أصعد الآن فوق الكمبيوتر
وأصرخ في بريّة بسنادا....
حسين عجيب أوفر الرجال حظا في التاريخ.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا
- وراء الواقع
- قصيدة نثر في اللاذقية
- رهاب التلفون
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم
- الحوار المتمدّن_آخر البيوت
- المعرفة المضادّة/علم النفس.....ذلك المنبوذ_رأي هامشي
- أفتح الباب بالمفتاح وأدخل
- أحلام تشبه الواقع
- الوضوح قيمة جمالية أيضا
- اللا تواصل
- الأعور في مدينة العميان
- الصراع اليومي
- رسائلهم......الرسالة التي أنتظر
- الزماااااااااااااان.....لا يحلّ شيئا
- رسالة حب_ضدّ الحب


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة