أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نظرية الفن الثامن..المتلقي















المزيد.....

نظرية الفن الثامن..المتلقي


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


بالنظر الى كون ارسطو المنظر الاول للدراما قد اقصى المتلقي من عناصر البناء الدرامي واحاله الى تحصيل حاصل لمشاهدة الدراما أي كونه موجود او لا هذا لن يؤثر دراميا على عناصر البناء المحكمة نظرا لان هكذا احكام لهذه العناصر هو نتاج فعلي للسلطة الدينية والاحكامية السياسية التي كانت تسود ايامه مع ان مقارنة دور الانسان ودور المتلقي نسبيا في الواقع الفني والفعلي لا يمكن ان يرتكزا الى ذات المعايير الا اننا نرى جليا واضحا كون المتلقي هو المتفرج سواء كان في الواقع او فن ذلك العهد الارسطي الفكري , بدليل كون عناصر البناء الدرامي الفنية لم تتعارض مع عناصر بناء الانسان في دراما حياة ذلك العصر , والا لوصلنا خبر هكذا ثورات على الفن لا محالة .
من هكذا افتراض اقصائي للمتلقي , لا اعتباري لدوره في مجل العملية الفنية نتبين كون العناصر التي تم الارتكاز اليها طوال حياة الدراما لم تتغير الا شكليا في دائرة ضيقة بكل عنصر , ولم يكن المتلقي احدها , وذلك مفاده الى ان طريق التفاعلية مع المتلقي اتخذ جانبا اخر غير النص .
فعليا تم ذلك مع حلول المنظر الثاني , برتولد بريخت , حيث اعتمد النص الارسطي على شكليته الرئيسية أي التي لا يكون المتلقي عنصرا من عناصر البناء الدرامي فيها , ولكنه حاول بنجاح متحقق على صعيد التمثيل والاخراج ان يجعل من المتلقي عنصرا فاعلا في العملية الفنية , وذلك باشراكه في ذات الطرح الفني الدرامي والمتحقق تفاعليا هو خروج المتلقي من دائرة المشاهدة , التفرج , الى فعل نسبي في المحيط الفني , اقتصر هو الاخر على مجارات محاولة التفاعلية للنفوذ من خلال الاخراج ومن محاولة مشابه في التمثيل حيث لم يكن السياق العام للطرح المعتمد اساسا على النص الارسطي , ان يتضمن فعل المتلقي لاكثر من ملامح تفاعل لانه دليلا على الملامح لم تكن مسرحية لتتوقف لو لم يشارك المتلقي في المساحة الفعلية النسبية والتي مهد لها بريخت , ولم تكن لتتغير احداث مسرحية ما له لو لم يوجد هكذا فعل من قبل المتلقي ان تاثير فعل المتلقي كفعل حدث في دراما اخرى .
في الفن الثامن حيث فعل المتلقي اساس استمرار الطرح الفني ومقياس فاعلية الفن الموضوعي , تتضح مبدئية ثابته في التعامل مع المتلقي على اساس كونه حدث الطرح الفني المنشود ولكن هنا يدخل المتلقي كعنصر بناء درامي في النص الادبي ابتداءا ويهيئ له ذلك على صعيد التمثل التمثيلي والاخراجي في صيروة من التفاعلية لم توجد من قبل في أي نوع وصنف درامي بحيث يعتمد سير واستمرارية الطرح الفني للمنتج الابداعي على تفاعلية المتلقي بطريقة


تثبت فاعلية الفن والانسان في وحدة تفاعلية تضمن موضوعية الضاهرة الفنية ممثلة في فعلية الفن الثامن .
لكي نتبين مديات التجربة الفعلية للفن الثامن على وجه الخصوص المتعلق بالمتلقي يجب مراعات كون مسألة تفعيل الذات الفردية ليست فقط ما يضمن التاسيس الدرامي الامثل فتفاعلية المتلقي ليست قادرة على انبات استمرارية موضوعية الطرح الفني لوحدها اذا لم يكن البناء العلمي للنص ونص العرض مؤهلا يدعمه قدرة التمثيل المشخصة لافكار الطرح الفني فتكون جزيئات البناء المتكاملة نسبيا هي الضمان الاطاري لفردية المتلقي وتفرد الفن الثامن .
ليس من الممكن تجاهل كون فنية التجربة في بنائها العلمي تتطلب النظرة العلمية ذاتها للطرح الفني , حيث لا يصح القول بعشوائية اتخاذ فاعلية المتلقي سببا لتردي نتاج بني من الاساس على تذويت الطرح ككل موضوعي نزولا للمتلقي رغبة في التفاعل كهدف فني , والمهم تدارك كون وضيفية الظاهرة الفنية مصاغة علميا بالضرورة لاستدراك الوقوع في ذاتية المتلقي والاكتفاء بالمتحقق التفاعلي , دراميا , لكي لا تنحدر في ضيق افق فنان ما .
من المهم انتاج الوعي الشمولي لفكرة الفن الثامن انطلاقا من بداية الفن كظاهرة لا عشوائية , بالتالي سيكون اللاتفاعل مستندا الى تفريغ طاقة الانسان سواء تلقي او تفرج , سيان , وهكذا تنظير معنوي لم يغني العلمية التي ترتاب لادعائية البعض بها ضمن حدود العملية ذاتها , الا ان من الممكن في الفن الثامن ترتيب اولويات الطرح الفني كاولوية متلقي بالدرجة الاولى .
من الواضح ان تاسيس نظرية بالمعنى العملي , العلمي , لا بد ان تستند الى تقنين واضح المعالم , وفي الفنون من الممكن تبيان القياس النوعي من خلال فارق نسبي بين التطبيق لنظرية واحدة , بالتالي يكون الفن الثامن ذا نظرية علمية للدراما والفن على وجه ممكن تاويله للمتحقق النسبي منها وممكن تفعيله على وفق دائرة احتواء المتلقي فعليا بالتالي رفد الفعلية في الظاهرة الفنية من ناحية وشمول الفكرة للواقع الفعلي من عدة نواحي انسانية .


كون المتلقي هو العنصر الافتراضي في الفن الثامن , دراميا , وكون ارسطو لم يجعل منه هكذا ولا برتولد بريخت , فان الفن الثامن قد امتاز نصا واخراجا وتمثيلا , بان جعل من المتلقي هو العنصر الافتراضي المضاف الى عملية الطرح الفني , بان يكون معتمدا في النص كحبكة خاصة به لا يمكن للنص ان يسير الى نهاية دون تفاعلية المتلقي مع الاحداث كشخصية واحداث بنفس الوقت , حيث من وجهة النظر الدرامية يكون المتلقي ممثلا باحدى شخصيات العالم الرقمي بكون هذا الواقع الافتراضي مؤسس على تفاعلية المتلقي ذاته , ومن وجهة نظر التلقي يكون هو المتلقي ذاته لاعبا ضمن منضومة الاحداث الدرامية الحاصلة بكون ممثلا ذاتيا فيها , بنفس الوقت هو يتلقى الطرح الفني مضافا الى تلقيه طروحات المتلقي الاخر او الاخرين , حسب طبيعة الدراما اثناء تلقيهم هم من ناحية طرحه الفني كذلك , بالتالي تم الربط العلاقاتي بين محتوى النص وبين الطروحات الذاتية للمتلقين من ناحية , وبين حتمية التفاعل في المستوى التمثيلي والاخراجي استنادا الى تفاعلية النص التي لم توجد الى في الفن الثامن .
يبقى ان نلاحظ كون شرط الدراما التفاعلية هنا بادخال المتلقي كعنصر افتراضي لبناءها , يترتب عليه بناء علمي لالية تفاعله كمتلقي وشخصية في ان واحد , كذلك لا ننسى كون حيوية الدراما ذاتها تضمنها ذات المتلقي الحيوية بالاخذ باعتبارات الكيف الذاتي للطبيعة الفردية للانسان .
هنالك عدد من المتلقين او متلقي واحد تلك العددية لا تؤثر سلبا على سير احداث الدراما ان كان ممكن احتوائهم تفاعليا , وذلك ممكن جدا , بل هو اساس تميز الفن الثامن كدراما عن باقي التصنيفات , الفنية .
ان مديات الدراما التفاعلية كثيرة التنوع بحيث تصيغ تاريخ الدراما بما لم يكن بالحسبان وهو دراما المتلقي التي تناسب كيفه الذاتي الفردي بطريقة لم يسبق لها مثيل على صعيد النص والاخراج والتاليف حيث اصبحت حوارات المتلقي ضمن منظومة تفاعلية تركز على التمثل الذاتي له واصبح فعل المتلقي اساس فاعلية الفن .


لاجل تثبيت وجهة النظر المعمول فيها وبها انطلاقا من فنية الثامن وتمكن اليته من تعزيز القدرة التفكيرية للانسان نرى ان من الواضح ضروريا تكوين الحتمية كواقع مفتعل في خيال فني بحت , لا يمت بصلة العالم لعالم محيط فني , قد نجد لها صلات واقعية الا ان تعشيق النظرية مع هكذا تهميش فردي للمتلقي سيؤدي لمسار التقليد الفني كتفاعلية .
ان تعزيز فنية التفكير وفكر الفن من جهة اخرى , يتاتى تباعا للتجربة الوجدانية التي انبثق مسارها الفني من قدرة اولية لاستدراك الفكرة ثم طرحها حيث لا بد للفن الثامن ان يكون مؤسسا على ما لم يتم تاكيده من باب اولى , في الفنون السبعة, وهو تفعيل الفكرة .
كنظرية , ادبية دراميه قد ادخل الفن الثامن المتلقي كعنصر افتراضي لاتمام علمية التجربة , وكنظرية علمية فالتفاعل مع ذات المتلقي ضمن الاطار الاحتوائي لمحيط الطرح الفني يتخذ من البناء العلمي القياسي اكثر مما تتخذ الفنون السبعة منه تقنيا , فالحال كذلك نستطيع القول بفنية البناء العلمي لثبات تفاعله مع حيوية الفرد الذي يتلقي الطرح الفني ضمن منظومة علاقات لم تتوفر له من قبل .
انما يشد اليه الفكر كملاحظ قسري لفحوى الالية التي تجري بها مجمل تفاعلات التجربة هو رقميتها الظاهرية , بالتالي لا يصح القول بفنية احالة المتلقي المعادل رقمي ضمن اواصر البناء , الا ان الواقع غير ذلك , لان حساب فعل المتلقي لا يمكن ان يعتمد جانبا رقميا بل تعبيريا في الفن الثامن.
تتوالى مديات الفعلية بالتوحد في تجربة فنية لبناء علمي بالضرورة يستطيع من خلالها المتلقي ان يتبين فاعلية الطرح الفني , الفكرة , وان يعيشها وان يتفاعل معها بما يضمن اعلى نسبة تمثل بالموضوع المطروح وللمتلقي في ان واحد وبذلك فان القول بفاعلية الفن يصبح مقرونا بفاعلية المتلقي , بالتالي لا يمكن لبرهان واقع فعلي ان يتعدى الحدود الفنية رغبة في نسبة اعلى من التفاعل , ولكن بنفس الوقت من الممكن عكس تجربة واقعية في محيط فني متفاعل , وعلية , تكون للفن فعلية واقع الحياة مؤسسة على تفعيل ذات الانسان في موضوعية فنية هدفها تفعيل الفكر الانساني بالنهاية .



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الفن الثامن..ماهي؟
- حول علمية الفن الثامن
- فلسفة عراقية للفن !
- حول الفن الثامن..توطئة
- في معادلة الفن الثامن..توضيح
- سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !
- حول الفن الثامن
- علمية الفن الثامن
- تجربة الواقع الأفتراضي وفق علمية الفن الثامن
- واقعية التجربة الأفتراضية في ضوء علمية الفن الثامن
- مطلق التفاعل الفني في الفن الثامن
- نقاط ارتكاز التجربة في الفن الثامن
- نماذج التجربة الفنية
- النمذجة الفنية تجريبيا
- ثلاثية الأحتواء التفاعلي في معادلة الفن الثامن
- مديات الأحتواء الفني في معادلة الفن الثامن
- اكليكتيك الأفتراض الفني في معادلة الفن الثامن
- ديناميكية البعد الرابع في معادلة الفن الثامن
- ميتافيزيقية البعد الرابع وفق معادلة الفن الثامن
- موضوعية الفن الثامن وفق معادلة الفن الثامن


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نظرية الفن الثامن..المتلقي