أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم محمد الحافظ - أتمنى أن لا تكون حكايتهم .. كحكاية *غاله* !!














المزيد.....

أتمنى أن لا تكون حكايتهم .. كحكاية *غاله* !!


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 10:28
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى أن رجلآ مهبولآ إسمه ( غاله) كان قد أقام له كوخآ على تخوم إحدى قرى قبائل شمر الواقعة جنوب بغداد ، حيث إعتاد القوم هناك ، أن يبتهجوا بقدوم عيد ألأضحى من كل عام ، بإقامة الولآئم الفاخرة ، للدلالة على الكرم والسخاء ، مناكفين أبناء قبيلة أخرى تقع قريتها في الشرق منهم ، وتقيم هي ألأخرى ولآئمها لذات السبب ، وكان التنافس بينهما يشتد مع إشتداد أوار نار الطهاة من كلتا القريتين ، فما أن يرى سكان القرية الغربية ألسنة النيران تتصاعد من الشرقية ، حتى حثوا طهاتهم لإلقاء مزيدآ من الحطب الى مواقدهم ، وكان ( غالة ) يهرول بين القريتين مبتهجآ ومرددآ أهازيجآ ترفع حماسة الطرفين ، فحينما يصل القرية الشرقية ، يوهم أهلها بإنه منهم وحريص على نجاحهم ، ويستفزهم من آجل المزيد ، مرددآ إهزوجة يقول فيها : أحاه... يالطمعه الغربينه !! ويكررذلك مع أهآلي الغربية قائلآ : أحاه.... يالطمعه الشرجينه !! ويظل على هذا المنوال الى أن يحل وقت تناول الطعام ، حيث ينهي مشاويره عند أكثر الموائد دسمآ ، حتى غدت إستمالته للبقاء عند إحدى القريتين مؤشرآ للجودة عند مستميليه ومصدرآ للتهكم عند الآخرين ، وذات مرة إتفق الطرفان أن يباغتا (غاله ) ليحرمونه الأكل، فما أن إنتصف المسكين الطريق بين القريتين ، حتى قدم الطهاة لظيوفهم الغداء على عجل ، فعند وصوله القرية الشرقية وجد الناس منهمكين في تناول الطعام وليس له مكانآ بينهم ، فوضع طرف ثوبه في فمه وراح يركض صوب القرية الغربية ، فما أن حل بها حتى وجد القوم قد أكلوا الطعام كله ، إفترش (غاله) الأرض وراح يبكي ويلعن الجميع ويندب حضه العاثر .وأظيفت تلك الحكاية الطريفة الى الموروث الشعبي لأهآلي القريتين ومن جاورهما . للتدليل على نهاية الإنتهازيين ، وعدم رجاحة عقولهم .
ولعلي لا أجانب الحقيقة إذ قلت : بأن حالة (غاله) المهبول تشابه الى حدا كبيرحالة بعض رؤساء العشائر العراقية ، الذين ما أنفكوا يهرولون بأزيائهم الشعبية المعروفة ، بين مقرات أحزاب ألإسلآم السياسي المتحاربة على السلطة والمال من كل المذاهب وكذا الأحزاب القومية ، ويقولون في حق قياداتها ذات الأهازيج ، التي قالوها في حق القعقاع إبن يوسف التكريتي ،يوم كان يقتل أبناءهم وينتهك حرماتهم من قبل ، وأني ورب الكعبة لمشفق على هؤلاء المساكين ، اللذين أمضوا حياتهم ، بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبه ، عرضة للإبتزاز والإساءة . وإجلالآ لهم وإراحة للناس من هذا الضجيج الذي يحدثوه خارج إطاره التأريخي ،لا بد لنا من التذكير بأن القبيلة ، كشكل بآئد من أشكال إدارة المجتمعات الإنسانية القديمة ، خلت مكانها تأريخيآ الى شكل إداري أرقى منها ، ألا وهو الدولة، التي أنيطت بها مسؤلية حماية مصالح رعاياها دون تمييز، كذاك الذي تقره وتعتز به القبيلة ، كما أن التجارب الحديثة للشعوب، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ، بأن الدولة الضعيفة أو التي وراء إدارتها فكر بدائي ، تنتعش في مجتمعاتها الممارسات القبلية .كما هو شائع في الأحياء الفقيرة او ما يراد له أن يشاع في العراق كله اليوم ، وما ملابسات أحدآث البصرة الأخيرة إلا مؤشرآ لهذا الضعف وناقوس خطر دق في أروقة دار الحكم ، فإهتزت له العمائم والسدارات ، وراحت تفتش عن حلول منافقة في أغلبها ، بددها السيد المالكي – مشكورآ - بإصراره ، ووفاءه بالتزاماته المحلية والعالمية ،في السعي لإحترام الدولة وسيادة قوانينها النافذة ، وبطلان إعلاء دور شيوخ القبائل على أدوار موظفي الدولة ومؤسساتها، رغم ضغط العقلية العشائرية في مفاصل تشكيل وعيه الإسلامي ، إلا إن إدراكه العملي لإستحقاقات الدولة كعقد إجتماعي أوسع وأعقد من مجتمع القبيلة ،الى جانب العقليات الإنتهازيه والميكافيله لقيادات أحزاب الإسلآم السياسي وفي مقدمتها الدكتور إبراهيم الجعفري،التي تشوش على جهوده ، نقلته مؤقتآ الى هذا الموقف الذي يستحق الدعم والتطوير من أجل إحلال السلم الأهلي بالبلاد ، ويبدو لي أن قادم الأيام صعب للجميع ، لأننا ندنوا من حلم الفقراء الجميل ، ولأن الجميع سيواجهون حقائق مستلزمات بناء العراق الديمقراطي الحر والخالي من كل مظاهر التخلف والجمود .



#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهناك بعدآ طبقيآ لصراع الإسلاميين في أزقة الأحياء الفقيرة في ...
- هل ستمر الإتفاقية المشبوهة...تحت غبار معارك الإسلاميين البائ ...
- فشلوا في إدارة الدولة...فأشاعوا البؤس والخرافات !
- التكامل الصناعي -الزراعي ...أساس تطور الريف العراقي !
- الإقتصاد المختلط..يوفر العمل..والحريات السياسية للناس ..في ظ ...
- سمير! أيها الراقد بشموخ بين الجبال لك المجد كله
- الى اصدقائي الشيوعيين مع أطيب التمنيات
- حل البرلمان ..طريق أكيد..لموصلة البناء الدمقراطي!
- كنا بين مطرقة صالح المطلك ...وسندان أريكه جونسون !
- معاهدة مشبوهة.....تتناقض مع مصالح شعبنا !
- انقذوا فقراء التيار الصدري من اعدائهم الطبقيين من الافندية و ...
- على هامش تحضيرات الحزب الشيوعي العراقي لمؤتمره الثامن: لتتوث ...
- مازالت الثورة-ياسمير- معفرة ازقتها با لتراب
- التمسك بالنهج الديمقراطي. ..طريقنا الاكيد نحو عراق الحلم
- ألطائفيون العرب..يحرقون بغداد وبيروت لوقف البناء الديموقراطي ...
- أمساجد تفرخ الارهاب..-اكرم عند الله- أم بيوت تأوى اليتامى وا ...
- اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية
- نعم ياسيدي...........نحن في ازمة سياسية خانقة
- قمامة الاحياء الفقيرة، لاتوجد فيها نفائس
- لتتسع بوحدتنا كوى الضوء والهواء


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم محمد الحافظ - أتمنى أن لا تكون حكايتهم .. كحكاية *غاله* !!