أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - البديل في العمل الجاد والحوار المستمر















المزيد.....

البديل في العمل الجاد والحوار المستمر


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 10:31
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يعرف الشعب ويعترف جميع السياسيين بأن الشيوعيين في العراق قد صنعوا مجدهم وتاريخهم بنضالهم وصبرهم , وتقدموا الصفوف في الانتماء الى الوطن والانسانية , واحترموا على هذا الاساس حتى من قبل بعض اعدائهم . لكن التوقف عن العمل او التراخي في ادائه يؤدي الى اجترار الماضي كما اجتره ويجتره الاسلاميون والقوميون الشوفينيون . فهل ينوي الشيوعيون العراقيون اجترار تاريخهم والأحتفال على الاطلال ام اعادة البناء وتسليحه من جديد بعد ان هجر لسنوات عديدة؟ البحث عن بديل قد يكون ممكنا في اعادة البناء واقامة الاعمدة المستقيمة التي تمنع السقوط والتشققات. عندما لا تطرح القيادة بديلا فاعلا في الاحداث لا منتظرا ولاهامشيا , يضطر عندها بعض الكوادر الى الخروج من الحزب والانشقاق وينحى البعض الاخر طريق الذكريات.. بينما البديل موجود في النقد البناء وكشف الاخطاء وظهور حالة جديدة وفعل جديد يميز صاحبه عن من يحمل السلاح لقتل الناس الابرياء.. فمن يحمل سلاحه فكرا علميا يوعي الناس ويوجههم ليس كمن يحمل السلاح لترويعهم . ولا يلتقي الطرفان الا في حالة شاذة وغريبة وهي حالة العملية السياسية الطائفية الجارية الان او بالاحرى المتوقفة في بركة آسنة. حيث يلتقي الشيوعي حامل فكر السلام والعدالة مع الاسلامي حامل فكر القتل والتمييز الطائفي والسلاح .. والميليشيات تملأ العملية السياسية وجميعها تحمل السلاح بعضها يقتل والاخر مستعد للقتل.. من يبحث عن بديل حقيقي وفعال يجب ان يناقش اولا هذه الحالة ( وجود حامل راية السلام مع حامل السلاح في عملية سياسية واحدة ) ولا بد من الاستفاضة في مناقشتها عبرالدليل العلمي النظري والدليل العملي التطبيقي الحاصل على ارض الواقع وترك اسلوب اشتراك المتناقضات في عملية سياسية واحدة لا تؤدي الى صراعها وتغليب احدها على الاخر, بل تجامل بعضها البعض وتتبادل المصالح والمنافع. البديل في وحدة وصراع المتناقضات وتفجير هذا الصراع في سبيل الحق و مصلحة الشعب التي لا توجل طويلا على حساب استمرار معاناته. ان طريق العملية السياسية مسدود بكونكريت الاحتلال والارهاب والطائفية ..فالبديل اذن حتمي والحركة يجب ان تتجه لبنائه. ما زال اهلنا في العراق يبحثون عن من يعطيهم الامل .. وفي هذه الخمسة سنوات , هل ظهر احد يحمل في يده بصيص امل ام ان القتل مستمر والصراعات مزدحمة ؟ يجب تجاوز البركة الاسنة التي حفرها النظام السابق في العراق وعمقها الاحتلال وافسد فيها وتكاثر الاسلام السياسي وبنى فيها خيمته الطائفية . لا يجب التلوث بمياهها الاسنة , لأنها مياه ملوثة معدية وتنقل الامراض , بل يجب ردمها وتسويتها . كيف وقد تلوث فيها البعض وان كانوا في حافاتها او على هوامشها . لذا توجب ايجاد البديل وهو ليس تنظير او ترف بل حاجة وضرورة قصوى من اجل الخلاص عبر برنامج الحد الادنى . والشيوعيون المخلصون يعرفون جيدا مفردات وشعارات برنامج الحد الادنى , ففكرهم يبدأ من الوطنية والديمقراطية ثم الاشتراكية واخيرا الشيوعية , ولكل مرحلة متطلباتها وظروفها وشروطها . ومرحلتنا الحالية هي المرحلة الوطنية التحررية المبنية على التحالفات الوطنية العريضة ولا يمكن ان تتوفر شروط هذه التحالفات في بركة اسنة , بل على ارض خصبة بالناس وفي الهواء الطلق .. اما من يقول بان ظرف العراق الحالي صعب جدا .. فمن واجب الشيوعيون البحث عن حلول لكيفية الحركة ضمن هذا الظرف الصعب , وقد تحركوا في ظروف سابقة اصعب , وليس القبول بهامش على حافات بركة اسنة . يجب على الشيوعي الحقيقي ان يترك اسلوب التصنيفات المستخدمة من قبل الاخرين الذي قسموا الشعب الى ابناء الداخل وابناء الخارج واعتبروا ابناء الخارج يعيشون في العز والنعيم. فكاتب هذه السطور يعاني وامثاله كثيرون من شظف العيش وعدم الاستقرار ويكدح ليل نها ر. فلا تخلطوا الاوراق ولا تعمقوا الفرقة والاختلاف ولا تكونوا عموميون ايها الشيوعيين ... صحيح ان ابناء الوطن يعانون معاناة لا تطاق , ولكن عقول وقلوب الآخرين المخلصين ما زالت معهم وتتعلق بهم . فالمعانات مشتركة والاحساس الوطني واحد. المهم الاستعداد للعمل الوطني والطرح الصحيح للامور وحلولها ومتابعة الخطى ونبذ اليأس والتيئيس. اقترح على كتابنا المخلصين ان يناقشوا الامور نقطة نقطة دون ان يخلطوا الاوراق ودون يشربكوا الافكار , حتى تكون الصورة واضحة ومحددة. وان يعرف بدقة , هل ان الكاتب مع هذه الفكرة وهذا الموقف ام مع تلك او ذاك ؟ وان يبادروا .. لا ان ينتظروا. ففي المبادرة امل في الحل اما في الانتظار.. فالحرقة والألم . الآن الشيوعيون موجودون في الداخل وهم يتحركون ولكن مشتتين فمن يتمكن ان يتحرك في حزب بين الناس او في نقابة او في جمعية مدنية فهو خير على خير . ويجب ان يفرح الجميع لهذه الحركة ومن أي طرف جاءت. ولكن النتيجة ستكبر عندما يتضح الوقف وتزال الضبابية عن وجوه البعض وتبرمج الحركة وتنسق الجهود . وفي كل الاحوال فأن النتائج لا تتناسب مع سمعة وتاريخ الحزب الشيوعي النضالية. أي عمل يبدأ بسيطا ثم ينمو وينتشر والانسان فرد يبدأ بنفسه ثم ينمو ويتسع فيصبح مجموعة ومجتمع . ولا حزب كبير ظهر فجاة الا الشواذ( التيار الصدري) وستزول قريبا كما ظهرت . وانما ناضلت الاحزاب وكبرت . ولا بد من التجديد كي لا تشيخ.. فالاربعة والسبعون عاما عمر شيخ , يجب تجديدها وتشبيبها باصحاب الثلاثين والاربعين مع خبرة وتجربة اصحاب الستين والسبعين , اصحاب الجذور الباقية في عمق ارض الوطن , فان شعرت بالوهن والاعياء ما عليها الا ان تسلم الراية للشباب في العقل والعضلات ليكملوا المسيرة وليقودوا الشعب والوطن الى بر الامان . يجب ان يلتقي الطرفان بل جميع الاطراف الوطنية اليسارية المخلصة فلقد انتهت ظروف الخلافات الايديولوجية وانتهت الصين وانتهى الاتحاد السوفييتي وبقى شعب العراق ووطن العراق . وتاريخ الحزب الشيوعي مهم كخبرة وممارسة وتجربة لا يمكن لاحد ان يدفنه , كما لا يمكن ان يحوله البعض الى اطلال للاحتفاء او للبكاء , بل يسحب مع الذات في مسيرة الحاضر والمستقبل , وعبر النقاش والحوار يتطور العمل ويظهر البديل . راجعوا انفسكم ايها الشيوعيين المخلصين وأأملوا وتفائلوا فالحاضر موجود ويدعوكم الى اللقاء والحوار. والمستقبل مفتوحة ابوابه فلا تغلقوا انفسكم خارجها . ان الاصوات المفردة والاصوات المجتمعة جميعها مفيدة اذا اخلصت واذا انتظمت في تنظيم موحد يدعو الجميع لمسح الاخطاء بعد التعمق في تشخيصها ونقدها, حيث لا يمكن بقاء الشعب في حالة قلقة , يشم الروائح الكريهة من بركة سياسية آسنة. ان ما طرحه الاخ رزكار وغيره وهي اصوات خيرة مفردة , هي عين الصواب لانها اصوات هادئة مخلصة متزنة تحتاج الى دعم ومؤازرة من اجل التأطير في عمل شيوعي جاد يخطو الى الامام دون قتل الهمم او التشكيك بامكانية نجاحها . وسوف يأتي اليوم الذي ستبادر فيه قيادة الحزب الشيوعي العراقي المتجددة الى الاستجابة بالوضوح والشفافية الى ندآت المخلصين من ابناء العراق وتتوحد الجهود , وهذا يتطلب عدم اليأس من قبل المخلصين انفسهم وعدم الشعور بالاحباط . وليستمر العمل ولتستمر الدعوات فالبديل ليس جسما فيزيائيا ميكانيكيا جاهزا , وانما انتاجا جدليا يأتي عبر الحوار والنقاش والمتابعة.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى قتلا وتعذيبا للشغب
- الطريق الثالث ليس نظرية سياسية جديدة
- الكوادر تجيب متحمسة... والقيادة تحتفظ برأيها متأسفة
- العنجهية والغرور
- شراء الذمم وبيع الضمائر في نهج النظام السابق
- جمر تحت رماد المالكي والعملية السياسية الطائفية
- الاستاذ نبيل الحسن .. ماذا تقول؟؟
- الطريق الثالث بأتجاه العمل الوطني الديمقراطي في العراق
- رهان الدولة الديمقراطية في العراق
- محدودية الوعي الليبرالي 5 (تعقيب على فقرتين في مقالة الدكتور ...
- الأخ رزكار يطرح أسئلة على قيادة الحزب الشيوعي العراقي.. فهل ...
- الذكرى السادسة لاحتلال العراق..ذكرى بائسة
- ابناء الغرب يتخلصون من ارهاب القاعدة...بينما ابناء الجنوب..؟ ...
- فقرات تستحق المناقشة في موضوع وحدة اليسارالعراقي
- من المسؤؤل؟؟
- اذا كنت يساريا حقيقيا... عليك
- رأي في رأي الاستاذ فاضل محمد غريب
- تخبط الاعلام السياسي الاسلامي في العراق
- جميع احزاب الاسلام السيلسي احزاب عنفية
- البديل الوطني الديمقراطي للعملية السياسية الطائفية المسخ قي ...


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - البديل في العمل الجاد والحوار المستمر