أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - نتاج الاحتلال الاسرائيلى ، والانقلاب على الوطن!!!















المزيد.....

نتاج الاحتلال الاسرائيلى ، والانقلاب على الوطن!!!


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 10:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


طوابير من السيارات تقف بلا حركة كأبي الهول تنتظر الحياة.. تحولت المركبات والشاحنات إلى قطع من الحديد ( الخردة) تقف كجنازة تنتظر تشييع جنازة شهيد سقط جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ، أو نتاج خطأ أعمى لأحد الصواريخ محلية الصنع ، أو قتيل بفعل الصراع الدامي بين الأشقاءِ، وأبناء الوطن الواحد .. مركبات تنتظر لساعات طويلة أمام محطات الوقود التي أحاطت محيطها بقطع من الكتل الإسمنتية والجنازير لتنبئ السائقين أن المحطة مغلقة وخالية من الوقود ، وعليهم انتظار الفرج ... لا يعرف المواطن من أين سيأتي الفرج من الاحتلال الاسرائيلى أم من الشرعية الفلسطينية ، أو من الانقلابيين أم من أصحاب محطات الوقود الذين تساوقوا في هد حيل المواطنين والسائقين ؟؟؟

تعطلت الحياة ، وفقد المجتمع شرايينه الحيوية ، وصمت البحر الهائج من هول الكارثة التي ألمت بمواطنيه ، ولم يشهد أهالي محافظات غزة مرارة وظلما كما يشهده هذه الأيام ، وخصوصا منذ الانقلاب الدامي على الوطن والشعب ، حصار اقتصادي اسرائيلى خانق ، وإغلاق للمعابر ، وفقدان للعمل والبطالة تجاوزت 70% ، والفقر 80% والأغلبية الساحقة من المواطنين عدا موظفي السلطة الشرعية ، والحكومة المقالة ، ومليشياتها المسلحة ، والمنظمات غير الحكومية ، وموظفي وكالة الغوث ،أما الجماهير الشعبية ، والمسحوقين والفقراء فأنهم يعيشون على الكوبونات وربطات الخبز والمساعدات من المؤسسات الخيرية والإنسانية التي لم تسلم من المصادرة ، ووكالة غوث اللاجئين التي تعرضت للتهديد بالقصف والتصفية وتعطيل خدماتها ، ليزداد البؤس والفقر ، وكأنهم بتفريخاتهم الأصولية يريدون أن يوصلوا شعبهم لمرحلة الاستسلام ، والقبول حتى على الترانسفير الارادى إلى خارج الوطن هروبا من الكابوس والجحيم الذي يدفن الوطن أبنائه دون دمعة أو آسى .

هذا الاحتلال الاسرائيلى الذي فرض معادلته بالقوة على الشعب الفلسطيني ، ومارس عقابا جماعيا لم يرحم أحدا طفلا أو عجوزا ، مريضا أو معاقا فالكل في نظر الإسرائيليين إرهابيين.. ولم يستثن من هذه المعادلة إلا أولئك الذين تكرشت بطونهم ، وتاجروا بالوطن، وأصحاب الخطوات الاضطرارية الذين يعيشون في بحبوحة من العيش ، فتحسنت مداخليهم بسبب عمليات التهريب المنظمة عبر الإنفاق ،وراجت تجارة السجائر والمعسل والمواد الغذائية ، والوقود ، وتجارة السلاح ، والجوالات ، والأدوية ، وتحصيل الضرائب بالقوة من المواطنين الغلابا ، فارتبطت مصالحهم بالانقلاب ، السيارات من كل لون وحجم وموديل ، والمرافقون المدججون بالسلاح ، دون أن تهتز للحظة شعرة من أجسادهم لمعاناة الناس ,كأنهم لا ينتمون لهذا الشعب ،وكأن الشعب لم ينتخبهم من أجل التغيير والإصلاح ، بل ليستبدل الدلف بالمزراب .

أزمة الوقود ، وحياة السائقين ، والمواطنون الذين يضطرون لاستخدام وسائل النقل للذهاب إلى أعمالهم وإشغالهم ومصالحهم ، والدوامة التي يعيشونها بسبب نقص الوقود وتوقف المركبات إنها تعكس الأزمة السياسية والاقتصادية وألاخلاقية الحقيقية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني ، يكتشف المواطن العادي كل يوم من خلال الممارسات والمسلكيات زيف التهريج والدعاية السوداء بالحرص على الشعب ، والدعوات الكاذبات عن الصمود والبطولة ، واستتباب الأمن ، والرفاهية التي يعيشها المواطنون ، والادعاء أن أحدا لم يمت من الجوع ، وكأن من مات عليه أن يثبت لهم انه قد مات من الغل والقهر والمعاناة والجوع والمرض ، فمن المسئول عن موت المئات من المرضى بسبب منعهم من السفر للعلاج جراء إغلاق المعابر والحصار ؟؟انه الاحتلال الاسرائيلى العدو الحقيقي لشعبنا ، وأيضا كل من لا يفكر في البحث وسيلة لتخفيف المعاناة عن هذا الشعب ، ويضرب بعرض الحائط كل الدعوات لإنقاذ شعبنا من الدمار والخراب .

صم ، بكم ، عمي فهم لا يعقلون .. الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع احتلال اسرائيلى عنصري ارهابى يميني، متطرف ورجعى ، ربط نفسه بعجلة بالنظام الراسمالى العالمي وبزعيمة الامبريالية والعدوان في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ، هذا الاحتلال وجد من يعينه على تنفيذ برنامجه ، وفي تبديد المشروع الوطني التحرري الفلسطيني ، فمن قرار التقسيم الذي رفضوه واتهموا الشيوعيين بأنهم فرطوا بالوطن ، ولم يستمعوا جيدا لعصبة التحرر الوطني ، ولا لاهالى المجدل وهم ينطقون ياريتهم قسموا... إلى قرارات الشرعية الدولية ، إلى قرار 242، 338 ،إلى خارطة الطريق ، إلى حرف النضال الفلسطيني تجاه معبر رفح ، إلى الاهتمام الآن فقط بالسولار والبنزين والغاز وربطة الخبز .. لقد اختزل الانقلابيون المعركة الحقيقية من معركة التحرر الوطني والتمسك بالثوابت الوطنية إلى معركة حاكميه غزة ، وما يهمهم فقط البحث عن شرعية حكمهم على غزة من الحكومة المصرية ، أو الأردنية اللتان رفضتا التعاطي مع مشروع إمارة غزة لأسباب شتى ، وليذهب الشعب كله إلى الجحيم ، ساهموا بحرف النضال عن المعركة الأساسية في الضفة الغربية ، ومحاولات ابتلاعها ،وتهويد القدس وزرع المستوطنات وبناء الوحدات السكنية بالمئات ،والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري ، وبدلا من أن يحولوا غزة إلى جبهة إسناد ، ودعم لأهلنا وشعبنا في الضفة الغربية ، يأتي الانقلاب ويكرس الانفصال السياسي والجغرافي والنفسي عنهم ، بحثا عن الذات وبعيدا عن المصلحة الوطنية .

من هذا الذي يتحدث في غزة عن الوطن ، والثوابت ، والقدس ، واللاجئين. والدولة .؟؟ لقد حولوا المسار ليخدم بوعي أو بدون وعى المخطط الاسرائيلى ، فهل بعد هذا نشهد أن شارون لم يكن غبيا بخطته الانسحاب الاحادى الجانب من غزة ؟؟ إن الساسة الإسرائيليين أدركوا منذ سبعينات القرن الماضي ضرورة وجود من يحمل البرنامج الاسرائيلى من الفلسطينيين ، ويتساوق معهم فهل العلمانيون ومنظمة التحرير الفلسطينية ؟؟ أم الأصوليون والإسلام السياسي ، لقد أجاب الواقع والممارسة من ينفذ المخطط الاسرائيلى ويتساوق مع قذف الشعب الفلسطيني إلى خارج حدود الوطن، ومن يتمسك بالثوابت الوطنية والمشروع الوطني..
شاحنة كبيرة ، مسرعة تقف أمام محطة الوقود ينزل سائقها بسرعة البرق ، يفتح خزان شاحنته ( التنك ) لتتسرب إليه كميات كبيرة من الوقود ليمتلئ ، فتدب فيها الحياة وتسير ليس ببعيد عن المحطة لتتوقف وتفتح خزانها لتدخلها مجموعة من الأنابيب لتفرغ حمولتها من السولار في جالونات خضراء تباع بأكثر من 170 شيكلا في السوق السوداء ، لتعود مرة أخرى إلى المحطة لتمتلئ من جديد ، وهكذا على عينك ، ولم تنفع كل احتجاجات السائقين الواقفين على الدور منذ ساعات طويلة ،أما أصحاب سيارات البنزين فحدث ولا حرج ..

فجأة ودون سبق إنذار تسمع أصوات زعيق سيارة كبيرة تقتحم المحطة وورائها مقطورات تابعة للمليشيات المسلحة بغزة ، ورجال مدججون بالسلاح ـ وتفتح لها الطريق دون أن ينبس احد ببنت شفه لتمتلئ بالوقود من كافة الأصناف ثم تغادر، ويكثر الهمس ، ويتطاير الشرر من عيون السائقين ، ويزداد التوتر والغضب والسب واللعن على هذا اليوم الأسود في تاريخ الشعب الفلسطيني ، ويفقد البعض أعصابه لعدم نجاحه في الحصول على الوقود لمركبته ، ولمن ليس لهم واسطة أو محسوبية أو ظهر كما يقولون ،ويترك البعض مركبته لليوم الثاني إن كان له حظا ، أو ربما للأسبوع القادم على أمل أن تشفى سيارته غليلها من السولار أو البنزين، الاستغلال والاحتكار على قدم وساق ومن لا يعجبه عليه أن يشتكى ,.. لمن يشتكى لا يعرف المواطن جهة محترمة يشتكى إليها.. التمييز صارخ وفاضح ،، وعند فقدان الأمل يغادر السائقون وأصحاب السيارات محطة الوقود ، وهم يهمسون هل يتحرك بحر غزة ويبتلعها ؟؟

الأسعار في ازدياد مع قلة ما باليد ، أجرة السيارات ترتفع والبطالة في تصاعد والأطفال ينتظرون من ينقط في حلوقهم. المرضى بحاجة للعلاج والأدوية، طلاب الجامعات لا يملك أولياء أمورهم دفع رسوم الجامعة والكتب والمواصلات ، بعضهم استنكف عن الدراسة وبدا يبحث عن عمل وهو يعرف صعوبة الحصول عليه .. يقول البعض أن المعتقل والسجن ارحم من كابوس الانقلاب والحصار.. ففي السجون الإسرائيلية ومعتقل النقب الصحراوي يجد ما يأكله . رغم انه يحمل هم الوطن ، ولا يستطيع أن تغفو عينيه عن هذا الواقع المأساوي ،يفكر في والده الذي فقد عمله ، ووالدته المريضة التي تحتاج لعلاج ، وزوجته وأبنائه ، وهل يصلهم مستحقاتهم الشهرية ، ويخاف أن يترك أبنه أو أخيه المدرسة للشارع ليقع فريسة الحقد والتطرف وتكفير الآخرين وتخوينهم .

هذا هو نتاج الاحتلال الاسرائيلى ، والانقلاب الدموي على الأرض والوطن والشعب ؟؟ فالي أين يقودنا هذا ؟؟ إلى الجحيم .. أم إلى الجحيم؟؟؟ وهل المسئولون لا يرون ويسمعون ، لا يحسون ويفقهون المأساة حتى يتحركوا لإنقاذ الإنسان الفلسطيني من الضياع فهو اغلي قيمة في الوجود ، هل يمكن إنقاذه من الدمار والهلاك ، ولو بالتنازل والعودة إلى الشعب ،وإنهاء حالة الانقسام وتبنى المبادرة اليمنية دون تعديل وفقط للتطبيق والتنفيذ ، فالتنازل من أجل الشعب والقضية الوطنية لا يعتبر تراجعا أو هزيمة.



#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الأرض .. معركة الشعب يوم الأرض 30 مارس ( آذار ) 1976
- شدوا الهمة.. وارفعوا راية الوطن والحزب..4/4
- بين التهدئة والتصعيد
- شدوا الهمة.. وارفعوا راية الوطن والحزب .. 3/4
- شدوا الهمة... وارفعوا راية الوطن والحزب 2/4
- شدوا الهمة .. وارفعوا راية الوطن والحزب ...!!! 1/4
- عشية انعقاد المؤتمر العام الرابع لحزب الشعب الفلسطيني أي حزب ...
- رسالة الخداع والزيف الأمريكية/ رد على رد فريق التواصل الالكت ...
- لماذا رحلت أيها الرفيق د.جورج حبش دون موعد ؟؟
- معبر رفح بين الكسب الموهوم... والخسارة الإستراتيجية!!!
- ارفعوا أيديكم عن الكاتب التقدمي عمر حلمي الغول.......!!!
- بلعين .... والكفاح الجماهيري
- عن أي ديمقراطية تتحدثون...؟؟؟
- جرائم الشرف... من المسئول؟؟؟
- لم يرتضها لحماره... فارتضاها لشعبه...!!!
- هل تعلمنا الدرس .. من شيخ المناضلين د. حيدر عبد الشافي؟؟؟
- تهنئة من القلب والفكر..!!
- لماذا يا غزة؟؟؟؟
- في غزة... أبو عمار يبعث حيا...!!!
- - أنا بوليس - ....!!!!! I AM POLICE -….!!!! -


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - نتاج الاحتلال الاسرائيلى ، والانقلاب على الوطن!!!