أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - القص العراقي بعيدا عن سماواته















المزيد.....

القص العراقي بعيدا عن سماواته


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 10:28
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تأليف الدكتور علي إبراهيم
دار الرواد للطباعة/2006
عرض محمد علي محيي الدين
يضم الكتاب بين دفتيه مجموعة من المقالات والمقابلات مع قصاصين عراقيين،تناول من خلالها بالنقد والتحليل بعض القصص والروايات العراقية التي جمع بينها أنها كتبت في المنفى،وتناولت الهم العراقي عبر فضاء الوطن وفضا آت الغربة،حاول الناقد من خلالها تسليط الضوء على بعض النتاج العراقي،من خلال نظرته النقدية ،لتخصصه في النقد القصصي،ووزع اهتمامه على جوانب متعددة تناول من خلالها،الحوار في العامية في "مولود آخر"والفضاء الروائي عند غائب طعمه فرمان،وايجابية الشخصية المحورية في"مدينة من رماد"وآلية العلاقة بين الروائي وشخصياته في "تأملات سجان"والشخصية المحورية في"المسرات والأوجاع"،والرواية والموضوع السياسي،والحلم والفنتازيا في "قصتين" و"الجنائن المغلقة جنائن مفتوحة"،وجانب التجنيس اللغوي المهيمن في"ذلك الصيف في الإسكندرية"،وصورة المكان في "بصرياثا"،وموضوع القاص في الغربة وأدواته الفنية،وملامح الشخصية القصصية في"الوطن والمنفى"،والرواية والموضوع السياسي،ورسائل خليجية،والحلم والفنطازيا في القصة القصيرة،وفي ملاحق الكتاب كانت هناك لقاآت مع بعض كتاب القصة العراقية،فوأد التكرلي،برهان الخطيب،جاسم المطير،إبراهيم أحمد،وتناول آفاق النقد الأدبي في القصص والروايات،وتاريخ الأدب،وهو متابعة نقدية جادة اتخذت المنهج الواقعي،بوصفه هدفا نقديا في الأدب،وكشف من خلالها منهجه في قراءة المنتج الأدبي،وطرح أرائه النقدية الواضحة بطريقة تثير الإعجاب،ولم يكن اختياره لهذه النماذج لتفردها عن الأخريات،ولكن للخيط الرفيع الجامع بينها،وهو الجمع بين فضاء الوطن وفضاء المنفى.
وقد أورد الكثير من الأحكام النقدية الصائبة،إلا انه طرح بعض الآراء التي ماشى فيها مؤرخي الآداب السلطانية في التقسيم الطبقي للناس على أساس واقعهم الاجتماعي- الطبقي،وتقسيمهم إلى خواص وعوام،فعند حديثه عن الحوار بالعامية في روايات غائب طعمه فرمان أنساق من حيث يشعر أو لا يشعر إلى أطلاق كلمة "العامية"على اللغة الشعبية أو المحلية،وأكثر من استعمال هذه الكلمة التي هي في حقيقتها نسبة ظالمة وتكريس للتقسيم الطبقي للمجتمعات إلى سادة وعبيد،وخاصة وعامة،في وقت يسعى الجميع لإزالة الفوارق الطبقية والاجتماعية بإشاعة مبادئ العدالة والمساواة،وعلينا كمعاصرين تجنب تناول المفردات التي ثبت قصورها وعدم ملائمتها لطبيعة العصر،والاستعاضة عنها بكلمة شعبية أو محلية،أو المحكية،وهذا ما سبق أن تطرقت إليه في مناسبات سابقة،في ضرورة إزالة النظرة الأزدرائية إلى الناس من خلال هذا التقسيم الجائر،والأجدى أن يقال المحلية،لأن اللهجات الشعبية تختلف في بلد عنه في آخر، من حيث المفردات والأساليب،وحول محدودية الانتشار للروايات التي اتخذت من اللهجة المحلية لغة في حوارها،قال"ومن يستعمل العامية في الكتابة يكون كتابه محليا" في الوقت الذي كان لروايات نجيب محفوظ شعبيتها الهائلة في البلدان العربية،والكثير منا لا يجهل الكثير من المفردات المصرية،رغم ابتعادها عن الفصحى،ولكن وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة،استطاعت تدجين العقل العربي باللهجة المصرية،من خلال الأفلام والمسرحيات،لذلك أصبحت اللهجة المصرية معروفة للكثيرين،،ولو قيض لبلدنا أعلام يرقى لمستوى الأعلام المصري،وجهات فنية تستطيع تسويق لهجتنا،لكان لها مكانها في الذائقة العربية،لوجود الكثير من المفردات الفصيحة والمقاربة للهجات الأخرى،ويمكن أعادة كتابتها بحروفها العربية،فتلقى القبول من القارئ العربي،لذلك يكمن الخلل في الكتاب والمؤلفين والإعلاميين،وليس في اللهجة ذاتها.
وأتخذ غائب طعمه فرمان من المكان رمزا للتعبير عن التحولات الاجتماعية والسياسية،يستطيع القارئ تلمسها بوضوح،فعندما يشير إلى انتقال عائلة "عبد الواحد" في "ظلال على النافذة " إلى حي راق،يختلف اختلافا جذريا عن حيه السابق،إلا أنه لاحظ أن عربات النفط لا زالت تجوب الحي،وأصحاب العربات وباعة السمك،مما يعني أن الحي الجديد لا زال يحتفظ بالكثير من سمات الحي القديم،رغم الاختلاف في هندسة بنائه،وسعة شوارعه عنها في أزقة المحلة القديمة،مما يعني أن المجتمع رغم ما لامس من تطور،إلا أنه لا زال يمارس ذات العادات والتقاليد السابقة،وبالتالي لا يمكن القول أنه في قمة الحضارة الحديثة،فلا زال يسير وئيدا للوصول إليها،ولن يصل إليها لأن تلك الشعوب تسير بسرعة عالية وهو يمشي مشي السلحفاة،وأستطاع توظيف المكان لإبراز الصراع المحتدم بين القوى السياسية.
أما فاضل العزاوي،فقد حاول في (مدينة من رماد) الغوص في أعماق شخصياته بإبراز الجوانب السلبية أو الايجابية منها،ودراسته لنفسية بطل قصته قاسم حسن ضابط الأمن،المنحدر من أسرة فقيرة،أستطاع في غفلة من الزمن تسلق سلم الرقي،فتنكر لطبقته،فيما يورد مثالا آخر في روايته (القلعة الخامسة) عن رجل جاء إلى بغداد يبحث عما يطفئ ظمأه الجنسي،والقي القبض عليه في مكان موبوء،وفي السجن أندمج مع السياسيين،وتحول إلى مناضل يشار له بالبنان،ويمكن المقارنة بين انحدار الأول للعمل في الأمن،بعد أن كان يحلم أن يكون قاضيا،وسمو الثاني وتحوله من صائد الغواني إلى مكافح من أجل الآخرين.
وتناول الكاتب من خلال استعراضه لنماذج عديدة من القصص والروايات العراقية،النزوع إلى الخروج إلى العالمية من خلال نماذج قصصية اكتسبت سمات أهلتها أن تأخذ مكانها اللائق بين القصص العربية والعالمية وأعطتها مدى أخرجها من طبيعتها المحلية لتكون علامة بارزة بين القصص والروايات،ورغم أن الأجواء التي كتبت فيها تلك القصص بعيدة عن الأجواء العراقية لنزوح كتابها خارج إطارهم الاجتماعي إلا أنهم كانوا أشد التصاقا بمجتمعهم القديم منهم بالمجتمعات التي أصبحت عالمهم الجديد،وان تفاوت ذلك بين كاتب وآخر،إلا أن هذه الخاصية ظاهرة في الكثير منها،وقد أورد العديد من النماذج لتأكيد رؤيته حولها،وتناول من خلال هذه الدراسة القيمة روايات عراقية شكلت علامات بارزة في الرواية العراقية والعربية،وقد أورد في كتابه لقاآت مع بعض الروائيين العراقيين،حاول من خلالها صياغة توجهاتهم واستجلاء رأيهم في المدى الذي وصلت إليه الرواية العراقية في مراحلها المختلفة،وقد كشف لنا هذا الكتاب الرؤية النقدية من خلال النظرية المادية للأشياء ودراستها من خلال النظرية الماركسية التي تميزت عن النظريات الأخرى بواقعيتها ومدرستها النقدية بخصوصيتها التي تختلف عن المدرسة القديمة التي تنح منحى مغايرا للتوجه الماركسي في النقد والدراسة الأدبية.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((كلمن يحوز النار لگرصته))
- الشاعر زاهد محمد زهدي قامة شامخة في تاريخ العراق الحديث
- مواجهة بين ألجواهري وسهيل إدريس
- (ده عتاب مع ربنا يا إبراهيم)
- الرجل الحديدي محمد حسن مبارك (أبو هشام) 1-2
- الرجل الحديدي محمد حسن مبارك(أبو هشام) 2-2
- رزكار عقراوي ودعوته لوحدة الشيوعيين
- الشهيد جبار جاسم
- الشهيد المناضل جبار جاسم(أبو عبيس) (1-2)
- الشهيد المناضل جبار جاسم (أبو عبيس) (2-2)
- (المربي الأستاذ صاحب يحيي الموسوي))
- (الرفيق هادي حنتوش أبو سوزان)
- (عبد الحسين دريويش أبو شذى)
- ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))
- ((لطيف عبد هويش رهين المحبسين))
- الخلط بين السلطات
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي محيي الدين - القص العراقي بعيدا عن سماواته