أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - رفيقٌ غادرنا قبل الأوان في ذكرى رحيله العاشرة الرفيق النصير أبو سلمى (سلام صالح جبر) مثال للشيوعي الغيور














المزيد.....

رفيقٌ غادرنا قبل الأوان في ذكرى رحيله العاشرة الرفيق النصير أبو سلمى (سلام صالح جبر) مثال للشيوعي الغيور


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:10
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ولد الرفيق سلام صالح جبر- أبو سلمى- سنة 1956 في مدينة العمارة، ورحلت عائلته إلى بغداد وهو طفل صغير، حيث نشأ في كنف عائلة بسيطة، فالأب معلم ربى العديد من الأجيال، والأم ربة بيت مليئة بالطيبة العراقية الأصيلة حيث بنيا معاً أسرة نموذجية في حبها للوطن وللقيم الإنسانية وللثقافة والعلم، أسرة كبيرة في عطائها وتميزها، نشأ فيها أساتذة أكاديميون وأطباء ومهندسون، ونشط معظمهم في صفوف الحركة الوطنية وتحملوا المطاردات والمضايقات من السلطات الدكتاتورية البائدة، فأضطر بعضهم إلى مغادرة الوطن وتحمل معاناة الغربة، وغادر هو كذلك سنة 1980 بعد إكماله الخدمة العسكرية، ولكنه سرعان ما عاد ليكون في صفوف الأنصار الشيوعيين مقاتلاً ضد الدكتاتورية في كردستان العراق.
تعرفت على سلام في بداية التحاقنا في كلية الزراعة في أبو غريب/ جامعة بغداد عام 1974، كنا زملاء وأصدقاء، ومن ثم من الطلبة النشطاء في صفوف إتحاد الطلبة العام، مما وطد علاقتنا أكثر. دعاني يوماً إلى منزلهم، استقبلت هناك بالترحيب الطيب وبنكهة الحنية العراقية الأصيلة من قبل عائلته، وخصوصا الوالدة التي أعدت لنا الطعام، وقبل أن نتوجه إلى المائدة همس الفقيد سلام في أذني قائلا: "محمد تره أحنه صابئة مندائيين"، فقلت له نعم أعرف ذلك ولماذا تخبرني الآن، فكان جوابه: لأن البعض لا يأكل أكلنا، فضحكت من رده وعاتبته وقلت له أنك تعرفني جيدا وما كان بك أن تظن بي ذلك، ومنذ تلك الزيارة أصبحت عائلته هي عائلتي الثانية، ولازالت حتى اليوم هي عائلتي التي لها فضل علي في ظروف صعبة لم تستطع عائلتي أن تقدم لي العون مثلما قدمت لي هذه العائلة المفعمة بالتربية الشيوعية والأفكار التقدمية الأصيلة، كان سلام ذا خصال جميلة، شاب مليء بالطيبة، لا تفارق الابتسامة وجهه، ذكي، لماح ،كريم النفس، محبوب، ذو علاقات اجتماعية ومواهب متعددة منها الرياضية، ولدية جوائز في كرة المنضدة. أتذكر كيف كان فرحاً جدا يوم رشح إلى عضوية الحزب الشيوعي العراقي، حيث كنت معه والفرحة لا تسعه، تعرض في الجامعة حاله حال كل الشيوعيين إلى المضايقات في فترة هي من أشد الهجمات الشرسة ضد الشيوعيين سنة 1978 وما تلاها، حيث كنا نؤدي خدمة العلم ولكننا أخذنا الأحتياطات اللازمة والصيانة والحذر الشديدين، فأكملنا خدمة العلم وغادرنا الوطن بسلام، وعاد هو قبلي إلى كردستان حيث كان من أوائل الرفاق المتطوعين للالتحاق بفصائل الأنصار، ثم تبعته لكننا لم نلتق بسبب بقائي في بهدينان وكان هو في سوران، وواظبنا على تبادل الرسائل، إلى أن التقينا يوماً، حيث جاء لزيارتي ضمن مفرزة لبضعة أيام، كان لقاءاً عاصفاً، وجدته فيه متعباً وآثار الظروف الصعبة بادية عليه، فاستغربت ذلك وفهمت سبب تعبه بعد أن ناولني رسالة وصلته تبلغه بوفاة والده ذلك الأب الطيب، والمعلم الرائع الذي أنجب وربى تلك الكوكبة الجميلة من الأبناء، كما أنشأ تلك الحديقة المزهرة في بيته الدافئ الجميل. فشاركته المشاعر والآلام وتذكرنا ذلك الأب وخصاله الكبيرة.
بعد الأنفال وانسحابنا من كردستان افترقنا، ولم أعرف أين حل به الدهر، وبقيت أسأل عنه دون جدوى، حتى حطت بي الرحال في الغربة هنا في السويد لأستمر بالبحث عنه، إلى أن صدمت بخبر وفاته في نيويورك يوم 8 يناير سنة 1998م، بسبب مرض اللوكيميا الذي كان نتيجة تعرضه إلى الغازات السامة في كردستان تاركاً أبنته الوحيدة سلمى.
اليوم إذ تمر ذكرى فقدانه المؤلمة نستذكر مواقفه الشهمة وروحه الأبية المعطاءة، سلام الذي ترك مغريات الحياة المدنية ليختار الحياة النضالية بين صفوف رفاقه الأنصار، متحملاً الكثير من المصاعب، أحبه الجميع وافتقدناه رفيقاً رائعاً غادرنا بهدوء مبكرا، تاركاً ذكرى عطرة وأرثاً نضالياً مشرفاً ستذكره الأجيال يوماً عندما يعود العراق معافى ويستذكر أبناءه البررة ومنهم أبو سلمى. لك أيها الرائع سلام في ذكرى رحيلك أجمل الزهور العطرة وستبقى ذكراك خالدة في نفوس رفاقك وأهلك وأصدقائك وسنواصل دربك الذي اختطته ما حيينا.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستوكهولم تشهد حفلاً شعرياً على شرف الذكرى المجيدة
- بلدية مقاطعة سبونغا تكرم الشاعر العراقي جاسم الولائي.
- أكليل الورد
- وقفة لابد منها
- الديانات السماوية وتحريم إراقة الدماء
- -المرأة والتكنولوجيا-
- المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون
- عشرون عاماً على الجريمة النكراء، حدثان وحّدهما التأريخ والدل ...
- مناضلان من الرعيل الأول
- ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي
- الشعر وأستذكار بناء قاعدة بهدينان والخطوات الأولى في أمسية أ ...
- مبدعون في الغربة ستار الساعدي
- هل ستسمح أمريكا بإعدام الطاغية...؟
- ستوكهولم: أمسية شعرية إحتفالية
- تجمع من أجل معرفة مصير الرفيق شاكر الدجيلي
- الثقافة الوطنية العراقية في إقليم كردستان
- المسلسل الذي أستحق المشاهدة عن جدارة (الفِرية)
- أنوار عبد الوهاب والفن الملتزم
- حزب شيوعي لا ديمقراطي ليبرالي...!
- التعليم المفتوح والدول النامية


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - رفيقٌ غادرنا قبل الأوان في ذكرى رحيله العاشرة الرفيق النصير أبو سلمى (سلام صالح جبر) مثال للشيوعي الغيور