أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد رحيم - الإعلام القاتل














المزيد.....

الإعلام القاتل


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 05:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


يؤدي الإعلام، في وقتنا الحاضر، الوظيفة الأخطر في مجالات السياسة والثقافة والتربية. ويساعد، إلى حد بعيد، في صياغة الرأي العام وتأشير اتجاهاته، وفي تحديد القناعات والميول والسلوكيات. وهو لا يؤثر فقط على أفكار الشرائح من ذوي التعليم البسيط والأميين، وإنما على أفكار رجال السياسة والمال والأعمال والمثقفين والأكاديميين أيضاً. وغالباً ما يكون له دور في طبخ قرارات مهمة تلقي بظلالها على حيوات ومصائر أمم وشعوب. والمؤسسة الإعلامية التي لا تعي هذه الحقيقة ( إلا إذا كانت متعمدة ) يمكن أن ترتكب أخطاء فادحة ( أو تمهد لمسارات ) قد تفضي إلى تناحرات وصراعات وإراقة دماء. فحين تخوض في قضية شائكة، كالأحداث الدموية التي شهدتها، في الأيام الفائتة، مناطق في بغداد والبصرة والجنوب عموماً ( وهذا في سبيل المثال لا الحصر )، وتفشل في تغطيتها بطريقة مهنية وحيادية أو تمعن في توسيع رقعة الحدث وامتداداته، أو تسعى إلى صب الزيت على النار، أو تعمل على خلق إثارة كاذبة من غير الالتفات إلى الثمن البشري والمادي والسياسي لطريقة التغطية تلك فإنها بالنتيجة ترتكب جريمة مروعة.
وقطعاً هذا لا يعني أن لا يحاول الإعلام إعطاء صورة صادقة عمّا يجري حقاً، والبحث في الأسباب العميقة التي تقف وراء الأحداث. وتوضيح وجهات نظر الفرقاء المتخاصمين والمتقاتلين، والتحذير من الأخطار المحدقة. لكن ثمة فرقاً جلياً بين تصوير الحقائق كما هي وتحليلها بموضوعية وبين الانجرار إلى الإثارة والتهويل والتحريض على التقاتل ودفع الأمور إلى حافة الهاوية. فثمة آليات عديدة في الإعلام، لاسيما المرئي منه، يمكن أن تكون مراوغة ومموهة، تحجب حقيقة تحيزها في نقل المعلومة، أو محاولتها لتعزيز حالات الاحتقان، أو تشويهها لصورة الواقع. ومن هذه الآليات المبالغة في تكبير مسائل وتصغير مسائل، أو إظهار صور بعينها وإخفاء أخرى، والتركيز على جانب معين وإهمال الجانب الثاني، واختيار مشاهد محددة وتكرار عرضها على حساب مشاهد أخرى. وكل ذلك من أجل خلق تصور محدد، عن الحدث، عند المتلقين ، لخدمة غرض خفي، هو بالتأكيد غير أخلاقي وغير وطني، طالما كانت تؤدي إلى توسيع نزيف الدم.
من هنا يمكن للإعلام أن يكون سبباً في الفوضى وانعدام الاستقرار، أو بالمقابل أن يكون مساهماً في إشاعة النظام وإعادة الأمن. ويمكن للإعلامي أن يكون قاتلاً ( من حيث يدري أو لا يدري )، أو عاملاً فعالاً في خلق الوئام الاجتماعي، وخدمة الحقيقة، وتكريس قيم المحبة والتآزر الوطني وترسيخ لغة الحوار العقلاني الهادئ التي تبغي مصلحة الوطن والمواطن العراقي قبل أي شيء آخر.





#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد ماركس
- كلام في الحب
- هنتنغتون وفوكوياما ومسار التاريخ
- المثقف ومعادلة السلطة المعرفة
- فقدان حس الحاضر
- موضوعة -السأم- في الأدب الروائي
- أفواه الزمن؛ هذا الكتاب الساحر
- شتائم ملوّنة
- مشكلاتنا ومشكلاتهم
- إيان مكيوان في -أمستردام-
- قصة قصيرة: ضاحية التيه
- هناك مع الوردة حلم زنزانة
- السرد وميثاق التخييل
- ماركس الناقد
- غوايات القراءة: -أن تحسب حصاد السنين بعدد الكتب التي قرأت-
- بحثاً عن ماركس
- رعد عبد القادر ومؤيد سامي: في ذكرى رحيلهما المبكر
- استعادة ماركس
- أسئلة عام جديد
- كاواباتا في ( العاصمة القديمة )


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد رحيم - الإعلام القاتل