أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الكاشف - الاصنام البشرية بين الجاهلية والقرن 21














المزيد.....

الاصنام البشرية بين الجاهلية والقرن 21


علاء الكاشف

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 05:11
المحور: المجتمع المدني
    


لقد جاءت جميع الاديان السماوية من ادم الى خاتم الانبياء محمد (ص) برسالة هي عبادة الله وحده وتحرير الناس من العبودية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت وتحويل العبادة من عبادة الاصنام الى عبادة الله وحده . .وهذا لا يتم الا في ازالة الاصنام التي يعبدوها وابتدأ الرسول بهدمها فكريا ليلمسوا بحواسهم أنها أحجار لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا فكيف تملكها وتطلق عليها اسماء وصفات هي من صفات الله عز وجل وهذا الابتداء بالهدم الفكري جاء باعتباره هدما لعقائد وافكار كانت سائدة ومترسخة في المجتمع الجاهلي. ولما كان هذا العمل الفكري عملاً مرحلياً لا يكتمل إلا بسلطانه, فإن هدم هذه الأصنام هدما ماديا لم يتحقق إلا بقيام سلطان الإسلام وانتشار الدين الاسلامي بشكل كبير .
ومرت قرون عديدة وانتشر الاسلام وتحرر الناس من عبادة الاصنام التي كانوا يصنعوها بايديهم ويصفوها بصفات الهيه , ووصلنا الى القرن الحادي والعشرين وهو عصر التطور والتقدم والثورة الصناعية , ولا ارى هناك فرقا بين الأمس واليوم فبالأمس انتشرت عبادة الاصنام المصنوعة من الحجارة او من التمر وفي الوقت الحاضر صنع الإنسان أصناما من البشر هم القادة والزعماء وأرباب العقائد والديانات واصبح هناك تغيير في الاصنام من اصنام طينية الى بشرية وفي العهد الجاهلي كانت الاصنام تصنع باليد والان تصنع الاصنام بالافكار والعقول التي تستطيع بها ان تصنع اكبر صنم , واصبح هؤلاء يستعبدون العباد ويملكونهم بما اعطاهم الله من قوة بشرية مادية زائلة فظلموا اقوامهم وبطشوا بهم مما جعل اقوامهم يتبعوهم ويطيعوهم في كل شيء خوفا منهم او رغبة في شراء رضاهم وان كان في ذلك عدم رضا خالقهم عليهم وسخطه . وهذه الظاهرة منتشرة بين جهّال القوم وما أكثرهم والحمد لله. ونتيجة لهذه الكثرة ظن من وضعته هذه الفئات الجاهلة موضع القدسية والتنزيه انه يستحق هذه المنزلة وهذ ما موجود فعلا في الشارع العراقي المتعدد الالوان والأطياف حتى بات لكل لون وطيف صنم يعبده ويقدسة
وكما هو معروف ان هذه الاصنام البشرية مهما استمرت في حكمها وجبروتها وقوتها كان لابد لها من السقوط في يوم من الايام كما سقطت اصنام الجاهلية وان تعددت , فالتاريخ يذكر منها هتلر وموسوليني وستالين وغيرهم من القادة الذين حكموا العالم وجعلوا العالم يتبعهم دون تفكير , وبالامس القريب شاهد العالم سقوط واحد من هذه الاصنام البشرية التي حكمت العراق وطرحة ارضا لتدوسه الارجل وتكلل سقوطه مع سقوط تمثاله على الارض لتعتليه الارجل (في ساحة الفردوس) وليشاهد الجميع في العالم ان التمثال الذي سقط خاو من داخله تماما كما كان صاحبه لا كما كان يظنونه اتباعه انه بطل قومي ويتميز بالعظمة والقوى والجبروت أن تمثال صدام حسين في العراق كان أكبر تمثال للعبودية، وهذا مادفع بعض العراقيين وبعض العرب أن يتباكوا على سقوطه ويقدموا الكثير من أبناءهم للموت من أجل ذلك التمثال الصنم الذي كانوا يعبدونه واقفا وساقطاً , ان في اسقاط هذا الصنم هو تحرير للشعب العراقي وكان واجب على الشعب ان يفرح بذلك اليوم ولكن الماساة الحقيقية هي ان الصنم الذي سقط لم يسقط بيد الشعب وانما سقط بيد اصنام اخرى فاستبدل الاول بالاخر , ان هذا الصنم الذي كان موجود الشعب هو الذي صنعه وهو الذي بث فيه الحياة بعد ان كان لا شيء واعطاه القوة والجبروت و لحد الان وبعد تحرير الشعب وليس ( تحرير الفكر ) لم يعي هذه الفكرة وهي ان يقف عن صناعة الاصنام وهو قادر بيده ان يزيلها قبل ان تستفحل وتكبر وتصبح بدل صنم واحد اصنام عديدة, فسقط بالامس احدها واخرى تنتظر دورها . و الامر الغريب حقا يكمن في استشراء هذه الحالة حتى بلغت دوائر الدولة ووزاراتها ففي كل دائرة صنم وفي كل وزارة اصنام أستانست بولاء الجّهال وطاعتهم .
في النهاية نقول إن ألاصنام الحجرية التي وجدت في العصر الجاهلي لم تكن لتملك أن تجبر أتباعها على عبادتها وطاعتها فهي لم تكن تملك شيئاً فهي وكما سبق وقلنا انها كانت مصنوعة من حجر اوتمر بعكس أصنام البشر فهم لا يزالون يرمون بالأمة صوب جهنم ويجبرونها على اتباع ما تهوى أنفسهم ويرمون بهم بالحروب و يقهرونها بردها عن دينها إن استطاعوا ويسومونها سوء العذاب بقطع الأعناق وتضييق الأرزاق ولا يزالون يصنعون لأنفسهم معابد يؤمها الناس تسمى أحيانا برلمانات وأحيانا جمعيات عامة وأحيانا مجالس تشريعية ليشرعوا من خلالها ما يثبت دعائم أصنام البشر.
والسؤال المطروح هنا هو :
هل جاء اليوم الذي تسقط فيه كل الأصنام البشرية التي تُعبَد من دون الله ؟ صنم الخوف، وصنم المادة، وصنم حب الدنيا .



#علاء_الكاشف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الكاشف - الاصنام البشرية بين الجاهلية والقرن 21