أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - أقلام النت














المزيد.....

أقلام النت


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 10:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


قبل عصر النت كان المثقفون العرب في كل دولة يشعرون ببعدهم عن بعضهم البعض وكأنهم يعيشون في أندونيسيا , فأندونيسيا أكثر بلد في العالم توجد به جزر معزولة ويصح أن يقال عن المثقفين العرب قبل عصر النت (مثقفون أندونيسيين) كناية عن بعدهم وعزلهم عن بعضهم البعض .
أما اليوم وبفضل النت فإن الجزر الأندونيسية لم تعد تحيط بالأقلام العربية فقد أصبحنا نشعر ببعض ونرى بعضنا وكأننا في بيت صغير جدا ولسنا في جزر معزولة .

هل تعتقدو أننا محبوبون في بلداننا العربية ؟
طبعا لا , فالكل يكرهنا , فالسلطة تكرهنا لأننا نسعى للتغيير .
والشعب يكرهنا لأنه ليس معتادا أن يسمع رأيا إجتماعيا مغايرا لعاداته وتقاليده التي إعتاد عليها وورثها من أسلافه منذ عشرات المآت من السنين.
وكنت أثناء وظيفتي في جامعة اليرموك في الأردن في كل يوم أتلقى تهديدا بعزلي عن وظيفتي ومواجهة الجوع أو التخلي عن أفكاري في الأديان وعلم الإجتماع الإنثربولوجي لكي أستمر كغيري في الحياة دون طرح أفكار أو محاولة تغيير الواقع .
ونحن لسنا مثقفون إذا بقينا مثلا نطالب بالتغيير ولا تظهر في حياتنا العامة مواصفات التغيير وعلاماته البارزة كثدي إمرأة يبرز من صدرها .
وواجهت الجوع وما زلت أواجهه وكنت سابقا أواجه الجوع لوحدي أما بعد خمس سنين من الحصار فإنني أصبحت أواجهه مع أولادي الثلاثة .
وبفضل النت تخلصت أولا من عقدة الحصار الثقافي وكنت أنتظر عاما كاملا وأحيانا ثلاثة أعوام لكي أنشر مقالا واحدا أو قصيدة واحدة وطوال رحلتي الشاقة في الأردن نشرت فقط ثلاث مقالات.

الأجهزة الأمنية العربية- ولا أقصد الأردن فنحن في الحقيقة أحسن وأفضل من غيرنا - لا تفرق بين الوطنيين وغير الوطنيين لأنها أجهزة مستبدة ولا تحب التغيير فالقمع والإستبداد يطال الجميع لأن يد الإستبداد الجبانة لا تميز بين الصح والخطأ فكل الناس والأقلام بنظرها خاطئة وهي وحدها على صواب ويد الإستبداد البدوية تكرلاه كل أساليب التغيير سواء أكانت إيجابية أم سلبية .
وبفضل النت إستطاعت جميع الأقلام أن تعبر عن وجهة نظرها في الفن والحياة بأساليب فلسفية مختلفة في التعبير والطروحات والرؤى المنهجية الخاصة بها والتي تكفل لها سرعة الإتصال بمن يتوافقون معها بالرأي والتعبير .

وأثبتت التجارب الفردية أن لكل قلك قراء معجبون أكثر من غير المعجبين وأثبتت رؤيتهم في الحياة والسياسة أن لهم قدرة على طرح الأفكار وإظهار المشاعر تجاه أفكارهم وكانت ردة الفعل من قبل المجتمعات العربية إيجابية وليست سلبية وأن هنالك شرائح إجتماعية راغبة بالتعبير وتتوافق مع طروحات اليسار .
وبهذا لا تشعر أقلام النت أنهم يساريون فلم تعد رؤيتهم يسارية بل يمينية معتدلة بدليل أن قراء اليسار كثيرون ومعجبون وإن كانت غالبيتهم وهي تقدرلا ب70%لا تملك أدوات الكتابة التعبيرية غير أن لها قدرة على إستهلاك أقلام النت وأكلها بمواقعها أكثر من قدرة الكتاب أنفسهم على القراءة .
فلم أعد أنا شخصيا أشعر بالخجل من خلال دفاعي عن المرأة لأنني أتلقى يوميا رسائل تبارك يدي أكثر من التي تقول : تبت يداه .

بفضل النت أصبحت الأقلام المحجوبة في أوطانها غير محجوبة في العالم كله فبدل أن كانت تكتب في العام الواحد مقالا واحدا أصبحت بفضل النت تكتب في كل يوم وبحريتها ووجدت أخيرا كل الأقلام متسعا لرؤيتها فلقد كانت الصحف العربية الصادرة في كل شهر والإسبوعية منها واليومية لا تستطيع أن تستوعب كل الأقلام التي تكتب لها .
وأحيانا كانت تلك الصحف تتحجج بعدم قدرتها في التواصل مع كل الأقلام غير أن هذا كان ومازال عذرا أقبح من ذنب فليس هذا هو السبب الحقيقي بل السبب الحقيقي يعود :
للشللية والإنتهازية والأنانية والديكتاتورية التي تمثل السلطة المركزية في العواصم العربية قاطبة فكانت وما زالت تحجب أصحاب الذاهب الفردية والجماعية والإبداعية الفردية .
والدول العربية بكاملها وعن بكرة أبيها أستاذة في القمع وحجب الأقلام الجادة فكم من الأقلام الجريئة والقوية تحولت إلى عمال وحراثين وكناسين ونزلاء مستشفيات عقلية في المصحات العربية بفضل سياسة القمع التي تتسم بها السلطات العربية.

والصحافة في الدول العربية صحافة حكومية وإن لم تكن حكومية فإنها تتعامل مع الأجهزة الأمنية العربية وعلى رأسها أجهزة المخابرات العربية فتجدها تتشاور معهم في الأقلام التي يريدونها أن تظهر وأن لا تظهر ولاتوجد صحافة عربية على الإطلاق تحترم الأقلام المعبرة .

وهذا القمع ليس للأقلام المعارضة أو المناهظة لسياسة أوطانها وحكامها بل أن القمع يطال الأقلام الوطنية والمصفقة للأنظمة الحاكمة والدول العربية لا تفرق في أساليب القمع والإستبداد بين الوطنيين وغير الوطنيين فكلهم مقموعون وقلة نادرة هي المسموح لها بالظهور سواء أكانوا معارضون أو غير معارضين .

غالبية الدول العربية غير متوازنة مع شعوبها وقبل عصر النت كان الكتاب يشعرون بتفاهتهم ورداءة طروحاتهم لأن المساجد وبيوت العبادة كانت تشهر بهم وقاعدة الجهل أكثر من القاعدة المستنيرة والقاعدة المستنيرة كانت تواجه الجهلاء في الشوارع والمؤسسات غير المدنية القديمة وكانت نتيجة المعركة تنتهي بفوز الأغلبية الجاهلة .
أما بفضل النت فإن العالم أصبح قرية صغيرة وكان المثقفون قبل ذلك يعيشون في جزر شبه معزولة وكأنهم في أندونيسا أكثر دولة توجد بها جزر معزولة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والجنس
- طفل العراق
- العراق الحزين
- السماء لا تمطر رحمة والآلة رحمتنا
- صباح الحب والقبلات الندية
- قارة آسيا المأزومة عاطفيا وسياسيا وإجتماعيا 1
- الغيورون على الإسلام
- خمسة ملايين يتيم في العراق
- شريعة النساء أرحم من شريعة السماء
- حجاب المرأة الإجتماعي1
- الضعفاء والأقوياء
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء2
- شريعة الرجال شريعة الغاب
- فقهاء المرأة يشتمونني1
- التكافل الإجتماعي نظام متخلف
- الديانات الثلاثة والتغيير2
- الاسلام واليهودية والمسيحية وأشكال الصراع 1
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء
- قبلاته يا أبتي !
- اعذريني


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - أقلام النت