أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيب شحادة - كلمة في ذكرى مارتن لوثر كنچ















المزيد.....

كلمة في ذكرى مارتن لوثر كنچ


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:22
المحور: حقوق الانسان
    


تصادف هذه الأيام، وعلى وجه التحديد، في الرابع من نيسان الجاري الذكرى الأربعون لاغتيال الزعيم بلا منازع لحركة الحقوق المدنية في أمريكا القسّ الدكتور مارتن )ميخائيل( لوثر كنچ )Martin Luther King, Jr(. كرّس هذا الزعيم الفذّ حياته القصيرة، ضحّى بها من أجل انتزاع الحقوق المدنية للسود المقهورين في بلاد العم سام الديموقراطية.
وُلد ميخائيل الذي عُرف فبما بعد بمارتن واختصاراً بـ MLK في 15 كانون الثاني عام 1929 في أطلنطا. كان أبوه وجدّه، والد أمّه، قِسّيسين معمدانيين في كنيسة ابن عيزِر )Ebenezer( في أطلنطا، فهذا الجد A. D. Williams وصل إلى أطلنطا عام 1893 وأقام هناك طائفة معمدانية كبيرة. من أهم ما تعلمه مارتن وشقيقُه وشقيقته من والدهم هو: معاملة كافة الناس بالتقدير والاحترام.
كان مارتن طالبا لامعا، فقد حصل على شهادة الباكالوريا )B. A. = Bachelor of Arts( في علم الاجتماع عام 1948من جامعة أطلنطا وهو ابن تسعة عشر عاما ثم على شهادة الدكتوراة )Ph. D. = philosophiae doctor( في علم اللاهوت من جامعة بوسطن سنة 1955.
أحسّ مارتن لوثر كنچ منذ نعومة أظفاره بالتمييز العنصري بين البيض والسود )الملوّنين( أبناء جلدته في أمريكا. رأى مثلاً بأنه لا يحقّ أه أن يشرب من نفس الحنفيات التي يشرب منها زملاؤه البيض وقِس على ذلك بالنسبة لاستعمال المراحيض. كما وفرّقت السياسة هناك بينه وبين صديقه الجار الأبيض الذي كان يلعب ويمرح معه إبّانَ دخول المدرسة.
يبدو أن بداية نشاط مارتن لوثر كنچ كداعية لحقوق الإنسان الاجتماعية وكرئيس مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية )SCLC = Southern Christian Leadership Conference تعود لحادثة اعتقال السيدة الإفريقية - الأمريكية روزا باركس )Rosa Parks( البالغة من العمر 72عاما بسبب ارتكاب “جريمة” لا تُغتفر، إنها لم تقم في الأول من كانون الأول سنة 1955 لتُخلي مقعدها في الباص لرجُل أبيضَ. قام الأفارقة - الأمريكيون بمقاطعة السفر في الباصات في مونتچومري لمدة 381 يوما. لقد أثمر ذاك الاحتجاج إذ أعلنت ولاية ألاباما عن عدم شرعية التفرقة في أماكن الجلوس بين البيض والسود في الحافلات.
في هذه العُجالة لا يتسنّى لنا التطرق إلى جميع جوانب النشاط الاجتماعي الذي مارسه مارتن لوثر كنچ في الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين، إلا أنه لا بدّ من ذكر بيت القصيد في هذا الصدد وهو ممارسة أسلوب العصيان المدني )Civil Disobedience( واللا عنف )Non-Violence( في المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات. أمامنا نمط من أنماط الممارسات السياسية المتمخضة عن خرق متعمّد للقوانين بغية استقطاب الرأي العام إزاء الظلم والاضطهاد. ومن المرجّح أن أصل هذه الفكرة يرجع إلى الكاتب والفيلسوف الأمريكي دي?يد ثورو )David Thoreau, 1817-1862( الذي كتب مقالا بعنوان “العصيان المدني” سنة 1848. وكما يعرف الكثيرون فقد مارس هذا النمط من النضال المثمر الزعيم الهندي مهاتما غاندي )Mohandas Karamchand “Mahatma” Gandhi, 1869-1948( الذي اغتيل هو الآخر.
زار مارتن لوثر كنچ الهند عام 1959 تلبيةً لدعوة رئيس وزراء الهند آنذاك السيد جواهِر لال نهرو وتباحث مع أتباع غاندي حول فلسفته النضالية. وقد اقتنع كنچ بأن انتهاج أسلوب المقاومة السلبية أي اللاعنف في المعركة من أجل انتزاع الحقوق المدنية هو الأمثل.
هذا ما يُدعى في الهند بـ “سَطْيَچْراها” )Satyagraha( ومعناها حرفيا بالسنسكريتية “المسك أو التمسك بالحقيقة” - وهي فلسفة غاندي المتمثلة في المقاومة السلبية وعدم التعاون مع البريطانيين المستعمرين.
قاد مارتن لوثر كنچ الكثير الكثيرَ من المسيرات الاحتجاجية لا سيما في جنوب أمريكا وذاق هو والمشتركون معه طعم القسوة والحقد والكراهية التي تجسدت باستعمال الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع والكلاب المدربة على الهجوم. كما وفُجِّر منزلُ كنچ وزُجّ صاحبه في غياهب السجون مراتٍ عديدة.
يجدر بنا التنويه بمسيرة واشنطن بالقرب من النصب التذكاري لأبراهام لنكولن )1809-1865( في صيف 1963 حيث اشترك فيها ما يقارب الربع مليون شخص ألقى كنچ خلالَها خطابه الشهير “لديّ حُلم” I Have a Dream وإثر ذلك بسنتين، السادس من آب عام 1965 حصل السود على حقّهم في الاقتراع في أمريكا. ذلك الرئيس الأمريكي قد قال مرّةً “هذه الأمة لا تستطيع البقاءَ على قيد الحياة طالما أن نصفها عبدٌ والنصف الآخرُ حرّ”.
حصل بطل الاخوّة والسلام، مارتن لوثر كنچ، على جائزة نوبل للسلام في العاشر من كانون الأول عام 1964 تقديراً لنضاله وجهوده من أجل المساواة بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأمريكية وهو أصغرُ الحائزين على هذه الجائزة سنّا.
تمّ اغتيال مارتن لوثر كنچ في الرابع من نيسان سنة 1968 في فندقه لورين في مِمفيس في ولاية تنسي. رجُل أبيض من الجنوب باسم James Earl Ray اتُّهم باقتراف الجريمة وحُكم عليه بالسجن لمدة تسع وتسعين سنة. دُفن مارتن لوثر كنچ في أطلنطا في التاسع من نيسان المذكور. قبل عقد من الزمن تقريبا تعالت أصوات من طرف أرملة كنچ وأولاده الأربعة مطالبة بإعادة التحقيق في عملية الاغتيال وإمكانية وجود مؤامرة من جهات رسمية لتصفيته. لا بدّ من الإشارة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يلاحق مارتن لوثر كنچ ويراقبه مراقبة تامّة ودائمة في كل حركاته وسكناته. بعد حقبة معينة من الزمن سيكشف عن ملفات التحقيق السميكة وعندها ربّما سيعرف العالم من قتل كنچ. حُوّل الفندق المذكور إلى متحف الحقوق المدنية وهو فريد من نوعه في العالم.
لقي مارتن لوثر كنچ حتفَه وهو في ريعان شبابه، ابن تسعة وثلاثين عاما وإليك أيها القارىء بعض المقتطفات مما ورد في مؤلفاته وخطاباته التي ستبقى حيّةً ونبراسا يُهتدى بها في أصقاع المعمورة قاطبة حيث التمييز والاضطهاد بأشكالهما المتعددة ما زالا حيين يُرزقان وينخران في عظام البشرية في دول لا عدّ لها ولا حصر. أعلن الرئيس لندون جونسون أن السابع من نيسان عام 1968 هو يوم حزن وطني على كنچ.
المقهور على حقّ أقوى من المنتصر على باطل
إنه من الخطأ انتهاج وسائل غير أخلاقية لتحقيق أهداف أخلاقية
لو جلستُ لأردَّ على الكم الهائل من الانتقادات لما تبقّى لي وقتٌ للعمل البنّاء
أعلمُ من تجربتي المؤلمة بأن الحرية لا تُمنح أبدا بل تُنتزع انتزاعا من الظالم
أمم آسيوية وإفريقية تخطو خطواتٍ عملاقة نحو تحقيق الاستقلال ونحن نحبو للحصول على فنجان قهوة على مائدة الغداء
هناك مسؤولية أخلاقية وليس قانونية فحسب ملقاة على كاهل المواطن لاحترام القوانين العادلة
القانون العادل هو ذلك الذي يرفع من قيمة شخصية الإنسان
أنا أشياءُ كثيرة لأناس كثيرين
الصراع اليومَ بين اللاعنف واللاوجود
الحضارة والعنف مفهومان متضادان
اللاعنف ليس السلبية المحضة بل قوّة أخلاقية جامحة
إني أومن بجسارة بأن الشعوب في كلّ مكان يحقّ أن يكون لها ثلاث وجبات يوميا للجسم، تربية وثقافة للعقل، شرف ومساواة وحرية للروح
سنكون قادرين بهذا الإيمان أن ننحتَ حجرا من الأمل من جبل اليأس





#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الأرض ومخطّط الجهض
- حلقة في الإعداد المعجمي الثنائي، الفنلندي-العربي
- جولة خاطفة في بعض كتب الحبّ العربية
- عرض لكتاب عن تعليم اللهجة الفلسطينية
- “يهودي-إحدى الشتائم الشائعة في ألمانيا الشرقية”
- عرض لكتاب: يوسف الخال ومجلته شعر. بيروت 2004
- المطرب الذوّاق و... المنسي
- عرض لكتاب “سلالة فاطمة الزهراء، مواقعهم وفروعهم”
- إنها سِهام جوْفاء يا غيث بن عاطف
- تأثير اليونانية على العبرية
- اللغة العربية واللهجة العامية
- شذرات من مخطوط لجمعية مسيحية في كفرياسيف
- إلياس لونروت أبو الملحمة الفنلندية، الكاليفالا
- مدخل إلى ظاهرة انقراض اللغات
- ميخائيل أچريكولا، أبو اللغة الفنلنديةالأدبية
- ميكا والتري، الصوت الإنساني
- أبراهام بورغ و-الانتصار على هتلر-
- عالَم النبات في الأدب العربي
- نظرة على واحة السلام
- دولة واحدة وشعبان


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيب شحادة - كلمة في ذكرى مارتن لوثر كنچ