أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - القتل البطيء لامل اللاجئين الفلسطينيين في العودة!














المزيد.....

القتل البطيء لامل اللاجئين الفلسطينيين في العودة!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 06:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في أكثر من مقال ومناسبة حذرت بان هناك محاولات ترعاها أطراف دولية وإقليمية في المقدم منها الولايات المتحدة وإسرائيل تعمل على محاولة تكريس سوابق خطيرة بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم الطبيعي والقانوني في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجّرتهم منها الحركة الصهيونية من اجل إقامة مشروعها السياسي المتمثل بالكيان الإسرائيلي . هذه السوابق الخطيرة تتمثل في هدف وغرض تكريس إمكانية تعاطي هؤلاء اللاجئين مستقبلا مع فكرة التوطين التي منيت بالفشل عبر عقود طوال منذ أن احتلت فلسطين وهجر هؤلاء اللاجئون بفعل صمود هؤلاء اللاجئين وتمسكهم بحقهم الثابت .

فكرة التوطين الجديدة اليوم ، تقوم على محاولة العمل على تشتيت شتات اللاجئين الفلسطينيين من جديد ، من خلال إبعادهم عن المحيط العربي ودول الجوار العربية القريبة من فلسطين، وهي الأردن وسوريا ولبنان ، بمشروع الإبعاد إلى أصقاع العالم البعيدة عن الوطن العربي إلى كندا والبرازيل والهند وتشيلي كما حدث مؤخرا مع اللاجئين الفلسطينيين على الحدود الأردنية والسورية ، حيث تم نقل أو ترحيل أكثر من مئة من هؤلاء اللاجئين بعد قبول استضافتهم من الحكومة التشيلية .

سيصاب اللاجئون الفلسطينيون بحالة من اليأس وفقدان الأمل بحقهم في العودة إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم . صحيح أن الذين يتم ترحيلهم إلى هذه الدول الأوروبية والاسكندينافية وفي الهند ودول أمريكا اللاتينية يعدون بالمئات ، لكنها مئات أصبحت حالة تكرارها روتينا وعادة جارية منذ أكثر من سنة . النظرة السطحية للموضوع فيها خطر كبير جدا ، ولابد من أن ننظر إلى الهدف الجوهري من عملية ترحيل هؤلاء اللاجئين الذين هربوا من العراق إلى الحدود المجاورة بفعل عمليات القتل والخطف والنهب والملاحقة المستمرة لهم ، ذلك أن إسرائيل – تحديدا- تريد اختراق جدار الصمود للاجئين الفلسطينيين ، تريد أن تعمل على تهشيم ومن ثم التدرج في الاستهداف للجانب المعنوي والأخلاقي لتمسك اللاجئين بحقهم في العودة وصولا إلى المرحلة التدميرية لحالة التماسك الطبيعي والوطني لحق هؤلاء اللاجئين ، بحيث يتحقق هدف التخلص من قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تشكل جوهر القضية الفلسطينية والعبء الأكبر على المشروع الصهيوني القائم على الإحلال والفصل العنصري وما يسمى بالدولة اليهودية النقية التي أخذت إسرائيل مؤخرا بالمطالبة في الاعتراف بها ومن ثم لتكريسها كأمر واقع .

ترحيل اللاجئين الفلسطينيين إلى دول خارج المحيط والنطاق العربي هو جزء رئيس من المشروع الأمريكي والإسرائيلي ، الذي لم تتوقف محاولات تحقيقه من قبل أطرافه والمتحالفين والمتواطئين معهم . هذا المشروع كما هو معروف يقوم على ركيزتين أساسيتين اثنتين : الأولى، فكرة تشتيت جغرافية وديموغرافية المنطقة إلى مقاطعات وأعراق ومذاهب واثنيات. والثانية، فكرة تشتيت اللاجئين الفلسطينيين من خلال تعريضهم لظروف قاسية وصعبة كما جرى معهم في العراق بعد احتلاله من قبل أمريكا وحلفائها ، ليصل الأمر بهم إلى القبول بحالة الترحيل إلى دول غربية وأوروبية وأخرى نائية، ومن ثم التسليم بواقع التوطين هناك . وكلا الفكرتين والركيزتين السابقتين هما في صلب تحقيق الهدف الإسرائيلي ومن ورائه الأمريكي بتهيئة الواقع لإسرائيل قوية وموحدة في مقابل هذه الشرذمة والفتفتة الديموغرافية والجغرافية للمنطقة العربية الإسلامية ، وأيضا لإسرائيل دولة نقية لليهود تحقيقا للمشروع الصهيوني المعروف الأبعاد والأهداف.

ما يزيد من قناعتنا بأن هناك مؤامرة وحالة من التواطؤ للقضاء على أمل اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم ، عبر حالة القتل البطيء لتمسكهم الأخلاقي والمعنوي أساسا بهذا الحق ، هو أن أطرافا عربية تتذرع بحجج واهية عن عدم قدرتها على استيعاب واستضافة اللاجئين الفلسطينيين مؤقتا حتى تحين الفرصة لعودتهم إلى الأرض والممتلكات ، بينما هي تستضيف مئات الآلاف من العراقيين والأجانب .الكلام ليس موجها لدولة عربية بعينها ، وإنما لمعظم دول النظام الرسمي العربي .

كاتب وباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا دعوة جدية لاسلمة الحياة السياسية
- الموقف الحقوقي المغيب عن تقييم واقع التجربة الديمقراطية الفل ...
- لماذا لا تجرى انتخابات لمنظمة التحرير الفلسطينية؟!
- المفاوضات في المنظور الفلسطيني الرسمي
- هل ستأتي اللحظة التي نقرر فيها حل السلطة الفلسطينية؟
- أشك في هوية وانتماء قادة فلسطينيين
- هل اغتيال مغنية فاتحة الحرب الاقليمية الشاملة؟
- أين تكمن العلة في مشهد العلاقة بين فتح وحماس؟
- مدى صلاحية محكمة الجنايات الدولية في النظر في الجرائم الاسرا ...
- معضلات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني
- موقف المفاوض الفلسطيني الحقيقي من القانون الدولي والشرعية ال ...
- يهودية الدولة في قلب حل الدولتين لشعبين
- الخيار الوطني المطلوب من الرئيس عباس
- من المسؤول عن جرائم الحرب في الاراضي المحتلة؟؟
- أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين
- ألا يعرف الرسميون العرب والفلسطينيون حقيقة انابوليس؟؟
- ممنوع اخراج اللاجئين الفلسطينيين خارج النطاق العربي
- سوف لن يرميكم الشعب الفلسطيني بالخيانة جزافا
- غياب الاطار التمثيلي الديمقراطي للاجئين الفلسطينيين
- برنامج الحد الادنى بين فتح وحماس


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - القتل البطيء لامل اللاجئين الفلسطينيين في العودة!