أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - جامعة الأزهر إذ لا بواكي لها















المزيد.....

جامعة الأزهر إذ لا بواكي لها


سفيان صيام

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل سنوات قرأت بالصدفة مقالاً لصلاح البردويل أحد قادة حماس ، وحزب الخلاص وقتما كان هناك حزب بهذا الاسم ، هذا المقال كان عبارة عن هجوم واضح بطريقة مثيرة للعجب والسخرية بذات الوقت على جامعة الأزهر استخدم فيه الكاتب أبشع الألفاظ التي لا تليق بمسلم ولا بدكتور ، ولا حتى بمن يملك ذرة من موضوعية ذلك أنه استخدم فيه ألفاظاً ليست لبني الإنسان .
حدث ذلك أثناء توجهه لعمله بسيارة مرسيدس من خان يونس إلى غزة _ فقد كانت السيارات في ذلك الوقت تجد وقوداً يمكنها من التنقل _ .
استغل صلاح البردويل موقفاً راقب فيه شاب وفتاة في السيارة التي أقلته وحمد الله على أنهما ليسا من الجامعة التي ينتمي إليها وإنما من الجامعة التي تحوى كلاب في وجهة نظره لمجرد نزولهم بجوار الجامعة التي لا تعنيه ، في ذلك الوقت عمت عيون البردويل عن رؤية أسماء وصور الشهداء الذين قدمتهم الجامعة أمثال عبد الرحمن أبو بكرة ويوسف منصور و عشرات غيرهم ، ولم ير إلا ما أراد أن يراه دون تأكد أو تثبت ودون استحضار لمفهوم اجتنبوا كثيرا من الظن ، وهو بالتأكيد لا زال يتذكر أن هذا المقال نشر في مجلة الصحوة التي كانت تصدرها الكتلة الإسلامية في ذلك الوقت .
إن الهجوم على جامعة الأزهر ليس جديداً في عقل حماس قيادة وقاعدة ، واستهدافها بأبشع التهم للنيل منها ومن سُمعتها ؛ والتقليل من شأنها ليس حدثاً عابراً يحدث في لحظة عصبية أثارها شيطان ، بل هي عملية مقصودة ومرتبة وممنهجة، وربما يذكر الكثير من زملائي في الجامعة تلك المنشورات التي كانت تنشر في الجامعة في أواسط التسعينات بعنوان رسائل العقلاء للهجوم على صرحنا الشامخ .
بعد الانقلاب وشعور حماس أن كل شيء بات في قبضتها ، وأنها الآمر الناهي في قطاع غزة كان وجود جامعة الأزهر الزاهرة والعامرة بطلبتها الطامحين في مستقبل أفضل رغم كل الصعاب ، يمثل أمراً مستفزا لها يكفي بحد ذاته للانتقام منها ربما باعتبارها طرفاً في خطة دايتون ، أو لأنها حاضنة للتيار الخياني في حركة فتح على حد زعمهم ، أو ربما لأنها مسئولة عن التفجيرات الوهمية التي تحدث هنا وهناك ، وربما لأن هذه الجامعة هي السبب في إغلاق المعابر وازدهار تجارة الدخان، أو ربما لأنها موجودة في مكان لازال يذكرهم بأن هناك ما هو ليس حمساويا في غزة .
الاعتداء الذي حدث قبل أيام يهدف إلى إثبات الذات وتذكير الجميع أن الموافقة الحمساوية هي التي تسمح للأزهر بمواصلة مسيرتها في تعليم أبنائنا ، وأن الحكام الجدد للقطاع بإمكانهم السيطرة على الجامعة وقتما شاءوا وكيفما أرادوا ، طالما أن البندقية مشرعة ، والحجة موجودة ، والذريعة متوفرة أو سهلة التوفير .
وحتى لا ندخل في مساجلة بلا معنى حول ما حدث بين إثبات لإدارة الجامعة وطلبتها، ونفي الحكام الجدد بخصوص الاعتداء على جامعة الأزهر دعوني أقول أنني أخذت قناعتي عما حدث من أحد شهود العيان الذي إن لم يكن مناصراً لحماس فهو على الأقل ليس ممن يفضلون فتح ، والذي أكد لي حدوث الاعتداءات على طلبة وطالبات _ يعني نساء_ وكذلك على بعض من أساتذة وموظفي الجامعة ، وأدت هذه الاعتداءات إلى وقوع عدد من الإصابات .
وليس بعيداً عن هذا الاعتداء _ بل في حلقات نفس السلسلة _ ألا نذكر جميعاً تلك القوة المسلحة التي اقتحمت الجامعة بعد الانقلاب بأيام واقتحمت المختبرات وصادرت موادها بقوة السلاح ، ألا نذكر جميعاً إلصاق ما حدث يوم احتفال المفاجأة والصدمة لحماس بذكرى الراحل ياسر عرفات بأن هناك من أطلق النار من جامعة الأزهر ، ألا نذكر جميعاً الاعتقالات الجماعية لأبناء وكوادر الشبيبة في الجامعة لمنعهم من الاحتفال بانطلاقة فتح ، والتي طالت طلاب وطالبات من كوادر الشبيبة إبان حملة ما كان يعرف برد الفعل والمعاملة بالمثل لمنع الاحتفال بانطلاقة فتح ، ألا نذكر جميعاً منع وزارة صحة حماس طلبة كلية الطب في جامعة الأزهر من التدريب في المستشفيات .
بمنطق القوة يمكن لحماس أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء، ولكن بقوة المنطق فإن ما تفعله قد تجاوز كل حد يمكن تصوره ، وفكر الانتقام قد طغى فتجبر ، فلا أحد يمكنه أن يقول أن جامعة الأزهر كانت جهاز الأمن الوقائي على سبيل المثال باعتباره مسمار جحا الذي تتذرع به حماس في كل شيء ، وكذلك فإن كل محاولات عصر المخ لفهم هذه التصرفات تعود حيرانة بلا جدوى ، ودون الوصول لنتيجة خصوصاً إذا ما علمنا أن توابع هزة الأزهر قد طالت المكتب الرئيسي لمنظمة الشبيبة الفتحاوية حيث تم اقتحامه بشكل عجيب وغريب ، وبتهمة أكثر عجباً وغرابة ، وهي أقرب إلى النكتة حيث يحتجز حوالي ثمانية من كوادر الشبيبة بتهمة عقد اجتماع للنظر في فصل أبناء الشبيبة الذين شاركوا حماس في مهرجانها في الجامعة ، وكأن هناك من شارك بينهم !! ، وكأن هؤلاء الثمانية يمثلون مجلس الجامعة المخول به مثل هذه القرارات .
تأتي خطورة ما تقوم به حماس تجاه جامعة الأزهر من أن هذه التصرفات تمس بشكل كبير أهم اهتمامات الأمم التي رغبت بالتقدم والرقي والتحضر ، ألا وهو العلم ، فهذه المنارات المشرقة تعلم أخواننا وتصنع منهم أجيالاً من المتعلمين والمثقفين ليساهموا ببناء الإنسان والوطن ، وواجب كل صاحب ضمير الحفاظ عليها لا اقتحامها ومهاجمتها ، ولنا أن نسأل كيف سيكون الحال إذا ما أدت مثل هذه التصرفات إلى ما لا يحمد عقباه وتعطلت مسيرة الجامعة ؟؟ أيصبح مستقبل إخواننا وأخواتنا رهينة لرغبة بالانتقام واثبات الذات وتصرفات التي لا تخدم إلا المستفيد من عرقلة المسيرة التعليمية بالجامعة .
ربما أتكلم عن جامعة الأزهر مدفوعاً بانتمائي لها، ودفاعاً عن صرحٍ نهلت من علمه أربع سنوات متواصلة ولا زلت أنهل منه إلى الآن، ولكن بالمقابل ألم تتعرض جامعات أخرى لمثل هذه التصرفات ؟؟ فما بالنا ننسى ما تعرضت له جامعة القدس المفتوحة ، و كلية العلوم والتكنولوجيا ، وجامعة الأقصى ؟؟
على من يتصرفون بمنطق القوة تحكيم قوة المنطق قليلاً ، والاقتناع بأن هذه التصرفات لن تحقق لهم مجداً جديداً وإنما ستضر بمستقبل العديد من أبناء وبنات هذا الشعب الذي ربما كانوا في عدد كبير منهم إخوانا لهم ، وعليهم تجنيب هذا القطاع بالكامل ويلات ما يعانيه الشعب في القطاعات الأخرى ( بنزين – سولار – طحين – خبز – معبر – كهرباء ... الخ ) فما فينا يكفينا ولا حاجة لنا بالزيادة .



#سفيان_صيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد الاسلامي .. ورسائل جرح يستفيق به الدم !!
- كيف تنتصر وأنت مهزوم أمام سيجارة ..؟؟
- أما آن للانقلاب أن ينتهي ..؟؟
- الانقسام أخطر ما في الأمر يا أنام
- الفتاوى الفلسطينية ..بين اجتهاد العلماء ومناكفة الفرقاء
- فتح .. من يقود الاخر القيادة أم القاعدة ..؟
- حين يخطئ قلمي فرديا


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - جامعة الأزهر إذ لا بواكي لها