أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أشرف عبد القادر - أهل الكهف في القرن 21















المزيد.....

أهل الكهف في القرن 21


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:46
المحور: كتابات ساخرة
    


عاملان أساسيان يتحكمان في تصرفاتنا وأفعالنا هما:الزمان والمكان،فلو كانت أفعالنا وأقوالنا خارجة عن روح الزمان والمكان الذي نعيش فيه،لكنا نسبح ضد التيار ونغرد خارج السرب، وأضرب مثلاً على ذلك بأهل الكهف،حينما أنامهم الله حيناً من الدهر ثم أحياهم،وذهبوا بعملتهم لشراء حاجاتهم فلم يقبلها منهم أحد،لأن ثيابهم وعملتهم كانت غريبة على روح الحقبة التي بعثهم الله فيها، فهل لو جاء إلينا الآن شخص بدرهم او بدينار-وهي العملة التي كانت سائدة وقت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام- وأراد به شراء لوازمه فهل سيقبله منه أحد، باستثناء مدراء متاحف العاديات؟؟!! لا. لماذا؟ لأنه فات زمان ومكان هذه العمله، فهذه العملة كانت لإناس معينين في فترة زمنية معينه، وهو ما نسميه بتاريخية الأشياء،أي يجب تنزيل الأقوال والأفعال و الملبس، في وقت ظهورها لفهمها وأخذ الدرس منها فقط.
أسوق هذه المقدمة لأقول إن حالنا الآن-كعرب ومسلمين- هو حال أهل الكهف،لأننا أوقفنا عجلة الزمان الدوارة، عند زمن النبوة وعهد الصحابة،بعدها توقف التاريخ ،فلا جديد تحت الشمس، وليس في الإمكان أبدع مما كان، فحكمنا على أنفسنا بالتخلف وبالإعدام الفكري والثقافي والحضاري، لا لأننا أغبياء،ولا لأن الأمم الأخرى أذكي منا، ولكن فقط لأننا أوقفنا استخدام العقل الذي هو الأداة الوحيدة القادرة على مسايرة روح العصر،وقفلنا باب نسخ ما لم يعد صالحاً لزماننا من نصوص وأحكام. وحكّمنا قشورالدين في كل منشط من مناشط الحياة ،حتى في أدق أدق تصرفات الإنسان،وهي الجماع على"السنة الشريفة" كما يدعي المتأسلمون،ولم نعمل بسنة نبينا الحقيقية،في قول الرسول صلى الله عليه وسلم"أنتم أعلم بشؤون دنياكم"،وهو من الأحاديث الشريفة النادرة التي لم يعبث بها المحدثون. فمشاكلنا الدنيوية الأقتصادية والسياسية والإجتماعية لن يحلها لنا رجال الدين بفتاويهم المضحكة المبكية،مثل فتوى إرضاع الكبير،وبقر بطون اليهوديات الحوامل،وتحليل دم الرئيس المؤمن محمد أنور السادات التي باضها الغنوشي.، التي أساءت إلى الإسلام في الرأي العام العالمي أكثر مما أساء إليه أعداءه منذ ظهوره حتى الآن. لا أذكر اسماً ولكن شخصاً معروفاً بعداءه للإسلام قال لي:لماذا تعترض على فتاوى المتأسلمين وتصرفاتهم، اتركهم إنهم يقومون بالعمل ضد الإسلام بدلاً منا ؟! . رددت عليه :بدلاً منك أنت عدو الإسلام، لا بدلاً مني أنا.ومنذ ذلك اليوم لم أر وجهه والحمد لله.
مشاكلنا لن تحل بهذه الفتاوى اللإسلامية،بل سيحلها لنا رجال الإقتصاد والسياسة وعلم الإجتماع وعلم النفس،وإعادة تفسير القرآن بالعقل كما في تركيا طيب رجب رضوان . فقط بالعقل وبالعلم، والعلم وسيلته العقل . حالة التحجر والتسمر الفكري هي حجر العثرة الآن أمام تقدمنا، ويرجع سببها إلى عدم قدرتنا على تخطي تراثنا الفقهي البشري. فلقد كان فقهاؤنا بشراً مثلنا، عاشوا عصرهم ومشاكله،وأدلوا بدلوهم في ضوء معطيات زمانهم ومكانهم وروح حقبتهم، ولم يقفوا أمام النصوص صماً وعمياناً،بل أعملوا عقولهم بقدر مستطاعهم في زمانهم حيث كان العقل مازال طفلاً يحبو،وداروا مع العلة وجوداً وعدماً، فأصابوا وأخطأوا، ولهم أجرهم عند ربهم . لكن ما عذرنا نحن الآن عندما ننبش الماضي للبحث فيه عن حلول لمشاكل الحاضر والمستقبل؟ وكيف نطلب من سلف كان يعيش في زمان غير زماننا ومكان غير مكاننا،أن يعطينا حلولاً لمشاكل لم يعرفها؟ فحالنا الآن هو حال أهل الكهف،فنحن نخرج للعالم في القرن الحادي والعشرين بعملة أهل الكهف الدينية والاقتصادية والسياسية،التي لا يوجد مصرف لصرفها . صدام حسين كان يأخذ قراراته السياسية لغزو الكويت في المنام،وأحمدى نجاد يستشير الإمام الغائب لصنع قنبلة ذرية قد تكون كارثة كبرى على إيران ... وهلم عبثاً وجنوناً!!!.
إن المشكلة كلها تكمن في القراءة الحرفية للقرآن والسنة التي تجمدت وتسمرت في تفسير السلف الصالح للآيات القرآنية،هذا التسمر أمام النصوص وعدم تأويلها بالعقل،كما يفعل الآن إخوتنا في حزب "العدالة والتنمية" التركي،الذين كفرهم الخفاش راشد الغنوشي!!! هذه القراءة الحرفية هي التي دفعت أمير جماعة "التكفير والهجرة"شكري أحمد مصطفي في الثمانينات،وكانت جماعته، كما صرح شكري مصطفى في حديث مع الأستاذ صلاح عيسى في جريدة "الأهالي" لا ترسل أبناءها للمدارس تقليداً لـ"سنة الرسول الأمي" كما قال، في حين أن البخاري أثبت أنه لم يكن أمياً!!، للمطالبة بإلغاء التعليم في المدارس والجامعات،بدعوى ان الرسول كان أمياً!!! أرأيتم الفهم الحرفي للنصوص وعدم إعمال العقل إلى أين أوصلنا ؟ما أروع قول ابن لبنان البار خليل جبران"إن الله يحب أن يكون معبوداً من العالم،ولا يحب أن يكون معبوداً من الجاهل".
فهل آن الأوان لنتخلى عن عملة أهل الكهف من حجاب ونقاب وإرهاب وتكفير حتى لقادة حزب إسلامي،مثل حزب "العدالة والتنمية" التركي وزعيمه المنصور بالله أردوغان-رضوان رضي الله عنه وأرضاه، لنعايش روح عصرنا؟ نحن ،فقط،بحاجة للمرونة الذهنية والعقلية لتكوين فكر إسلامي عقلاني جديد،سيكون علامة نضج لصحتنا العقلية والنفسية . فالمجنون-فقط- هو الذي لا يتغير لأنه يعتقد أنه وحده من يمتلك الحقيقة المطلقة.وكما نعلم أن الحقيقة نسبية ولا يملكها أحد، وكل حقيقة هي جزء من حقيقة أخرى أكبر،وصدق المهاتما غاندي حينما قال:"أنا أمام الحقيقة أتضائل حتى أصبح ترابا".
عالم القرن الحادي والعشرين لا يعرف ولا يعترف بعملة تطبيق الشريعة وإقامة الحدود، وإعتبار المرأة نصف الرجل في الشهادة والميراث، والمسلم لا يتساوى بغير المسلم في الحقوق والواجبات، وهي الأحكام التي نسخها مشكوراً الشيخ الترابي وكذب الخفاش الغنوشي الذي زعم في تعليقه على مقالي الأخير،أن الترابي تراجع عنها. لماذا لا يكون للمرأة المسلمة نفس الحقوق التي للمرأة اليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية والشانتونية في اليابان؟ لماذا أيها المتأسلمون أعداء المرأة وأعداء الله؟! لماذا تفكرون بسرعة قوافل الإبل،لا بسرعة الثورة التكنولوجية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، خاصة في الخمسين سنة الأخيرتين،فالعالم يخترع الآن مخترع جديد كل ثلاث ثوان ؟! وأنتم تبيضون فتوى خفاشية دموية غالباً كل ثلاث ثوان؟! أما أنتم-أيها المتأسلمون- فلا هم لكم إلا الزواج بأربع زوجات ورئاسة اللجان الخفاشية للتحريض بالزواج بأربع زوجات، وإنجاب عشرات الأطفال،ولا بأس أن يذهبوا إلى الجنة حفاة وعراة وجياعاً وجهلة ومرضّى وبرصاً وطرشاً وعمياناً،كل ما تمنوه في دار الفناء سيجدون مثله أو خيراً منه في دار البقاء. قزّموا عقولكم،وأطيلوا لحاكم وشواربكم،وإبليس حبيبكم الأنيس يسلم عليكم ويوصيكم.
فغاية الدين أن تعفوا شواربكم / يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
إقرأوا قبل صلاة الفجر بريد"القدس العربي" الذي يحررة السايكوباتي راشد الغنوشي، لتزيدوا رصيدكم من الجهل والجهالة وحب سفك الدماء،وقتل الأبرياء،وحب الأغبياء ،وكراهية الشرفاء، وابقوا في كهوفكم في تورا بورا،وناموا كأهل الكهف،فعملتكم غير منصرفة . وما الله بغافل عما يعمل المتأسلمون السايكوباتيون!.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرع الله
- وفاء سلطان ... والقرآن
- الغنوشي يكفر أوردغان
- غلق المساجد
- رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور
- دور مساجد الضّرار: في تجنيد الإرهابيين
- رسالة إلي يهود باراك: إذا قتلت هنيه فقد قتلت السلام
- قائد من حماس: يدين إنقلاب ميليشيات حماس
- الغنوشي يهددنا
- الغنوشي يتحدي مفتي السعودية
- خفاش تونس :مطرود من السعودية
- الرد على الفيلسوف الجابري: برجاء لا تخلط بين العقل والعقلية
- بشائر عام سعيد
- لا لخفافيش الإرهاب: لا ترحل يا ساويرس
- المشروع الطالباني دموي
- دفاعاً عن مفتي السعودية :ضد الإرهاب
- دفاع جبان عن القاعدة
- سمكة الإرهاب تختنق
- على غرار تونس:شجعوا المعارضة الديمقراطية البناءة
- د. سعد الدين إبراهيم:لم يفقد عقله


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أشرف عبد القادر - أهل الكهف في القرن 21