أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} التمرد المسلح .. قاعدة ام استثناء ؟؟














المزيد.....

{{ الراصد }} التمرد المسلح .. قاعدة ام استثناء ؟؟


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التمرد يحصل في كل حين وزمان ، ولكنه يتم كقاعدة احيانا وفي حالات اخرى يكون استثناءا ، وما نقصده هنا بالتمرد هو التجاوز على الشرعية الحقيقية للسلطة ، ويحصل كقاعدة عادة عندما تضعف الدولة ، وقد جاء التمرد الاخير في البصرة ليس استثناءا عن ما سبقه في ( منطقة الزركة ) وكذلك ما اطلق عليه بحركة ( احمد اليماني ) ، وحتى نشوء اعمال الارهابيين التكفيريين الذين غزوا البلاد عندما انهارت كافة المؤسسات الحكومية ، مما اكد على ان مثل هذه الاعمال تأتي كنتيجة موضوعية لضعف الدولة ، وكان ذلك يحصل على مر الزمن ، حيث حصلت مثل هذه التمردات اينما ضعفت سلطة الملوك او سلطة الخلفاء والحكام في اية مرحلة من مراحل التاريخ ، ولهذا لم ولن يكن هذا الخروج عن القانون في البصرة امرا غير متوقع ، وذلك بسبب ضعف الاجراءات الامنية اللازمة تجاه التجاوزات التي كانت تحصل في كل يوم على حرية المواطنين وعلى المال العام وعلى سلطة القضاء ، فهي كانت اعمال تسخين على تجاوز نوعي اخطر دون ان تدرك تلك الخطورة ، الامر الذي جسد عجز الحكومة في تطبيق القانون بحزم تجاه الفاعلين ، مما شجع الخارجين على القانون في التمادي للحد الذي جعلهم ينصبون انفسهم بديلا عن الدولة ، وكانت تلك القطرة التي فاض بها الاناء ،
وبكلمة جلية نقولها ان كل ما كان يرتكب من تجاوزات وجرائم بحق المواطنين في البصرة وفي غيرها لم يحرك الاجهزة الامنية بالشكل المناسب ، ولكن عندما تطاول المتمردون على سلطة الحكومة حصل الرد بالقوة ، ولكنه جاء وقد فات اوانه للاسف الشديد ، وهذا ما كان ملموسا ايضا في التعامل مع الاعمال التخريبية والاجرامية التي سبق وان اهملت ولم يعالج امرها الا حينما استفحلت وتجاوزت على سلطة الحكومة ، بعد ذلك تمت معالجتها ولكن بصورة يكتنفها الغموض ، لان كشف تفاصيلها سيطرح تساؤلات لابد انها محرجة للسلطات الحكومية حول سبب اهمال مخاطرها وعدم معالجتها سياسيا في وقت مبكر قبل ان ان تستفحل وتصل الى مستوى التمرد المسلح ، لاسيما وان المشاركين فيها هم جموع واسعة واغلبهم من الفقراء والبسطاء الذين لايتوقع احد بان مطاليبهم تتجاوز حقوقا اقتصادية مشروعة وضمن اطار قدرة الحكومة على تحقيقها ، ان ذلك الاهمال قد ادى بهؤلاء الملتحقين بالتمرد الى اتباع من يحقق لهم اي مطمح من مطامحهم حتى وان كان مقابل عمل مسلح وخارج على القانون .
ان ما حصل في محافظة البصرة مؤخرا لم تحدد ملامح نهايته ، فهل تراجع المسلحون خاضعين لما يفرضه القانون ؟ ، ام ان الحكومة استجابت الى مطاليبهم ؟ ، واذا كان لا هذا ولا ذاك ، اذن ما هو الحال الذي آلت اليه الاحداث ؟ ، وهل ضمنت الحكومة عدم تكرار ذلك وهو الامر المرتجى من خلال المعالجات المفترضة ؟ ، لان الخسائر بالارواح وبالاموال وباحوال المواطنين كانت جسيمة ، واذا ما تكررت ستجعل البصرة واهلها الكرام في محرقة دائمة ، ونعود ونكرر سؤالنا ، من هو المسؤول عن ذلك ؟، ان التمرد المسلح يكون عادة الوسيلة المركونة جانبا من الذي يبغي الوصول الى اهدافه السياسية او الاقتصادية المشروعة ، في ظل عملية سياسية تتيسر فيها السبل لنيل الحقوق ، كالتي ما زالت قائمة في الوضع السياسي العراقي الجديد ، وعلى هذا نضيف سؤالا ملحا تبلور على اثر الاحداث الاخيرة ، ومفاده : لماذا لجأ التيار الصدري الذي يمتلك رصيدا شعبيا واسعا بأمكانه انتزاع الحقوق او الفرص بالوسائل السياسية السلمية ؟ ، لاسيما وانه مشارك في العملية السياسية ، وكانت حظوظه فيها ملحوظة في البرلمان وفي الحكومة ، بل ومضاهية للاحزاب الحاكمة ، وان التيار يشكل ركنا مهما في كتلة الائتلاف الحاكم .
ان المتابعين السياسيين يميلون في تحليلاتهم الى ان التمرد المسلح والخروج على القانون يكون دافعه الاكثرخطورة ، هو غياب تطبيق القانون وضعف الاجراءات الامنية الحكومية ، وما حصل في البصرة مؤخرا هو ليس استثناءا ، انما كان مثيلا لما سبقه من خروج على القانون من قبل جهات ومليشيات مسلحة ، نشأت وتمادت وفرضت اجنداتها قسرا على المواطنين وبقوة السلاح ، ولم تأبه الاجهزة الامنية بما كان يجري من تجاوزات على الحريات العامة و الاستحواذ على دور الدولة في العديد من مفاصل حياة المجتمع ، ورغم كل ذلك تبقى اسباب اخرى غير معلنة ، ترتبط بالاجندات والاهداف الاقليمية والداخلية على حد سواء ، فمتى تقدم الحكومة على فتح الافاق امام هذه القوى والتي هي في الاغلب الاعم وطنية اصيلة وبالتالي يغدو ممكنا سحبها بعيدا عن التاثرات الاقليمية تحديدا ، وغلق المنافذ بوجه العصابات والمجرمين من التبرقع برداء هذا التيار او ذاك ، ولكن يبقى الامر الاكثر اهمية هو السلاح الواسع الانتشار ، ومما لاشك فيه انه العنصر الاساسي الباعث على تجاوز القانون ، لاسيما بغياب الاجراءات الامنية في الزمان والمكان المناسبين ، وعلى ذلك يعتبر الوضع المتأزم وعودة الاشتباكات ما زالت قائمة طالما السلاح باقيا في ايدي غير تابعة للدولة ، ولهذا تصنف الحالة الراهنة وان كان الهدوء قد سادها بانها هدنة مشوبة بالحذر وشديدة الخطورة ، ولايستبعد تكرار ماحصل وربما اصعب مما سبق ، لكون الهدنة بعد اية معركة تكرس عادة لتشخيص نقاط الضعف لدى الجانبين ومحاولة تلافيها استعدادا لجولات قادمة ، وهذا ما يفرض على الحكومة الاسراع في معالجة اسباب الازمة قبل الاستعداد لخوض معارك جديدة ، وفي المقدمة منها اصدار قوانين صارمة تحرم وتجرم من ينتمي الى مليشيات مسلحة مهما كانت واجهتها .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} تأسيس الحزب الشيوعي .. كتابة لابجدية النضال في ...
- {{ الراصد }} الامن في العراق .. غفوة على وسادة ناسفة
- {{ الراصد }} فرصة عمل لعاطل توفر فرصتين للامن
- {{ الراصد }} اوهامهم تعبر فوق جسر آلام شعبنا !!
- {{ الراصد }} التيار الديمقراطي .. يعيش في الفصول الاربعة
- {{ الراصد }}
- {{ الراصد }} المقدمات الضرورية لتشكيل حكومة بناء وطني
- {{ الراصد } يتحالفون ولكنهم لايتفقون !!!
- {{ الراصد }} يوم الشهيد الشيوعي ... يوم الشهيد الوطني
- {{ الراصد }} بانوراما نضالات مطلبية
- {{ الراصد }} ستلاحقهم ( لعنة النفط )
- {{ الراصد }} حكومة وحدة وطنية مطعمة وليست مرممة
- {{ الراصد }} بناء الدولة الديمقراطية المدنية استجابة لمقتضيا ...
- {{ الراصد }} لاينفع التحليق باجنحة عباس بن فرناس
- {{ الراصد }} الف حسرة وحسرة عليك يابصرة
- {{ الراصد }} نداء الوطن رقم واحد
- {{ الراصد }} خرائط طريق على كثبان سياسية متحركة
- {{ الراصد }} عناوين تكتب واخرى تشطب
- {{ الراصد }} فدرالية الجنوب ابحار على زورق مثقوب
- {{ الراصد }} تحالفات جديدة ام اعادة انتشار


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} التمرد المسلح .. قاعدة ام استثناء ؟؟