أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - عندما كتبت الغوريلا أطروحتها الأنثربولوجية عن ( المواطن العراقي ) .. !!!!















المزيد.....

عندما كتبت الغوريلا أطروحتها الأنثربولوجية عن ( المواطن العراقي ) .. !!!!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أيهما أقوى الروابط العشائريـــــــة أم الروابط الدينيــــــــــة ضمن القطيع البشري الواحد ؟؟
وكلمة ( قطيع ) تعني مجموعة بشرية تعيش في منطقة واحدة ( !! ) ســـــؤال تبادر كثيرا لأصدقائي في اكاديمتنيا " أكاديمية النسور " قبل ا لإجابـــــــــة عن الســـــــــؤال ســــــــــــــــــــــــــنتناول جانبين :
في دراسة حديثة لمعهد البحوث الأنثربولوجية في مدينة برلين في دراسة السلوك الاجتماعي لحيوان الغوريلا أشارت إلى جملة من الحقائق :
- تعيش الغوريلا ضمن مجاميع تتراوح بين 6 و14 غوريلا .
- ترتبط الجماعة الواحدة فيما بينها على أساس علاقة الدم وغالبا ما يكونون أخوة وأخوات وأحيانا أولاد عم أو أولاد خولة .
- يقود ذكر قوي ( جسديا ) تلك المجموعة ويصبح قائدها وحاميها من أي ذكر غوريلا دخيل أو حيوان مفترس غريب .
- على العكس من باقي الحيوانات ذات الطابع الاجتماعي يرافق قائد المجموعة أنثى واحدة فقط دون أن يحتكر باقي الإناث لنفسه ، كما في قطعان الغزلان والماعز الجبلي والخيول البرية والدجاج .
- حين تلتقي مجموعتين من الغوريلا يدخل القائدان في معركة ضارية وفي النهاية ينسحب الذكر القائد المهزوم ومجموعته من المنطقة المتنازع عليها .

تلك النتائج ليست جديدة ولكن سبقتها بعض الدراسات السابقة ولكن الجديد الذي أكتشفه الأنثربوبولوجيين الألمان هنا حول دراسة السلوك الاجتماعي للغوريلا ( الكائن الأقرب للغوريلا ) نقطة غريبة جدا وتعتبر طفرة في البحوث السابقة وهي لا يتقاتل الغوريلا الذكور فيما بينها بعض الأحيان ولكن يظهران مشاعر الترحيب الواحد للأخر ( !!! ) على الرغم من انتماء ذكري المجموعتين لمنطقتين منفصلتين وتصل أحيانا أ المسافة الفاصلة أكثر من 25 كم وطبيعة السلوك ألعدائي للغوريلا بشكل عام ، وبعد مراقبة أكثر من 12 عينة في غابات غينيا الاستوائية التي أظهرت منحنيا معكوسا تم التوصل عن طريق تحليل الحامض النووي لتلك الغوريلات إلى أن الغوريلات القادة هن أبناء عمومة من بعيد أي من نفس العشيرة الواحدة ( !! ) ، كيف عرفت تلك الغوريلات تلك الحقيقة ( ؟؟ ) وكيف ميزت بعضها ( ؟؟ ) على الرغم من وعيها المنخفض نسبيا مقارنة بالإنسان .
يتناول الأنثربولوجيا مفهوم الرابطة الاجتماعية للإنسان على أساس كونه حيوان متطور ولا يختلف عن باقي اللبائن الأخرى من الناحية الاجتماعية ، وقبل الدخول في فكرة المقالة الرئيسية لابد من الانعطافة إلى مفهوم الرابطة الاجتماعية ( العائلة - العشيرة ) من ناحية علم الاجتماع وعلم الأنثربولوجي ..
يتكوّن البناء الاجتماعي للعائلة أو العشيرة الواحدة من عناصر متشــــــــــابكة، يتمّ التفاعل فيما بينها بشكل إيجابي (تبادلي وتكاملي ). ولذلك يرتبط البناء الاجتماعي بالأســــــــــس التي تعمل على تنظيم الحياة الاجتماعية والبيولوجيـــــــــــة . يعرّف البناء الاجتماعي بأنّه : " نسق اجتماعي يتميّز بدرجة معيّنة من الثبات والاستقرار .. ويتألّف من جماعات وزمر، مثل : العشائر والقبائل والأمم، تقوم كلّ منها بتنظيم علاقات الأفراد الذين ينتمون إليها".
ويمكن أن نظيف إليـــــــــــــــــــه بعض العناصر، كالعلاقات التي تجمع بـــــــين شــــــــــــــــــــــخصين أو أكثر، مثال : (نظام القرابة – العلاقات الثنائية كعلاقة الأب بابنه والأخ بأخته) وكذلك عمليات التمييز بين الأفراد على أساس الدور الاجتماعي، كأدوار النساء أو الرجال أو الزعماء .أن العلاقات الاجتماعية العامة التي تتكرّر فيها الأنماط الاجتماعية باستمرار، والتي يتكوّن منها البناء الاجتماعي. وربط ذلك كلّه بموضوع ثبات البناء الاجتماعي واستمراره، من خلال الاستقرار الديناميكي الذي يتغيّر بدرجات متفاوتة .كما أنّ الحالات الفردية التي تتجسّد فيها تلك العلاقات الاجتماعية، ليست هي موضوع الدراسة العملية للبناء الاجتماعي، إنّما هو السلوك المتكرّر لعدد من الأفراد، والذي يمثّل نمطاً اجتماعياً معيّناً، وبالتالي يتكوّن البناء الاجتماعي من هذه الأنماط مجتمعة.
أمّا قاموس العلوم الاجتماعية، فيطرح ثلاثة تعريفات للبناء الاجتماعي ( العائلة - العشيرة ) ، كما يلي :
التعريف الأول : يحدّد البناء الاجتماعي بأنّه النموذج المستقرّ للتنظيم الداخلي لجماعة ما. أي أنّه يتضمّن مجموعة العلاقات الموجودة بين أفراد الجماعة، بعضهم مع بعض من جهة، والعلاقات الموجودة بين الجماعة وجماعة أخرى من جهة ثانية .
التعريف الثاني : يرتبط بخصائص الجماعات ونماذج الثقافات. ويتكوّن من أجزاء يعتمد بعضها على بعضها الآخر اعتماداً متبادلاً .
التعريف الثالث : يميّز بين نوعين من البناء الاجتماعي ( العائلة - العشيرة )، حيث يقسم إلى :
- الزمر الاجتماعية : التي تنقسم بدورها إلى زميرات صغيرة، ومنها إلى وحدات أصغر منها. وتقسم تلك الزميرات (الوحدات) إلى أفراد أو أعضاء، يتميّز كلّ منهم عن الآخر بوظائف اجتماعية يعمل على تحقيقها. وبوضع اجتماعي معيّن يحتلّه بين الأفراد الآخرين .
- النموذج الثقافي : أي أنّ كل نموذج من النماذج الثقافية، يقسم إلى العناصر المكوّنة له، كالثقافة المرتبطة بالعادات الشعبية، أو النماذج الثقافية المرتبطة بالقيم والأعراف وأساليب التعامل المختلفة.
واستناداً إلى ما تقدّم، يمكن القول : إنّ البناء الاجتماعي يتّسم بالخصائص التالية :
- يتكوّن البناء الاجتماعي من أنماط العلاقات الاجتماعية، ولذلك، لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر، إلاّ من خلال الصورة المحسوسة للعلاقات الاجتماعية بين الأفراد أو الجماعات، في مجتمع معيّن .
- البناء الاجتماعي، كلّ متكامل أو نسيج متشابك الأجزاء . وتعدّ دراسة أجزاء البناء الاجتماعي كلّها، من أهمّ خصائص الأنثروبولوجيا الاجتماعية، والتي تميزها من العلوم الاجتماعية الأخرى. وذلك بالكشف عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة، التي توجد بين أي عنصر وأجزاء البناء الاجتماعي .
- البناء الاجتماعي مستقرّ وثابت نسبيّاً، إذ إنّ من أهمّ شروطه، الحفاظ على تماسكه واستمرار يته فترات طويلة من الزمن. ولكن هذا الاستمرار لا يقصد به الجمود، بل الاستمرار المتغيّر كما هي الحال في استمرار البناء العضوي للجسم الحي.
وإذا كان علماء الأنثروبولوجيا في الجيل الماضي، قد بهرهم التنوّع الغريب في الثقافات التي تعرّفوا إليها، فخامرهم الشكّ في أمكان التوصّل إلى تعميمات صحيحة بشأنها، فلا بدّ من الإقرار، في هذا المقام، أنّه يكاد يكون من المستحيل، صوغ تعميمات عن سلوك الجماعات البشرية، أي عن الظاهرات الاجتماعية والثقافية، دون أن تكون هناك بعض الاستثناءات الواضحة التي تشذّ عن القاعدة العامة ..
على الرغم من قصور الجهاز العصبي المركزي لدى الغوريلا كمثال على اللبائن العليا فيما لو قارناها بالإنسان لكنها تمتلك مشاعر اجتماعية مرهفة عندما تناغمت مع أقاربها ، وهنا أعود لطرح سؤالي مرة أخرى الذي قفز ملحا ينتظر إجابة مني ومنكم ( ؟؟ ) :
أيهما أقوى الروابط العشائريــــــــــــة أم الروابط الدينيـــــــــــــة ضمن القطيع البشري الواحد ؟؟
يخبرنا علماء علم الاجتماع ( السيسولوجيا ) بأن الروابط الدينيــــة أقوى من الروابط العشائرية وخصوصا في عالمنا المتمدن الحالي بعد أن تخلى الإنسان الحديث عن أصوله القروية القديمة ( !! ) ، علماء الأنثربولوجي لديهم رأي مختلف عن ذلك فالروابط العشائرية أقوى من الدينية لأن ألـ ( ROOTS ) الجذور متحكمة في البشر حتى لو عاش البشر في مدن أو في قرى ريف أو في الصحراء كبدو رحل ، تلك الجذور مرتبطة بمنطقة الغريزة في العمق البشري وهي تصدح بقوة فيما لو تصارعت مع الروابط الدينية التي في الغالب اعتبارها مظهرا متطورا للنشاط البشري الأعلى ، تلك وجهـــــــــــة نظر أنثربولوجية خاصـــــــــــة قد لا تتفق مع الكثير من الآراء، لكنها مجرد رأي فقط ( !!!! ) ..
الإنسان العراقي الذي أشك في انتمائه للكتلة البشرية على سطح هذا الكوكب المحقون بمشاكل تثير الغثيان لكل الكون المرئي وغير المرئي ، لا يخضع لمقاييــــــــــس علم الأنثربولوجي عن البناء الاجتماعي فهو حائر ويعاني كثيرا ، تارة بين انتمائــــــه للعشيرة وانتمائه لطائفتـــه الدينية أو انتمائـــــــــــه لروابط أخرى كالوطنية - المفقودة من قاموسه – لمن ينتمي العراقي ؟؟؟؟؟؟؟؟
فالكردي السني يتحسس من الكردي الشيعي ( الفيلي ) والعربي السني يتحسس هو الأخر من العربي الشيعي وأحيانا كثيرة يوزعون الجنة والنار بينهم وصكوك الحياة على أسم اللقب الموجود في هوية الأحوال المدنية كما حدث في مدينة بغداد العاصمة ( !! ) ، الأم العراقية كما في حدث عند جارتنا( أم حسين ) التي تفتخر بولديها الذين انتموا لجهتين متحاربتين ومتصارعتين على الكعكة العراقية الملعونة أحدهم في جيش المهدي والأخر في فيلق بدر ( !! )..
حتى الغوريلا أفضل منه - مع بالغ أسفي - كما يبدو من يوميات المواطن العراقي العزيز ، هذا سؤال أتحدى فيه كل من يقرأ مقالتي هذه وأتمنى أن أجد جوابا في بريدي عن هذا السؤال الأصعب من بين أسئلة الوجود كلها ..
شكرا .. لكم



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سان سيمون .. النهر الخالد ..
- الباراسيكولوجي ( الدين الجديد !!! ) .. الحلقة الثالثة
- الباراسيكولوجي ( الدين الجديد !!! ) .. الحلقة الثانية
- الباراسيكولوجي ( الدين الجديد !! ) .. الحلقة الأولى
- رسائل لرب مضطرب ..
- حين ناقش وناقض - المطهري - المادية التاريخية.. البؤس الكبير
- النجمة السداسية الأسرائيلية .. ماذا تعني ؟؟؟
- نساء النبي محمد .. رحلة نحو البداية !!!!!!!!!!!!!
- ورقة أولية لنظرية - سكنر - في تكنلوجيا السلوك البشري ..
- رؤية جديدة لأزمة العقل العربي .. ( الحلزون الأسود )
- هولاكو في محمكة عادلة جدا .. حقائق مهملة
- مأساة الحلاج ( المسيح الثاني .. الروح الزكية )
- عالم بلا حياة خير من عالم رأسمالي .. أحصائيات متواضعة عن بيع ...
- لوحات فلسطينية .. عندما يموت القمر
- أسماعيل الصفوي .. عبث ودجل و.. هالة نور !!!
- فرانسيس بيكن ومختارات من كتاب ( الأورغانون الجديد ) ..
- الخميني .. شاعرا !! وعاشقا !!!!
- أيران .. لمحات من تاريخها ( موجز أسود لتاريخ أسود )
- ورقة بن نوفل .. حكاية الراهب الشبح
- الفلسفة الروحانية .. المصطلحات الفنية ( الجزء الثاني )


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - عندما كتبت الغوريلا أطروحتها الأنثربولوجية عن ( المواطن العراقي ) .. !!!!