أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - قراءة فى الرسوم والأمور المسيئة للنبى














المزيد.....

قراءة فى الرسوم والأمور المسيئة للنبى


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 02:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يشهد العالم الإسلامى منذ زمن بعيد الإهانات التى تلحق بالمقدسات والرموز الدينية، التى بلغت ذروتها عند نشر الرسوم المسيئة للنبى الكريم. وربما اعتاد الأوربيون على نقد رموزهم الدينية خاصة بعد انهيار الدولة الدينية فى أوربا وانحصارها فى مقاطعة الفاتيكان غير أن المسلمين لم يعتادوا على التعامل مع هذا النوع من النقد خاصة فى الصحافة والإعلام الغربى وصاروا يفتقدون إلى الآليات والخطط التى تؤدى إلى احتواء مثل هذه التجاوزات. ولا نبالغ إذا قلنا إن المسلمين لا يملكون الآن سوى المواقف الانفعالية التى لم تنجح يوما ما فى إرهاب وترويع الطرف الأخر الذى يزداد تشددا وعنادا.

لقد شعرنا بالاستياء الشديد جراء الصور الكاريكاتيرية التى قامت الصحيفة الدنمركية يوالندس بوستن بنشرها فى 30 سبتمبر 2005م. مما لا شك فيه فأن هذه الصور تمثل إساءة بالغة لرسولنا الكريم واستفزازا لمشاعر المسلمين فى سائر بقاع الأرض ولكننا فى نفس الوقت نقول إن هذه الصحيفة محدودة الانتشار وربما لا يتعدى توزيعها عشر آلاف نسخة هذا فضلا عن أن لغتها مجهولة لدى سائر شعوب العالم بل إن الرسام نفسه ويدعى كيرت وسترجارد لم يكن معروفا فى عالم الصحافة. لعل أكثر ما يعزز هذه المقولة هو أن الصحافة الغربية والأوربية فى بداية الأمر لم تلتفت لهذه الصور الكاريكاتيرية ولم تهتم بها وكان من الممكن ألا يسمع عنها كائن ما كان لولا رد فعل المنظمات الإسلامية الدنمركية التى قادت المظاهرات للتعبير عن غضبها ورفضها لهذه الصور. ولم تصدق وسائل الإعلام فى العالم العربى والإسلامى خبرا حيث لم تتردد فى نشر الصور وفى نقل أخبار هذه المظاهرات التى وجدت صداها فى الشارع العربى والإسلامى.

ومن المعروف أن وسائل الإعلام فى بلادنا أخذت تبث الخبر وتعبئ الجماهير المحبطة والمحتقنة وجاءت ردود الأفعال متباينة ومختلفة لتعكس حالة الاضطراب وفقدان التوازن التى تعيشها الشعوب العربية والإسلامية. لقد انتشرت المظاهرات فى العواصم العربية والإسلامية، فى القاهرة وبغداد وسوريا ولبنان والضفة الغربية وإيران وقد قام المتظاهرون بإشعال الحرائق فى القنصليات والسفارات الاسنكندنافية فى سوريا ولبنان. وأخذت منشورات مجهولة الهوية تنادى المسلمين بمقاطعة المنتجات الدنمركية ومنها منشور يحث المواطنين على البحث عن منتجات تحل محل المنتجات الدنمركية واليهودية والأمريكية: مطاعم ماكدونالدز وكنتاكى وتكا وربما لا يدرك هؤلاء أن هذه المطاعم لا يرتادها سوى الأجانب لأن أسعارها لا تتناسب مع القدرات المالية لمعظم المواطنين ويحث المنشور أيضا على مقاطعة لبن نيدو ودانو وجبنة فيتا وجبنة مزريلا على أن يكون البديل منتجات عربية أو مصرية ويدعو إلى مقاطعة السيارات الأمريكية مثل فورد وجنرال موتورز والاستعانة بالسيارات اليابانية والألمانية والكورية. ويطالبنا المنشور بأن نتوقف عن التعامل مع ماكينات تصوير زيروكس واستبدالها بكانون. ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد من التظاهر والاعتراض السلمى بل تعدى ذلك بكثير عندما قام البوليس الدنمركى فى 5 فبراير الماضى بالقبض على ثلاثة رجال مسلمين بتهمة التخطيط لاغتيال الرسام المغمور.

ما يلفت الأنظار أن ردود أفعالنا ومواقفنا تتسم دائما بالتسرع ولم نعد نفكر فى النتائج المترتبة على مواقفنا المتسرعة تجاه الأعمال الاستفزازية. ولم نعد نتوقف قليلا للبحث عن أسباب هذه الأعمال والبحث عن سبل فعالة لمقاومتها دون إلحاق الضرر الأكبر بقضايانا. لقد بات واضحا أن ردود أفعال المسلمين لم تحقق النتائج المرجوة ومنها الحد من هذه الصور المهينة التى ازداد انتشارها بفضل هذه الردود إذ لم ينته الشهر الأول من عام 2006م حتى أعادت عدة صحف فى هولندا وألمانيا والدول الاسكندينافية وفرنسا نشر الصور. وكذلك أعربت معظم الصحف الدنمركية عن تضامنها مع الرسام خاصة بعد القبض على الرجال المشاركين فى التخطيط لاغتياله. وكلما اشتدت المظاهرات الغاضبة فى بلادنا زادت أعداد الصحف التى تسارع بإعادة نشر الصور وكلما حلقت طيور الخطر حول الرسام ازداد مؤيدوه وقل منتقدوه. والغريب أن المطالبين بمقاطعة البضائع الدنمركية والأمريكية واستبدالها بمنتجات عربية أو يابانية أو كورية أو ألمانية لم يذكروا لنا ما هى تلك الدول العربية القادرة على توفير البدائل للمنتجات التى نقاطعها. وكذلك لا يوجد مبرر لإقحام الجانب الأمريكى فى القضية لأن الصحف الأمريكية رفضت إعادة نشر هذه الصور ودعا بوش إلى مراعاة شعور المسلمين. ونتساءل أيضا ماذا لو سعت الصحف اليابانية والكورية والألمانية إلى إعادة نشر هذه الصور؟ الإجابة بسيطة: سوف نضطر إلى مقاطعة سياراتها واستبدالها بعربات تجرها الخيول والحمير.

العقلاء فى مجتمعاتنا باتوا يدركون كل الإدراك أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى الطريقة التى نتعاطى بها مع الأزمات حتى نستطيع أن نتجنب شرورها وينبغى أيضا أن نسعى لدراسة الأمور بتأن وروية وتقديرها تقديرا محسوبا حتى لا نفاجأ بأن الأمور خرجت عن نطاق سيطرتنا وأن ردود أفعالنا صارت خطرا على القضايا التى نحترق من أجلها.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على الانتخابات الأمريكية
- ظاهرة الطوابير فى كل مكان
- كرة القدم والاستقرار السياسى والاجتماعى
- باراك أوباما والانتخابات الأمريكية
- لماذا لا يتملك أهالى النوبة منازلهم؟
- المعلم فى مراحل التعليم المختلفة بين الأمس واليوم
- عشوائية القرارات فى التعليم الجامعى
- السلطة والقانون فى العالم المتحضر والعالم الثالث
- إلى متى الخلط بين الرشوة والهدية ؟
- تجربة انتخابات الحزب الوطنى فى مصر
- مسلسل -يتربى فى عزو-: الدروس المستفادة
- تجارب الطفولة وتأثيرها على شخصية الإنسان
- الحزب الوطنى ورجاله من أهل النوبة
- جرس الإنذار الأخير ينطلق فى الجامعة
- أستاذ الجامعة الذى لا يعرفونه
- الانتحار والضباب
- هل نحن حقا نهتم بالسياحة كرافد من روافد الدخل القومى؟
- لماذا اختار الفرنسيون ساركوزى رئيسا للجمهورية؟
- عشوائية الفتاوى فى العالم الاإسلامى
- عصر الإساءة إلى الديانات السماوية


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - قراءة فى الرسوم والأمور المسيئة للنبى