أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !















المزيد.....

سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 04:12
المحور: الادب والفن
    



على مر الصفحات التي أتقلب فيها ضمن أوقاتي المسماة فارغة عنوة !,يأتيني أحيانا هذا المسمى بالحدس وفق تحديد بريخسون لينقلني خارج إطار الصفحة إلى سطور تكتبها الشمس على الأشياء من حولي , فتعمل مخيلتي الواجب المناط بها من حيث لا ادري ولن يتضح يوما حتى يستمر السؤال ونتشبث بهذه العملية دليلا على الحياة النقدية !
لا يريد كاتب أي سطور ما, أن يبني عالما آخر وفق ادعاء أي سطور لكاتب ما أيضا, إنما القصد من وراء الكتابة للآخرين هو ترشيد استهلاك الحياة ! , ولكن حسب ادعاء البعض فأن الكتاب الذين نقرأ لهم يتكلمون وصفا وشرحا لسطورهم أكثر من كلماتهم ذاتها..لذاتها,أليس هذا نوعا آخر من الإبداع ؟ ,ولكن هل يا ترى إن كان لوعي الكاتب المعلن عنه شخصيا أثرا في تدعيم كلماته,وفعلا ايجابيا في ترفيع هذا الكاتب دونا عن غيره ضمن التصنيفات ..الروتينية..لقائمة الكتاب وربما الكتبة أحيانا!..لوكان الجواب بالإيجاب لاتخذنا أول الشروط التي تولد لنا الكتاب النوادر , فن التمثيل وفن الإلقاء أيضا..أليس كذلك؟!,لن تنتهي عند هذا الحد لو بدأنا في اتخاذ شخصية الكاتب مرآة كلماته, إلا إن هذه المرحلة انتهت فعليا بما يسمى السيرة الذاتية للكاتب المبنية أساسا وفق التحديد الكرونولوجي لأعماله وتراتبها الزمني بتقدم موازي لقائمة أخرى تصنفه ضمن تيارات ومدارس أدبية معينة دون غيرها .. من المنطق أن يحتسب تقدم الزمن إلى الوراء في العملية النقدية لو تم بناء الحكم التاريخي فعليا على هذه التصنيفات !, ومن ذا الذي يستغني عنها في انتقائه لكتاب معين لكاتب متعين وفق كرونولوجيا الكم لا النوع ..القارئ المستهلك الذي يطالب بضمان جودة المنتج الذي يقتنيه فيكتفي بماركة مسجلة من الخبراء, أم الناقد الخبير الذي هو جزء من المشكلة التي لن يحلها فيحل عقدة وضعته في محله..ومن ذا الذي يستغني عن محله..الكاتب الناقد القارئ ؟ ولا احد من الثلاثة بالحقيقة يفعل !
صدفة نوعية أخذتني إلى الكاتبة العراقية سارة السهيل ,وديوانها دمعة على أعتاب بغداد,والتي أتابعها مع الشاعرة العراقية فيفيان صليوا وقد نالهما نصيب من الهم العراقي أتصوره واضح جدا في نتاجهم الإبداعي,وقد يتبادر للذهن سهولة تناول هذه الأعمال الأدبية وفق أطار النقد النسائي الذي ظهر في الستينات ,لكني أتحدى ايلين شوالتر القائلة بالنقد ألجين أنثوي الذي يعنى بنتاج المرأة خاصة أن تحدد أطارا ممكنا لكذا مشروع في نتاج سارة وفيفيان..فالمشكلة اكبر من مجتمع الذكر وسلطة الرجل في إنتاج المرأة العراقية الأدبي والفني,تشابكت عندي أفكار معينة عن جيل جديد من الكتاب واختلط الأمر علي بصراحة , وإذا بالسؤال هل المطلوب جيل جديد من القراء؟! .. يفهم كون الفن هو هويته !
في الشيء وكل شيء الشيء !
تجادل سارة السهيل بمقدمة قصيدتها هذه التي تهديها تحت عنوان الجحيم عيون الآخرين,فيلسوف الوجودية وآخر رجالات الفلسفة _الموقف بمعناها الكلاسيكي,الفرنسي جان بول سارتر وتزيح غموض استعارتها مقولته الفلسفية الشهيرة كعنوان قصيدتها بعنوان فرعي يبين تركيزها على جانب معين من هذا الجدل بينها وبين سارتر..في حصار الحرية وضياعها ..هذه القصيدة اخترتها لتجسيدها حالة نهضة عراقية أتصورها متمثلة بنتاج هذا الجدل بين الشاعرة وسارتر لتوازي توازنا مطلوبا في الأدب العراقي بل والعربي في البحث عن جذور انفصاليته ومستقبل اتصاليته المنشودة مع واقع مرير للفرد وقدرة هائلة للانخفاض أثبتت جدارتها مؤسسات صناعة ذاك الشعار وهذا العار !..أن جوهر الشيء عند سارة يحدد إطار الكلي في التعامل مع قضية الذات وفق سمة لو تم وصفها ..بالشيء..فهي غير ما هي عليه لو لم تكن الشرطية التالية متحققة..وكل شيء الشيء..وهنا أسجل نقطة انطلق منها لتواصل الشاعرة مع هذا المفهوم الفصل..تتضح من أخر ما تقول في قصيدتها..حتى في أدق التفاصيل .. هي معادلة لتلافي الانشطار الحاصل للذات أمام الخوف من الآخر ..الغرب ..المجهول..الحقيقة ربما..كثيرة هي المخاوف العربية المعاصرة, من هذا نفهم كيف إن من غير المبرر أن لا نعترف بمنح الإنسان نفسه لنفسه بنفسه في وقت تتأكد فيه واقعية النظرة إلى وجود الآخر وتقبله..هنا تستدرك سارة كون الجوهر العربي المتسامي على الذات الإنسانية نفسها أحيانا لن يتمكن من إكمال عملية بناء الذات وفقا لانطلاقة سليمة من نفس الجوهر دون التماهي مع الحالة المصاحبة لهذه الولادة وتعزز بالقول..في المكتوب والمقروء وما لم يكتب والممحو..كونها تجربة تتخذ من الآخر السارتري مفهوم مغاير لكونه معالم انقطاع وفصل يحاول تاريخ الفرد العربي تناسيه ليمني الذات بالاستمرار..على غرار كلمات مثل الصمود والتحدي..وبهذا ينشأ الخلاف جدليا ليحدد اطر تعامل سارة المنطلقة أساسا من بنية مجتمعية تعزز التوجس السارتري من الآخر كأي بنية عربية..إلى انعطافة غير متوقعة على صعيد المفهوم العام لحوار قلما ينجح تأويله,فهي أي سارة تنادي في الشيء إن اعرف نفسك من الآخر,فلما سهل عليك تصنيفه بالآخر كيف يصعب تحديدك لذاتك..أليست توصيفات العيادة المؤسساتية المقيتة تتكسر على صخور هذه الشهادة عن حال الضياع العربي المعاصر ,بما يحول دون شك بين أي مفهوم سارتري في القصيدة بل بالعكس فهي اقرب لجاك دريدا باعتباره حتى اللغة عبارة عن حضور الآخر,ولكن كم نوعا من الآخر تخاطب سارة السهيل !..أو الأصح كم جزءا من شيء الشيء يحتاج لأن تخاطبه..في وقت يستحضر الفرد العربي الآخر الرمزي ..ماضيه..في خطابه اليومي ,تستقرا سارة السهيل..العراقية.. بعد 2003عملية تقويض الذات المكتسبة نحو تقبل نقد ممكن ..لذات عربية تواجه صوتا يولد الملل من تكرار..كم تاجا زال من رأس بركان وخلف حمما فضلت عليها شعوبا كوتها سكر الكذب ولا مر الحقيقة !
لو كان المعنى حقيقة يجب العثور عليها في ثنايا سطور الكاتبة أسلوبا متبعا في القراءة فهو الذي جعل الحاجة إلى الكتلوج الفني ووسائل الإيضاح كالسيرة الذاتية للكاتبة والتيار الذي ينتمي إليه العمل الأدبي ترافق المنتج الإبداعي من لحظة تسويقه في الصفحات الأولى من الكتاب المعين التي تسمى مقدمة وهي مؤخرة على أدق ما في الوصف من معنى ..تبعا لموضوع المقال..إلى عقلية القارئ المتعين بهذا النوع من التلقي !.. ما من حاجة لدفع التجربة الجمالية التي يدركها القارئ ضمن التعايش مع المعنى حينا بشكل كلي أو مع أجزاءه المتناثرة في العمل الفني..مع إقرارنا بوجوده عند سارة السهيل..إلى توالد محسوب الأثر وفق الرؤية الشمولية للتلقي وفق الكرونولوجية !.. المعنى وليد التجربة ذاتها ومتعرض للتغير وفق ظروفها الحيثية..وهذا ما خلد الأعمال المسماة بالروائع الأدبية والشعرية على مر التاريخ وليست مقدمة الناشر في طبعة ديوان دمعة على أعتاب بغداد للأديبة العراقية سارة السهيل !.. وبالتأكيد لا نعرف أي قصيدة يقصد حينما يصف قصائد الديوان برمتها بأنها ذات منظور تاريخي ذاتي ! بل وكيف وصل بنا إلى هذه الضفاف النقدية التي يعجز تاريخ النقد على إدراكها وفقا لتعدد مواضيع القصائد لا بل تباعد فتراتها الزمنية..فأي تاريخ وأي منظور ذاتي بالتحديد ..على إن القطب التاريخي وكذلك الذاتي من المتغيرات البديهية فكيف اقتنص اللحظة التي توافقت معه ..تجاريا..على ما يبدوا.. هذه النتيجة المذهلة..فأنتقص من قيسلفا.يوان ..ودفع بالأديبة إلى قائمة المصنفين سلفا ..وقلص إطار تجربة القارئ إلى أضيق ما في عملية البحث عن الذات من معنى ! ..,بالرغم من ذلك لم تذهب جهود سارة السهيل ومساهمتها في إيجاد جيل جديد من القراء سدى كما يتضح ضمنيا من التزامها بالتفكير كمتلقي عراقي فنجحت كأديبة عربية ..في الدعوة لترشيد استهلاك الحياة !
الكاتب
سرمد السرمدي
العراق



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الفن الثامن
- علمية الفن الثامن
- تجربة الواقع الأفتراضي وفق علمية الفن الثامن
- واقعية التجربة الأفتراضية في ضوء علمية الفن الثامن
- مطلق التفاعل الفني في الفن الثامن
- نقاط ارتكاز التجربة في الفن الثامن
- نماذج التجربة الفنية
- النمذجة الفنية تجريبيا
- ثلاثية الأحتواء التفاعلي في معادلة الفن الثامن
- مديات الأحتواء الفني في معادلة الفن الثامن
- اكليكتيك الأفتراض الفني في معادلة الفن الثامن
- ديناميكية البعد الرابع في معادلة الفن الثامن
- ميتافيزيقية البعد الرابع وفق معادلة الفن الثامن
- موضوعية الفن الثامن وفق معادلة الفن الثامن
- قياسية الفن الثامن وفق المعادلة
- حجر الزاوية الأول في فلسفة الفن الثامن
- زاوية الثامن الفلسفية في فلسفة الفن الثامن
- دائرة العلاقات المربعة في فلسفة الفن الثامن
- مربع دائرة العلاقات الفنية
- الية المطلق التفاعلي في فلسفة الفن الثامن


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !