أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - باهر محمود عبد العظيم - دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري














المزيد.....

دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ظواهر الفوضى التي يعيشها المجتمع المصري الآن متمثله في الغلاء وأزمة الخبز والفوضى المرورية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا بحاجه لمشروع علماني تنويري عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, فالعلاقة بين تفاقم أزمات مجتمع ما وإنخفاض درجة الوعي الجمعي لأفراده علاقة عكسية (كلما تفاقمت الأزمات كلما دل ذلك على إنخفاض الوعي الجمعي) وتلك العلاقة العكسية تفرض إحداث توازن بينهما وإلا ستصل الأمور لطريق مسدود نتيجته الوحيدة فوضى هدامه تأتي على الأخضر واليابس, وإذا نظرنا بعين فاحصة موضوعية للطرفين محور الأزمات (وأعني بهما الحكومة والشعب) سنجد أن الجانب الحكومي ينقصه التعامل بعقلية علمية تقدم الحلول بطرق تنظيمية وتخطيط مدروس وفي نفس الوقت لابد وأن يتجنب البيروقراطية والروتين والحلول العشوائية المسكنه التي قد تفاقم الأزمات بدلاً من إنهائها, ومن ناحية أخرى ينقص الجانب الشعبي تطبيق القوانين والتفكير بعقلية واعية تحقق توازن بين الشراء والإستهلاك وتتعامل بهدوء مع الأزمات دون عشوائية أو إنفعالات زائدة فوضوية.

المشكلة الحقيقية التي تواجه الجانبين هي غياب التفكير العلمي والمنهجية في التعامل مع الأزمات, وهي نفس المشاكل تقريباً التي واجهت أوروبا في عصر ما قبل النهضة حين ترافقت العقلية الإستبدادية في السياسة (الإقطاع والكنيسة) مع إنتشار الجهل والخرافة بين أفراد الشعوب (إنخفاض الوعي الجمعي), وقتها ظهر الفلاسفة التنويريين والساسة العلمانيين أمثال فولتير وديكارت وجان جاك روسو ليقودوا أوروبا بأكملها للتنوير والعلمانية والتحضر ثم الإنطلاق في سماء الحرية والديموقراطية والإكتشافات العلمية التي غيرت وجه التاريخ, ترادف التنوير والعلمانية مع التقدم والإزدهار هو ما يدفعنا الآن للمطالبة بسرعة بلورة مشروع قومي يضع المثقفين التنويريين والساسة العلمانيين في مقدمة راسمي سياسات الدولة المختلفة ووضع قواعد وأسس جديدة تنظم العلاقة بين الفرد والمجتمع من ناحية, والمجتمع ومنظومة الحكم من ناحية أخرى, وإذا وضعنا أهم النقاط التي يجب أخذها في الإعتبار عند تنظيم علاقة المجتمع بالدولة سنضع في مقدمتها ضرورة إحترام الحكومة للمواطن وجعله في بؤرة إهتمامها وإعطاؤه الشعور بأن رأيه ذو أهمية ويعتد به إلى جانب الإهتمام الدائم برفع مستوى معيشته, وقتها سيجد المواطن أنه لابد وأن يحترم المنظومة التي تحكمه بكامل مستوياتها بدءاً من شرطي المرور وحتى رئيس الجمهورية متضمناً الدستور والقوانين طالما ترسخ لديه الشعور بأنه ترس فاعل وقادر على التأثير والتغيير, تلك العلاقة التي تتميز بالإحترام المتبادل والتفهم والشفافية هي البداية الحقيقية لحل الأزمات ومواجهة الفوضى, إلى جانب توافر الحلول الإقتصادية والإجتماعية والسياسية من جانب المثقفين والعلمانيين, ولكي تكتمل منظومة التنوير لابد من البدء بإصلاح كافة مستويات التعليم المختلفة وفوراً جنباً إلى جنب مع بدء مشروع ثقافي على غرار القراءة للجميع ولكن أكثر تكثيفاً وأعمق أهدافاً على المدى الطويل, حيث انه سيضع اللبنه الأولى لمجتمع يملك درجه من الوعي تؤهله لحل مشاكله بعقلية علمية ومتحضرة إلى جانب منظومة حكم تقودها عقول تملك هم تنويري حقيقي تجاه شعبها.





#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟
- عبقرية الشعب المصري
- ما بين سطور المراجعات الفقهية, نرجو الإنتباه قبل فوات الآوان
- عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟
- وهم الصحوة الإسلامية
- العنصرية تحكم مصر
- عادات المصريين في خطر
- حزب الإخوان–كيف تتوازن سلطات الدولة المختلفة مع لجنة ظل الله ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - باهر محمود عبد العظيم - دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري