أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!















المزيد.....

أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 11:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثمَّة حلٌّ يُطْبَخ على نارٍ هادئة، وبعيداً عن الأنظار والأسماع، وعن وسائل الإعلام على وجه الخصوص؛ وقد نشهد، بعد بضعة أشهر، ما يشبه مفاجأة اتِّفاق أوسلو الأُم؛ أمَّا المتوفِّرون على طبخه فهُم، في المقام الأول، ليفني وقريع ورايس.

هذا ما تُنْبِؤنا به بعض الإشارات، في بعض التصريحات، كالتي أدلت بها ليفني، وبوش، ورايس، وعباس.

نَعْلَم أنَّ المؤمن لا يُلدغ من جحر مرَّتين، وأنَّ الحماقة في خير وأدَّق تعريف لها هي أن يُكرِّر المرء التجربة ذاتها توصُّلاً، على ما يتوهم، إلى نتائج مختلفة، وأنَّ العقل المخرَّب هو الذي يُجرِّب المجرَّب، وأنَّ هناك متخصَّصون في إنتاج الأوهام، ويبحثون دائماً عمَّن يساعدهم، عن حُسْن نيَّة، أو عن مصلحة، في توزيعها ونشرها، وتقديمها لكل جائع على شكل وجبة سريعة، فالجائع قد يرى البدر رغيفاً.

ومن أراد أن يُصدِّق، ينبغي له، أوَّلاً، أن يرى بأُذنيه، وليس بعينيه، فالعين إنَّما ترينا أنْ لا شيء على أرض الواقع يُبرِّر أن نُصدِّق ما يُقال، وأن نتفاءل بالتالي، فـ "الاستيطان"، المنتشِر انتشار السرطان في مرحلته الأخيرة، هو أصدق إنباءً من كل ما يُقال ونسمع.

أُنْظروا إلى ليفني وهي تحتال على عقول "المتشائمين"، أي على كل من ليس له مصلحة في أن يعمي بصره وبصيرته، وفي أن يرى الشمس تُشْرِق ليلاً.

تقول ليفني: "إنَّ قرار إجراء المحادثات (بين الإسرائيليين والفلسطينيين) سِرَّاً، مع ما يترتَّب على ذلك من عدم ظهور إشارات (عبر الإعلام) إلى إحراز تقدُّم، ساهم في تقويض الثقة بالعملية (أي "عملية السلام")". وعليه، دعت ليفني إلى "إيجاد طريقة لإشراك العامة من الناس (في معرفة التقدُّم المُحْرَز) ولكن من غير أن يتسبَّب ذلك بإثارة توقُّعات زائفة".

أمَّا السبب "الوجيه" لاقتراح ليفني "تقليص حجم التوقُّعات"، فهو خشيتها، التي أكَّدتها تجارب من قبل، من أن يؤدَّي تضخيم التوقُّعات، أو رفع سقفها كثيراً، إلى انفجار أعمال العنف، إذا ما فشلت هذه التوقُّعات.

ومع أنَّ كلام ليفني هذا هو في حدِّ ذاته مساهَمة منها (مقصودة أو غير مقصودة) في رفع سقف التوقُّعات فلم أُعِرْهُ اهتماماً كبيراً؛ لأنَّها عوَّدَتْنا، في تصريحاتها المختلفة، أن تكون قليلة الحذر والاحتراس والتحفُّظ. ولكن، ما حدث بعد ذلك أكسب كلام ليفني شيئاً من الأهمية، فالرئيس بوش أعرب عن تفاؤله بتوقيع اتفاقية في شأن "إقامة دولة فلسطينية محدَّدة المعالم" قبل انتهاء ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة (أي قبل كانون الثاني المقبل) مشدِّداً على ضرورة "وضع تعريف واضح لهذه الدولة قبل، ومن أجل، إنشائها". وأشار إلى أنَّ زيارته لإسرائيل في منتصف أيار المقبل يمكن أن تكون على جانب كبير من الأهمية في هذا الصدد.

وبعد اجتماعهما، أعلنت رايس أنَّ السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يتحقَّق خلال العام الجاري؛ وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن "ثقته"، وليس عن أمله، أو تفاؤله، فحسب، بإمكانية تحقيق هذا السلام قبل انتهاء العام الحالي. أمَّا وزير الخارجية السوري وليد المعلم فأوضح، في ختام قمة دمشق، أنَّ الدول العربية، مع "مبادرتهم"، تنتظر لترى ما ستتمخَّض عنه جهود إدارة الرئيس بوش من نتائج في الأشهر القليلة المقبلة، وأنَّها، لهذا السبب، ما زالت تَطْرَح "مبادرتها".

كلُّ هذا، وبحسب ما يرى "المتشائمون"، الذين تَعْجَز، لأسباب موضوعية، عن إقناعهم بالتفاؤل، ولو قليلاً، ليس بذي أهمية تُذْكَر؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك هو ما أبدته إسرائيل، بعد زيارة رايس لها، من إصرار على المضي قُدُماً في الاستيطان، وزيادته، بدعوى أنَّ هذا التوسُّع الاستيطاني الجديد، وبحسب ما أعلنه رئيس وزرائها، ليس في الضفة الغربية، وإنَّما في القدس الشرقية "التي يجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية بموجب أي اتِّفاق سلام يتم التوصُّل إليه مستقبلاً مع الفلسطينيين"، وبدعوى أنَّ هذا النشاط الاستيطاني الجديد يتَّفِق، ولا يتعارض، مع "رسالة الضمانات" التي سلَّمها بوش إلى شارون.

الأمر ليس بمصادفة، ولا بطيش دبلوماسي إسرائيلي، فالحكومة الإسرائيلية تريد للفلسطينيين والعالم بأسره أن يتكيَّفوا سياسياً ونفسياً مع "حقيقة" أنَّ الاستيطان (وجوداً ونمواً وتوسُّعاً) في "القدس الشرقية" لا يتعارض، وإنَّما يتَّفِق كل الاتِّفاق، مع الالتزامات الإسرائيلية المنصوص عليها في "خريطة الطريق"، ومع "رسالة الضمانات"، التي تسعى إسرائيل (والولايات المتحدة) إلى جعلها "المرجعية العليا" للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ولعبة إسرائيل الاستيطانية واضحة جليَّة، فهي، أي إسرائيل، تُوسِّع مساحة "القدس الشرقية (التي ضمَّتها إليها جاعلةً القدس الموحَّدة الكبرى عاصمتها الأبدية) من خلال تقليصها مساحة الضفة الغربية، ثمَّ تتوسَّع استيطانياً في "القدس الشرقية". وقد تمضي في هذه اللعبة قُدُما، فيجيء يوم تصبح فيه "القدس الشرقية" أكبر من "الضفة الغربية"!

رايس سمعت بهذا النبأ الاستيطاني، فقالت على جاري عادتها: "ما زلنا نشدِّد على موقف الولايات المتحدة في هذه القضية، فالنشاط الاستيطاني يجب أن يتوقَّف. التوسُّع الاستيطاني يجب أن يتوقَّف، فهو لا يتَّفِق، بالتأكيد، مع التزامات خريطة الطريق".

لو سُئِلت الحكومة الإسرائيلية عن رأيها في ردة فعل رايس هذه لأجابت على البديهة قائلةً إنَّها لا تعترض على ما قالته وزيرة خارجية الولايات المتحدة، فإسرائيل ملتزمة كل الالتزام بالتوقُّف عن كل نشاط استيطاني في "الضفة الغربية"؛ أمَّا "القدس الشرقية" فلا علاقة لها بهذا الأمر؛ لأنَّها جزء لا يتجزأ من إقليم دولة إسرائيل (ومن عاصمتها الأبدية).

ويحق للحكومة الإسرائيلية أن تقول ذلك ما دامت رايس لم تَقُلْ يوماً إنَّ القدس الشرقية مشمولة بذاك البند من "خريطة الطريق" الخاص بـ "وقف كل نشاط استيطاني".

لقد أعلن مجلس بلدية القدس الإسرائيلي، بعد انتهاء زيارة رايس لإسرائيل، خُططاً لبناء 600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة يهودية في الضفة الغربية، تعتبرها الحكومة الإسرائيلية جزءاً من القدس الشرقية. وكان ينبغي للصحافيين عندنا أن يسألوا رايس عن رأيها في هذا الإعلان على وجه التحديد، وعمَّا إذا كان بناء وحدات سكنية في هذه المستوطنة على وجه التحديد يُعَدُّ متعارِضاً مع الالتزامات الإسرائيلية بموجب "خريطة الطريق". وكان ينبغي لهم أن يسألوها عن رأيها في قول رئيس الحكومة الإسرائيلية إنَّ من حقِّ إسرائيل، بموجب "رسالة الضمانات"، أن تواصِل الاستيطان في "القدس الشرقية"، وفي تلك الأراضي من الضفة الغربية التي تعتبرها الدولة اليهودية جزءاً من عاصمتها.

حتى الآن لم نرَ من "السلام"، أو "الحل النهائي"، إلاَّ ما يشبه معادلة "الاستيطان في مقابل الحواجز (أو الحد من العراقيل في وجه حركة السير)"، فما انتهت إليه زيارة رايس، على أرض الواقع، لم يتعدَّ "تعهُّد إسرائيل بإزالة 50 متراساً في مقابل بناء 600 وحدة سكنية جديدة للمستوطنين"!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نجاح- لم يُبْقِ من معنى ل -الفشل-!
- أذِلُّوهم بتجاهلهم!
- قمة بدأت أعمالها بعد إعلان نتائجها!
- القمة العربية الفضلى هي التي لم تُعْقَد بعد!
- إسرائيل في دستورها المقترَح!
- نَقْصُ -الجدل- أفْسَدَ كثيراً من التصوُّرات الكوزمولوجية!
- ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!
- -البنوك الإسلامية-.. مصلحة رأسمالية في -أسْلَمَة- الرِبا!
- -داركولا- النفط العراقي!
- الدولار يغزو رواتبنا!
- لن -تُسْحَب-!
- ألمانيا مهدَّدة بما يتهدَّد إسرائيل!
- تخلُّف -السؤال-!
- ظاهرة -تمدُّد الكون-.. في تفسير افتراضي آخر!
- عمرو موسى يستأنف التشاؤم!
- -التجارة- و-السياسة-.. عربياً!
- الطريق إلى تحرير -القطاع-!
- -التهدئة- التي تريدها إسرائيل!
- عملية القدس الغربية.. سؤال ينتظر إجابة!
- لُغْز -الزمن-!


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!