أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟















المزيد.....

هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من بين سلسلة الدعاوى الكبرى التي أطلقتها الإدارة الأميركية لتسويغ غزوها للعراق في عام2003(أسلحة الدمار الشامل،علاقة نظام صدام حسين مع تنظيم"القاعدة"،نشر الديموقراطية)لانجد خلال تجربة الغزو والإحتلال شيئاً من ذلك ذي صلة من حيث ارتباطه بالحركة الأميركية في بلاد الرافدين.بالمقابل،فإن ماصرح به وزير الخارجية الأميركي آنذاك،أي كولن باول،الذي كان متحفظاً على الغزو،قبيل أسابيع من بدء الحرب- يحوي الكثير من التفسير والتطابق مع الوقائع الأميركية التي جرت خلال السنوات الخمس الماضية:الهدف هو"إعادة صياغة المنطقة".
لم تظهر وثائق- أوتسربت معلومات- تؤشر على اقتداء واعٍ من الإدارة الأميركية في آذار2003 بحركة رئيس الوزراء البريطاني تشرشل لماقرر في شهر أيار1941 اسقاط حكومة رشيد عالي الكيلاني،الموالية للألمان،في عاصمة بلاد الرافدين: كان سقوط بغداد بيد الإنكليز في يوم 30أيار1941 متبوعاً بسقوط دمشق بيد الجيش الإنكليزي(وقوات الجنرال ديغول)في21حزيران الذي انطلق لغزو سوريا ولبنان،الواقعان تحت سيطرة قوات حكومة فيشي الفرنسية الموالية للألمان، يوم 8حزيران، من العراق وفلسطين.كماأن ذلك الذي حدث في بلاد الرافدين وبلاد الشام قد كان الأرضية المناسبة لحكومة لندن لإسقاط الشاه الإيراني رضا بهلوي في 26أيلول1941 وتعيين ابنه محمد مكانه بعد أن أظهر ميولاًموالية لهتلر،ولإقناع تركيا بالحياد في الحرب،ثم لفرض حكومة موالية للإنكليز على الملك فاروق-المظهر أيضاً ميولاً نحو الألمان المتأهبون هم والإيطاليين لغزو مصر من الغرب الليبي- برئاسة زعيم حزب الوفد النحاس باشا بعد أن اقتحمت الدبابات البريطانية قصر عابدين في يوم 4شباط1942 .
رغم ذلك،فالمؤشرات تدل على أنه كان هناك تفكير مماثل في واشنطن2003لماكان موجوداً في لندن1941،وإلالماوجدنا الوزير باول يأتي إلى دمشق،بعد ثلاثة أسابيع من سقوط بغداد في يوم9نيسان2003،حاملاً مطالب،منها اقليمي ومنها داخلي،يريد فرضها،وماأعقب الرفض السوري بعد ذلك من اتجاه العلاقات الأميركية- السورية نحو حالة التصادم،التي عبر عنها(القرار1559) في 2أيلول2004،ليؤسس بداية لنظرة أميركية جديدة للدور السوري في المنطقة تعارضت مع كل التاريخ السابق الذي بدأ بالمباركة الأميركية لدخول القوات السورية إلى لبنان في يوم 1حزيران1976.
من جهة أخرى،ورغم أن طهران قد خرجت بحصيلة رابحة من غزو واشنطن لبغداد من خلال اسقاط غريم عراقي صعب وعبر تولي الموالين العراقيين لها للمناصب الكبرى الأساسية في سلطة الإحتلال،إلاأن العين الأميركية قد ظلت متجهة نحو تحجيم النفوذ الإقليمي لطهران خلال فترة مابعد مرحلة(9نيسان2003)،هذا إذا لم يكن الهدف الأميركي هو في اتجاه أبعد من ذلك ،نحو انشاء نظام موالٍ لواشنطن في طهران يكون عاموداً رئيسياً في الإستراتيجية الأميركية المقبلة،بعد"إعادة صياغة المنطقة"،من أجل استخدام منطقة الشرق الأوسط- التي كان الجهد الأميركي متركزاً عليها أكثر من مناطق العالم الأخرى في مرحلة مابعد هزيمة موسكو- لتطويق روسيا جنوباً(بعد أن أُحكم ذلك من وسط وشرق أوروبةً منذ عام1989)،والصين من الغرب،ومن أجل استخدام حنفية النفط المسيطر عليها أميركياً ضد أوروبة الموحدة واليابان.
في هذا الإطار،أدى الإتجاه الأميركي لمواجهة سوريا(منذ أيلول2004) وايران (منذ صيف 2005)إلى نشوب صراع بين (الدولي)= واشنطن و(الإقليمي)= طهران ودمشق ،رسم حركة المنطقة واستقطاباتها وحروبها،وحدَد الأوضاع الداخلية في أكثر من بلد،مثل لبنان وفلسطين:هنا،لم تكن حصيلة الحركة الأميركية مثمرة بالنسبة لواشنطن،بل يمكن القول بأن التوازنات في منطقة الشرق الأوسط تميل لصالح (الإقليمي)ضد (الدولي)،وبالذات بعد نتائج حرب تموز،وبعد حركة14حزيران2007 التي قامت بها حركة حماس في غزة ضد سلطة الرئيس محمود عباس،والتي جعلت من الصعب إلى حد بعيد تكرار تجربة(اتفاقية أوسلو)لمااستطاع الرئيس عرفات،وحركة فتح،الإستفراد بعملية التوقيع على اتفاق تسوية مع اسرائيل،بمعزل عن الفصائل الأخرى،وتنفيذه على الأرض رغماً عنها.أيضاً،فإن بعض الساحات المحلية،التي استخدمت من قبل طرفي الصراع بالمنطقة ،لاتميل توازناتها لصالح واشنطن،كمافي لبنان،وإن كان هناك توازن هش وقلق يمنع الوصول لحل ويمنع الحسم أيضاً (وهو مايدل على استاتيكو لبناني طويل)،فيما لم تستطع أميركا أن تستميل قوى محلية في العراق تشكل ولاءاً خالصاً لواشنطن،باستثناء الأكراد الذين انقلبوا على حلفائهم القدامى في دمشق وطهران،بينما تتوزع ولاءات قوى أخرى بين طهران وواشنطن،مثل حزب الدعوة وآل الحكيم،لتبقى قوى عديدة موالية إما لطهران أ ولدمشق،أوهي ذات فعالية وقوة مرموقة(= المقاومة العراقية)ولم تضع بيضها في هذه السلة أوتلك.
هنا،نلاحظ بأن الحراك الأميركي بالمنطقة،خلال السنوات الخمس الماضية التي أعقبت غزو واحتلال العراق،كان انطلاقاً من وقائع وحقائق سقوط بلاد الرافدين،مثل النظرة الجديدة للدور السوري الإقليمي وماأعقب ذلك من صدامات سورية- أميركية كان ميدانها الرئيسي في لبنان،وكذلك محاولة تحجيم طهران بعد أن تضخم النفوذ الايراني بالمنطقة إلى حدود "غير ملائمة"لواشنطن،فيماكان الإتجاه الأميركي إلى تشجيع اسرائيل على خوض حرب 12تموز ،في أيامها الأولى،نابعاً من ادراك واشنطن بأن نجاح تل أبيب في تلك الحرب سيؤدي لخلق حقائق سياسية جديدة بالمنطقة الممتدة بين كابول والشاطىء الشرقي للبحر المتوسط لتكون –وفق تعبير الوزيرة رايس آنذاك-"مخاضاً لولادة شرق أوسط جديد" بعد أن فشلت واشنطن في توليده بالسنوات الثلاث الأولى لسقوط بغداد،وهو مايؤكده أن فشل تل أبيب في تلك الحرب قد ولدَ استراتيجيات جديدة عند واشنطن،كان منها – منذ خريف2006- "معتدلون ضد متطرفين بالمنطقة"،ومحاولة انعاش عملية(التسوية)، لتوليد حراك بالمنطقة واستقطابات تساعد واشنطن على حسم صراع(الدولي)و(الإقليمي)على منطقة الشرق الأوسط لصالحها.
كخلاصة،لايمكن القول بأن المشروع الأميركي،الهادف ل"إعادة صياغة المنطقة"،قد فشل،بعد خمس سنوات من انطلاقه،وإنما تعثر واصطدم بألغام وقوى عديدة،أوصلته إلى شيء أقرب للحائط المسدود:من يراقب حركة الرئيس بوش،منذ رفضه ل(تقرير بيكر- هاميلتون)6كانون أول2006 الداعي إلى تسوية بين (الدولي)و(الإقليمي)لتمرير الإستراتيجية الأميركية بالمنطقة،يلاحظ اتجاهاً أميركياً متصاعداً إلى حرب مع ايران،وإن كان من غير الواضح سيناريوهاتها،إلاأنها على مايبدو تنطلق نحو سياسة قلب الطاولة باتجاه شيء شبيه بمافكر به صدام حسين يوم22أيلول1980 لما شن حرباً على ايران لإبعاد تأثيراتها عن الداخل العراقي التي بانت منذ يوم 11شباط1979،مع إضافة تفكير أميركي إلى ذلك بأن ضرب وتحجيم ايران يساعد على انشاء مشهد اقليمي جديد بالمنطقة،بعد أن أصبحت لاعباً كبيراً في الساحة الإقليمية الممتدة بين أفغانستان وشاطىء المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية.في هذا الصدد،لايستبعد وجود تشجيع أميركي لتل أبيب على شن حرب جديدة على لبنان(وربما سوريا أيضاً،وكذلك حماس في غزة )منذ أن أصبحت اسرائيل بعد يوم14آب2006في وضعية محمد علي كلاي إثرهزيمته لأول مرة في حياته أمام جو فريزر في عام1971حتى مباراة الرد،وأيضاً في نفس وضعيتها إثر حرب1956لما هزمت عبد الناصر عسكرياً في سيناء فيماخرج هو منتصراً سياسياً من تلك الحرب ،بفعل عوامل تتعلق باتجاهات قطبي الحرب الباردة إلى انهاء نفوذ لندن وباريس الدولي،حتى شنت تل أبيب تلك الحرب في يوم5حزيران1967لتنهي زعامة الرئيس المصري العربية.
هل سيحصل أي من ذلك؟ ............أم أن الفعل الرئيسي الحاسم ضد الأميركان (وساحته) يبقى في بلاد الرافدين،وخاصة إذا استمرت المواجهة الأميركية-الإيرانية(من دون تسوية ثنائية) ووصلت إلى حدود كبرى،وهو مايمكن أن يوسع القوى الاجتماعية المحلية للمقاومة العراقية لتصبح ذات قاعدة وطنية عريضة ، ماسيجعل المقاومة العراقية في وضعية ممكنة الوصول لحالة (جبهة التحرير الجزائرية)يوم خروج الفرنسيين من الجزائر في 5تموز1962،أوجبهة(الفيتكونغ)،التي،بالتحالف مع قوى اقليمية ودولية، هزمت الأميركان وأخرجتهم من فيتنام في يوم 30نيسان1975؟...............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود القوة الروسية
- نموذج (الدولة الفاشلة)
- كوريدور الماركسية- الليبرالية
- قابلية عربية للإحتلال أم مجرد تناقص في الممانعة؟.........
- هل من مستقبل للأحزاب غير الإسلامية في العالم العربي؟.....-
- اتجاه أميركي جديد إلى تعويم الدور الإقليمي التركي
- جرأة المتعاونين مع الإحتلال -(بمناسبة دعوى الناشر فخري كريم ...
- انتقال مركز أزمات المنطقة من شرق المتوسط
- الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-
- بنازير بوتو:اختفاء يقلب الوقائع القادمة المفترضة
- مابعد مجلس -إعلان دمشق-
- اللاانتخاب اللبناني
- ثلاثون عاماً على زيارة السادات لإسرائيل
- اقتراب المعارضة السورية من الإنشقاق
- عوامل القوة السورية
- تداخل البؤر الثلاث
- باكستان:الجنرال والعزلة
- مفارقات تركية
- المحاولات الأميركية لإضعاف دول الجوار العراقي
- هل كان لدى واشنطن نموذج-ياباني-ألماني-للعراق؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟