أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود الزهيري - فهميدا ميرزا














المزيد.....

فهميدا ميرزا


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إنشغلت , وسعدت بفوز فهميدا ميرزا , وتسائلت لماذا فازت , ولم يشغلني كيفية الفوز برئاسة البرلمان الباكستاني , أما عن لماذا فازت فذلك لأن المجتمع الباكستاني بتنويعاته الدينية والعرقية يعيش حالة عصيان سياسي وطني تقترب من حد الديمومة والإستمرار ومن ثم كانت مواقفه إيجابية في إحداث التغيير الذي ينشده المجتمع الباكستاني , ولو كانت كلفة التغيير هي الدم والحبس والإعتقال أو النفي من الوطن الباكستاني , وهذه مواقف إيجابية جعلت من المجتمع الباكستاني مجتمعاً حياً برغم الفقر الشديد الذي يعيش تحت نيره المجتمع الباكستاني , والتساؤل الطارح ذاته هو لماذا هذا هو حال المجتمع الباكستاني بمقاطعاته الجغرافية وما تحمله من معتقدات دينية وايديولوجيات سياسية موزعة في أقاليم السند والبنجاب , والتخوم المتاخمة لأفغانستان مثل وزيرستان , والقبائل والعشائر الباكستانية التي تمثل أحلافاً عسكرية بالتعاون مع طالبان والمدارس الدينية ومبعوثي الأزهر والسعودية من أصحاب المفاهيم الجهادية المتأثرين بالطبع الباكستاني لهذه المناطق , وذلك في مقابل حزب عوامي الذي يمثل حزب النخبة والمثقفين والقوي النخبوية المنتشرة خاصة في السند والبنجاب وبدرجات تكاد تنعدم في وزيرستان , فكيف تم تحقيق الإنتصار بالفوز لفهميدا ميرزا في المجتمع الباكستاني بالرغم من تعدد المفاهيم واختلاف الرؤي المبنية علي أسس دينية عقائدية , وأسس ومفاهيم سياسية علمانية , داخل إطار مجتمعي متأزم , وكذا بالرغم من الضغوطات الخارجية علي السيادة الباكستانية !!؟؟
إنه العقل الباحث عن المصلحة وتحقيق الذات في هذا المجتمع والذي أوعز لأبناء المجتمع الباكستاني للخروج إلي صناديق الإقتراع وكأنه في حالة عصيان وطني ضد المؤسسة العسكرية , وضد الإسلاميين في الدولة الباكستانية .
وهذا هو العقل الغائب أو المغيب في الدول العربية أو التي تدين شعوبها بالإسلام ولاتتحدث العربية , ومن ثم فرضت الوصايات السياسية والدينية فرضاً علي تلك المجتمعات المأزومة بهاتين الوصايتين المغيبتين للعقل الباحث عن المصلحة , ومن ثم تضحي تلك المجتمعات ذات مواقف سلبية حاجمة عن المشاركة الإيجابية وتصبح ذات مواقف سلبية , وهذا لم يتحقق في الباكستان بالرغم من ذلك , الأمر الذي يستحق الدراسة وتقييم الحالة الباكستانية في شخص فهميدا ميرزا .
وكأنها مكافأة من المجتمع الباكستاني لذاته , التي تعتبر أن الذات الإجتماعية الباكستانية قد تجسدت في المطالب الإجتماعية التي إرتسمت في شكل وملامح ذات فهميدا ميرزا , تلك الذات المجدولة بعلاقة مطالب إجتماعية وإقتصادية تشكلت في المجتمع الباكستاني , رهين المحبسين , محبس المؤسسة العسكرية , ومحبس الجماعات الدينية والقوميات والعرقيات في الباكستان , والتي تم تقديم العديد من أبناء المجتمع الباكستاني قرابين للديمقراطية والحرية والعدالة , كان آخر هذه القرابين الراحلة بينظير بوتو , والتي كافأها المجتمع الباكستاني برد الجميل , بإختيار فهميدا ميرزا رئيسة للبرلمان الباكستاني تلك المرأة البالغة من العمر مايقرب من 51 عاماً والتي تعمل طبيبة بجانب أنها تعمل سيدة أعمال بجانب الطب وعضويتها لحزب الشعب الباكستاني , وفازت فهميدا ميرزا برئاسة البرلمان الباكستاني بعدد أعضاء 249 من عدد 324 في الإقتراع الذي تم داخل البرلمان الباكستاني لتكون فهميدا ميرزا أول رئيس للبرلمان الباكستاني منذ تاريخ وجوده , معلنة ومؤكدة للمجتمع الباكستاني أن الراحلة بينظير بوتو كان أملها أن تتولي إمرأة هذا المنصب , وقد كان ماتنمنته حقيقة واقعية في المجتمع الباكستاني !!
وليس هذا بغريب أن تصل المرأة إلي هذا المنصب في بلد مثل باكستان , تلك الدولة ذات النشأة والأصول القومية المبنية علي تاريخية الإنفصال عن الدولة الهندية بخلفيات دينية , تريد من خلال الإنفصال الحفاظ علي الهوية الدينية من الذوبان في الديانات الأخري في الدولة الهندية .
وهذه هي الباكستان التي أنجبت رائد فكر المصطلحات الأربعة , ونظرية الإسلام السياسية , ومبتكرعقيدة التكفيرفي صياغاتها الحديثة والذي تبنته جماعات العنف الديني المقدس لديها والمبني علي أسانيد عقيدية مؤسسة ومنتجة من عقلية أبو الأعلي المودوي , فكان أن قدم هذا المجتمع الباكستاني جملة من التضحيات متحدية فكر أبو الأعلي المودوي , وأبو الحسن الندوي وسيد قطب , وغيرهم من أصحاب نظريات التكفير وأسلمة السياسة والمجتمع , وابتكار عقائد التكفير والتجهيل للمجتمعات , ووجود فهميدا ميرزا علي رأس البرلمان الباكستاني يشكل أكبر وأعظم تحدي لهذه الأفكار والعقائد السياسية المبنية علي مرجعيات دينية تحرم علي المرأة مجرد الخروج من المنزل للسوق أو للعمل , ناهيك عن العلم أو الترفيه والتنزه , حيث أن المرأة في المفهوم لدي هذه الجماعات تمثل أخطر عورة من عورات المجتمع !!
ولكن مازالت المجتمعات العربية مأزومة وحتي الآن بفكر أبو الأعلي المودوي الذي سحبه علي الدولة الباكستانية في مواجهة طرائق الإنفصال عن الدولة الهندية , ومازالت الجماعات الدينية صاحبة المنهج الدموي المبني علي العنف المقدس , أو المسمي بفقه الجهاد , تتصادم مع المجتمعات في الدول العربية , وتتعامل معها بفكر أبو الأعلي المودوي , وكأن أعضاء الجماعات الدينية والمنتسبين إليها يمثلوا الباكستان , والرفضين لهذه الجماعات من أبناء المجتمعات العربية يمثلوا الهند , ومن ثم وجب الإنفصال , وإلا لزم الخروج علي المجتمع وتكفيره وتلعينه ونعته بالجاهلية !!
والسؤال الأخير مؤداه :
متي نري في الدول العربية إمرأة عربية رئيسة للبرلمان , بلا تزوير ولا بلطجة ولا إرهاب من الأنظمة الحاكمة ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصار غزة : دراسة في المسألة
- كفاية : إلي أحمد الجار الله : ماشأنك بمصر الشعب ؟
- قرار البرلمان الأوروبي : هل هو ضد الشعب المصري ؟
- إختطاف الكرامة : مصر لن تموت !!
- اللامنتمي هو الوطن : والإنتماء للكرامة !!
- والقتل جزاء التبرج : والمرأة ليست بهيمة !!
- إيهود أولمرت , وإيهود باراك : كرامة مصر أم كرامة النظام ؟!!
- عام جديد
- رجال الدين : إفعلوا ولاحرج !!
- وانتشرت العدوي : وفي أرض الحجاز كفاية !!
- غزوة إسنا : أين المواطنة ؟!!
- سبتمبر : إرادة الحياة وإرادة الموت
- المراجعات الفقهية : رؤي مضادة
- الهوس المبرر : علاقة الأزمة بفقه الوصاية : ماذا يعني الإعلان ...
- نجيب ساويرس : وإنكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة
- المراجعات الفقهية !!
- سؤال يحمل مضمون الأزمة : لماذا تفشل كل التحالفات السياسية وا ...
- إعدام الحرية بإسم الدين
- الأنظمة العربية : أين المجتمعات ودول المؤسسات في المعادلة ؟! ...
- التسامح وغفران الماضي : هل هذا من المستحيلات ؟!!


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود الزهيري - فهميدا ميرزا