أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشار السبيعي - فتنة مابعدها فتنة..














المزيد.....

فتنة مابعدها فتنة..


بشار السبيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 02:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة أخرى يصب العالم الإسلامي غضبه على الغرب الحضاري المتقدم ويتهمه بالعداء والكراهية للإسلام. فاليوم تنشر الصحف العربية على الإنترنت تنديداتها للفيلم "فتنة"، الذي أثار الجدل في الأوساط الإسلامية والغربية منذ أكثر من شهورقبل عرضه ، وحتى أن المنتج الهولندي جيرت فيلدرز لم يستطع أن ينشر الفيلم في أي من دور العروض الأوربية وذلك لخوف أصحاب دور العروض من ردود الفعل الإرهابية المتوقعة من الجوانب المتطرفة من العالم الإسلامي في حال نشر الفيلم.

مع أن الفيلم لم يحمل في مشاهده أكثر من مجموعة من مشاهد الإرهاب الحقيقة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة على أيدي متطرفون إسلاميون يتخللها قراءة لأيات قرأنية تحرض المؤمنيين على العنف، وخطابات رجال الدين الإسلامي المعادية لليهود والعالم أجمع. فكيف للعالم الإسلامي أن يغضب؟ أليس هذا الواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم؟ دين سماوي إختطفه حفنة من الغوغائيين وأصحاب فتاوى الجاهلية التي نسمعها كل شهر أو أخر من ألسنة أكاديمي مسلمين الأزهر.

كيف يستطيع المسلم اليوم أن يجمع مابين صفحات قرأنه و طيات كتب الحديث والسيرة النبوية وبين مايرى من أعمال العنف والإرهاب الصادرة عن جماعات تدعي بصفاء أهدافها و قدسية رسالتها وترفع كلمة الله أكبر فوق قطع أعناق الأبرياء و الشهادة لإله الإسلام ورسوله قبل أن تضغط على أزرار الأحزمة الناسفة في وسط سوق شعبي إمتلأت أزقته بأبرياء من بلدهم يقصدون عيشهم الكريم في وضح النهار؟ تناقض مابعده تناقض. المسلم اليوم يعيش بين فكين، أحدهما يفتك في صلب عقيدته ليأخذها إلى قاع الهمجية والبربرية، والثاني يفتك في عقله ليقنعه بالمؤامرة الكبرى على الإسلام والمسلمون و يحضه على الإنتقام والعنف ضد الأخر.

ينتفض العالم الإسلامي اليوم بمشاعر الغضب والكراهية لكل من ينتقد أية جاءت في صفحات القرأن أو حديث نبوي من السنة، ويحرق المؤمنون ماطالت أياديهم من أماكن مقدسة أو سفارات دولية، وتمتلىء شوارع عواصم العالم الإسلامي بألاف من الوجوه الغاضبة والحاقدة التي تحرق الأعلام للدول المذنبة وترفع الشعارات التي تنادي بقتل الناقد أو صلبه و إحلال دمه وعنقه وكل هذا بحجة الدفاع عن الإسلام.
مع كل تظاهرة جماهيرية تأتينا الصور التلفزيونية عبر الأقمار الصناعية وعلى صفحات الإنترنت مباشرة لترهب من لم يسمع أو يقرأ عن السبب أو المسبب. فكيف لمشاهد في بقعة أرضية لايفقه شيئاً عن الإسلام أو المسلمين عندما يرى ذلك المشهد أن لا يدخل الإرهاب والخوف في قلبه؟

في إحدى المشاهد المعروضة في فيلم "فتنة" تسلط الكاميرا الأضواء على طفلة لم تبلغ الرابعة من عمرها، ترتدي الحجاب الشرعي و تتحدث عن كرهها لليهود. عندما تسألها المستضيفة عن سبب كرهها، تجيب الطفلة لأن الله شبههم ب "القردة والخنازير"!! إن كان غضب المسلمين سببه ما يقال أو يكتب أو يرسم أو يصور من ناقد لديانتهم، فما عليهم إلا أن يستمعوا إلى كلمات تلك الطفلة البريئة و يعودوا لينظروا بعمق وصدق إلى كتابهم المقدس وأحاديثهم النبوية وخطابات الأئمة على منابر مساجدهم لينقذوا تلك الطفلة وأجيال المسلمين القادمة من مستقبل مظلم يحض الإنسان على الكراهية و يفقده الإنسانية التي أصبحت من ضحايا غضبهم و إزدرائهم للعالم المتحضر.



#بشار_السبيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحديث الجائرعن منظمات حقوق الإنسان الدولية في سوريا
- من الرماد تأتي الحياة...عبرة لمن إعتبر
- المعارضة السورية والأقلام المأجورة...
- خطوة إيجابية في مستقبل المعارضة السورية...
- هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال
- الموضوعية في نقد الديانات الإبراهيمية
- لما تستغرب؟ فهم لايعرفون بديل
- الصلاة شفاء من كل داء
- الفتاة العربية و غشاء البكارة
- وفاء سلطان و العقل العربي الإسلامي
- ضجيج عربي


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشار السبيعي - فتنة مابعدها فتنة..