أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سرى العميدي - نصب الحريه احد روائع العاصمه بغداد














المزيد.....

نصب الحريه احد روائع العاصمه بغداد


سرى العميدي

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 02:55
المحور: المجتمع المدني
    


حيث تمر قافلة الايام تتقلب بين صفحاتها ذكريات الامجاد والبطولات
من اجل ذلك الحلم الذي كلما اصبح الوصول الية وشيكا تعثرت الخطوات
بصعاب الدهر وقسوتة حتى امسى ذلك الحلم عسير الولادة
.
منذ قرون عديدة من سنوات الظلم والاستبداد وتحديات الزمن الغابر الماضي بكل مأسية
وويلاته لايزال ذلك الهاجس الذي رافق مسيرة هذا البلد يترجم امنية لم يقدر لها ان تبصر النور
امنية رافقت مسيرة هذا الشعب وهي الحرية
.
نصب الحرية رمز من رموز العاصمة بغداد فعندما يروي دجلة بمياهه
العذبة بغداد فان نصب الحرية يروي بمعانية العميقة عطش الحرية
لدى العراقيين فقد اصبح اليوم نصب الحرية بمثابة ملحمة عراقية حديثة رافقتها لمسات
عراقية تعد امتداد للمسات الاجداد التي ملأت عرش الدنيا فنا وابداعا وتالقا
فكان الناتج في النهاية جدارية تحمل كل معاني الوطن بماضية وحاضره ومستقبله
.
صانع مجد نصب الحرية جواد سليم
ولد جواد سليم عام1921 في انقره لابوين عراقيين وكانت لبيئته لتي نشأ فيها
اثرا" في حياته الفنية حيث كانت تضم فنانين تشكيليين درس النحت في
فرنسا وروما ولندن عاد بعدها الى بغداد وعين رئيس قسم النحت
في الفنون جميله اسس مع مجموعه من رواد النحت العراقي جماعة بغداد للفن الحديث
وقد حاز على العديد من الجوائز ومنها العالميه تزوج من فتاة بريطانية
ولدية بنتان زينب ومريم ويعد اهم عمل قام به هو نصب الحريه الذي شاركه بة رفعت الجارجي
ومن خلال هذا النصب سمى به الى مرتبة الخلود
.
يحكى ان جواد سليم كان يحلم ان يرى نصب له في احد شوارع العاصمة بغداد وقيل ايضا" انه
اثناء العمل بالنصب اصيب بنوبه قلبيه على اثرها نصحة الاطباء بأن يترك
الاعمال الضخمه ويتفرغ للاعمال البسيطه لكنه رفض ذلك واختار ان يكون
عمره المتبقي فداء للخلود الذي من خلاله لايزال يعيش معنا منذ ذلك اليوم الذي رحل فيه
ومن المؤلم انه رحل قبل ان ينتهي تعليق النصب في مكانه المخصص
.
نصب الحريه عباره عن سجل مصور صاغها الفنان عن طريق الرموز اراد من خلالها سرد احداث
رافقت تاريخ العراق مزج خلالها بين القديم والحداثه حيث تخلل النصب الفنون والنقوش البابليه والاشوريه والسومريه القديمه اضافه الى روايه
احداث ثوره 1958 ودورها واثرها على الشعب العراقي وكثير من الموضوعات التي استلهمها من قلب العراق
ولعل اهم ما يجذب الشخص عندما يطالع النصب للوهله الاولى هو الجندي الذي يكسر السجن
الذي يتوسط النصب لما فيه من قوه واصرار ونقطة تحول تنقل قصة النصب من مرحلة الاضطراب والغضب والمعاناة الى السلام والازدهار
النصب يحتوي على 14 قطعه من المصبوبات البرونزيه المنفصله وعندما نطالعه تكون الروايه قد ابتدأت من اليمين الى اليسار كما في الكتابه العربيه
حيث نجد ثمة حصان وهو رمز عربي كثيرا مايرمز للاصاله والشجاعه والقوه حيث يبدو الحصان هنا مفعم بالحيويه يرقد على قائمتيه الخلفيتين بعد ان القي براكبه وحول الحصان يوجد ثمة رجال يبدو عليهم
التوتر الشديد ربما كان يرمز الى الجماهير الكادحه
وبعد ان كانت الحركه مضطربه تتجه نحو اليسار وتنتظم نابضه بالعزيمه والاصرار بصورة انسان يتقدم بصوره واسعه الى الامام وبعدها ترتفع اللافتات والرايات الجديده في السماء
بعد ذلك يطالعنا رمز البرائه والامل على هيئة طفل صغير يشير الى بداية الطريق وللفنان اعمال اخرى كان الطفل فيها محورا" اساسيا مثل لوحة الطفل الميت ولوحة الطفل المقتول
تطالعنا بعدها امرأه مشحونه بالانفعال والغضب والحزن
بعد ذلك يظهر لنا منظر مؤثر حيث تحتضن الام ابنها الشهيد وتبكي عليه ولعل هذا الامر كثير الورود في التاريخ العراقي سواء كان القديم ام الحديث
تليها صورة الامومه التي تغمر الحياة الجديده بالحب والحنان فقد تكون للثورات والمأسي ضحاياها لكنها تملك في الوقت ذاته اجيالها الجديده لعل في ذلك التفاته جميله من الفنان
لنبذ اليأس
بعد ذلك يصل الى الجزء الاوسط وهو الجزء الاهم في النصب حيث يشير الى نقطة التحول حيث يتألف من ثلاة تماثيل على اليمين يطالعنا تمثال السجين السياسي الذي تبدو الزنزانه فيه على وشك الانهيار
تحت تأثير رجل مزقت ظهره السياط
ولكن القضبان لاتنفصل في النهايه الى باصرار وقوة وجهد الجندي الذي يظهر في الوسط وذلك اعترافا باهمي دور الجيش في ثورة (1958)ا
بعد ذلك تنقلب صفحة المعاناة والمأسي لتحل صفحة السلام والازدهار والحريه حيث تظهر لنا امرأة تمسك مشعلا" وهو رمز الحريه الاغريقي وتندفع نحو محررها
وبعد الانفعال ياتي الهدوء فتوقف الغضب ومواجع الثوره وتحل الراحه والسكينه في القلوب وتتحول بعدها القضبان الحديديه الى اغصان
وكذلك نهرا دجله والفرات واللذان يعتبرنان العمود الفقري لحضارة وادي الرافدين لم يغيبا عن النصب حيث يفسر البعض ان دجله الذي يعني في العربيه اشجار النخيل والفرات بمعنى الخصب تمثلهما امرأتان احداهما تحمل سعف النخيل والاخرى حبلى وثمة فلاحان يرمزان الى العرب والاكراد ولكن احدهما في زي سومري والثاني رداء اشوري وهما يتطلعان نحو رفيقهما دجلة والفرات ويحملان مسحاة واحده فيما بينهما تعبيرا" عن وحدة البلد الذي يعيشان في كنفه وكذلك هنالك رمز عراقي اخر وهو الثور الذي يعد رمز سومري
بينما يظهر الجانب الصناعي في اقصى اليسار على هيئة عامل مفعم بالثقه


رحل جواد سليم وانتهت مسيرة هذا المبدع الا انه ترك لنا كنزا ثمينا نستلهم منه العبر
لنكمل مسيرة ذلك الدرب الموحش من اجل مبتغانا العسير والموجع
الحريه والاستقلال



#سرى_العميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سرى العميدي - نصب الحريه احد روائع العاصمه بغداد