أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - القمة العربية عربة على طريق














المزيد.....

القمة العربية عربة على طريق


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الواقع الذي تنعقد فيه القمة العربية واقع استثنائي،يهدد مصير الأمة،ويأخذها نحو مجهول،ليست معلومة مؤشراته.بل هو واقع تؤكده مؤشرات معروفة تماماً، تقود العرب نحو مزيدٍ من التخلف والتبعية،والاستبداد والطائفية والعشائرية وأيضاً الاندماج بهده المؤشرات في عالم موحد إمبريالياً ،يكون العرب فيه،في موقع الخروج من التاريخ.
أزمات العالم العربي التي وصّفنا بعضها أعلاه لا تحلّها القمة العتيدة. بل إن عالمنا العربي يشهد إنقساماً في أنظمته الطبقية ،التي كانت شبه موحدة إلى حرب تموز الإسرائيلية الأمريكية على لبنان.وإذ هي وقت ذاك وبعد إذن تظهر بمحورين"محور"الاعتدال"ومحور"المقاومة أو الراديكالية"، ويبدو أن هذا التطور الجديد بعيد عن الحل القريب وهو ما ينفك يتعقد بسبب ارتباطه زعماء المحورين بشروط دولية وإقليمية فاعلة ولها مشاريع هيمنة متصارعة على المنطقة العربية .وبالتالي هي بداية الاشتغال على حرب نظامية عربية كواجهة لحرب عالمية أمريكية قد تقع في الأشهر أو السنوات القادمة.وباعتبار الأمر كذلك فإن فعل الحل لهذا الانقسام خارج عن التحقق.ولذلك لن تكون القمة أكثر من لحظة تهدئة في تصاعد تأجج الصراعات .وهذا ما يظهر في عدم إيجاد حل لقضية لبنان،التي كانت تحلّ سابقاً عبر تدخل الأنظمة العربية والدول الامبريالية .ولن يكون هناك حلّ في فلسطين أيضاً لنفس الأسباب ولرفض إسرائيل للمبادرة العربية.والأمر ذاته في العراق وستشهد المنطقة العربية مزيداً من السيطرة الامبريالية والحروب ،وهو ما يظهر في اشتداد التمركز العسكري الأمريكي في منطقتنا.
إذن من الخطأ،والسذاجة ،التعليق على هذه القمة في حل مشكلات العرب ،هذا إذ لم نتكلم عن تراجع مديد في أوضاع الطبقات الشعبية ورداءة السياسات الليبرالية؛التي لن تكوّن إلاّ رديئة في عالم العولمة المتوحشة والتطرف والعنجهية الأمريكية في غزة وفلسطين بأكملها أو الصومال أو العراق، حيث تتدخل تجليات العولمة المتوحشة من احتلال عسكري وتدخل عسكري وحرب اقتصادية وسياسية وإيديولوجية إعلامية واستمرارية القتل دون حساب أو رادع.
هذه القمة هي عربة على طريق تخليف المجتمعات العربية ،ولن تكون لها آثار إلا بما يعزز الأمن العام لأنظمة فاقدةٍ للشرعية سياسياً و كذلك إقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً.ولذلك ستبقى مشكلات العرب هي هي إن لم أقل أن سببها الأساس هي هذه الأنظمة العربية بالتحديد التي تنهمك في عقد قمتها أو التي ترفض الحضور بشخص قادتها .وبالتالي ليس من قمة عربية بالفعل إن لم تحقق ثلاث قضايا عربية بالفعل:
1-التحول الديمقراطي العام.وذلك عبر التخلي عن أنظمة الاستبداد وتشريع الحريات العامة وفصل السلطات وإعادة العمل بالدستور الوضعي وفصل الدين عن الدولة واحترام كافة الأديان لجهة إبعادها عن التوظيف السياسي وعلمنة مؤسسات الدولة بما يحمي المجتمع من التذرر إلى طوائف وعشائر سياسية.
2- تحسين الأوضاع المعيشية لكافة المواطنين وإيقاف السياسات الليبرالية الجديدة التي تخصخص مؤسسات الدولة وتحرر الأسعار ولا تربط بين الأجور والأسعار وتحطّ من التعليم وكرامة الإنسان وتزيد الفقراء جوعاً وظلماً وحرماناً.
3- مواجهة المشروع الأمريكي وإمتدادته في المنطقة واهتمامه بتوظيف إسرائيل كجزء من مشروعه الأمني العالمي وهو ما ظهر في حرب تموز على لبنان وما تُعد له المنطقة بعد أنابوليس.وخطورة الأمر تكمن في أنه مشروع هيمني يحاول تثبيت مرتكزاته في أسؤ لحظات ضعف العالم العربي،وبالتالي لا معنى لهذه القمة دون هذه المواجهة.
نختتم بإيجاز:إن القضايا الثلاث المشار إليها مترابطة،لا انفصال فيها بعضها عن بعض.فالتحول الديمقراطي غير ممكن دون تحسن في أوضاع الطبقات المعيشية، والأخيرة غير ممكنة في ظل مشروع أمريكي يستفيد من حالة التخلف المريع الذي يشهده عالمنا العربي ،وهذا العالم غير قادر على المواجهة إن لم يبدأ التحوّل الديمقراطي.وبغياب كل ذلك فإن القمة العربية ستعقد وستكلف الكثير وهذه القضايا وغيرها لن تحلّ والانقسام سيبقى وسيأخذ مفاعيل جديدة ولكنها لن تكون إلا عربة على طريق معروف وقاري كحالتنا العربية بإمتياز.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية في الكويت ،هل من حل
- واقع الكتاب العربي جزء من أزمة الواقع العربي
- في آفاق المسألة الفلسطينية
- ضرورة النقد ضرورة العقل
- في نقد المعارضة السورية: ضرورة الانسحاب لا التجميد
- لسنا أصحاب ضمير أو عقل
- ماذا يفعل بوش في المنطقة
- حوار مع الأستاذ مازن كم الماز- من أجل استنهاض جديد لقوميات ا ...
- بعض أزمات سوريا في العام 2007 وبداية 2008
- بعض من أخطاء إعلان دمشق
- حركة كفاية والاحتجاجات في مصر
- سوريا تودّع مفكرها الأهم المفكر عصام الزعيم
- في آفاق الحوار المتمدن
- دولة واحدة ديموقراطية أم دولة ديموقراطية علمانية
- المشكلة في الدولة الصهيونية
- قراءة في أفاق المسألة الفلسطينية
- من أجل دولة ديموقراطية علمانية
- مواليان يخدمان الهيمنة
- في ضرورة تصويب المفاهيم ... حوار مع الدكتور حيدرعيد في مقالت ...
- هل الاختلاف حق مطلق؟


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - القمة العربية عربة على طريق