أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - حجاب المرأة الإجتماعي1















المزيد.....

حجاب المرأة الإجتماعي1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كل التشريعات الدينية والعقائدية كانت مستمدة من شريعة الأنظمة الإقتصادية فالأنظمة الإقتصادية هي التي حجبت المرأة ولم تحجب الرجل عن الحياة العامة , وبعد أن تخلص الناس من الكد والتعب ودخلوا عصر الآلة كانت الآلة قد ساهمت بتحري ر العبيد والرق وهذا لا يعود فضله للإنسان وإنما يعود فضله للآلة التي تستوجب الشكر .
وكذلك وضع المرأة فالظروف الإقتصادية هي التي جعلت من المرأة مخلوق دوني قبل دخول الإنسان عصر الآلة والمصانع ولكن حينما دخل الإنسان الآلة والمصانع , هذا الأمر جعله يكسب لقمة خبزه بدون بذل جهد بدني مما أدى بالمرأة أيضا أن تسترد عافيتها وكرامتها في مجال دخول الحياة الإجتماعية وصنع القرارات وحقها في المشاركة السياسية والنقابية المهنية .
فليس من الأخلاق اليوم أن تجلس المرأة في بيتها تنتظر الرجل بأن يلقي لها بفتات عظمه بل هي مسؤولة عن البيت والأولاد ومتجة ولها بفضل قوتها في الإنفاق على البيت أن تتخذ القرارات .
ولهذه الأسباب يجب أن نقوم بتعديل القوانين التشريعية الخاصة بالمرأة .
لا اقصد الحجاب الأعتيادي للجسد فحجاب الجسد جاء نتيجة متأخرة عن نتائج الحجاب الإجتماعي للمرأة العربية في بداية الأمر, ولكنني اقصد الحجاب الأجتماعي الذي يعزل المرأة عن الأنخراط في الحياة العامة ويجعلها في حالة نفسية من الأغتراب يسبب لها نقص عام في الخبرات والمعارف والثقافة العامة.
وحجاب المرأة الإجتماعي يحجبها عن المشاركة في صنع القرارات السياسية والإجتماعية الهادفة وكل النساء العربيات حين يزوجن بناتهن لا تكون بإيديهن حجة عقد نكاح بناتهن ويختصر هذا الأمر فقط على رب الأسرة مثلا , وإذا كان رب الأسرة متوفيا فإن عقد النكاح ينتقل لأولادها الذكور .
وهذا نوع من الحجاب الإجتماعي للمرأة وهو أخطر بكثير من الحجاب الجسدي لأنه كما يقول جبران خليل جبران :
قاتل الجسم مأخوذ بفعلته
وقاتل الروح لا تدري به البشر.

ويستند الحجاب الأجتماعي في كل عصر الى اسباب موضوعية خارجة عن ارادة الأخلاق العامة وكذلك في كل جماعة اثنية تتعلق بظروف العمل وتقسيماته بين الرجل والمرأة.
ففي المجتمعات الزراعية القديمة السابقة على عصر الآلة كانت المرأة بها أكثر حرية وإنفتاحا وكانت تشارك الرجال في الأعمال وغير محجوبة عن المجتمع والناس في بعض الظروف .
وكانت تشارك المجتمع والناس نظرا لحاجة الرجل ليدها العاملة فكانت حاجة الرجل للمرأة تجعلها تنزل مع الرجل للعمل في الحقول الزراعية

ففي المجتمعات القديمة التي كانت تعتمد على الصيد والقنص يخرج الذكور للصيد ويتغيبون عن خيامهم عدة ايام وتبقى الأناث في خيامهن يتربصن عودة الرجال من اعمال الصيد لهذه الأسباب الموضوعية كانت النساء يحتجبن عن اعين الغرباء بسبب عوامل السبي والحروب والأستعباد والقرصنة البدوية الصحراوية وهنالك اشياء اساسية منعت المرأة من النزول لأعمال الصيد والقنص منها

- اتساع زاوية حوض المرأة جعلها تخطو خطوات تباعدية مما يقلل من سرعتها ورشاقتها اثناء عملية الصيد حيث يتطلب الصيد مهارات فردية مثل القفز والهرولة وبسبب اتساع زاويه الحوض عند المرأة تكون خطواتها تباعدية بشكل زاوية منفرجة
-اما الذكر فان اتساع الحوض لديه يقدر ب 30 درجة اي بقدر نصف زاوية حوض المرأة المقدر ب 60 درجة وهذا زاد من اهمية دور الرجل في عمليات الصيد والقنص حيث يذهب الرجل بخطواته الى الأمام وبذالك فهو اسرع من المرأة في الركض والهرولة.

وهناك سبب آخر للمرأة متعلق اصلا بالحمل والولادة وذلك بسبب آلام الدورة الشهرية وتكرار الحمل والولادة يجعلها تقعد في المنزل طيلة ايام السنة محتجبة عن اعين اللصوص والصعاليك ريثما يعود الرجال من اعمال القنص وهذا سبب للمرأة حالة من الجهل في الحياة العامة لأنها كانت محرومة من العمل لأسباب بيولوجية وليست اخلاقية.
وليس هذا وحسب وإنما الحمل والولادة والدورة الشهرية ساهمت في إبعاد المرأة عن العمل وجلست وتجلس في البيت طيلة أيام الحمل والولادة والرضاع مما ساهم بتراجع خبراتها المهنية والإجتماعية بنفس الوقت الذي يساهم به الرجال ببناء المجتمع وصنع القرارات السياسية والإجتماعية .
وحين عرف الرجال أيضا أن الإقتراب من المرأة في أثناء الدورة الشهرية فيه كثير من المضار والأضرار الصحية للرجل وللمرأة معا , توصل في النهاية إلى أن الله يكره إقتراب المرأة من بيوته وهياكله الدينية لذلك أبعد مجتمع الرجال مجتمع النسوة من المعابد الدينية ولذلك تراجع مجتمع النسوة دينيا وتراجع أيضا دورهن الديني أيام كن في المعابد والهياكل الدينية يمارسن البغاء المقدس وتراجعت أيضا خبراتهن الإجتماعية والدينية نظرا لأنهن مر ة أخر ى جلسن في البيوت لإنتظار عودة الرجال من معابدهم الدينية .
-والأمر مختلف جدا عند مجتمعات الفلاحة والزراعة حيث يبدو للمرأة دور هام في عمليات القطف والإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي حيث لا يبدو للركض والهرولة دور في عمليات الأنتاج لذلك فألمرأة عامل مهم من عوامل الأنتاج لذالك يقل استعمال الحجاب الجسدي والأجتماعي للمرأة بسبب انخراطها مع الرجال في اعمال الفلاحة والزراعة وما زلنا الى اليوم نشهد مثل هذه العادات الأخلاقية عند غالبية الفلاحين في الوطن العربي .

وحين انتقلت اساليب الأنتاج الى الصناعة فمع هذه الظاهرة تغيرت العادات والتقاليد وتبدلت طرائق الحياة العامة فبفضل الآلات ارتاح الأنسان من الأعمال الشاقة واصبح بمقدور العمال ان يعملوا دون الأحساس بالتعب والأرهاق وهنا عملت الآلة على على المساواة بين الرجل والمرأة بفضل ازالة العوامل والمعوقات البيولوجية من قائمة معوقات المرأة.
لذلك تكتسب المرأة من سوق العمل ما يكتسبه الرجال من حيث الخبرات والمهارات الفنية وتقل عوامل التجزئة بين المرأة والحياة العامة ويقل استخدام الحجاب الإجتماعي والجسدي والنتيجة ان هذه العادات اصبحت اخلاقا عامة بين كل المجتمعات مع الحفاظ التام على اثنية كل عادة من العادات وبذلك يكون لكل عصر تقاليد ه وحين يصبح الوطن العربي منتجا وصناعيا سوف نجد في مستقبله نفس عادات المجتمعات الصناعية التي بدأت بواكرها بالأنتشار.
إن المجتمعات الأوروبية لا تعرف الحجاب الجسدي أو الحجاب الإجتماعي نظرا لأن الرجل والمرأة يعملان معا جنبا إلى جنب في المصانع والشركات وبذلك فالمرأة تحصل على حقوقها المدنية وهذه الحقوق ليست من شريعة الرجل أو من رغبته ولكنها من إسهامات ورغبة وشريعة المصانع.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضعفاء والأقوياء
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء2
- شريعة الرجال شريعة الغاب
- فقهاء المرأة يشتمونني1
- التكافل الإجتماعي نظام متخلف
- الديانات الثلاثة والتغيير2
- الاسلام واليهودية والمسيحية وأشكال الصراع 1
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء
- قبلاته يا أبتي !
- اعذريني
- نجاسة الرجال وطهارة النساء
- إمرأة تتحرش بي جنسيا 2
- إمرأة تتحرش بي جنسيا1
- الرجال تأتيهم الدورة الشهرية كما تأتي النساء1
- تعدد الزوجات في الإسلام نظام متخلف
- هل المرأة إنسان؟
- الثقافه والتطور
- رومنسية طقوس الجنس المقدس
- كيف ظهر مذهب السنة ؟
- أول قبلة في حياتي


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - حجاب المرأة الإجتماعي1