أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد المطبعي - الحزب الشيوعي وقضية التنوير الفكري















المزيد.....

الحزب الشيوعي وقضية التنوير الفكري


حميد المطبعي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في هذه الأيام تطل ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي وكأنني أرى في هذه البشائر دفعة جديدة في تطور الفكر العراقي مادام الحزب يحقق وجوده الدائم والمستمر ومادام جهاده اليومي يحول الواقع الي حركة ووعي جدلي وتاريخ يؤرخ حياة المظلومين والمضطهدين والشهداء وأصحاب قولة الحق والرأي. ولم يكن الحزب قد ولد بضربة ساحر إنما جاء وانبثق في العراق طابوقة طابوقة أو مدماكا فوق مدماك ، ففي العشرينات من القرن العشرين كان الحزب تياراً ثقافيا باسم جماعة (الرواد) او جماعة (الصحيفة) بعد أن أصدروا جريدة بهذا الاسم سنة 1924 وكان في مقدمة هذه الجماعة رائد القصة العراقية: محمود احمد السيد (المدرس) الذي جعل غرفة من بيته في باب الشيخ مقرا للجريدة وللأفكار التي بشرت بانتصار ثورة أكتوبر في روسيا الشيوعية 1917. والثاني في هذه الجماعة هو حسين الرحال الذي تأثر بشعارات أكتوبر الاشتراكية أثناء دراسته في ألمانيا، وكان هذا الرجل ثائراً كبيرا لا يخشى سلطة أو مجتمعا متخلفا وهو أول من دعا إلى تطبيق الفيدرالية في العراق، وكان مع رفيقه محمود السيد ومن ثم مصطفى علي وعبد الفتاح إبراهيم وعبد القادر إسماعيل يؤلفون أول حلقة فكرية تبث مبادئ الاشتراكية الماركسية في بغداد عن طريق جريدة (الصحيفة) أو بواسطة ملصقات الحائط ومنشورات محررة باليد وتوزع علي طلبة المدارس، كانوا رأس النفيضة الثورية.
ومن داخل جماعة الرواد ولدت جماعة الأهالي 1930 الذين أصدروا جريدة (الأهالي) 1932 وفي مقدمتهم عبد الفتاح إبراهيم وعبد القادر إسماعيل ويوسف إسماعيل وعبد الله بكر وحسين جميل ومحمد حديد وكامل الجادرجي، وفي نبضاتها عكست التوجه الماركسي.
ومن قلب جماعة الأهالي تكونت الخمائر الماركسية (روسية الطابع) الاولى ومنها نمت وازدهرت الخلايا الشيوعية (أواخر العشرينات ــ وبداية الثلاثينات)، هذا في بغداد وبجهود عزيز شريف وزكي خيري، وهناك في مدينة البصرة تكونت أول خلية شيوعية من عبد الحميد الخطيب وسامي نادر وعبد الوهاب محمود سنة 1928، وخلية اخرى في مدينة الناصرية مؤلفة من يوسف سلمان يوسف (فهد) وخالد الزويد وبادارة فاسيلي (وهو عقيد روسي جاء بأمر من ستالين الى الناصرية لغرض تأسيس الحزب الشيوعي في الناصرية سنة 1925).
وما ان حل عام 1934 حتى بلغ عدد الشيوعيين نحو خمسين عضوا واجتمعوا ليؤسسوا أول مؤتمر لهم بزعامة (فهد) وعاصم فليح الخياط ثم بعدها بقليل أصدروا جريدة (كفاح الشعب ــ تموز 1935) ومن ابرز الوجوه التي شاركت في المؤتمر التأسيسي: مهدي هاشم وجميل توما وحسن الكرباسي ويوسف متي وزكي خيري وزكريا الياس ونوري روفائيل وقاسم حسن فضلا عن عاصم فليح وفهد.

جمعية مكافحة الاستعمار والاستثمار
واجمع المؤتمرون ان يعمل الشيوعيون تحت واجهة باسم (جمعية مكافحة الاستعمار والاستثمار) وأخيرا نجح الشباب الشيوعيون الرواد في أن يتحدوا التاريخ ليزرعوا شجرة الحرية أو الفكر الجديد.
ورحل للدراسة الفكرية في (الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق) في موسكو عدد من شيوعيي العراق من بينهم فهد وعبد الحميد الخطيب وعاصم فليح، وكان فهد المتميز الناجح الاول الذي كلفه أستاذه (ديمتروف) بقيادة الحزب الشيوعي العراقي، وعاد فهد الي بغداد سنة 1938 وهو يحمل في رأسه الطريقة التي سيبني بها حزبا شيوعيا حديدي التنظيم، فقام وأفرز الجيد من عدد بدأ يتكاثر، وشكل مكتبا وخلايا وواجهات وأطرا مقنعة بأسماء حركية تعمل في العلن او في الظل واصدر جرائد جديدة باسم (القاعدة) و(الشرارة) و(المثل العليا في النجف) واهم أعماله في هذه المدة هو شطبه على تاريخ المؤتمر الاول 1934 وعقده لمؤتمر جديد سنة 1945 سماه المؤتمر الاول وفيه قرأ النظام الداخلي للحزب ومن أعضائه انتخب المكتب السياسي واللجنة المركزية وانتخب حسين محمد الشبيبي نائبا لفهد، وبعد سنة مضت علي التأسيس تألف حزب (التحرر الوطني) قناعا تكتيكيا للحزب الشيوعي ويقوده حسين محمد الشبيبي، ومما جاء عن هذا الحزب في الأضابير الأمنية (انه واجهة للشيوعيين) ورفضت رخصته أثناء إجازة الأحزاب المعارضة أيام وزارة توفيق السويدي 1946.
ويعود لفهد فضل البناء الحديدي لفكرة اشتراكية تترعرع ولفكرة شيوعية تنمو في التنوع العراقي طبقيا وقوميا الى أن وقع شهيدا علي مقصلة سجن بغداد المركزي 1949. لكن الحزب بقي يدب ويتكاثر في الشرايين الأصيلة بعد استشهاد قائده المحنك لأنه:
1 ــ الحزب الذي ما ساوم أمراض المجتمع القديم.
2 ــ الحزب الذي ما خان الوطنية العراقية بل صعد السلم عالياً.
3 ــ ولأنه الحزب الذي سمي بحزب السجون والشهداء وانهار الدم.
4 ــ ولأنه قارع الفاشية والدكتاتورية والعرقية وأنصاف الحلول.
وعجيبة هذه الحوصلة التاريخية التي يتمتع بها الحزب الشيوعي فهو مازال في الساحة يجاهد في الصراع، صراع الحرية أو صراع اللا توازن، صراع الأبطال والمردة، وكل ذلك من اجل أن يبقى العراق في مقدمة القافلة الإنسانية ليحمل بين يديه قرص الشمس.

تحية الى قافلة النور..
كان المؤسسون الأوائل او المتزعمون أو الرافدون سواء بسواء عاشوا محنة النضال الشيوعي ثم عاشوا أعياده ومواسمه المترعة بفسائل النار والنور وهم في ألق النهار وربيع الذكريات.
هم حتماً دخلوا التاريخ واستقبلهم يربت على أكتافهم المضيئة ويقول لهم: (انتم حقا حملة شعلة الحرية) أنرتم بها دروب المدينة وصحارى الأرياف البعيدة، ورفعتم على كل منارة راية التاريخ الجديد، وأذنتم بالناس فجاءوا فرحين مستبشرين.
انتم وهم: فهد وبهاء الدين نوري وعزيز الحاج وعامر عبد الله وعزيز محمد وصفاء الحافظ وزكي خيري والشهيد حسين الرضوي والشهيد حسن عوينة وكوكبة اخرى أذيبت في أحواض الكبريت وكوكبة اخرى شردت في المنافي والمهاجر وغرف السجون المتحركة، انتم كنتم خير إطلالة على فجر العراق من الاذان الاول الى الاذان الاخير لانكم علمتم الحرف لمن لا يعرف القراءة وأرسيتم بصمات لا تمحى. بينما كان الآخرون يغطون في نوم عميق ويتسلون غافلين مرفهين، ويحلمون بمدينة الاقمار واللآليء، وهم إما من طبقات المحتكرين أو من اقطاعيات العصور الوسطى.
وانتم انتم خضتم المعركة حتى نهاياتها وأثقلتم بالجراح والسهام مبتسمين كأشجار الزيتون، ألانكم صليتم بلا رياء، ألانكم صدقتم مع الشعب واجمعه من المظلومين الكرماء.
عاشت وجوهكم الطافحة بالفيض.. إن كنتم على الأرض أو في قبوركم المملوءة بعبير الخلود، لقد أديتم صلاة الوطن بجميع فروضها، ولكل ذلك أو غيره تستحقون أن نسميكم: قافلة النور.
في عام 1935 سجن بتهمة الشيوعية ثلاثة من المؤسسين الرواد وهم عاصم فليح ومهدي هاشم وزكي خيري، ومنذ ذلك التاريخ فتحت مديرية الشرطة العامة سجلاتها الجنائية لتدخل فيها تقارير ملفقة عن شيوعيين أبرياء، ثم فتحت التحقيقات الجنائية سجونها لتعذيب أرواح الوطنيين الذين هم من الشيوعيين وليس غيرهم.

صلاة السجون
فكان سجن الكوت والحلة وبغداد المركزي وسجن (نقرة السلمان) يشهد في كل مناسبة وطنية (أو تشهد هذه السجون كلها) زرافات زرافات من الشيوعيين ولا ذنب لهم سوى أنهم عبدوا الوطن عبادة حرة بلا اجر، وسوى أنهم طالبوا بالخبز لأغلبية ساحقة، وطالبوا بالحرية التي ألقي عليها القبض وقيدت بالأغلال منذ أول دستور صنعته السفارة البريطانية في بغداد عام 1924.
ورغم هذا العنت والظلم المتراكم الذي دبجته أيادي نوري السعيد وصالح جبر وبهجت العطية، ورغم ازدياد السجون في العهد الملكي والعهود التي سميت خطأ بالعهود الجمهورية رغم ذلك وأكثر، فان الشيوعيين ازدادوا قوة وعددا وزخما تاريخيا فمن خمسين عضوا في الثلثية الاولى من الثلاثينيات الى نصف مليون في بدايات الجمهورية الاولى .. فماذا يدلّ ذلك ؟
يدلّ على ان الشيوعيين مؤمنون أصلاء بقضية التحرر الوطني وأنهم عندما صلوا في السجون كافة صلاة الوطن بلا زخارف كاذبة اعتقدوا أنهم الوقود المحترقة لتحرير الشعب من آفاته المزمنة، وحقا كانوا الوقود والنار معاً، كانوا الموقد والمرجل دائما أبدا ً أبدا.
فتحية الى روح فهد المؤسس الباني الذي من روحه نفخ في نواميس وأرواح رفاقه لكي يبقوا يصارعون الغول ضفة بعد اخرى.



#حميد_المطبعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد المطبعي - الحزب الشيوعي وقضية التنوير الفكري