أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - أحياناً يظلم الإنسان نفسه














المزيد.....

أحياناً يظلم الإنسان نفسه


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 07:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد لا يقبل أي شخص أن يدخل النار من أجل شخص آخر، حتى لو كان هذا الشخص ابن أو أب، فلماذا يظلم البعض من أجل غيره في الحياة الدنيا، وهذا حلم يتمناه الظالمون أن يفتدوا ببعض يوم الدين، ولكن هذا ليس له وجود يوم القيامة، وهل هناك أعز من الإنسان على نفسه، أعتقد ومن يقول غير ذلك هو يكذب حيث أن كل إنسان يسعى إلى تحسين وضعه الاجتماعي، وكل إنسان على حسب مستواه العلمي أو الثقافي أو المهني، يبقى يجتهد ويتطلع للأفضل في كل شيء من حيث المعيشة في الحياة الدنيا، بكل ما فيها من ضعف ثم قوة ثم ضعف مرة أخرى في نهاية العمر، ومع ذلك تظل الناس متمسكين بأشياء هم أنفسهم يعلمون أنها لن تدوم ولن تخلد لأحد، حتى أن المكذبين لآيات الله في عصر نزول القرآن كانوا يقولون، يقول تعالى:
((وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)) سورة الأنعام آية 29.

ومع هذا القول هم يستكبرون على آيات الله ولكنهم يعلمون بأنه لن يخلد أحد، مستكبرين على أنفسهم وناكرين البعث بعد الموت، وبهذا الاستكبار يكونوا دخلوا في الشرك، لأنهم لا يؤمنون باليوم الآخر، وإن المولى عز وجل ربط الإيمان به عز وجل بهذا اليوم، يقول تعالى:
((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ)) سورة التوبة آية 18.

أي يؤمن بما يقول عنه رب العزة عن هذا اليوم، وليس كما يتخيل البعض منا ويقول على الله ما ليس له به علم، وأعتقد أن الإنسان إذا آمن باليوم الآخر سوف يعمل من أجل هذا اليوم في كل شيء يقربه إلى الله، حيث يتعامل مع الناس بالحسنى والصدق والأمانة، ليرجو رحمة ربه يوم الفصل، ويوم العدل الذي سوف يحكم فيه أعدل العادلين، فعندما تتطلع الناس كما قلت للأفضل في مستوى المعيشة والارتقاء والتقدم، من أجل رفاهية الإنسان، هي لا تساوي شيئاً مما ذكره الله عن الجنة وما فيها من نعيم لأهل الجنة، لأن كل ما وصل إليه الإنسان من علم وتقدم إلى قيام الساعة، هو من صنع الإنسان، أما الجنة وما فيها من صنع الله الذي أتقن كل شيء، وليس على الأرض ما يشبه ما بداخل الجنة مهما بلغت الإمكانيات، هل يستطيع أحد أن يأكل أو يشرب دون أن يخرج ما يأكله؟!... هل يستطيع أحد أن يوقف مرض؟!.. إن جميع الناس متساوين في ذلك من أغنياء أو فقراء، ولكن يوم القيامة لا يتساوى المتقون والفاسقون، إن المتقون هم أهل الجنة، الذين يأكلون ويشربون دون أن يخرجون ما يأكلون، يقول تعالى:
((لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)) سورة ق آية 35.
دون أي مجهود يذكر لأنهم اجتهدوا في الحياة والدنيا من أجل هذا اليوم، وكانوا يسعون في الحياة من أجل الآخرة، أما أهل النار، يصب من فوق رؤوسهم الحميم، يقول تعالى:
((يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ)) سورة الحج آية 20.

مع أن الله عز وجل كره لعباده الكفر والفسوق والعصيان، وحبب إليهم الإيمان وحذرنا من أن لا نغتر بالحياة الدنيا، ومع الأسف أن الأغلبية من الناس يظلمون أنفسهم من أجل حطام دنيوي زائل ليس له قيمة ولا وزن يوم القيامة، حتى أن هؤلاء الذين يظلمون في الأرض ويبغون فيها الفساد، يوم القيامة يود أن يفتدي بما ظلم من أجله، سواء أكان من أبناء أو أموال اقترفها بغير حق، ولكن دون جدوى، يقول تعالى:
((يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)) سورة المعارج آية 11.

ولأن المولى عز وجل هو العدل فلا يأخذ أحد بذنب أحد، يقول تعالى:
((قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)) سورة الأنعام آية 164.

وإن كل نفس بما كسبت رهينة، وهذا قمة العدل من الله لعباده، وعلى هذا الأساس سوف يحاسب الله جل وعلى الناس يوم الحساب، يقول جل شأنه:
((يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) سورة النحل آية 111.

فهنيئاً للذين يظلمون في الأرض وينتظرون حسابهم يوم الدين وهنيئاً للذين يكتمون الحق وهم يعلمون، وأقول لهم انتظروا إنا معكم منتظرون، وننتظر جميعاً يوم القيامة، يقول تعالى:
((يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)) سورة الطارق آية 9.

ليرى كل إنسان ما قد قدمه في حياته.



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود والمسلمين والثقافة المغلوطة
- المواطن العربي وارتفاع الأسعار
- عدد سكان العالم
- حلم أتمنى أن يتحقق
- الصراع العربي الإسرائيلي
- القانون والعالم
- وكر الاستبداد في الشرق الأوسط
- عندما يلحق الإنسان بالأنعام
- المطرقة والشعوب العربية
- طغاة ونساء
- ساقية جحا
- العدد في الليمون
- من أجل الأقباط والأقليات
- ما أكثر الديانات والمذاهب في هذا العصر
- شرع القرآن وشرع الإخوان
- ما هو الوطن
- أين أمن الدولة من تجار المخدرات؟
- مصر وفساد المسؤولين
- أمن الدولة يأتي من أمن الشعب أولاً
- بطانة السوء وتظليل الحكام والشعوب


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - أحياناً يظلم الإنسان نفسه