أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - (ده عتاب مع ربنا يا إبراهيم)















المزيد.....

(ده عتاب مع ربنا يا إبراهيم)


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 04:11
المحور: الادب والفن
    



طالعت ما كتبه أستاذي الفاضل إبراهيم الخياط عن المجرشة العراقية التي أشترك في النظم على غرارها الكثير من الشعراء العراقيين ولو جمع ما كتب لشكل ديوانا ضخما بمئات الصفحات ولا زالت هذه الرائعة الخريدة مثار أعجاب كل من يطالعها لأنها عبرت بشكل دقيق ورائع عن عمق معانات المرأة العراقية في تلك الأيام،وربما لا زالت هذه القصيدة تحتفظ بجدتها رغم مضي أكثر من ثمانية عقود على أذاعتها،فهي تعبير واقعي عن حال المرأة في أواسط القرن الماضي وأوائل القرن الجديد،الذي يصح تسميته (قرنا) بمعناه الآخر فقد أصبح قرنا طويلا لثور هائج يبقر البطون ويصيب من الناس المقاتل،لذلك لهذه القصيدة المعبرة تجلياتها في عصرنا الراهن بعد أن عادت المجتمعات القهقرى أو كما يقول المثل الشعبي (مثل بول البعير ليوره)فحق للمرأة هذه الأيام مداعبة أربابها بقارص القول على عودة العالم إلى الوراء.
وعذرا من هذه المقدمة والأجدى أن أبداء من جديد فأٌول المآخذ على أستاذي الفاضل وهو المطلع على ما ينشر في الصحافة الورقية والإلكترونية أن لا يجزم بنسبتها للشاعر الكرخي فلا زالت هذه القصيدة مثار تساؤلات وخلافات بين الباحثين والدارسين للآداب الشعبية فقد أشار الكثيرون إلى أن هذه القصيدة المنشورة في ديوان الكرخي وصحفه العديدة لم تكن خالصة النسبة إليه فقد أدعاها الكثيرون وأثير حولها لغط كبير،وثبت من خلال دراسة بعض مقاطعها أن التفرد بنسبتها للكرخي خطأ مشهور ففيها من الكلمات الفراتية التي لم تكن مألوفة في شعر الكرخي ،ولم يتطرق إليها في قصائده الكثيرة،وفيها أبيات كرخية واضحة تفصح عن نفسها لتوافقها مع أِشعار الكرخي الأخرى وطريقته في النظم التي تتسم بخواص عديدة إذا شاء الأستاذ الفاضل نوردها في مقال آخر،ولكن هناك شبه أجماع على أن الكرخي قد أستعار وزن القصيدة وطريقتها وربما مطلعها وبعض المقاطع من شاعر فراتي بدليل أن تلك المقاطع لا تتساوق وما يكتبه الكرخي وهو ما بيناه بشكل مبتسر في مقالنا المنشور على العديد من المواقع وفي جريدة الفيحاء الحلية،لذلك كنت أتمنى على أخي الكريم أن يشير إلى ذلك أو يحاول من خلال موقعه في إتحاد الأدباء العراقيين أثارة الموضوع وفتح باب النقاش لوضع الأمور في نصابها،وإعادة الحق لأصحابه الشرعيين باعتبار أن القصيدة فراتية حلية وليست بغدادية كرخية،لأن الكرخي على ما يبدوا أستغل عمله الصحفي فنشر المجرشة بأسمه بعد اطلاعه على مقاطع منها،نسج على غرارها مقاطع ونشرها بأسمه ثم توالت الإضافات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه،وسأرفق في نهاية المقال ما نشرته عنها وعن نسبتها للكرخي أو غيره.
وقد أفادني الأستاذ الدكتور عدنان الظاهر في رسالة " أتذكر مرة قال فيها المرحوم والدي إن القصيدة كلا أو جزءا قالتها امرأة ممن كن يعملن فعلا بالجرش من أهالي الهندية / طويريج ... وقد رأيت بالفعل وكنت ما زلت طفلا هناك ساحة كبيرة ليست بعيدة عن نهر الفرات تعمل فيها ليلا ونهارا نسوة كثار خلف طواحين الحجر الرصاصية اللون / مجارش وكن دفعا للسام والملل من العملية المتكررة التي تأكل الروح يهزجن ويغنين تماما كشأن اغلب الحلاقين فهم يدفعون عن نفوسهم الملل بكثرة الكلام مع الزبون تحت أيديهم ونحن رحمة المقص والموس الحاد ."
وأفادني أيضا الأستاذ ذياب آل غلام برسالة ثم نشر مقال في المواقع الإلكترونية بأن قائلتها امرأة نظمتها في مجارشهم الكائنة في طويرج وأن نور الملا شبيب قد نظمها في ذلك المكان الذي كان الكرخي يزوره أيضا بحكم العلاقة التي تربطه بهم، مما يؤيد أنها حلاوية إضافة لما ذكرته في مقالتي السابقة من أدلة وأسانيد.
ومما يدل على إن قائلها امرأة دقة التصوير لمعاناة المرأة العاملة ،وصدق مشاعرها في التعبير عن معاناتها ،وهو ما لا يستطيع الرجل إدراكه أو التوصل إليه إلا إذا لمس عمق المعاناة وخاض تجربة مماثلة والكرخي لم يعمل في هذا الجانب مما يدل على استفادته من تجربة أخرى فكان أن كتب ما كتب مجاراة لأبيات سمعها منقولة قالتها امرأة فتلبس لبوسها وكتب عن معاناتها،وان ما في المجرشة من كلمات نسائية مما يؤيد إن قائلتها امرأة،وهذا لا يعني طعنا بشاعرية الكرخي فهو من الشعراء المجيدين المكثرين،ولكن طبيعتها واختلاف لغتها وما أثير حولها يجعلنا نجزم بأن الكرخي مقلد لا مبتكر لهذه القصيدة.
أن ما ذكرته أعلاه لا يلغي أن الأستاذ الخياط قد أستطاع بثاقب وعيه ولغته الجميلة أن يأتينا برائعة توازي المجرشة أثارة وروعة بما فيها من تصورات وأفكار رائعة جعلت المجرشة بمصاف الترانيم الثورية،فهي مناجاة المظلوم ،ونفثات عبرت من خلالها المرأة العراقية عن أفكارها بوضوح وجلاء ،وقاومت بطريقتها الخاصة الظلم الذي أحاق بها بفعل النظرة المتدنية لها في مجتمعنا الرجولي،وكان لأخي الخياط المقارنة بين عقلية المرأة وأحاسيسها في بدايات القرن المنصرم وما وصلت إليه المرأة العراقية اليوم من تدني وضحالة فكرية،رغم ما وصل إليه العالم من تطورات على الصعد المختلفة،فأصبحت نساء اليوم يتعثرن في دياجير العمى والتخلف والظلام،واختارت امرأة القرن الواحد والعشرين أن تكون دمية صاغرة غارقة في متاهات بعيدة عن التصور فاختارت بمحض إرادتها نساء يفقنها تخلفا وجهلا ليكن ممثلاتها في البرلمان،فأين المرأة القديمة الجاهلة من المرأة الحديثة المتعلمة وهل نفع العلم المدرسي المرأة وجعلها ترقى لمستوى شاعرة المجرشة التي كانت تعرف ما تريد في الوقت الذي تجهل المتعلمة ما يراد لها ،ناهيك عما تريد.

وقد وردت في القصيدة هنات كثيرة لا يتحمل مسؤوليتها الكاتب الكريم فقد نقلها عن الديوان المطبوع الذي لم يسلم من الأخطاء فعلى سبيل المثال
ساعة واكسر المجرشة وألعن أبو اليـجرش بعد
حظي يهل ودّي نـزل والجايـفه حظها صـعد
سلّمت أمري واسكتـت للي وعدني ابهالـوعـد
نصبر على الدنيه غصب لـلـّحـد وانـباريـها
والصواب (حظي يهالوادم نزل والجايفه حظها كعد)
ساعة واكسر المجرشه وانحر على النمسا ومجر
هـناك أنـكر تـبّع وقحطان والطائي ومضر
ترضه يالمسيّر سـفينة نـوح يـا رب البـشـر
عبّـيات ابو ها اكحيله واحضان الجرد يـشـبيها.
والصواب(عبيان أبوها كحيلته وأحصان الجرد يشبيها)
والمقصود عنها عملية تلقيح الخيول عندما (تشبى) الفرس الضامر بحصان أصيل
وفي الختام فالمجرشة صرخة مدوية للمرأة العراقية،وفيها صور كثيرة عن معاناتها لا تزال بحاجة إلى نضال دؤوب لتجاوزها عسى أن تعود المرأة لوعيها ذات يوم وتعلنها ثورة عارمة تطيح بكل العقبات التي وضعت في طريقها ومسخت إنسانيتها وجعلتها في آخر القائمة من المخلوقات.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الحديدي محمد حسن مبارك (أبو هشام) 1-2
- الرجل الحديدي محمد حسن مبارك(أبو هشام) 2-2
- رزكار عقراوي ودعوته لوحدة الشيوعيين
- الشهيد جبار جاسم
- الشهيد المناضل جبار جاسم(أبو عبيس) (1-2)
- الشهيد المناضل جبار جاسم (أبو عبيس) (2-2)
- (المربي الأستاذ صاحب يحيي الموسوي))
- (الرفيق هادي حنتوش أبو سوزان)
- (عبد الحسين دريويش أبو شذى)
- ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))
- ((لطيف عبد هويش رهين المحبسين))
- الخلط بين السلطات
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
- وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
- شيوعي... ولكن خارج التنظيم
- (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)
- (صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - (ده عتاب مع ربنا يا إبراهيم)