أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القمة العربية والبحث عن بداية جديدة














المزيد.....

القمة العربية والبحث عن بداية جديدة


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. فاطمه قاسم

منذ العام 1946 في أنشاص في مصر التي كانت في ذلك الوقت ملكية تحت استمرار حكم عائلة محمد علي مؤسس مصر الحديثة بدون منازع، وحتى اليوم التاسع والعشرون من آذار/ مارس 2008 الذي تنعقد فيه القمة العربية العشرون في دمشق لأول مرة، جرت محاولات دؤوبة لتشكيل النظام الإقليمي العربي، وتكريس نظرية الأمن القومي العربي، وقد استمرت المحاولات الجادة والدؤوبة رغم التصدعات القوية داخلياً، والتدخلات الحاسمة خارجياً، وتغيرات النظام العالمي، وسقوط إمبراطوريات ونهوض أخرى.

ويكفي أن نذكر على سبيل المثال وليس الحصر بعضاً من هذه المحطات الحاسمة جداً التي واجهت النظام الإقليمي العربي، وتمكن من امتصاصها بعد أن تركت فيه جراحاً موضوعية كبيرة.

أولاً: قيام دولة إسرائيل في عام 1948 بعد حرب يائسة وفاشلة قامت بها الجيوش العربية المكونة للجامعة العربية في ذلك الوقت، وما أدراكم ماذا يعني قيام إسرائيل التي أصبحت بعد قيامها بثماني سنوات فقط نووية، والتي شطرت العالم العربي شماله عن جنوبه، وشرقه عن غربه، وجزئه الآسيوي عن جزئه الأفريقي.

ثانياً: اندلاع سلسلة من الحروب الكبرى مثل حرب السويس عام 1956 التي شاركت فيها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وحرب عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل بقية فلسطين وصحراء سيناء كاملةً والهضبة السورية المعروفة باسم هضبة الجولان وصولاً إلى قمم جبل الشيخ، وحرب عام 1973 التي نفذت فيها إسرائيل بعضاً من أساطيرها الزائفة لكنها كشفت أن بقاءها وأمنها وتفوقها هي الأولوية الأولى لدى النظام الدولي السابق والنظام الدولي الحالي، ثم احتلال الجنوب اللبناني في عام 1978، الذي أعقبه اجتياح لبنان كله في عام 1982، وإخراج المقاومة الفلسطينية، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى العام 2000، ثم احتلال العراق في العام 2003 الذي نعيش هذه الأيام ذكراه الخامسة، وتداعياته الواسعة النطاق.

ثالثاً: التدخلات الخارجية التي أدت إلى اضطرابات حادة في النظام الإقليمي العربي مثل قيام حلف بغداد وسقوطه، وقيام الاتحاد الهاشمي وسقوطه، والجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا وسقوطها، واجتياح العراق للكويت، وتداعيات الوجود الفلسطيني في الأردن، وسوريا، ولبنان، حيث كان هذا الوجود يزال بالسلاح العربي.

رابعاً: تغير النظام الدولي مرتين، المرة الأولى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ثم النظام الدولي الحالي الذي نشأ في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة.

وهكذا نرى:
أن الإخفاقات هي إخفاقات موضوعية وأن الاضطراب في النظام الإقليمي العربي حدث مثله لعشرات من المناطق والوحدات الإقليمية في العالم، وقبل أيام فقط شاهدنا ميلاد الدولة الثامنة التي ولدت من أحشاء إمبراطورية واحدة هي الإمبراطورية اليوغسلافية.

أحببت أن أذكر بسرعة شديدة هذه المحطات البارزة، لكي أعبر كمواطنة عربية عن رفضي لموجة التشويش والتيئيس الصاخبة حالياً التي تطلب من النظام الإقليمي العربي أكثر ما يستطيع، وتتهمه بأكثر مما يستحق، وخاصة ونحن نذهب إلى القمة العربية العشرين في دمشق، وآثار الاضطرابات بادية على هذه القمة قبل أن تبدأ،
فهناك غياب كامل عن حضور القمة مثلما فعلت لبنان، وهناك غياب عبر تخفيض مستوى التمثيل كما تفعل المملكة العربية السعودية ومصر ودول أخرى، وهناك لغة مشبوهة يتعالى بين معتدلين ومتطرفين، أو ممانعين وممثلين كما يقول بعض السخفاء، إن مؤسسة القمة التي هي أعلى إطار من إطارات العمل العربي المشترك، والتي هي رأس النظام الإقليمي العربي، هذه القمة بحاجة إلى إبعاد هذه الأصوات الناعقة بالشؤم ، لأن نظرية الأمن القومي العربي ماتزال ضرورة ملحة، ضرورة حياة أو موت، وأن الدول العربية تعرف أنه لا غنى لها عن نظامها الإقليمي العربي، وأن الأحلاف التي تنشأ على هامش هذا النظام الإقليمي العربي، ليست سوى محطات عارضة، والتباسات تاريخية طارئة، وسوف تظل الضرورات الموضوعية العربية هي الضرورات الحاكمة والحاسمة في حياة ومستقبل هذه الأمة.

أعتقد:
أن النظام الإقليمي العربي هو بحاجة ماسة إلى بداية جديدة، بداية نتحاور فيها مع محيطنا الإقليمي وخاصةً مع إيران وتركيا، ونتعامل فيها مع إسرائيل، ونقيم فيها علاقات مع محيطنا الدولي سواء في أوروبا التي هي الأقرب إلينا، أو العالم الإسلامي في امتداداته البعيدة، أو بقية الدول والمجموعات الدولية.

والبداية الجديدة التي نريدها:
يجب أن نحدد فيها ما الذي نريده بالضبط، وما هي حدود الأمن القومي العربي، وما هي الحدود بين السيادة الوطنية والسيادة القومية، وامن تكون الأولوية، للعلاقات البينية العربية أم للعلاقات الدولية، وما هي الأهداف القابلة للتطبيق وليست الأهداف القابلة للإحباط.

وقد يكون السؤال :
هل كل ذلك ممكن في قمة تغيب عنها البعض بأشكال مختلفة، وأجيب بقناعة نعم , لأنه من قلب الخطر يحدث وينشأ الانتباه , ومن قلب الفوضى تنبثق الحكمة , ومن اصطراع المشاكل تنشأ الحلول , وحتى المقاطعة أو الغياب عن مؤسسة القمة في مؤتمرها العشرين المنعقد في دمشق , ليست سوى الإعلان بصوت شجاع أن هناك مشكلة , ومشكلة كبرى , لكي تستفز العقول , والمصالح , والضرورات الامنيه , للبحث عن حلول عميقة لهذه المشكلة
أنها قمة محفوفة بالأخطار , ومثقلة بالتحديات , والحل هو بداية جديدة , تحتل فيها نظرية الأمن القومي العربي سلم الأولويات .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار أم انتحار
- المرأة العربية بين التغريب والتغييب
- المأزق الفلسطيني انقاذ ممكن أم الذهاب الى الابعد
- إرهاب الدولة أم دولة الإرهاب
- العنف ضد المرأة بين التشخيص والمواجهه
- امريكا وفلسطين والنفط
- زارعة الأمل حاضنة الأجيال
- حديث بين الدموع
- المبادرة اليمنية والارادة الفلسطينية
- الممكن والمستحيل في إعلان الاستقلال
- غزة اول الدولة ام نهاية الدولة
- انتحار الورد ؟
- الوضع الفلسطيني أين العقدة
- لبنان الاخضر لبنان المحترق
- ماوراء الحدث
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القمة العربية والبحث عن بداية جديدة