|
لماذا لا تكون القمة الأخيرة لهذا النظام العربي المهزوم
محمد زكريا السقال
الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:23
المحور:
كتابات ساخرة
التهديد بإفشال القمة المنعقدة في دمشق ، لم يكن وليد لحظة وظروف برزت فجأة في سماء المنطقة العربية ، حيث الانقسام العربي أيضا لم يكن أيضا فجأة ، إلا أن المفارقة التي لا يعيرها الأعلام والنخب ، إن القمة العربية فقدت دورها الوظيفي منذ أمد بعيد ، بل لقد لعبت القمة دورا من السلبية ، حيث مكنت من ستر عورة النظام العربي ، الذي استجاب لمنطق التسوية السياسية منذ السبعينيات ، بما يعني ، أن يأخذ هذا النظام الغير شرعي على عاتقه ، تطويع المنطقة ، وترتيبها لهذه التسوية ، بما تعني التعاون الوثيق لتأمين الثكنة الصهيونية ،وتأمين مصالح الرأسمال العالمي ، الذي اخذ على عاتقه بدوره تأمين استقرار هذا الاستبداد من خلال السكوت على كل تجاوزاته واختراقاته لكل مقومات المجتمع الحديث ، من خلال استهتاره بحقوق الإنسان وسيادة القمع وقوانينه الاستثنائية ومحاكمه . لقد كان العرب مجمعون على أمريكا ، ومختلفون على أمريكا ، لم يكن الخلاف العربي ومنذ السبعينات إلا كيف ترضى أمريكا ، يضرب الفلسطينيون من اجل أمريكا ، ويحتل لبنان من أجل أمريكا ، وتعقد القمة من اجل أمريكا ، تضرب إيران من أجل أمريكا ، يدمر العراق بعد أن أدى دوره من أجل أمريكا ، يذهب العرب إلى مدريد من اجل أمريكا ، يعزل عرفات ويقتل من اجل أمريكا ،، رغم رهانه الطويل على أمريكا ،، اليوم الممانعون يسترضون أمريكا ، وعرب أمريكا يشدون أزر أمريكا ، وأمريكا هي التي تقرر ، تقسم وتأمر وتنهي ، قد لا تعجب البعض الحصص ، هذا شأنه وعليه أن يستقيل ، يذهب للجحيم ، يغضب البعض من دعم إسرائيل وغطرستها ، هذا غير مقبول ، وغير مسموح وعليه أن يتحمل النتائج ، والكل سامع شاخص ، المغبون يحاول أن يتشدق عن أدواره السابقة ، وما يمكن أن يوكل إليه لاحقا ، شرط أن يعجب أمريكا ، وأمريكا هواها متطلب وغير قادرة على الهوى العربي المتخلف . ماذا يمكن لهذه الملايين العربية ، أرقام عربية تتجاوز الثلاث مائة مليون ، بماذا تحلم وكيف تعيش ، وأية غلاء و جوع و فقر ، و عطالة عمل ، هذا غير مدرج على أعمال القمة ، سرقت مياه لبنان ، ونفط العراق ، هذا لا علاقة له بالتضامن العربي ، ازدياد المستوطنات بالجولان ، هذا غير مدرج بالخطة العربية ، حصار الشعب الفلسطيني ، وتجويعه ، واستفراده أمام همجية جيش الكيان المدجج بأقوى ترسانة عسكرية بالعالم ، هذا موافق عليه ومطلوب أن ينفذ من أجل أمن إسرائيل . لماذا القمة العربية إذا إذا كانت لا تستطيع حل مشكلة دافور ، التي يمكن لبضع مليارات ، أن تحل بمشروع تنمية ، مشكلة منطقة عربية ، أكبر مساحة من فرنسا ، و سودان يوازي مساحة أوروبا ! السودان يمتلك من الثروات ما ينعش المنطقة العربية كلها ، مشاريع وعمالة ، وثروة ، لماذا يترك لأمريكا أن تقرر شؤونه ، الثروة العربية كلها منهوبة ، ولا ينال منها أصحابها الحقيقيون إلا الفتات . لهذا فالقمة التي تعقد ، وتدب الخلافات فيها ، هي من اجل كيف نليق بأمريكا ، أو لا نليق ، كيف تحمي أمريكا أنظمتنا ، وكيف تقرر أمريكا عدم صلاحيتها ، هذه قمة أمريكا إذا ، كيف نقاتل إيران وكيف نصد الخطر الشيعي ، كيف يكون لبنان عربيا ، وكيف نلغي المحكمة الدولية ، هذه قمم أنظمة لا تعير شؤون مواطنيها أية اعتبار ، ولهذا أكدت استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من المواطنين العرب لا تهمهم القمة العربية من قريب أو بعيد . إلا ما يمكن فعله هو أن يكون لممثلي الشعوب قمتها ، وأهدافها والتي أقل ما يقال فيها هو ، مؤتمر مواز لهؤلاء الممثلين ، ينشرون به فساد هذه الأنظمة ، وعهرها ، وقمعها ، وتجاوزاتها وسرقاتها وتبذيرها للثروة العربية . كان من المضحك ، أن أقرأ بيان صادر عن الأمانة العامة للأحزاب العربية ، تطالب فيه هذه الأنظمة الغير أمنة وغير مأمونة بإلغاء المبادرة العربية ، من هذه الأحزاب العربية التي مازالت تراهن على النظام العربي ، وأين هذه الأمانة العامة لهذه الأحزاب من مواطنيهم ، والظلم والجوع الذي يعيشون به ، أين هذه الأحزاب من قضية حقوق الإنسان والدستور ، والتحديث ، بما يعني النهوض الذي لن يكون إلا بتغيير يصيب بنية هذه الأنظمة . ويل لأمة يصاب مثقفيها ونخبها بالنفاق ، وتصاب أحزابها بالانتهازية . نعم لمشروع عربي يكون ردا حقيقا لكل مايخطط لهذه المنطقة من مشاريع تقسيمية وتفتيتية ، وطائفية مذهبية ، مشروع يعمل على إعادة الأعتبار للإنسان وحريته بما هي مقياس لحرية الوطن وسيادته .
#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يغتال نيروز
-
غزة تعيد طرح السؤال الفلسطيني
-
رحلة في الأدب السوداني
-
خمسون عاما على الوحدة العربية
-
خمسة وأربعون عاما من الأستثناء
-
اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين الحلم والواقع
-
إعلان دمشق وأوهام المعارضة
-
الخارج الي يخطط والداخل الذي يمهد
-
ممكن ان نكون ديمقراطيين ووطنيين
-
إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه
-
نوري بوزيد بيان تأسيسي للفكر الحر
-
حسين الشيخ وحده القلق يمزق هذه الوحدة
-
حوارية مع الشعور القومي وآخرين
-
أعادنا للحياة ومضى
-
فاطمة ابراهيم جائزة ابن رشد للفكر الحر
-
نجوى بركات في -لغة السر- والثورة الدائمة للعقل
-
فلسطين عروس التيه العربي
-
سياسة العهر، وتحول العهر إلى سياسة
-
عارف دليلة كل عام وأنت بخير
-
معارضة بالكيلو وعلى الميزان
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|