أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد حليم - البصرة بين العمالة والحماقة














المزيد.....

البصرة بين العمالة والحماقة


خالد حليم

الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 04:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل ساعة من كتابة سطور هذا المقال، عرضت قناة العراقية صورا لمدنيين تجمعوا امام احد مراكز تدريب الشرطة في البصرة وكان عنوان تجمعهم هو التطوع لمحاربة " المجرمين ".
اشتطت غضبا في تلك اللحظات وتيقنت من ان المالكي يسعى بعمليته العسكرية بعد ان يوظف تداعياتها بمساعدة منظمة بدر وغيرها في جرجرة مواطنيين الى التطوع للقتال بصف الجيش العراقي ولو سلمنا ان هذا الامر قد جاء بمحض حسن النية لدى بعض البصريين فأن من الخطأ القاتل ان يعرض على الاعلام ومن الخطأ القاتل ايضا ان يقحم المدنيين في حرب ضد اناس يرتدون الزي المدني / جيش المهدي، ان المالكي بعمله هذا يروم الى اذكاء حرب اهلية شيعية شيعية ، وقبل ان يحكم القارئ الكريم على هذا المقال من ان العقليه التي كتبته بالساذجة طالبا منه التريث وسوف نحلل واياه عقلانية الخطوة التي اتخذها المالكي بحق جيش المهدي .
بعد سقوط نظام البعث في العراق تفشت ظاهرة الاغتيالات وكنا نعتقد في حينها ان تلك الاغتيالات نتيجة طبيعية لغياب القانون وكذلك نتيجة طبيعية لبلد عاش تحت دكتاتورية قاهرة لكننا وبعد مرور خمسة اعوام لمسنا وعايشنا تلك الاغتيالات التي تنظمها كل الاحزاب الاسلامية في البصرة خصوصا، ونلمس من خلال علاقتنا مع مسؤولين في البصرة الدور الذي تلعبه ايران في هذا الشأن ولذلك فمن الغرابة ان نجد المالكي يتحرك بخطوة عراقية خالصة كما عبرت القيادة الامريكية وحكومة المالكي في وقت مثير للشكوك حيث تزامنت احداث البصرة مع جملة من الاحداث الاقليمية والعراقية ؛ اذ جاءت تلك العمليات بعد فشل مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية /مؤتمر "المصارعة" الوطنية!! وعمليات الموصل والاستمرار بحكومة عرجاء وغيرها من اسباب الداخل ، اما على المستوى الخارجي فان تلك العمليات البصرية تزامنت ايضا مع فسخ عقد الحوار الايراني الامريكي وجولة نائب الرئيس الامريكي للمنطقة .
من البديهي ان تكون خطوات بسط الامن المعروفة لدى ابسط سياسي هو ان انشاء الامن وتعزيزه يتأتى عبر بناء اجهزة الدولة الامنية بشكل تدريجي ، اذ كانت البصرة قبل عملية المالكي تتمتع بقدر معين من الأمن والاستقرار وبالطبع لا تخلو من عمليات التصفية والاغتيالات التي يمارسها جيش المهدي وحركة ثار الله وحركة سيد الشهداء ومنظمة بدر وحزب الفضيلة، ويعلم المالكي قبل غيره بهذه الممارسات بل انه يعلم ممن تستمد هذه الاحزاب قوتها ومع ذلك دعونا نحلل خطوة المالكي على اساس حرص المالكي على امن البصرة وعلى اساس النوايا الحسنة؛ فلنأتي من حيث العملية العسكرية القائمة الان الى هذه اللحظة.
ان المالكي ادخل البصرة في حرب يكون درعها اغلب الاحيان المدنيين الابرياء وهو يعلم بدناءة المخربين والخارجين عن القانون وكان بأستطاعته ان يوظف مجساته الاستخبارية لتصف وصفا كاملا لما يحدث بالبصرة وكيفية عمل الاحزاب الايرانية ومن ثم يتشاور مع قوات التحالف ويطلب من ايران "الصديقة" التوقف عن امداد هؤلاء المخربين "بالاجندة" والسلاح كما بأستطاعته ان يلقي القبض على من ادعى وجود مذكرات قضائية بحقهم عبر اعتقالا ت روتينية متعارف عليها وحتى في بيوتهم وحصر الصدام بين هذا النفر القليل، كما بفترض بالمالكي ان يصحح راس السلطة في البصرة كل السلطة، الامنية ؛ والعسكرية ؛ بينما ترك المالكي كل الخطوات ولجأ الى عملية عسكرية تساوى فيها الصالح بالطالح والطفل بالشيخ والامرأة بالرجل وتحرق الاخضر باليابس وترجع بالبصرة الى ايام ما بعد السقوط وربما الى لبننة البصرة من خلال اقحام المدنيين عبر اعلام قناته العراقية، كما من المفترض ان يضغط على رؤوس التيار الصدري الذين يجلسون معه على نفس الطاولة الى ايجاد حل قبل ان يشرع بعمليته العسكرية الهوجاء وان لم يستجيبوا عليه اطلاع الرأي العام برفضهم لسبل الحوار كي لا يترك مبررا لاتهامه بسوء النية وتنفيذه لمخططات ايران .
خطوات عقلانية وسياسية كثيرة لا يسعنا ذكرها، تجاهلها المالكي ولم يترك امامنا سوى اتهامه بوجود سوء النية التي تقف وراء اتخاذه قرار العملية العسكرية بل ان حتى استدعاه لقوات من خارج البصرة فهو الامر الاخر المثير للغرابة فأنه يطلب من قوات بعيدة عن البصرة للمشاركة في عمليته العسكرية في حين خاض معاركه على مر اكثر من عام بصحبة القوات الامريكية ولا نعلم لماذا لا يطلب مساعدة القوات البريطانية الا اذا كان يعلم من ان البريطانيين يدركون نواياه الخبيثة التي تروم الى جرجرة قوات التحالف الى الجنوب لانهاك إستراتيجيتها والقضاء على النجاح النسبي الذي تحقق في الفترة الماضية وكل تلك الخطوات بالتأكيد انها تأتي تلبية لخدمة ادارة الشيطان في طهران .
ان المالكي لم يكتف بدمار البصرة بل انه يسعى الى اذكاء اقتتال مدني بين شعب البصرة عندما عرضت قناة العراقية المدنيين الذي تطوعوا لمقاتلة جيش المهدي فهذه الاجراء بحد ذاته خطوة نحو الاقتتال البصري الداخلي وربما يمتد الى باقي المحافظات الشيعية.
ان الامور تشير الى اقصى درجات الخطر في الجنوب العراقي؛ والتفاؤل الذي عبر عنه الرئيس بوش بقدرة الجيش العراقي على حسم الامور لصالحة، فهذا التفاؤل مبهم المعنى ، اما ان يكون الرئيس الامريكي جاهلا بالامور واما ان يغالط نفسه واما ان يوجه كلامه هذا للداخل الأمريكي
ونختم مقالنا هذا المتواضع بسرد مختصر للوضع السائد الان في البصرة .
ان جيش المهدي يسيطر على مجمل مناطق المدينه وان بعض الاخبار التي يتناقلها افراد جيش المهدي عن تمديد المهلة ما هي الا فترة سوف يستثمرونها في تعزيز قدراتهم التسليحية من جانب ايران .
ان الحياة المدنية في البصرة قد تعطلت الى زمن مجهول وان العالم لا يأبه بما يحصل بالبصرة وان كارثة انسانية تلوح في الافق القريب .



#خالد_حليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث سيناريوهات مفترضة لاحداث البصرة
- الحوار الإيراني الأمريكي والأمن المصنوع في العراق
- عنتريات السيد الرئيس - احمدي نجاد-
- صراع كاذب يدور بين إيرانيين
- استراتيجية بوش ، خلط الزيت بالماء


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد حليم - البصرة بين العمالة والحماقة