أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة















المزيد.....

2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 693 - 2003 / 12 / 25 - 12:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بالتأكيد أن أهم حدث عرفته سنة 2003 هو سقوط نظام حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين واحتلال العراق مباشرة من قبل الأمريكان وحلفاءهم ومن ثم أسر الرئيس نفسه بعدما تم اعتقال معظم رموز نظامه. أما باقي الأحداث التي عرفتها السنة الموشكة على الانتهاء فتعتبر ثانوية وعادية أمام سقوط عاصمة الخلافة العباسية في أيدي الصهيو - صليبية الجديدة بقيادة الادارة الأمريكية العتيدة.

لقد تعرض العراق لحصار طويل دام من بداية التسعينات حتى احتلاله في ربيع سنة 2003 في تلك الفترة تراجع الوضع الحياتي فيه عشرات السنين الى الوراء ونتج عن الحصار الظالم خراب شبه كامل لكل المرافق والمصانع والمعامل والمؤسسات العراقية، ورغم هذا كله فإن الحصار لم ينجح في كسر شوكة نظام البعث الحاكم، لكنه بالمقابل قضى على مئات آلاف الأطفال والعجزة والمرضى من أبناء بلاد الرافدين على أرض السواد.

المؤسف في هذا كله هو مشاركة الدول العربية بنجاعة في تشديد الخناق على العراق إما كراهية بالعراقيين أو بالذين كانوا يحكمونهم أو خوفا و خنوعا لمشيئة أمريكا. ولم تفلح كافة المحاولات (المتواضعة) سابقا في فك الحصار عن الشعب العراقي، فحصاره من قبل الحكومات والدول العربية أولا ومن ثم الدول الاسلامية بقي قائما وإن بتفاوت وحسب مصلحة كل دولة مجاورة أو غير مجاورة.وكان مفترضاً بهذه الدول أن ترفض الالتزام بالقرار الدولي الذي حاصر العراق وعزله، خاصة ان الأمم المتحدة وبالذات مجلس الأمن الدولي لا يعملوا وفق معايير محددة ومعروفة بل وفق ما تراه أمريكا مناسبا ووفق النهج الأمريكي المعادي للعرب والمسلمين وبالذات للشعبين العراقي و الفلسطيني ، فالولايات المتحدة كانت ولازالت تحمل على كتفيها هموم إسرائيل وتلتزم بعداء الأمة العربية قولا وفعلا ، وقد أثبت الأيام والوقائع صحة هذه الأقوال، أثبتها بما قامت به أمريكا من عدوان سياسي وعسكري واقتصادي على العديد من دول العرب والمسلمين، وبانحيازها العلني والمكشوف والواضح لاسرائيل ظالمة أو مظلومة.

لم يكن احتلال العراق من أجل تدمير الأسلحة العراقية المحظورة فقد أثبت الأيام أن كل ما قيل في هذا الموضوع كان كذبا ونفاقا مرسوما ومخططا له من دوائر الاستعلاء والاستعمار العالمي بقيادة الادارة الامريكية المتصهينة والمتصلبنة ، بالتنسيق مع ذيلها الطيّع في عشرة داوون ستريت في لندن.

فقد تأكد العالم أجمع من أن اسلحة الدمار الشامل العراقية ليست سوى وهم كان معششا في عقول الدجالين وكذبة سخيفة من كذبات العدوان الغربي على العالم العربي، فقد كان بوش ومعه بلير وكل من لف لفهم بحاجة لحجة ولسبب منطقي يبرر حربهم على العراق، فكل ما قدموه من اسباب لا يكفي ولم يقنع أحدا سوى الأذناب العالميين بقرار الحرب، وكلنا يذكر تصريحات بوش وتشيني ورامسفيلد وبلير قبيل اندلاع الحرب وبداية غزو العراق،فقد قال بوش حرفيا قبل بدء الغزو بيومين وذلك عبر انذاره الشهير للعراق " أن المعلومات الأستخبارية لدينا ولدى دول أخرى لاتدع مجالا للشك بأن العراق يمتلك ويخفي أشد أنواع أسلحة الدمار الشامل فتكا فالارهابيون قادرون على قتل مئات الآلاف من الأبرياء في بلادنا ".

و قال ديك تشيني ( الذي يعتبر ديكا يصيح على مزبلة بوش ) :

" يمكن القول ببساطه أن صدام حسين يملك دون أدنى شك أسلحة دمار شامل وأنه يكدسها الآن لأستخدامها ضد أصدقائنا وحلفائنا بل وضدنا".

نسأل (الديكان) بوش و تشيني الآن وبعد الانتهاء من نظام حسين وسقوط سلطة البعث واحتلال العراق وصعود المقاومة العراقية وفشل الغزو في ايجاد أي اثر للأسلحة تلك التي تحدثتا عنها وجعلاها علاقة يعلقان عليها لاءات حرب أمريكا على العراق ، أين السلاح المدمر والمحظور ، ألم تجدوه ولما لم تعثروا عليه حتى هذه اللحظة،فقد مضى على سقوط العراق عشرة أشهر ، و هل العثور على قادة النظام أسهل من العثور على اسلحته المحظورة ؟؟؟

وبالعودة لتلك الأسلحة العراقية المحظورة فأن ترسانة العراق من الاسلحة الكيماوية والجرثومية بنيت بمساعدة الغرب وذلك لدعم نظام صدام حسين في الحرب على ايران ومنعها من تصدير الثورة الاسلامية لبلدان الجوار العربي ، وتم ذلك بموافقة وتحريض قادة من بعض الدول العربية ، وكان لدول الخليج بالاضافة لمصر والأردن دورا رياديا في تحريض صدام حسين على خوض تلك الحرب التي دمرت العراق وايران معا.

كان رامسفيلد من عرابي العلاقات الأمريكية العراقية في تلك الفترة ، حيث شغل منصب مبعوث خاص للرئيس الأمريكي ريغان الى بغداد عاصمة نظام الرئيس صدام حسين، وقد زار العراق سراً مرتان في نهاية 1983 وربيع 1984، و اجتمع بالرئيس العراقي في بغداد وحمل رسالة طمأنة من الرئيس ريغان للرئيس صدام تؤكد حرص امريكا ورئيسها على تطوير العلاقات ومواصلتها مع العراق ونظام الرئيس صدام حسين بالرغم من ادانة امريكا لاستعمال العراق الاسلحة الكيماوية، وتأكيد أن البيان الأمريكي بهذا الخصوص لن يؤثر على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وقد جاء هذا في وثيقة اميركية رفعت صفة السرية عنها و نشرت يوم الجمعة في الواشنطن بوست. "

لقد كانت علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع النظام العراقي جيدة وتطورت بشكل جيد خلال الثمانينات ولكنها تدهورت بعدما قام العراق بغزو الكويت واحتلاله مما أدى لنشوب حرب الخليج الأولى التي تجمعت فيها 33 دولة بقيادة أمريكا ومساهمة دول عربية عديدة ، حيث تم اخراج الجيش العراقي من الكويت وتدمير معظم قواته، كما تم تدمير البنية التحتية و العسكرية وانجازات البلد في المجالات الأخرى الأساسية .

بعد احتلال العراق تم تشكيل مجلس الحكم الانتقالي العراقي وتعيين حاكم مدني للبلاد ، وهناك أيضا حاكم آخر عسكري ، أما المدني فهو بول بريمر والعسكري الجنرال جون ابو زيد ، و اعضاء مجلس الحكم هم أشكال وألوان وأصناف منها المعروف والمكشوف ومنها المجهول والغير معروف ، كما هو الحال مع عضو المجلس موفق الربيعي الذي عاد الى العراق بعد احتلال بغداد، حيث لم يتعرف عليه أي شخص من عشيرة الربيعي بشقيها السني والشيعي مع أنه عين في مجلس بريمر ضمن الكوتا الشيعية ، كما جاء على لسان العقيد المتقاعد في الجيش العراقي نجيب عامر الربيعي في صحيفة الراية القطرية.

وموفق الربيعي الذي نجا سابقا من محاولة اغتيال في بغداد المحتلة يقيم منذ وصوله الى البلاد في فندق بغداد مع ضباط السي آي آيه . وقد جاء على لسان الأكاديمي العراقي الدكتور ياسر الدليمي من السويد أن موفق الربيعي ليس عراقيا وأن اسمه الحقيقي كريم شاهبور وهو ايراني. ويلاحظ أن الأمريكان يعاملون الربيعي معاملة خاصة لا يلقاها أيا من اعضاء مجلس بريمر ، وهذا ما يجعل الشكوك تثار حول المستقبل الذي ينتظر العراق تحت قيادة هذا الرجل اللغز، لقد كان عام 2003 عام العراق وأمريكا بلا منازعة وبلا منافسة فهل عام 2004 سيكون كذلك عام العراق لكن بلا أمريكا وبلا احتلال وبلا مناصفة.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم
- تشخيص الاكتئاب و منع الحجاب
- صدام حسين عومل كما البقر لا كما البشر
- على هامش فشل الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني في ال ...
- اسرائيل ومحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين
- فدوى طوقان حمامة فلسطين البيضاء
- التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية
- حوار مع الروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي
- الكاتب لا يُوَدِّعُ الكتابةَ حتي يُودِعُوهُ قبرَهُ
- بوش في لندن
- الجنرال يوسف مشلب والأسير سمير القنطار
- طلعت يعقوب الظل العالي
- الصهيونية و سلاح معاداة السامية
- العداء للحجاب حالة عنصرية
- استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟
- حنان عشراوي
- رب صدفة خير من ألف ميعاد ...
- إحنا بتوع الأوتوبيس !
- صفقة تبادل الاسرى بدون سمير القنطار تعتبر فاشلة


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة