أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاضل عباس - مزاج الرئيس














المزيد.....

مزاج الرئيس


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2234 - 2008 / 3 / 28 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كنت أتحدث مع الدكتور رفعت السعيد حول مشكلة المواطن العربي بين أنظمة الحكم الدكتاتورية وتطرف بعض حركات الإسلام السياسي ، فحدثني عن لقاء سابق بين خالد محي الدين والذي اشتهر بين الضباط الأحرار بمطالبته بالديمقراطية مند بداية ثورة 23 يوليو52 واحد الرؤساء العرب السابقين عندما قال له خالد محي الدين بان الديمقراطية ضرورية لرفع المعاناة عن الناس ، فما كان من ذلك الرئيس إلا إن رد عليه " ما توجعش دماغى يا خالد ، إنا بنام واللي بيجى بمزاجي الصبح بعملوا " ، اعتقد تماماً بان هذا الخطاب ينطبق على نسبة كبيرة من الزعماء العرب الذين يمارسون كافة أشكال الدكتاتورية والقمع وانتهاك الحريات بدون اى إحساس بحقوق هذا المواطن في الحياة وحقه في انتخاب الرئيس الذي يختاره وفق صناديق الاقتراع.
ولكن تبقى المشكلة الأكبر التي نواجهها عندما يعمل المحيطون ومستشارو السوء ورجال الدين مدفوعى الأجر مقدماً على تحقيق ما يتمناه الرئيس وفق مزاجه بل يتسابق البعض لتحقيق هذا المزاج ويزينون الصورة أمام الرئيس وكل ذلك عبر فتاوى المثقفين عن مساوي الديمقراطية أو فتاوى رجال الدين التي تحرم الديمقراطية أو عبر الشريحة الانتهازية المحيطة بالرئيس التي تدعوا إلى استخدام العنف والقوة ضد المواطنين .
لقد استخف البعض بعقول الشعوب العربية حتى إن الرئاسة والانتخابات البرلمانية والمحلية في إحدى الدول العربية أصبحت تتم بتوصيات في الحلم ( المنام ) وأصبح كل دجال يخرج علينا ليحقق انتهازيته ليقول لنا بان الرسول ( ص ) جاءه في المنام أو في السجن أو في اى مكان ووضع عنده الوصية الكبرى بل مصير الأمة العربية والإسلامية وخطواتها القادمة هي كما جاءت في هذا الحلم الذي حلمه وعليه التبليغ ليتحول هو إلى مرشد الرئيس والأمة بكاملها من خلال حلم .
إلا يخجل أصحاب هذا الكلام من ذلك ففي الدول المتقدمة توجد مراكز دراسات وأبحاث تعطى استشارات للروساء والمجالس المنتخبة حتى إن بعض الرؤساء الغربيين لا يتحرك في كل موقف بدون دراسة علمية وفى الانتخابات تعمل مراكز الدراسات ليلاً ونهاراً من اجل استطلاع أراء المواطنين في تلك الدول للتنبوء بنتيجة الانتخابات وفق منهج علمي تجريبي ونحن في العالم العربي نعين الرؤساء ونتائج الانتخابات في المنام وفى الأحلام فهل وصل الاستخفاف بالعقل العربي إلى هذه الدرجة من قبل بعض المتملقين والطامحين للسلطة باى ثمن ؟ .
ولكنني أتصور بان الدجال الأخير الذي حلم بمن سوف يكون الرئيس القادم في إحدى الدول العربية هو تفوق في الدجل عن من سبقه فهو اوجد سابقه يبدوا إن بعض الرؤساء العرب بحاجه إليها لتمرير التوريث في الحكم حتى تتحول الرئاسة إلى خلافة في داخل الأسرة وفى الإسلام وبدلاً من وضع هذا الدجال في السجن ربما يصبح عمله صعبة تطلبها دول عربية أخرى للاستفادة من خبرته في مجال تحويل الرؤساء العرب إلى خلفاء على دولهم نتيجة رؤيته في المنام التي قد تتكرر في دول أخرى .
ولكنى اعتقد إن الكثير من هؤلاء لا يصدر عنهم ذلك إلا لكونهم يعرفون مزاج الرئيس وما يتمناه الرئيس ويعرفون كذلك إن هناك الكثير ممن هم في الشارع لديهم الاستعداد للتصديق وهذه الحقيقية التي ليست خافيه على احد حتى انك تستطيع إن تسير في الشارع وتتحدث عن مناسبة دينية وهى ليست صحيحة لتجد الآلاف يسيرون وراءك وكما يصفها عادل أمام في فيلم " طيور الظلام " عندما سار في الشارع وتحدث عن ضريح " سيدي العريان " وهو غير موجود ليجد المئات يسيرون وراءه بدون ملابس !! .
بينما يتم الإعلان يومياً عن محاضرات فكرية قيمه ولا تجد لها جمهور لأنه باختصار الوعي والتفكير العلمي غائب بينما وعى المؤثرات العاطفية هو المهيمن على الشعوب العربية وهو خيار سهل جداً لا يدعو إلى التفكير ومن هنا فمجتمعاتنا العربية على استعداد لقبول رؤية اى دجال أو معتوه بل ويصفقون له وكيف لا يحدث ذلك ونحن في القرن الواحد والعشرين ومازال رجال الدين عندنا يتحدثون عن الخلاف القائم سابقاً حول أحقية الخلافة بعد الرسول ( ص ) بينما الدول الأخرى تحاول إن تجرب سيارة تعمل بدون النفط الذي هو ثروتنا الوحيدة والذي يبدو إننا بدونه سوف نعود لنركب الجمال بدل السيارات .
نحن بحاجه إلى العمل على إعادة صياغة الوعي المجتمعي حتى لا نجد من هو بيننا من يصفق لدجال أو يروج لدعايات نظام دكتاتوري متسلط قائم على يافطات إيديولوجية سرعان ما تتغير بتغير مزاج الرئيس .



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الكراهية 00 البعد الاخر
- الكذب السياسى
- تصحيح أخطأ حماس أولاً
- بوش ليس المشكلة
- مقاومة حماس للبيع !!
- بيان رابطة العقلانيين العرب
- الوطن للجميع
- الحوار المتمدن .. رمز الحرية والفكر الجديد
- محاكمة فقهاء التكفير
- صناعة الارهاب فى تاريخ الاخوان المسلمين
- وحدة القوى اليسارية والقومية البحرينية
- تنظيم سن الزواج ليس مؤامرة !!1
- دور وسائل الاعلام فى مكافحة الفساد
- الاقليات ... من الاضطهاد الى التخوين !!1
- البحث عن جزر النزاهة
- أولها إرهاب وآخرها فتنة
- ثقافة الحوار هى الحل
- نجح الغرب وفشل العرب 000 لماذا ؟ وكيف ؟
- ثقافة الاعتدال
- حماس 000 بين الفتوة والدولة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاضل عباس - مزاج الرئيس