أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خضير حسين السعداوي - عرس في قرية جنوبية















المزيد.....

عرس في قرية جنوبية


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 01:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


للروابط والعلاقات الاجتماعية في الريف العراقي وخاصة في الجنوب لها قوة تختلف عن المدن والمناطق الحضرية الأخرى فعند حدوث حالة وفاة تحزن القرية كلها أو السلف كله كما يطلق على القرى الكبيرة. وفي الأفراح يشترك الجميع به وكأنه فرحهم جميعا مما يظهر تقاليد خاصة تنفرد بها القرى والأرياف عن المدن.هنالك مقولة للمرحوم الدكتور على الوردي يقول فيها انه كلما زادة قوة الدولة والقانون كلما انحسرت الأعراف والتقاليد العشائرية في القرى والأرياف، وكلما ضعفت الدولة والقانون كلما زحفت التقاليد والأعراف إلى المدن بصالحها وطالحها ومثال على ذلك ما نلاحظه اليوم من زحف للقيم العشائرية تغزو المدن فلم تكن مدننا تعرف النهوة والزواج بالإكراه وبنت العم لابن العم واليوم نراها حالة عادية.. نأخذ حالات الزواج في القرى الجنوبية في الناصرية وبداياتها وخطوات تحقيقها وما يرافقها من فعاليات شعبية
الزواج
الرابط الاجتماعي الأول والخطوة الأولى لخلق نواة للاسرة ويمكن تلخيص خطوات الزواج بمايلي
1- الخطبة
في الريف كما في المدينة تتم الخطبة بالاتفاق بين عائلتي الزوجين ويتم فيها قطع المهر وتختلف المهور في الريف حسب جمال الفتاة ومكانة أهلها الاجتماعية والقدرة المادية للعريس ويكون دفعة واحدة أي أن المهر معجل فقط وليس هنالك مؤجل الذي يطلق عليه الغايب
و يسمى (( العداد)) أو(( السياك)) أو(( البرطيل)) أما في الوقت الحاضر, فكما في المدن هنالك مقدم ومؤخر حيث يدفع لأهل العروس لتأثيث البيت وتجهيز ابنتهم. من ضمنها النيشان وتسمى ((مكفوضة)) أو(( كطان مشوي ))وتسبقها عملية البحث عن العروس عندما تعرض الأم على العريس اسما من بنات القرية أو من القرى القريبة أو من الأقارب وخاصة بنات العم وغالبا ما يكون بالإكراه تحت مقولة(( بنت العم لابن العم))وأحيانا تحدد هذه الحالة وهم صغار عندما يقرر والد الزوج إن فلانه لفلان محجوزة من الآن حتى تكبر وان كان الزوج اقل منها عمرا ونادرا مايجد الزوج زوجة من غير الأقارب بحكم النهوه مما يجبر العريس أن يرضي الناهي أو المعارض للزواج وأكثر الأحيان بالمال أو باعطاءه زوجة مقابل موافقته على زواج بنت عمه من الغريب، والملاحظ أن اغلب حالات الزواج التي تحدث في الريف في الماضي لم يكن إحداهما قد رأى الأخر. اوقد رآها أثناء جلب الماء من النهر أوفي الحقل اوالاكتفاء برأي والدة العريس أو أخواته حيث يحق لهن أن يتعرفن على العروس عن قرب وفي نهاية الستينات من القرن الماضي يتم إرسال صور العروس إلى العريس للاطلاع عليها والموافقة أو الرفض وكذلك ترسل صورة العريس إلى أهل الفتاة للاطلاع عليها وهذا يعتبر تقدم حيث يتيح لكلا العروسين إلى التعرف على بعضهم عن طريق الصور.. في بداية الخطبة تأتي أم العريس ومعها واحدة اواثنتان من قريباتها أو من نساء القرية المعروفات إلى دار العروس لغرض طرح الموضوع واخذ رأي الفتاة وأمها والحصول على الموافقة الأولية. بعد ذلك تقوم أم العروسة بنقل خبر الخطبة إلى والد العروسة وتنقل أم العريس ما رأته من جمال الفتاة وأدبها إلى العريس
وبعد أن يأتي الرد بالموافقة يبدأ أهل الشاب بدعوة عدد من الرجال يتقدمهم سيد للذهاب إلى بيت أبو الفتاة((خطابة )) أو (( مشاية)) وعندما تتم الخطبة والموافقة من عائلة الفتاة تطلق العيارات النارية والزغاريد وتعود المشاية ومعها الخبر السعيد وتزغرد أم العريس وأخواته ابتهاجا بهذه المناسبة
2- عقد القران (( الملجه))
وهو العقد الشرعى للزواج وغالبا ما يجري ليلة الزفة ...وتكون أن يقوم رجل دين أو من السادة بهذه المهمة حيث تقول الفتاة أنت وكيلي من خلف ستار بينهما بعد أن يكرر ((يافلانه هل تقبلين أن أكون وكيلك في الزواج من فلان بن فلان))فتسكت الفتاة ويقوم بالتكرار عليها بعدها تقول(( قبلت)) وهذه الحالة تتم والفتاة بين أخواتها وقريباتها وصديقاتها من القرية وغالبا لم يتم تصديق هذا العقد في المحاكم وقد واجهت كثير من العائلات المشاكل في إظهار بطاقات الأحوال المدنية(( الجنسية)) وكذلك في تقدير أعمار أبناءهم يتم تقدير الأعمار على الحوادث المهمة مثل سنة(( لوعة)) أي سنة القحط أو بسنة الفيضان أو بسنة الجمهورية أو بموتة(( فلان)) إذا كان شخصية مهمة
تجهيزات بيت الزوجية
وتكون عادة بسيطة منها
1- صندوق خشبي متوسط الحجم مرصع بمسمار كلبس ويسمى ((امنجم)) أي مرصع
2- أزار صوف منثور أي منقوش بأشكال هندسية ودوشك قطن ولحاف ومخاد صوف ثلاث ومخدة طويلة((لوله))تجمع راسي العروسين
3- إبريق من النحاس (( وسلبجة)) إناء للغسل و((مصخنه)) إناء لنقل الماء وقدر وصينيه وجفجير و جاون و هاون
4- ناموسية بيضاء اللون أو ورديه
5- المحمل منضدة توضع فوقها الافرشة وبداخلها الملابس
6- سرير الخشب ((الجربايه))
ملابس العروس
بدلة العرس بيضاء اللون وهي عبارة عن ثوب بسيط التصميم ومعه على الأقل ثوبين بألوان زاهية مع فوطة بيضاء غشاوة للزفة وجوارب بلون ابيض مع قبقاب أو نعال يشبه الشاحطة أما أسماء القماش في ذلك الوقت .لحية أبو سباهي. وضلوع بنت الريف. ودمعة جميلة. والديولين. والبرلون والكود ري. والبازه
3- تزيين العروس
وتقوم بتزيين العروس إحدى النساء العارفات من القرية ويكون بشكل بسيط لايتعدى حمرة الشفة بواسطة قطعة من القطن وحمرة الخدود وقلم كحلة وشيشة ريحه ((بنت السودان)) و((مشوفة)) أي مراية ومشط خشب وبخور عرب وهو مواد نباتية تحرق بالنار فتعطي رائحة طيبة كذلك الحناء والمحلب... بعد تزيين العروس تشعل الشموع ويحرق البخور مع قراءة بعض الأدعية مثل
محروسة بسور سليمان من عيني وعين كل النسوان
عين الحسود بيها عود وتعمى عين كل من لم يصل على محمد وال محمد
4 زفة العروس
تذهب أم العريس أو من ينوب عنها مع عدد أخر من النساء((الخيرات))إلى بيت العروس صباحا أو بعد الظهر لغرض تهيئتها للانتقال عصرا إلى بيت الزوجية وحين يازف الوقت المناسب عصرا يتجه الزوافيف الآخرون رجالا ونساءا إلى بيت العروس لجلبها وهم يطلقون العيارات النارية ويهوسون والنساء تزغرد وعند وصولهم يتقدمهم رجل وقور كبير السن ومن المفضل أن يكون سيد ليدخل أولا وينهض العروس من بيت أبيها مادا يده اليمنى قائلا ..بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد على بركة الله ...ثم تستلمها النساء ويحطن بها ويخرجون بالهوسات والزغاريد والاطلاقات النارية وتكون الزفة مشيا على الأقدام إذا كان الطرفين يسكنون نفس القرية أو إذا كانت القريتان متجاورتين أو بالزوارق إذا كانوا في قرية نائية تقع على ضفاف الأنهر
وهنالك اعتقاد بان من يمسح رجله برجل العريس ليلة الزفة يأتيه نصيبه بالزواج بسرعة وكذلك النساء من تمسح رجلها برجل العروس يأتيها نصيبها من الزواج بسرعة وهنالك هوسات عند الزفة منها
هاي الرادهه وهاي التمناها بنت العم لبن العم جبناها
جبنه عروسك يسباح الكلب صفكه وهلاهل على طول الدرب
جبناها وجت هالطيرة وخدها يلاعب الليرة
جبناها وجت ويانا ومن شيل الزلف تعبانه
5- السهرة أو الكيف وتكون على مراحل أولها العشاء الذي يتكون من الذبائح ((اللحم والمرق)) مع الرز للرجال والنساء
في بعض الأعراس وحسب قدرة العريس المالية يجلبون الراقصات الغجريات (( الكاولية)) مع من يرافقهن من العازفين بالطبل والربابة
ويبدأ الحفل الترفيهي بعد العشاء وزفة العريس في ارض فسيحة يمارس فيه الرقص وأحيانا يشاركهم رجال من القرية ممن يجيدون الغناء ويستمر إلى ساعات الصباح الأولى
6- زفة(( العريس الدخلة))
يسبق زفة العريس عقد شرعي يقوم به رجل الدين أو السيد أمام أنظار الناس ويبدأ بتلاوة صيغة العقد الشرعي حيث يقول زوجتك موكلتي فلانة بنت فلان بالمهر الذي مقداره كذا فقل قبلت الزواج ويردد العريس نفس الجملة فيصبح زوجا شرعيا لزوجته على سنة الله ورسوله وتنطلق الهلاهل بكثافة مع الاطلاقات النارية
بعد ذلك يزفونه لإدخاله على زوجته مع الهوسات والاطلاقات النارية وتخرج النساء ليدخل الزوج إلى بيت الزوجية وغالبا ما يكون بيت الزوجية غرفة من الطين أو صريفة صغيرة من ألبواري والقصب والاضاءه هي اللالة أو الفانوس النفطي ..
.... هذا أيام زمان أما الآن فان أعراس الريف لاتختلف عن المدينة بشيء نظرا للتطور الذي حصل في الفترات الأخيرة على الرغم من وجود حالات النهوة والزواج بالا كراه الذي امتد إلى المدن في الوقت الحاضر



#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية والعيد العلمي
- نحن وارقام جينز القياسية
- حواء العراقية واللون الاسود
- غياب وهروب التلاميذ والطلبة من المدارس اسباب ومعالجات
- اسلام الجوهر واسلام المظهر
- العقاب البدني في المدارس واثره في بناء الاجيال
- من كل فج عميق
- المرأة والمهن الشعبية في العراق
- الاتراك والحلم الانكشاري العتيق
- المرأة في جنوب العراق في الالفية الثالثة
- ماركريت حسن.....و ذؤبان العرب
- الوحدة العربية واخواتها
- الجذب المغناطيسي لكرسي حاكم عربي
- الشيوعية في العراق سمو في الاهداف فشل في التطبيق


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خضير حسين السعداوي - عرس في قرية جنوبية