أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الغانم - المحرقة الصهيونية في عامها الستين















المزيد.....

المحرقة الصهيونية في عامها الستين


سعيد الغانم

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يأت بجديد نائب وزير الحرب الصهيوني بإنذاره قطاع غزة، إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على مستعمرات النقب، بمحرقة اكبر مما اقترفها النازيون. وذلك لتواصل تعرض الشعب العربي على مدى السنوات الستين الماضية، لإرهاب الدولة الصهيوني بدعم وتأييد صناع القرار وأجهزة الإعلام على جانبي الأطلسي. علما بأن شعب فلسطين وحقوقه المشروعة كانا، ولا يزالان، الأكثر تضررا من “الهولوكوست” النازية، لتوظيفها في تهجير اليهود إلى فلسطين، واستصدار قرار التقسيم، وتدفيع الألمان تعويضات عن جرائم العنصريين النازيين، فيما كان الصهاينة، ولا يزالون، وحدهم المستفيدين من تجارة “الهولوكوست”.

وكانت إدارة ترومان، التي قادت حملة انتزاع قرار التقسيم، قد طالبت مجلس الأمن في آذار/مارس 1948 بالعدول عنه ووضع فلسطين تحت الوصاية، لما تبينت عجز الصهاينة عن قهر إرادة المقاومة العربية، رغم تفوقهم بالتدريب والسلاح والعدد، حيث تجاوزوا الستين ألفا مقابل ما لم يصل العشرة آلاف مقاوم عربي. وتذكر الرواية “الإسرائيلية” الرسمية لحرب (1947-1948 ص 325) أن رئيس الأركان ايجال يادين قدم في 1/4/1948 تقريرا لبن غوريون تضمن القول بأن كل مراحل المعارك لغاية تاريخه فرضها العرب، ولم يتمكن الصهاينة من التأثير في مجراها الاستراتيجي والعملياتي.

ويومها كانت منظمة “الجهاد المقدس” بقيادة عبدالقادر الحسيني تحاصر القدس والمستعمرات المجاورة، وتكاد تفرض استسلام خمس الصهاينة - كما يذكر شامير في مذكراته (ص 89 و90) - لولا امتناع “اللجنة العسكرية” للجامعة العربية عن تزويد الحسيني بالسلاح لحسم معركة القدس، فعاد ليستشهد في القسطل يوم 8/4/1948. وبالانشغال بتشييع القائد الشهيد في اليوم التالي سقطت القسطل بلا قتال، واقترف الصهاينة مجزرة دير ياسين.

وكنتيجة لغياب القيادة ذات كفاءة في إدارة الصراع، والهلع الذي أشاعته الإثارة الاعلامية الخرقاء لفظائع المجزرة، ودعم سلطة الانتداب للصهاينة بإحكامها إغلاق الحدود لمنع النجدات الشعبية العربية، والتقاء المعسكرين: الرأسمالي والاشتراكي على إنقاذ المشروع الصهيوني بالجسر الجوي الأمريكي لنقل السلاح التشيكي ومئات الطيارين والضباط والخبراء من أوروبا الشرقية. بكل ذلك متفاعلا خسرت المقاومة الشعبية العربية زمام المبادرة، وتوالت الانتصارات الصهيونية، وفكت حصار القدس، واحتلت يافا مركز ثقل المقاومة في الساحل.

ويذكر بني موريس، كبير المؤرخين “الإسرائيليين” الجدد، أن بن غوريون وضع مطلع نيسان/ابريل 1948 مخطط الترحيل القسري “الترانسفير” واصدر أوامر شفوية باقتلاع العرب من مدنهم وقراهم. لقناعة القيادة الصهيونية بأن دولة يهودية لن يكتب لها البقاء إذا بقي للعرب وجود مؤثر فيها. وفي لقاء موريس مع “هارتس” سنة ،2005 بمناسبة قرب إصدار كتابه “إطلالة جديدة على مشكلة اللاجئين” الذي ألفه استنادا لأرشيف القوات الصهيونية، قال: “كانت هناك مجازر “إسرائيلية” أكثر بكثير مما كنت اعتقد، وكانت هناك العديد من حالات الاغتصاب “. فيما يقرر د. سلمان أبو ستة - في كتابه “حق العودة” ص-122 أن هناك نحو مائة مجزرة تحقق المؤرخون من وقوع 35 منها. كما يوثق لتهجير 805 آلاف فلسطيني، يقاربون 85% من مواطني 530 مدينة وقرية، يملكون 18643 كلم،2 ما يعادل 92% من مساحة “إسرائيل” سنة 1949.

وكانت لبريطانيا السيادة على فلسطين، باعتبارها دولة منتدبة، وتتحمل بحكم التزامها الدولي المسؤولية التاريخية والأخلاقية لعدم تقديم الحماية للمواطنين العرب، كما كانت تتصدى للقوات العربية أثناء حصارها للمستعمرات وقوافل الإمداد الصهيونية. فضلا عن أنها لم تمكن لجنة الأمم المتحدة المكلفة بالإشراف على تنفيذ قرار التقسيم، من أداء مهمتها، خلافا لما فعلته مع لجنة تقسيم الهند في السنة السابقة. مما يسر للصهاينة تجاوز حدود التقسيم باحتلال 50 % مما حدد للقسم العربي.

صحيح أن الدول العربية لم تدع الفلسطينيين لمغادرة بلادهم، إلا أنها لم تمكنهم من الدفاع عنها. إذ تولت جامعة الدول العربية إدارة الصراع، وهمشت القيادة الوطنية الفلسطينية استجابة لضغوط دولية وعربية. بينما لم تعد للحرب عدتها، إذ لم تتجاوز قوات دولها السبع المشاركة الأربعين ألفا، متعددي القيادات، متبايني الغايات، مقابل مائة وعشرين ألفا موحدي القيادة، حسني التدريب والتسليح، ولديهم من عمقهم الأوروبي والأمريكي إمداد متواصل من السلاح والخبراء. وبالنتيجة كانت الحرب محسومة والنكبة محتومة.

وبرغم تراجع أحلام التمدد الجغرافي للصهيونية، وسقوط أسطورة من الفرات إلى النيل، لم تغب الدعوة العنصرية للتطهير العرقي، التي دعا إليها هرتزل في كتيب “الدولة اليهودية”، باستعادة فكرة الدولة العنصرية. وأدهى ما في الأمر محاولة توظيف الطموح الوطني الفلسطيني لإقامة الدولة في تحقيق ذلك، بدعوة الرئيس بوش بأن تكون “إسرائيل” “البيت القومي للشعب اليهودي” إلى جانب “البيت القومي للشعب الفلسطيني”. ولكنه بيت من معازل متنافرة، لا تتجاوز مساحتها 10 % من فلسطين التاريخية، الغاية منها ضبط الفلسطينيين لحماية “أمن” “إسرائيل”، وتوفير العمالة الرثة رخيصة الأجر لتنمية الاقتصاد الصهيوني، وان تكون معبر تمدد “التطبيع” في عموم الأرض العربية.

وكما كانت المحرقة الصهيونية في سنتها الأولى وسيلة بن غوريون لإخراج قواته من مأزقها، وإنقاذ مشروع التقسيم من فشل لاحت نذره، ونجاحه بالتبعية في إعلان قيام “إسرائيل” ليلة 14/5/1948. فان المحرقة في عامها الستين، لا تستهدف الصواريخ، “العبثية” على رأي الرئيس أبو مازن وحوارييه، إلا كذريعة لاستعادة قوة الردع الصهيونية والهيمنة الأمريكية، ولوقف تداعيات امتلاك المقاومة في لبنان وفلسطين زمام المبادرة الاستراتيجية، والالتفاف حولها عربيا وإسلاميا وتأييدها من قبل أحرار العالم. والذي لم يفطن له صناع القرار الأمريكي والصهيوني أن الظروف العربية والصهيونية، لم تعد مواتية للمحرقة في عامها الستين، كما كانت عليه في عامها الأول.

والسؤال الأخير: إذا كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يقرر أن غزة هي المستهدفة من وقوف البارجة كول قبالة الساحل اللبناني، وهو محق، فهل يشكل افشال غزة المحرقة الصهيونية في عامها الستين فرصة لمراجعة المصالحين والمطبعين مواقفهم ويتحرروا وسواهم من ثقافة الهزيمة؟.
"الخليج"




#سعيد_الغانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقدان مُعَلْوَم للذاكرة
- الشباب الفلسطيني بين حلم البناء وواقع التدمير
- حزب الشعب الفلسطيني
- تاثيرات الحصار علي الاسري وذويهم
- جدار الفصل العنصري
- القدس وجدار الفصل العنصري
- جدار الفصل العنصري في فلسطين


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الغانم - المحرقة الصهيونية في عامها الستين