أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - شيماء محمد ابراهيم - الحقيقة الغارقة فى الدلتا















المزيد.....


الحقيقة الغارقة فى الدلتا


شيماء محمد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 10:54
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


طوفان التغيرات المناخية يجتاح العالم ‏:‏

د‏.‏ طلبة والقصاص و سعيد وحمزة اطلقوا صيحات تحذيرية وتنبئوا بغرق أجزاء من الدلتا وتهجير ملايين من البشر، وأبوزيد اعتبر الموضوع ضجة اعلامية ومجرد كلام !

اتفاق علمى على ضرورة انشاء القناطر لدرء الاخطار بشراكة دول اقليم البحر المتوسط .

تغرق دلتا النيل أو لا تغرق تلك هى مشكلة العلماء، الذين تأرجحت أراؤهم مابين التأكيد الحاسم والنفى القاطع وبينهما مناطق رمادية وابوابا نصف مفتوحة وشبه مغلقة أمام أمام احتملات نجاة 6 ملايين من البشر من طوفان الجليد الذائب بفعل الاحتباس الحرارى وارتفاع مستوى سطح البحر لمتر ونصف المتر خلال الخمسين سنة المقبلة .
ورغم اجماع علماء لهم وزنهم فى الشأن البيئى أمثال الاستذة الدكاترة مصطفى طلبو وعبد الفتاح القصاص ورشدى سعيد على غرق الدلتا ، فإن عالم كبير وخبير فى الموارد المائية ورئيس المجلس العالمى للمياه هو الدكتور محمود ابو زيد أكد ان مايثار بشأن الدلتا كلام فاضى وغير علمى وضجة اعلامية مفتعلة ، مغلبا الوزير والسياسى على العالم الذى بداخله ، وتاركا الحقيقة غارقة فى الدلتا وحولها!

الدلتا لن تغرق
على عكس الأراء السابقة أكد الدكتور سيد شرف الدين استاذ علوم البحار والطبيعة بجامعة الأسكندرية ان دلتا نهر النيل لن تغرق خلال الخمسين سنة المقبلة كما يشاع وان هذه الصحيحات التحذيرية لا ترتكز على حقائق علمية قوية ولكنها – بحسب رأى سيادته- ترديد لما يردده العالم منذ 20عاما من الزمن .
واكد شرف الدين ان العالم كله مشغول منذ أكثر من قرن بقضية التغيرات المناخية وما يترتب عليها من آثار ومن بينها ذوبان أجزاء ضخمة من الغطاء الجليدى للأرض فى القطبين خاصة مما يؤدى إلى ارتفاع مستوى سطح محيطات الأرض وبحارها وهذا ينذر بغرق مساحات هائلة من اليابس يدخل فيها مدن ومراكز حضارية ضخمة وهو ما يمثل كارثة بكل المقاييس .
وأوضح الباحث المصرى ان التغيرات الكونية لا تحدث فجأة أو فى مدى قصير بل أن الطبيعة تعمل على مهل ويستغرق التغيير زمنا طويلا والأهم من هذا ان فريقا من علماء البيئة والمناخ لهم رأى معاكس ومخالف تماما إذ يعتقدون أن الأرض مقبلة على عصر جليدى جديد
إذن ليس هناك إجماع من العلماء على تصور محدد ، وهذا ما يجعل العديد من الحكماء من العلماء يميلون إلى الرأى الثانى وعدم التسرع فى تبنى تصورات معينة ويرون أنه من الضرورى أن يتم تنشيط ودعم الأبحاث فى مختلف المجالات المتصلة بالمناخ الكونى والبيئة الأرضية للحصول على بيانات كافية لرسم صورة تعتمد عليها مراكز اتخاذ القرارات فى مختلف أنحاء العالم.
وطالب شرف الدين بانشاء قاعدة بيانات علمية حول الظواهر المناخية وتغيرات مستوى البحر على شواطئنا على مدى الخمسين سنة الماضية وهو ما يساعد على التنبؤ بالتغيرات المناخية المحتملة والارتفاع المتوقع فى سطح البحر خاصة انه قد تم جمع بيانات عن تغير سطح البحر فى مناطق متعددة من البحر المتوسط أمام دلتا نهر النيل خلا نصف القرن الماضى وخضعت هذة البيانات للتحليل على يد علماء متخصصون واكدت البيانات ان سواحلنا لن تغرق وان دلتا نهر النيل بخير ولن تغرق خلال الخمسين سنة المقبلة على عكس ما يشاع.
مجرد كلام
الرأى نفسه يؤيده وزير الرى العالم الدكتور محمود ابو زيد رئيس المجلس العالمى للمياه فقال التغييرات المناخية البعض يقول انها ستزيد المنسوب والبعض الاخر يؤكد العكس وكلاهما مخطئ خاصة انهم قالوا ايضا ان الدلتا سوف تغرق وده كله كلام فارغ وغير منطقي.
يعني لو وقفت علي كورنيش الاسكندرية وافترضت ان المنسوب سيرتفع 70 سم سوف تتأكد انه من المستحيل وصول المياه لمستوي ارتفاع الكورنيش وهذا كله كلام فارغ ومن يرددونه مخرفون.
و كما قلت ما فيش حاجة اسمها غرق الدلتا ولو ان هذا سيحدث فهو يحتاج الي الاف السنين بدليل ان وجود وادي الحيتان في الفيوم وعمره 42 مليون سنة وهو ما يعني ان مياه البحر كانت في هذه المنطقة قبل 42 مليون سنة ، وهذا يعني اننا نحتاج الي فترة لا تقل عن ذلك حتي يحدث ما تردده تلك الدراسات.
تشريد الملايين
الدكتور د‏.‏مصطفي طلبة المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة حذر من احتمالات غرق‏15%‏ من اراضي شمال الدلتا بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار‏3‏ درجات خلال الـ‏50‏ عاما المقبلة‏,‏ وتهجير أكثر من‏3‏ ملايين مواطن من اراضيهم‏.‏
وقال طلبة عندما ترتفع درجة حرارة الأرض‏3‏ درجات تتمدد المياه في المحيطات ويرتفع مستوي سطح البحر بما يتراوح بين‏25‏ و‏90‏ سنتيمترا علي مستوي العالم‏.‏
المهندس ماجد جورج وزير الدولة للشئون البيئية ايد كلام طلبة واوضح أن التغييرات المناخية وفي مقدمتها الاحتباس الحراري الذي سينتج عنه ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض من‏5‏ ـ‏6‏ درجات خلال هذا القرن وارتفاع مستوي سطح البحر حتي متر ونصف المتر‏,‏ وستكون دلتا النيل أكثر عرضة لهذه التأثيرات عام‏2020,‏ وان نحو‏15%‏ من أراضي الدلتا مهددة بارتفاع هذا المنسوب وتسربها إلي المياه الجوفية‏.‏
د. خالد عودة- أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط- والمتخصص في علم طبقات الأرض والحفريات اكدت ان الأبحاث الجيولوجية والعالمية تشير بوضوح أن الدلتا تهبط سنويًّا من متر إلى 1.6 متر، بسبب انعدام تراكم الطمي منذ بناء السد العالي، بالإضافة لارتفاع البحر نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يهدد بغرق الدلتا المؤكد ما بين عامي 2040 – 2050 وسيبدأ الغرق بالإسكندرية والتي ستصبح مجموعة من الجزر المنعزلة مثل مدينة البندقية الإيطالية، ثم يتبعها باقي المدن الساحلية كبورسعيد ورشيد ودمياط.
وكل ما تقوم به الحكومة الآن من حلول وقتية كالأرصفة والكثبان وحوائط الصد لن تكون لها أي قيمةٍ بعد بضعة أعوام، والمشكلة أنه بدلاً من توحيد الجهود والاستفادة من أبحاث العلماء لوضع خطط عملية حقيقية.
الدلتا تغرق
الدكتور رشدى سعيد العالم الجيولوجى الكبير فتوقع ان تختفى الاراضى الزراعية فى مصر خلال 60سنة جراء البناء عليها ، مؤكدا أن السبيل الوحيد لانقاذ الدلتا من الغرق هو غلق بوغاز جبل طارق للتحكم فى كمية المياه المنصرفة للنهر وذلك لان جزءا من الدلتل سيغرق لا مناص .
لكن بعض العلماء يرون أن احترار كوكب الأرض قد يكون جزءاً من دورة مناخية طبيعية، ولا دخل للإنسان أو لغازات الدفيئة فيها، وبرهانهم على هذا مرور الأرض بحالة مماثلة من الدفء العالمي في فترة ما قبل الثورة الصناعية، أي قبل تنامي أنشطة الإنسان وقبل تلوث الجو بغازات الدفيئة، ومرورها أيضاً بحالة من البرودة النسبية خلال حقبة السبعينيات رغم استمرار تنامي الانبعاثات الغازية والملوثات الجوية في تلك الفترة، ويرتكز تفاؤل هؤلاء العلماء على حقيقة أن مناخ الأرض يتصف بالديناميكية والتغير وتؤثر فيه عناصر وعوامل كثيرة جداً، طبيعية وبشرية، مما يعني صعوبة التمييز بين إسهام الأنشطة البشرية في هذا التغيير وبين دور العوامل الطبيعية في إحداثه. كما يرتكز أيضاً على أن تزامن زيادة نسبة غازات الدفيئة وتكاثرها في الجو مع ارتفاع متوسط درجة الحرارة على الأرض لا يعتبر دليلاً على حدوث الاحتباس الحراري.
ومع ذلك هناك من التداعيات العالمية الخطيرة ما يمثل جرس انذار لنا على المستوى المحلى كما يشير وحيد مفضل الباحث بمعهد المصايد وعلوم البحار بجامعة الأسكندرية حيث :
‏‏ ــ اختفاء بعض الجزر الصغيرة في مناطق شرق آسيا ‏,‏ وكذلك جزيرة تدعي‏(‏ توفالو‏)‏ بدأ سكانها يهجرونها لارتفاع منسوب مستوي البحر عندهم‏.‏
- زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفود والكوليرا بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من أماكنها في الجنوب نحو الشمال، وكذلك بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة ونقص مياه الشرب النظيفة.
‏‏ ــ ذوبان ثلوج الهمالايا أعلي جبال آسيا بين الهند والتبت بنسبة‏7%‏ سنويا مما سبب فيضانات هائلة في نهري الجانج والميكونج في الصين وفيتنام‏,‏ وتوقع الخبراء أن هذه الثلوج ستذوب كلية خلال الــ‏18‏ عاما المقبلة.
-تدمير أو انخفاض إنتاجية الشعاب المرجانية والغابات المدارية، و زيادة معدلات انقراض الكائنات الحية كنتيجة مباشرة لتدمير الموائل الطبيعية وعدم قدرة الكثير من كائناتها على التأقلم مع التغيرات الجديدة.
-زيادة نسبة الأراضي القاحلة وانخفاض الإنتاجية الزراعية كنتيجة مباشرة لزيادة نسبة الجفاف وتأثر عدد كبير من المحاصيل الزراعية سلباً بتغير درجة الحرارة والمناخ.
-تغير أنماط الأمطار والثلوج وتيارات المحيطات وارتفاع ملوحة وحموضة مياه البحر، وما يتبع ذلك من زيادة موجات الجفاف وحرائق الغابات وحدة العواصف وغير ذلك من الاضطرابات المناخية.
- ذوبان أجزاء كبيرة من القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى البحر بمقدار قد يصل إلى تسعة أمتار كاملة، وهو ما يعني غرق أجزاء كبيرة من الجزر الاستوائية والدلتاوات البحرية والمناطق الساحلية المنخفضة خاصة في شمال أوروبا وشرق أميركا ومصر وبنغلاديش والهند والصين.
‏ ــ ذوبان ثلوج جبال الإلب بسويسرا من عدة سنوات مما تسبب في إلغاء بطولات التزحلق علي الجليد المستمرة لعدم توافر الثلوج الكافية‏.‏
وحيد مفضل الباحث بمعهد علوم البحار والمصايد بالاسكندرية قال
لازال هناك أمل وبادرة أن يتم درء وتجنب ذلك الخطرالناجم عن غرق الدلتا حيث
أن مستوى سطح البحر أيا كان مقداره، وغرق أجزاء من السواحل أيا كان موقعها، لن يحدث بين يوم وليلة أو فجأة كما يتخيل البعض، بل سيأخذ ذلك بعض الوقت، وبالتالي ستكون هناك فرصة أكيدة لإجلاء وتهجير ساكني وقاطني هذه السواحل، ما يعني اقتصار مشكلة ارتفاع مستوى سطح البحر على الأضرار باقتصاديات هذه المناطق وعلى فقد مساحات شاسعة من الأراضي الساحلية، وهي مع الاعتراف بأنها من الخسائر الفادحة، فالأمر لن ينطوي على غرقنا فجأة كما هو معتقد.
و مقابل وجود احتمالية لارتفاع مستوى البحر بسبب أنشطة الإنسان الصناعية وغازات الدفيئة المنبعثة منها، هناك أيضا وفي المقابل احتمالية لحدوث تغير طبيعي (انخفاضا أو ارتفاعا) في مستوى البحر.
وهي ظاهرة طبيعية تعرف باسم, (التغيرات الثابتة في مستوى سطح البحر) تطال البحر تلقائيا كل فترة، ما يعني أن الظروف قد تكون رحيمة بنا بعض الشيء، وهذا إذا ما حدث انخفاض طبيعي في مستوى البحر، متزامن مع ذوبان الكتل الجليدية أو قبلها، ما يعني التخفيف من آثار الارتفاع الإجمالي الحادث.
يرفض مفضل مواجهة مخاطر التغير بهجر الأراضي الساحلية المنخفضة إلى مواقع داخلية مرتفعة، ولا يرحب بنثر البحر بحواجز بحرية ضخمة أو مصدات خرسانية باهظة التكلفة، ويطالب بوضع خطة محكمة لاستخدام تلك الأراضي في إطار تخطيط إستراتيجي يتفق مع المخاطر المنظورة، ويتفق مع طبيعة هذه الأراضي، بحيث يتم تجنب عدم إقامة منشآت إستراتيجية أو حيوية بها.
العيش فى الصحراء
الدكتور فاروق البازأكد غرق الدلتا وان فيضان البحر يهدد مصر من منطقتين أساسيتين في دلتا النيل، هما الظهير الداخلي لمدينة الإسكندرية (بحيرة مريوط والأجزاء الغربية من محافظة البحيرة)، علما بأن هذه الأراضي تقع دون سطح البحر، ومنطقة شمال الدلتا (بحيرة المنزلة وبحيرة البرلس وتخومها الجنوبية) مما يعني أن المنطقة الساحلية في دلتا مصر بالغة الحساسية تجاه تأثيرات تغير المناخ بالشكل الذي يجعلها مهيأة لاستقبال عصر الطوفان العالمي، لا بسبب خطر ارتفاع مستوي البحر فحسب، بل أيضا بسبب العواقب علي الموارد المائية والزراعية والمستعمرات السياحية والإنسانية، فبناء علي النمط السكني الحالي، من المرجح نزوح مليوني شخص علي الأقل من مناطق الدلتا الساحلية، بسبب الفيضانات وخسارة الأرض الخصبة.
وارجع الباز غرق الدلتا الى ارتفاع مياه البحر بسبب الاحتباس الحراري ، مما سيدفع سكان مصر إلي الانتقال للعيش في الصحراء. وان صور الأقمار الفضائية تشير الى أن منسوب البحر الأبيض المتوسط سيرتفع من 30سم إلي 100سم بنهاية القرن، الأمر الذي يعني غمر المناطق الساحلية في دلتا مصر بمياه البحر خاصة وأن مياه البحر المتوسط ارتفعت صعودا بمعدل 0.8 بوصة سنويا خلال العقد الماضي، وأنه بحلول عام 2100 سيكون ارتفاع منسوب البحر مدمراً لكل الشواطئ الرملية في كل الشواطئ المصرية، كما سيعرض الآثار الغارقة أمام شواطئ الإسكندرية للخطر الفعلي.
وقال انه من المتوقع أن يؤدي ارتفاع البحر بين 0.5 متر إلي متر خلال القرن المقبل إلي ابتلاع البحر لحوالي 30% من مدينة الاسكندرية ومدينة بورسعيد هي الأخري مهددة بأخطار مماثلة، وقد نشر البنك الدولي مؤخرا تقريرا يؤكد علي أنه في حالة هذا السيناريو الأسوء فإن منسوب البحار سيرتفع حوالي 4.9 متر مما يسبب دمارا وخرابا شاملا، خاصة وأن مصر تتميز بأنها أرض منبسطة غير مرتفعة عن سطح الأرض.
يضيف الباز ان معهد مراقبة العالم، أعد تقريرا دوليا حول تهديدات ارتفاع مستويات البحار بحلول عام 2015 وأحصي 33 مدينة حول العالم ذات معدلات سكانية تصل إلي 8 ملايين نسمة، من بينها 21 مدينة هي الأكثر عرضة لخطر المياه المرتفعة، وهذه المدن هي القاهرة والإسكندرية في مصر، ودكا في بنجلاديش وبيونس آيرس في الأرجنتين، وريودي جانيرو في البرازيل وشنغهاي وتيانجين في الصين، وبومباي وكالكتا في الهند وجاكارتا في أندونيسيا، وطوكيو وأوساكا وكوبي في اليابان ولاجوس في نيجيريا وكراتشي في باكستان وبانكوك في تايلاند ونيويورك ولوس أنجلوس في الولايات المتحدة.
ملايين الغرقى
الخبير الإنشائي العالمي ممدوح حمزة مع القائلين بغرق الدلتا حيث قال - في لقاء تابعته مع برنامج القاهرة اليوم الذي يذاع على شبكة أوربت -أنه في عام 2001 اختفت سادس أكبر بحيرة فى العالم وهى بحيرة تشاد نتيجة ظاهرة التصحر وتغير مراكز الأمطار فى العالم، كما توقع غرق ثلث ولاية فلوريدا الأمريكية نتيجة ارتفاع منسوب مياه المحيط.
وتوقع حمزة - الذي يقود فريق من سبعة أفراد يعمل على إعداد الخرائط المستقبلية التى تظهر أثار هذه الظاهرة على مصر وخاصة المنطقة من رمانة إلى سيدى كرير - أن يصل ارتفاع المياه إلى متر كامل فى منطقة المطرية.وقال أن الردم الناتج عن حفر قناة السويس والذى تم وضعه على جانبي القناة أدى إلى ارتفاع الأراضى وحماية قناة السويس من الغرق فى المستقبل.وتوقع غرق أجزاء من مدن رمانة وبور فؤاد والقنطرة والمطرية والمنزلة ودمياط وفارسكور وبلطيم والخلالة والحامول وسيدى سالم وادفينا ورشيد ودمنهور وكفر الدوار وأبو قير وأبو المطامير.وأكد أن منطقة الضبعة التى من المتوقع أن يبنى عليها محطة نووية مصرية لن تغرق لانها منطقة مرتفعة.
وقال أن المساحة التى ستغمرها المياه في دلتا النيل تقدر بـ 1.4 مليون فدان وهو ما يمثل 25% من الأراضى الزراعية فى مصر التى تبلغ مساحتها 6 مليون فدان. مؤكدا أن المخاطر التى تهدد الدلتا أكبر بكثير من الساحل الشمالى، مؤكدا أن دلتا النيل تتعرض كذلك لهبوط مستمر من تلقاء نفسها بمعدل من 1 : 5 مليمتر فى العام نتيجة التغيرات البيولوجية بالإضافة إلى تعرضها للتآكل نتيجة التيارات المائية الشاطئية على البحر المتوسط.
وكما أكد أن أكبر تأثر على مستوى الكرة الأرضية سيحدث فى دلتا النيل بمصر وفى بنجلاديش، قائلا إنه إذا كان البشر الذين سيعانون من الكارثة فى مصر من 2.5 إلى 3 مليون فرد فإنه في بنجلاديش سيكون من 40 إلى 60 مليون فرد مهددون بالغرق.
و‏ ‏قد‏ ‏توقع‏ ‏تقرير‏ ‏ ‏ ‏وضعه‏ ‏مركز‏ ‏هادلي‏ ‏زوال‏ ‏الغابات‏ ‏الاستوائية‏ ‏بحلول‏ ‏العام‏ 2050 ‏وتحولها‏ ‏إلي‏ ‏صحراء‏ ‏وسوف‏ ‏تنتشر‏ ‏المجاعة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏القرن‏ ‏بسبب‏ ‏ارتفاع‏ ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏وتزحزح‏ ‏المناطق‏ ‏النباتية‏ ‏لمسافة‏ ‏تتراوح‏ ‏مابين‏ 400 ‏ـ‏ 640 ‏كيلو‏ ‏متر‏, ‏وحيث‏ ‏إن‏ ‏الأشجار‏ ‏والنظم‏ ‏البيئية‏ ‏المرتبطة‏ ‏بها‏ ‏لاتستطيع‏ ‏الهجرة‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏عدة‏ ‏قرون‏ ‏فسوف‏ ‏يحدث‏ ‏نقص‏ ‏شديد‏ ‏في‏ ‏الغابات‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المناطق‏ ‏أيضا‏ ‏والتي‏ ‏تعتبر‏ ‏الرئة‏ ‏الأساسية‏ ‏لامتصاص‏ ‏ثاني‏ ‏أكسيد‏ ‏الكربون‏.‏
اغلاق جبل طارق
وحول الحلول المقترحة لمواجهة هذه الكارثة قال الخبير الانشائى العالمى ممدوح حمزة أنه من الممكن أن يتم تنفيذ أحد مشروعين لمواجهة هذا الخطر المشروع الأول خاص بمصر وحدها والثانى يشمل الدول المطلة على حوض البحر المتوسط، أخذاً فى الاعتبار مصر هى أكثر الدول المطلة على المتوسط تعرضا للمخاطر بسبب عدم وجود دلتا أنهار مطلة على المتوسط سوى فى مصر.
وعن الحل الجماعي لدول المتوسط اقترح حمزة اشتراك تلك الدول فى مشروع إنشاء بوابة صناعية عائمة على مضيق جبل طارق تقلل من كميات المياه الداخلة إلى البحر المتوسط ، متوقعا أن يستغرق إنشاء تلك البوابة 10 : 15 عاماً وان تتكلف عدة مليارات من الدولارات.
أما عن الحل الداخلى فى مصر فقال أنه لا يمكن بناء حائط خرسانى ليصد المياه عن الشواطئ المصرية وحذر من أن هذا الحائط سيعد فقط المياه السطحية لكن المياه المتسربة من أسفل التربة ستتمكن من النفاذ وأيضاً إلى دلتا النيل نتيجة طبيعتها التى تسمح بمرور الماء وفقاً لنظرية الأوانى المستطرقة.
واقترح حمزة بدلا من ذلك إنشاء شاطئ جديد على الدلتا باستخدام التربة ورمال قاع البحر المغمورة أسفل مياه البحر المتوسط وإعادة ضخها على الشواطئ المصرية مما يزيد ارتفاعها لأعلى من مستوى البحر.بالإضافة إلى ذلك يتم بناء حائط من مادة البنتونيه أسفل التربة فى الدلتا لمنع تسرب مياه البحر من أسفل أراضيها.
وقدر تكلفة هذا الحل أيضا بعدة مليارات من الدولارات وقال من الممكن أن يتم فرض رسوم على من يستمتع بالشواطئ المصرية لتكوين صندوق يمول المشروع التى سيتم تنفيذه.
من جانبه أكد الدكتور عادل يحيى رئيس هيئة الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء سابقا أن مياه البحر المتوسط من أسفل تربة دلتا النيل وصلت حتى مدينة طنطا.
وقال أنه ليس من الضرورى بناء هذا الحائط على طول الدلتا ولكن فى بعض المناطق فقط
وقال مراقبون اليوم إن معارضة الولايات المتحدة الأميركية وكندا واليابان قد تفشل الجهود الرامية لتضمين تخفيض الانبعاثات الغازية -المسببة للاحتباس الحراري-بـ”خريطة طريق" مستقبلية لمفاوضات تغير المناخ.



#شيماء_محمد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - شيماء محمد ابراهيم - الحقيقة الغارقة فى الدلتا