أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العفيف الأخضر - خمسة أحداث تاريخية واعدة؟















المزيد.....

خمسة أحداث تاريخية واعدة؟


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 692 - 2003 / 12 / 24 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت سنة 2003 كثيراً من الأحداث. لكني لأسباب عدة لا مجال لذكرها هنا سأقتصر على خمسة أحداث سيكون لها ولا شك ما بعدها. الحدث الأول هو سقوط جدار برلين عفواً سقوط بغداد دون قتال أمام غزو قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة . هذا الحدث هائل يشبه في نظري سقوط جدار برلين الذي وضع نهاية للحرب الباردة بين الكتلتين المتصارعتين على اقتسام المواقع الإستراتيجية ومناطق النفوذ في العالم: الكتلة الشرقية والكتلة الغربية . سقوط بغداد دون قتال فتح دون شك مساراً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط قد يكون بداية نهاية الطغيان في هذه المنطقة ،التي استوطنها الطغيان دون انقطاع منذ آلاف السنين،حتى ولو مر ذلك بفترة قد تقصر أو تطول من الفوضى الدموية والحروب الطائفية والإثنية لا في العراق وحسب بل في أكثر من بلد في الشرق الأوسط وهي مخاطرة طالما حذرت صدام حسين منها على صفحات جريدة"الحياة" منذ سنة 1998 إلى سنة 2002 ،تاريخ منعي من الكتابة في هذه الجريدة بقرار تعسفي من مالكها الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع السعودي. هذه المحاذير كانت ستقع أيضاً حتى ولو أن صدام حسين مات على فراشه كما يموت البعير. لماذا؟ لأن حكم صدام الفردي والدموي دمر بواكير المجتمع المدني الحامل بالقوة لبديل حديث له فلم يبق سوى المجتمع الأهلي أي القبائل والطوائف كبديل عتيق له، وهكذا لم يفعل حكم صدام سوي وضع التناقضات الطائفية والإثنية في الثلاجة ونعرف تاريخياً _وآخر الأمثلة على ذلك إنهيار الاتحاد السوفيتي _ أن التناقضات إما أن تحل حلاً واقعياً وإما أن تنفجر، أما تجميدها فهو ضرب من سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال لكي لا تواجه الخطر الداهم.بعد سقوط حكم صدام الفردي لن يكون في مقدور حكم سوريا الفردي وحكم السعودية العتيق وحكم محافظي طهران الرافض للتداول على الحكم مع الإصلاحيين،عملاً بالقاعدة الفقهية العتيقة"الخليفة لا يعزله إلا الموت أو الكفر البواح" أن يبقي على حاله.
الحدث الثاني:بداية نهاية حكم آل سعود، إما لصالح حكومة وهابية إرهابية يقودها بن لادن أو شيوخ الوهابية الموالون له في السيناريو المتشائم وإما لصالح الجناح المنفتح من الأمراء الذي يقوده الأمير عبد الله وطلال ابن عبد العزيز بإقامة ملكية دستورية يتقاسم فيها الملك سلطة القرار مع رئيس وزراءه لا يتبعه كظله. وفي كلتا الحالتين سيكون للحكم السعودي الجديد انعكاسات إقليمية ودولية لا يمكن التنبؤ بها جميعاً وقد يكون منها حرب نووية بين إسرائيل وكل من السعودية وباكستان في حال انتصار السيناريو المتشائم. 
الحدث الثالث: خطاب ملك المغرب الشاب جلالة محمد السادس خطاباً التاريخي في أكتوبر الماضي الذي بشر نساء المغرب ونخبه الحديثة بإصدار مدونة قوانين أحوال شخصية حديثة إلى حد كبير ستكون بداية خروج المرأة المغربية المسلمة من قصورها الأبدي الذي فرضه عليها فقه القرون الوسطي الذي كتبه الرجال للرجال. تمثل قوانين الأحوال الشخصية المغربية امتداداً لقوانين الأحوال الشخصية التونسية الرائدة التي صدرت سنة 1956 وأضيفت إليها على مر السنين تنقيحات زادتها في كل مرة حداثة وتجديداً للفقه الإسلامي ليصبح قريباً من قيم حقوق الإنسان والمواطن.ولا يعود بالتالي عائقاً لتقدم المسلمين ودخولهم إلى الحداثة التي باتت بالنسبة إليهم قضية حياة أو موت حضاري.
الحدث الرابع: إعلان وزير حقوق الإنسان المغربي بعد التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء عن ضروة مراجعة التعليم الديني المغربي لتخليصه من الأفكار الظلامية على حد قوله. إصلاح التعليم الديني المغربي هو الآخر امتداد لإصلاح التعليم الديني التونسي سنة 1990 بتخليصه من كل الأحكام الفقهية العتيقة التي شكلت وما تزال ينبوعاً للإرهاب الديني في العالم الإسلامي والعالم.إصلاح التعليم هو أقصر الطرق لاستكمال الإصلاح الديني الذي بدأه محمد عبده وأجهضه الإخوان المسلمين.
الحدث الخامس: انتفاضة الشعب الفلسطيني على انتفاضة حماس . طوال ثلاث سنوات ظلت أغلبية الشعب الفلسطيني مؤيدة للانتفاضة الثانية الانتحارية التي نحرت إمكانية حصول الشعب الفلسطيني على وطن ودولة اللذين تضمنتهما مقترحات كلينتون التي رفضتها حماس ومعها عرفات، ثم عاد عرفات وبعد 22 شهراً من ضياع الفرصة فقبلها وطالب بأن تقدم إليه مجدداً. لكن هيهات، فما فات مات. لكن مفاجأة العام 2003 أن الشعب الفلسطيني استرد وعيه وصحا من غيبوبته الطويلة فانتفض على الانتفاضة الانتحارية كما تقول الإحصاءات التالية في استطلاعين فلسطينيين، الاستطلاع الأول أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، 85% يؤيدون وقفاً متبادلاً للعنف بين الجيش الإسرائيلي وحماس وأخواتها، 64% يؤيدون العودة للهدنة الفلسطينية من طرف واحد، 59% يؤيدون اتخاذ إجراءات لمنع حدوث عمليات ضد الإسرائيليين بعد التوصل لوقف متبادل للعنف. الاستطلاع الثاني أجرته الهيئة العامة للاستعلامات بغزة، 61,4 يعترفون بأن الفلسطينيين خسروا في الانتفاضة أكثر مما كسبوا، 43,1 يقولون أن الانتفاضة أثبتت أنه لا يمكن فرض حل سياسي غير عادل على الشعب الفلسطيني 25,9 يؤكدون أن الانتفاضة لم تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني 63,2 يقرون بأن الواقع الفلسطيني أصبح أسوأ مما كان عليه قبل الانتفاضة 84,9 مقتنعون بأن الانتفاضة تعاني من سلبيات كثيرة.
فما هي الرسالة التي حملها هذان الاستطلاعان؟ أن الشعب الفلسطيني بلغ مرحلة غير مسبوقة في تاريخه من النضج السياسي بات يعي فيها أن العنف والعمليات الانتحارية التي تمارسها حماس والجهاد وكتائب الأقصى ليست العنوان الصحيح لاسترداد حقوقه المشروعة في وطن ودولة في الصفة والقطاع . وهذا مؤشر تاريخي على إمكانية ولادة سياسة فلسطينية واقعية على أنقاض التصرفات الغريزية والانفعالية التي لم تقد الفلسطينيين والعرب إلا إلى هزيمة بعد أخرى.وهذه أرضية مواتية لوضع تفاهمات جنيف موضع التطبيق إذا أرادت واشنطن ذلك.
وقد تكون هذه الأحداث الخمسة وعداً بمستقبل أفضل لشعوب الشرق الأوسط التي طال ليلها وعذابها تحت حكم نخب لم تستخدم إلا دماغيها الغريزي والانفعالي تاركة دماغها المعرفي ‘معطلاً.    



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية ليست ضد الدين وهي مفتاح الحداثة المعاصرة
- حديث مع العفيف الأخضر - تجديد الفكر الديني يمر بتجديد التعلي ...
- حديث مع العفيف الأخضر-الأصولية والفاشية استبطنتا المرأة كأم ...
- سقوط بغداد دون قتال و استسلام صدام دون مقاومة
- مبرر وجود الأصولية محاربة الحداثة
- دور العامل الخارجي في إدخال العرب إلى الحداثة
- التعليم الديني اللاعقلاني عائق لدخول الحداثة
- لماذا النرجسية الدينية عائق ذهني لاندماجنا في الحداثة؟
- الجابري يكتب عن العقل ولايكتب به
- المساواة في الإرث ضرورية وممكنة
- رهانات التعليم الديني التنويري ثلاثة : رد الاعتبار للآخر ولل ...
- عوائق توطين الديمقراطية في المجتمعات العربية
- العلمانية الفرنسية ليست ضد الدين
- ردا علي الشيخ عبدالقادر محمد العماري إن الحق والرجوع إليه خي ...
- لماذا النرجسية الدينية عائق ذهني لاندماجنا في الحداثة؟
- في سبيل تعليم ديني تنويري
- الإسلاميون والمثقفون: مشروع اضطهاد
- كيف تضافر جرحنا النرجسي ونرجسيتنا الدينية علي تدمير مستقبلنا ...
- كيف نجفف ينابيع الإرهاب؟
- تجفيف ينابيع ثقافة الجهاد والاستشهاد


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العفيف الأخضر - خمسة أحداث تاريخية واعدة؟