أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!














المزيد.....

ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:11
المحور: الصحافة والاعلام
    


هل أنتَ مع حرية العبادة أم ضدها؟ هل في بلدكَ حرية عبادة، أو ما يكفي منها؟ بمثل هذه الأسئلة والقضايا بدأت قناة الـ "B.B.C" الجديدة عملها، وتأدية رسالتها الإعلامية بين الناطقين بالعربية، مستطلعةً آراءهم، لعلَّها تُوَفَّق في سعيها إلى إحراز قصب السبق في المنافسة مع محطَّات فضائية عربية كبرى، والمساهمة في نشر الثقافة الديمقراطية ومفاهيمها في مجتمعاتنا العربية.

استمعتُ إلى بعض الآراء التي أدلى بها مواطنون عرب، مسلمون ومسيحيون، وإلى ما اختلفوا فيه في بعض الأمور الخاصة بحرية العبادة؛ ولقد تأثَّر الحوار، أو الجدل، كثيراً بقرار قطر السماح بإقامة كنيسة كبرى في أراضيها.

أوَّلاً، وقبل كل شيء، أريد أن أقول إنَّ حرية العبادة في مجتمعاتنا ليست على خير ما يرام، ولا بدَّ، بالتالي، من إغلاق هذا الملف نهائياً، بإقرار المساواة التامة في الحقوق الدينية، والسماح للمؤمنين كافة، أي لذوي المعتقدات الدينية على اختلافها بممارسة حرِّية العبادة بما يوافق معتقداتهم الدينية، وبأن تكون لهم دُورَهُم للعبادة، يؤدُّون فيها شعائرهم وطقوسهم الدينية بما يرضي ضمائرهم الدينية.

إنَّنا في أمسِّ الحاجة إلى هذه "الليبرالية الدينية" حتى لا يظل المنافقون الدوليون في هذه القضية يعكِّرون المياه، ويصطادون فيها، مع تأكيد ضرورة وأهمية الفصل التام بين حرِّيتين: حرِّية حميدة هي حرية المؤمن في العبادة، وفي ممارسة شعائره الدينية، وحرِّية مذمومة هي حريته في نشر معتقده الديني بين غيره من المؤمنين.

على أنَّ هذا الذي قُلْناه، وقُلْنا به، لا يعني أبداً أنَّ الـ "B.B.C" محقِّة، أو أنَّها بريئة في مثل برامجها وأسئلتها هذه، أو أنَّها تريد لنا حقَّاً اكتساب الثقافة الديمقراطية، فإشاعة الانقسام الديني والطائفي في مجتمعاتنا، مع إظهار وتأكيد وإبراز وجود صراع ديني حقيقي بين الإسلام والمسيحية على الصعيد الدولي، هي الغاية الكامنة في سعيها إلى إثارة هذه القضية، وفي الطريقة التي اتِّبعتها.

الـ "B.B.C"، وعن عمد، ضربت صفحاً عن كل القضايا ذات الأهمية الديمقراطية في مجتمعاتنا، ولمجتمعاتنا، وكأنَّ الثقافة الديمقراطية تَعْدِل شكلا ومحتوى "حرِّية العبادة"!

إنَّها لم تُظْهِر أقلَّ اهتمام بقضية ديمقراطية تفوق بأهميتها كثيراً "حرِّية العبادة"، وهي حرِّية تأسيس ووجود وعمل الأحزاب السياسية والفكرية في مجتمعاتنا، وحق مجتمعاتنا في أن تنقسم على أسُسٍ سياسية وفكرية وثقافية، وليس على "أُسِسٍ عراقية"، أي دينية وطائفية ومذهبية. لم تُظْهِر أقلَّ اهتمام بقضية التداول الديمقراطي والسلمي (والحزبي) للسلطة في بلادنا، وكأنَّ مجتمعاتنا قد نالت كل حقوقها وحرِّياتها السياسية والمدنية والنقابية والحزبية والديمقراطية ولم يبقَ من تخلُّف ديمقراطي تعانيه سوى "انتفاء (أو نقص) حرِّية العبادة"!

كُنَّا نتمنى أن يحتفل "العالَم الحر الديمقراطي الليبرالي" ليس بإنشاء كنيسة، وإنَّما بإنشاء أحزاب سياسية، تمارِس عملها في حرِّية تامة؛ أمَّا أن يُظْهروا ويصوِّروا إنشاء كنيسة على أنَّه ظهور لرُسُّو وفولتير.. في مجتمعاتنا فهذا إنَّما هو النفاق الديمقراطي بعينه.

إنَّ إدارة لم يبقَ فيها من قيم ومبادئ ومُثُل الديمقراطية إلاَّ ما يؤكِّد مواتها الديمقراطي، كإدارة الرئيس بوش، هي التي لها مصلحة كبرى في إظهار العالم على أنَّه مجتمع ديني صرف، منقسم على نفسه انقسام ديني صرف، إذا توافَق فيجب أن يتوافَق دينيا، وإذا عجز عن هذا التوافق فلا بد من خوض الصراع الديني حنى النهاية!

إنَّها إدارة مات فيها كل حِسٍّ ديمقراطي، فاشتدت حاجتها إلى قناة كمثل الـ "B.B.C"، تنشُر من خلالها الصورة التي تريد لهذا العالم، أي صورة عالم لا يعرف من الخلاف والاختلاف، من الانقسام والصراع، إلاَّ أنماطه التي تبعث حُكْم الأموات للأحياء، فشعبها يجب أن يؤمِن بأنَّه جماعة من المؤمنين المسيحيين، ليس لها من خصم حقيقي، بالتالي، إلاَّ جماعة دينية مختلفة، هي المسلمون، الذين لولا أهميتهم النفطية لَمَا وَجَدَت تلك الإدارة من داعٍ لإثارة وتأجيج نزاعٍ ديني معهم.

هؤلاء المنافقون الديمقراطيون الغربيون، مع محطَّاتهم الفضائية الجديدة، نسوا، وأرادوا لنا أن ننسى، أنَّ جوهر الديمقراطية، والثقافة الديمقراطية، ليس "حرِّية العبادة"، على أهميتها، وإنَّما "حرِّية العِباد". أمْرُ "العِِباد"، معيشياً واقتصادياً وديمقراطياً وإنسانياً، لا يهمهم في شيء، فما يَهُمهم، أوَّلاً، وقبل كل شيء، هو أن يظل العِباد مستعبَدين لهم، يَنْعمون، فحسب، بـ "حرِّية العبادة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -البنوك الإسلامية-.. مصلحة رأسمالية في -أسْلَمَة- الرِبا!
- -داركولا- النفط العراقي!
- الدولار يغزو رواتبنا!
- لن -تُسْحَب-!
- ألمانيا مهدَّدة بما يتهدَّد إسرائيل!
- تخلُّف -السؤال-!
- ظاهرة -تمدُّد الكون-.. في تفسير افتراضي آخر!
- عمرو موسى يستأنف التشاؤم!
- -التجارة- و-السياسة-.. عربياً!
- الطريق إلى تحرير -القطاع-!
- -التهدئة- التي تريدها إسرائيل!
- عملية القدس الغربية.. سؤال ينتظر إجابة!
- لُغْز -الزمن-!
- -الشتاء الساخن-.. نتائج وتوقُّعات!
- عندما تتسلَّح -جرائم الحرب- ب -القانون الدولي-!
- حلٌّ جدير بالاهتمام!
- -ثقافة المقاومة- التي ينشرها -الجهاديون-!
- مادية وجدلية العلاقة بين -الكتلة- و-الفضاء-
- تعصُّب جديد قد ينفجر حروباً مدمِّرة!
- الموقع الإلكتروني للجريدة اليومية


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!