أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الاحتلال يعزز مواقعه في العراق ... ولو بصعوبة















المزيد.....

الاحتلال يعزز مواقعه في العراق ... ولو بصعوبة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجلت أفدح أخطاء المعارضين للاحتلال الأمريكي للعراق في الزعم بفشل هذا العدوان في تحقيق أهدافه. هذا الزعم أشبه بالمخدر يلهي عن استفحال الداء حتى النهاية القاتلة. يستند هذا الزعم إلى خسائر المعتدين ماديا وبشريا والتعثر في إنجاز ترتيب مجمل أوضاع المنطقة. التعثر ينبئ عن مقاومة عاجزة عن الحسم، خصوصا وهي تهمل مقاومة الجماهير المعبأة والمنظمة، وتقودها عناصر غير متمرسة في فن تعبئة الجماهير وتربيتها السياسية. أما حجم خسائر الغزاة فتبدو هزيلة بالمقارنة مع حجم الأهداف المضمرة خلف مشروع القرن الأمريكي، تلك التي يستشرفها العدوان. خسائر الحرب الفيتنامية او الحرب العالمية الثانية أكبر حجما والأهداف أكثر تواضعا.
يمكن تلخيص الأهداف المرتبطة مباشرة بمشروع القرن الأمريكي الجديد الذي بشر به غلاة المحافظين الجدد‏ حتى قبل تفجيرات أيلول 2001,‏ في تقويض العراق دولة ومجتمعا وقدرات، تمهيدا للتحكم في بقعة استراتيجية تتجمع فيها مصادر الطاقة وحقول النفط‏,‏ وتسيطر علي طرق التجارة وشبكاتها العالمية؛‏ وتحويلها إلى قاعدة عسكرية تؤمن المواقع الاستراتيجية المتحكمة في مواصلات البحر والجو والبر، وذلك من أجل فرض الهيمنة الأمريكية المطلقة علي مصير هذا العالم ‏.
شعر فارسا الحرب الباردة، ديك تشيني ورامسفيلد، أن أمريكا لم تستثمر على النحو الأكمل انتصارها في الحرب الباردة من حيث تحقيق السيطرة الشاملة على الشأن العالمي؛ وظلا يتطلعان لتحقيق الهدف ويضمنانه برنامج اليمين الأمريكي. احتضن اليمين في الولايات المتحدة المسيحية الأصولية، التي ينطوي لاهوتها على إعفاء السياسة من مفعول القوانين والقرارات الدولية ويحررها من سلطة الهيئات الدولية، ذلك أن التاريخ يتوجه، في عرف اللاهوت الأصولي، بمشيئة الرب وليس بالسياسة. كما أن اللاهوت الأصولي المسيحي يربط قضايا الشرق الأوسط كافة بالمشروع الصهيوني الهادف إلى دولة إسرائيلية لليهود، خالصة على أرض فلسطين كافة. وبذا تكيفت سياسة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة مع مقتضيات النهج المتطرف في إسرائيل؛ مثلما رفعت إسرائيل استراتيجيتها إلى مستوى دولة إقليمية في المنطقة، شريكا لاستراتيجية العولمة بموافقة وتأييد أميركا ودول الاتحاد الأوروبي. وهكذا دفع ساسة إسرائيل وحلفاؤهم باتجاه تنفيذ الغزو الأمريكي للعراق وتقويضه كيانا حضاريا ودولة ومجتمعا موحدا. إن تفتيت المجتمعات العربية، خاصة المحيطة بإسرائيل، جزء أساس من مشروع الشرق الأوسط الجديد.
إن تركيع العراق وتقويضه هدف إسرائيلي بامتياز؛ فهو يزيل إحدى العقبات بوجه تحول إسرائيل إلى دولة إقليمية؛ و يقوض الجبهة المناهضة للتوسع الاستيطاني ويقلص خيارات المقاومة الفلسطينية للمشروع الصهيوني. ومع تعاظم سطوة اليمين الأمريكي كشفت إسرائيل عن هدف الاستحواذ على كامل الأرض الفلسطينية، وأشهرت نوايا تهجير الجماهير الفلسطينية. والدلائل كثيرة على أن نهج التهرب من استحقاق التسوية في إسرائيل يحظى بالدعم غير المتحفظ من جانب الإدارة الأمريكية، خاصة العناصر المرتبطة بنائب الرئيس. ووقفت إدارة بوش بكاملها بحزم وقوة بجانب العدوان الإسرائيلي على لبنان. ونشهد في الوقت الراهن تنسيقا بين المفاهيم والفعاليات في الأقطار الثلاثة. فبينما تكرر تسيبي ليفني أن الصراع في المنطقة يدور حول القيم والثقافات، تنطلق من لبنان نفس المقولة من جانب كتلة 14 آذار التي لم تعد تخجل من إشهار ارتباطها بنهج الإدارة الأمريكية. وفي العراق تسود ثقافة الميليشيات المتناحرة والنزعات الطائفية لتغطي على الثقافة الوطنية. في لبنان والعراق وفلسطين تتعمق الانشقاقات التي تفسخ وحدة الجماهير الشعبية، وتغلب الصراعات الثانوية على الصراع الرئيسي مع الاحتلال. وتتعرض الجماهير في الأقطار الثلاثة لحرب إبادة وتعاني من التجويع ونقص الخدمات وضرورات الحياة الأساسية. فالعمليات الجارية في الأقطار الثلاثة، العراق ولبنان وفلسطين متماثلة، إن لم تكن متطابقة.
تعاني الأقطار العربية الثلاثة ويلات العدوان الأميركي – الإسرائيلي في ظروف أزمة قومية عامة. فقد استقبلت الأنظمة العربية غزو العراق بصمت القبول. وتصمت عن التدخل الأمريكي الفظ في الشئون اللبنانية، بل تنحاز بجانب صنائع أمركيا في الصراع القائم هناك؛ وبضغوط من واشنطون تبدي هذه الأنظمة العربية التزاما تاما بالجلوس مكتوفة الأيدي حيال ما يدور في الأقطار الثلاثة، وتمنع تحركات الجماهير للتضامن القومي الإنساني مع الأشقاء. كما تصمت حيال تهويد القدس والحفر تحت الأقصى وفق خطط متسارعة؛ وتسكت عن سياسات التجويع والحصار المتبعة.
المعطيات المأساوية تشير إلى أن الغزو الأمريكي للعراق خلق اكبر كارثة إنسانية في العالم الحديث مصحوبة بصمت عربي شامل؛ إذ تسبب في قتل أكثر من مليون عراقي وإلحاق الأضرار والعاهات بأكثر من مليوني جريح ومشوّه وتشريد حوالي أربعة ملايين لاجئ عراقي في داخل وخارج العراق. هذا إضافة إلى جرائم التعذيب السادية المرتكبة في سجون الاحتلال وسجون السلطة العراقية.
مكونات الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي بحق الشعب العراقي، وكما تشير التقارير الصحفية الصادرة من العراق، تشمل مليون ضحية بشرية،إعدام النساء في الشوارع، 48 ألف معتقل في السجون الأميركية وسجون السلطة العراقية ، مقتل 223 صحفيا و4000 عالم وأستاذ جامعي ومثقف، ترمل مليون امرأة وتيتم خمسة ملايين طفل ، حرق ألف مسجد وحسينية ، نهب المليارات من عائدات النفط وسرقة النفط من قبل الميليشيات وأوساط الحكم... كلها شواهد على أن الولايات المتحدة وإسرائيل عقدتا العزم على تفكيك الدولة والمجتمع في العراق. والعملية جارية بلا توقف.
كل المعطيات التي شهدها العالم تفضح برنامجا معدا لتدمير حضارة العراق وإرجاعه إلى العصور القديمة: ولعل الحرائق وأعمال النهب التي نشبت خلال الفترة 8-13 نيسان (إبريل) ، 2003 ، أي في أيام الاحتلال الأولى وطالت المكتبات العامة والجامعات والمراكز العلمية والمتاحف لدليل على ما كان مضمرا للعراق من تخريب وتدمير لبنيته الحضارية. اورد الدكتور خالد الناشف، وهو عالم آثار فلسطيني درس في العراق، في كتابه " تدمير التراث الحضاري العراقي ـ فصول الكارثة " أن هيئات ثقافية أمريكية نبهت ممسبقا إدارة بوش ووزارة الخارجية من المخاطر المهددة للمراكز الحضارية العراقية، وذلك في وقت مبكر يعود لشهر تشرين ثاني 2002. في كانون ثاني 2003، وقد بات الغزو وشيكا، شرعت مجموعات من الآثاريين ومدراء المتاحف تجري لقاءات مع الإدارة الأمريكية بهدف التذكير بضرورة تأمين حماية الكنوز الحضارية في العراق. واستمرت اللقاءات بين المجموعات الثقافية وممثلي الإدارة حتى منتصف آذار، أي قبيل الغزو بأيام. ولم تتصرف القوات المحتلة بما يفيد إضغاءها للتحذيرات. بل إن القيادة العسكرية في المواقع أحجمت عن تقديم الحماية، اللازمة والمفروضة عليها كقوة احتلال، للمواقع التي تعرضت للنهب والحرق. يرصد الدكتور خالد الناشف وقائع السرقة والتدمير لحظة بلحظة ويسجل الآثار المنهوبة في متاحف بغداد والموصل والبصرة، وكذلك محتويات المكتبة العامة ومكتبات الجامعات العراقية ومختبراتها ومحتويات الأقسام والمراكز العلمية في كل من بغداد والبصرة والموصل والمدن العراقية الأخرى. في المكتبة العامة ببغداد، حيث تحفظ نسخ من كل مطبوعة عراقية أو ما كتب عن العراق، استخدمت مادة شديدة الانفجار أذابت الحجارة والأرفف الحديدية، وحرقت وصدعت المبنى.
كان العراق قد خرج منهكا من نظام ديكتاتوري قضى بلا رحمة على قواه الديمقراطية والوطنية، فتهيأت بذلك الفرصة للقوى الطائفية المتخلفة كي تملأ الفراغ السياسي والثقافي.
ونشطت إدارة بريمر عملية تفتيت العراق عن طريق توليد فيض من النزعات الطائفية والعرقية وتأجيج حدة التعصب الطائفي الى درجة تفجير حرب أهلية بين السنّة والشيعة، بين العرب والأكراد وغير ذلك من الصراعات التي قطعت الطريق على الصراع الوحيد المشروع بين الحركة الوطنية ومشاريع التبعية والغزو ومصادرة حق تقرير المصير. ودخل العراق عدد من شركات الأمن وعناصر القاعدة التي شاركت في تأجيج النعرات الطائفية واقترفت جرائم المجازر الجماعية . ومارس بريمر حكما استبداديا دشن مبدأ المحاصصة الطائفية للحكم؛ نفذ الحاكم الفعلي للعراق ، المستبد بأمره پاول بريمر، مخططات إدارة بوش، خاصة تعزيز سطوة الطائفيين على الحكم وعلى الشارع، وحل الجيش العراقي ومؤسسات عراقية أخرى، وتسهيل نشاط القاعدة وتأجيج الأحقاد المتبادلة بين الشرائح الاجتماعية. والصراعات العرقية والطائفية معدية، مرشحة للامتداد في كل الأقطار العربية المجاورة والبعيدة. مع انهيار العراق غدت المنطقة العربية مكشوفة أمام قواعد جديدة لنزاعات مستجدة في تاريخها الحديث . ومن المؤسف أن قوى ديمقراطية ارتضت أن تكون الواجهة المخادعة، التي غطت على بشاعات الاحتلال وجرائمه منذ لحظاته الأولى.
نجحت أمريكا في تدمير بلد عربي كبير وغني ‏,‏ ونجحت في السيطرة علي النفط العراقي لتكتمل سيطرتها علي النفط العربي كله‏,‏ ابتلعت الثروة النفطية وبددتها وأهملت قطاعي الزراعة والصناعة، وتركت مرافق الخدمات تنهار خلال سنوات الاحتلال تحول العراقيون الى شعب فقير في اكثر البلدان العربية غنى بالموارد الطبيعية والكفاءات، يستعطف المانحين لتأمين بقائه على قيد الحياة؛ ويفتقر بلد النهرين إلى مياه الشرب ويشح الوقود في بلد النفط . وتم تكبيل العراق بالتبعية للسياسية والعسكرية.
وبضغط من الولايات المتحدة وبريطانيا أخضع الاحتلال الأمريكي للعراق، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1546 للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. كان من المفروض على الحكومة العراقية التي تشكلت برئاسة إياد علاوي، مباشرة بعد مغادرة بريمر، المطالبة بإخراج العراق من هذا القيد الذي يضع العراق تحت الوصاية، وشرعن عمليا الاحتلال الأمريكي وشرعن الوصاية الأجنبية على العراق حتى نهاية العام 2008 الجاري. وبدلا من السعي للفكاك من القيد بعث رئيس الوزراء آنذاك، إياد علاوي، بالاشتراك مع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، رسالة الى مجلس الأمن الدولي كتبا فيها ان مسألة إخضاع الاحتلال للبند السابع سوف تحل فيما بين البلدين، وما من داع لتدخل مجلس الأمن. وكانت هذه جريمة. إذ ستلجأ الولايات المتحدة إلى الفيتو لمنع إصدار قرار مضاد. وهي تجبر الحكومة العراقية على الدخول في مفاوضات من شانها ان تتوصل إلى عقد معاهدة أمنية بين البلدين تسمح بالاحتفاظ بقواعد عسكرية أمريكية في العراق. وبذا يكتمل الشطر الأكبر من أهداف الغزو. كان واضحاً أن الإدارة الأمريكية لم تكن تريد تسليم الحكم للعراقيين؛ بل كانت تريد أن تحكم العراق بشكل مباشر وخلقت فراغاً ساهم في نشوء التوتر والصراع وبروز القوى الإرهابية تدريجاًُ والسماح بتنظيم القوى الطائفية.
وهمش الاحتلال ومؤسسات الحكم الملحق به الثقافة الوطنية. الثقافة الوطنية أخضعت لحصار قاس؛ بينما حظيت الثقافة الطائفية بالرعاية. ورغم سوء الوضع الثقافي قبل الاحتلال فقد تعرضت شئون الثقافة لمزيد من التدهور. الاحتلال الأمريكي لم يعوض الخسائر ولم يرمم الدمار، بل راح يضن على الثقافة الوطنية بالمخصصات المالية في موقفه من الثقافة العراقية. بدل ذلك أمعن في تدمير مرافق الثقافة ومؤسساتها الشامخة، و في تصفية الكوادر المثقفة والمهنية عالية الكفاءة. مارس جريمة واضحة؛ وهو المسئول عن الدور القذر الذي تقوم به مليشيات أحزاب الإسلام السياسي في تهميش وإلغاء الثقافة العراقية الوطنية. ويرفع المثقفون الوطنيون أصواتهم ضد تهميش أسس وجذور الثقافة الوطنية وعزل مثقفيها من كل الاتجاهات في كل أنحاء الوطن العراقي، ويحذرون من العواقب الكارثية للظاهرة، حيث تمهد لمشروع التقسيم الخطير الذي تسعى إليه جهات محلية ودولية.
في الولايات المتحدة عاد غزو العراق بالمنفعة على أقلية ضئيلة، لكنها متنفذة. فهي تشمل أصحاب ومدراء شركات النفط والإنشاءات وصناعة الأسلحة. وأرباح التجمع الصناعي – العسكري مرتفعة للغاية. ومثال شركة هاليبيرتون التي رأس مجلس إدارتها ديك تشيني، خير دليل. فهي شركة عملاقة عابرة للقارات، حصلت على عقود ومزايا غير قانونية في العراق تمكنت من خلالها من جمع ثروات هائلة تحوم شكوك حول أن يكون تشيني حصل على نصيبه منها. واستغل تشيني مناصبه في إدارات المحافظين( كان وزير الحرب في إدارة بوش الأب) لجمع أموال لحساب مراكز بحثية معروفة بتوجهاتها اليمينية, مثل مؤسسة «انتربرايز» التي شغلت زوجته مواقع رفيعة فيها. كانت علاقاته وثيقة في منتصف الثمانينات بمعهد «انتربرايز» المعروف بميوله اليمينية وشارك لاحقا في تأسيس مشروع القرن الأميركي الجديد عام 1997 مع عدد من أبرز قيادات ورموز المحافظين الجدد.
واكتسبت شريحة من البيروقراطيين المحافظين مكانة رفيعة داخل إدارة بوش . ونظراً لضعف تأثير الناخبين على مجريات السياسة الدولية فلن يتحقق تعديل على السياسة الدولية عقب كارثة العراق. ومن المنتظر أن تواصل الإدارة الأمريكية القادمة، أيا يكون الناجح، التدخل في العراق، ومواصلة نهج التدخلات العسكرية في الخارج. ولا ينوي أي من الحزبين الرئيسين فك ارتباطه بالشركات العملاقة ، والانسحاب من مشاريع الهيمنة الكونية الاقتصادية والعسكرية والسياسية. وفي الشرق الأوسط سوف يتواصل الانحياز لإسرائيل والصمت عن جرائمها ونهجها التوسعي. ولن تهبط قيمة العراق ، في ضوء ضعف قواه الديمقراطية وتشتتها، كاحتياطي استراتيجي للهيمنة الكونية.

ومن غير المتوقع أيضا التراجع عن الاتكاء على اللاهوت الأصولي في السياسة والثقافة، من اجل تجميد العمل بالقوانين الدولية الإنسانية – اتفاقية جنيف الرابعة حول معاملة المدنيين وقت الحرب وعدم جواز إحداث تغييرات على الأراضي والبشر في ظل الاحتلال. ثم فتوى محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الجدار العنصري واحتلال أراضي الشعب الفلسطيني في الضفة بما في ذلك مدينة القدس الشرقية. والفتوى تحدد التزامات على جميع الدول بالوقوف بوجه الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وبعدم الاعتراف بشرعية الجدار مهما تقادم الزمن. غير أن الدول العربية تكتفي بمناشدة " المجتمع الدولي" القيام بواجبه؛ معفية نفسها من واجب العمل، مختبئة خلف هذه المقولة الفاقدة للمضمون.
إسرائيل وحلفاؤها يدأبون على تيئيس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من ممانعة مشاريعهم. وهم يستغلون ضعف القوى الديمقراطية وتجميد الجماهير في ثلاجة الانتظار كي يعززوا مواقع احتلالهم. وبالفعل فالمقاومة المسلحة تدخل الصراع في علاقة غير متكافئة مع قوى لا تتورع عن ارتكاب المجازر الجماعية ومحاولات إذلال الجماهير وقهرها لشل إرادة المقاومة لديها. علاوة على محاصرة كل شعب عن بقية أشقائه العرب فإنها لا تني تمزق الشعوب بين أعراق وطوائف وعشائر. وإذا كانت المقاومة الجماهيرية لن توقف شهوة القتل والتدمير لدى قوات الاحتلال ، فإن هذه المقاومة كفيلة بتجريد المحتلين من الذرائع والمبررات. وهذا يفرض على الجماهير أن ترص الصفوف على الصعيدين الوطني والإقليمي. لم يعد بمقدور شعب عربي حصر نضاله داخل الإطار القطري؛ وبات من الضروري أن تجمع قوى التغيير الديمقراطي صفوفها لتشكل نواة وحدة وطنية وقومية صلبة ، تلف حولها حركة شعبية عربية ديمقراطية منظمة غير قابلة للكسر او التشرذم. لقد مضى زمن مناشدة الآخرين بالتضامن والنجدة؛ وباتت الفرصة مهيأة لتشكيل هيئات ومنظمات دولية للنضال المشترك ضد السياسات الدولية للمراكز الرأسمالية، على أن تشارك الهيئات والشخصيات العربية فيها باقتدار وفاعلية. وإذا كان لضارة من نفع، فإن اصطفاف الصهيونية وإسرائيل بجانب الاحتكارات عابرة القارات، قد كشف إسرائيل والحركة الصهيونية عدوا لدودا لطموحات الشعوب في التحرر والديمقراطية والتنمية والعيش الكريم . ما من نضال قطري إلا وتتردد أصداؤه في جنبات العالم؛ وما من نضال أممي إلا ويسري داخل كل بلد حركة جماهيرية صلبة يتسع نطاقها باستمرار.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترام مشاعر الجمهور وعقله
- أجل، إسرائيل بحاجة إلى مبرر
- نموذج لعدوانية العولمة وإرهابها
- الإيديولوجيا كالهواء نتنفسه ولا نشعر به
- السلطة والفصائل تستنكف عن تحريك المقاومة الجماهيرية
- أوضاع الفلسطينيين تتدهور للأسوأ
- التعليم قد يؤدي دور أداة التقدم والديمقراطية 3من 3
- التعليم قد يؤدي دور أداة التقدم والديمقراطية حلقة2
- التعليم قد يؤدي دور أداة التقدم والديمقراطية
- دلالات سياسية لتقرير فينوغراد
- إسرائيل لا تتازم وخياراتها مفتوحة
- غطاء لجرائم الحرب بتفويض أمريكي
- مشاكل التقدم في المجتمعات التابعة
- حكم الشوكة والأمن القومي
- صوت التوحش المتقحم من أدغال الليبرالية الجديدة
- هل تدشن زيارة بوش مرحلة تفكيك المستوطنات؟
- فهلوة مرتجلة
- جردة حساب عام ينقضي
- بؤرة التخلف الاجتماعي
- العجز عن الارتقاء


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الاحتلال يعزز مواقعه في العراق ... ولو بصعوبة