أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - إنهم يرسمون صورته من جديد (د.وفاء السلطان بمواجهة الجزيرة والشيخ القرضاوي)














المزيد.....

إنهم يرسمون صورته من جديد (د.وفاء السلطان بمواجهة الجزيرة والشيخ القرضاوي)


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقابل الخِلاف والاختِلاف حد التكفير وحجب التفكير بين المذاهب الإسلامية في فضاء فكري خلفه القران كونه حمالة أوجه ، وحديث تحول إلى إرث متحرك يتم إعادة ترتيبه بتصحيح ضعيفه أو إضعاف صحيحه في ثالوث ( الصحيح والحسن والضعيف ) ، نكتشف حقولاً لألغام التجهيل والتكفير بوجه من يجازف بالدخول في هذا الفضاء ، وبالأخص من الذين لم يتخرجوا من مؤسسة كهنوت الفكر الإسلامي.
في ضوء حديث السيف واتهام القرضاوي للدكتورة وفاء السلطان بالجهل ، نطرح بعض ألأسئلة كي نحدد جهالة الفكر والتوصيف الذي يمارسه كهنة الفكر الإسلامي في الألفية الثالثة من جهة ولتحديد بعض ملامح الصور الحقيقية للشخصيات والأحداث الإسلامية في تلك الفترة من جهة أخرى.
لِمَ لم يتم تجهيل وتكفير ووصف مَن روى أكثر من 596000 حديث ضعيف لم يدونه البخارى في صحيحه بأنهم انتهكوا الحرمات وأساءوا بحق الله ورسوله والإسلام والحضارة ووو ، في حين يتم وصف الدكتورة وفاء السلطان بتلك الأوصاف لاستشهادها بحديث على فرض كونه ضعيف ؟
وهل هنالك صورة ثابتة للرسول وللصحابة الذين عاصروه أم إن صورهم تتغير وفق تصورات الممل والنحل ومصالحهم الاقتصادية والسياسية و إن تلك الصور تتغير مع كل تطور و تغير في العقل الإنساني والمجتمعات الإنسانية ؟
يمارس الشيخ القرضاوي ومن سبقه من تلامذة الفكر الأحادي الجانب ازدواجية التعامل مع التراث ورموزه من جهة والحاضر بمفرداته من جهة أخرى ، ففي الوقت الذي يتم توصيف الكم الهائل للأحاديث التي رَسمت صورة الرسول كنبي للإرهاب والاغتصاب بأنها مجرد أحاديث ضعيفة أو ضعيفة جدا ) يتم تجهيل وتكفير من يستند على تلك الأحاديث ، فالقرضاوي الذي وصف الدكتورة وفاء سلطان بالجهل يدرك إن محاولتها الجريئة برسم الأشخاص وتحديد ملامح مرحلة تاريخية مرت بشعوب المنطقة لم تكن هي الأولى ولن تكون الأخيرة ، فحمالة أوجه القران وعدم الاتفاق حول صحيح وحسن وضعيف الحديث يجعل من الصورة متغيرة وهذا يمثل قوة الشخصية المحمدية من جهة ونقطة ضعفها في الوقت ذاته .
إن مأزق الشيخ القرضاوي يتمثل بعدم جرأته أو محاولته إظهار الموضوعية بعدم تصنيف حديث السيف ضمن الأحاديث الموضوعة أو ضمن الإسرائيليات كما فعل البعض كوسيلة للهروب من التراث ، لان ضعف الحديث ووفق سفيان الثوري، و عبد الرحمن بن مهدي، و أحمد بن حنبل الذين يعتبرهم القرضاوي مرجعيتهم في التعامل مع الحديث لا ينفي تكذيبها أو عدم الاستفادة منها بالتعامل مع الآخر ، فهؤلاء ومن بعدهم القرضاوي يؤكدون على إمكان رواية الأحاديث الضعيفة في المواعظ و الترغيب و الترهيب، و ما أشبه ذلك.
إن الشيخ القرضاوي الذي يؤمن بما قاله ابن الجوزي في مقدمة كتابه: " الموضوعات " (ما أحسن قول القائل): كل حديث رأيته تخالفه العقول، وتناقضه الأصول، وتباينه النقول، فاعلم أنه موضوع) ". يرفض المنهج العقلي حينما يلجا إليه من هم خارج المؤسسة الدينية فالدكتورة وفاء سلطان مارست حقها بممارسة هذا المنهج في تناول الحديث لان الأجواء التي عاشتها الشعوب آنذاك وطريقة حياتها ومصادر عيشها الذي ارتكز على السيف وبالأخص في المجتمعات الرعوية ومنها المجتمعات العربية فترة الدعوة المحمدية تؤكد على إمكانية الحديث بشكله المروي أو الفعلي كممارسة عملية لجأت إليها تلك الشعوب.
إن الأحاديث وان ضَعفه البعض فانه يبقى جزء من الواقع الذي عاشه أسلافنا وإلا كيف نفسر حديث " خذوا شطر دينكم عن الحميراء " والذي انفرد بنقله ابن كثير في كتابه النهاية، والذي يتلاءم مع طبيعة العلاقة بين الرسول والسيدة عائشة والتي كانت لها خصوصية دون بقية زوجاته بالرغم من إنها لم تكن بأفضل منهن لا بدينها أو جمالها أو عقلها ، إن حديث الحميراء وان ضعفه البعض يعتبر جزء ا من الواقع الذي لا يمكن إنكاره أو تكذيبه .
نعم ، الأحاديث التي رويت ونقلت وبغض النظر عن درجة صحتها أو حُسنها أو ضعفها هي التي رسمت صورة الرسول عبر التاريخ ، وكانت الصورة تحمل التناقض والصراع الذي كان انعكاسا لتناقضات المرحلة التي عاشها الرسول من جهة والصراع الداخلي الذي كان ضرورة لابد منه ، وان ادعاء المنهج العقلي بتصحيح أو إضعاف تلك الأحاديث لتمثل محاولة ذاتية لرسم صورة جديدة للرسول من منطلقات ذاتية كي يتلاءم مع روح العصر ، وان تلك الصورة ستتغير وبشكل مستمر مع كل تطور ونضوج للعقل الإنساني مع بقاء الملامح الرئيسية ثابتة ، لان بعض الثابت والمتفق عليه لا يمكن إلغاءه أو إعادة تفسيره بدليل إن الشيخ القرضاوي لم يجد مخرجا لحديث " "الختان سُنَّة للرجال، مكرُمة للنساء". وجل ما فعله هو عرضه للمواقف وخلاصة كتب فيها (والخلاصة: أن أحدا من الفقهاء لم يقُل: إنه حرام أو مكروه تحريما أو تنزيها. وهذا يدلُّ على المشروعية والجواز في الجملة عند الجميع.) وأضاف (فلا ينبغي إذن التشنيع على كل مَن قام بختان بناته (أو خفاضهن) على الوجه الشرعي، الذي جاء به الحديث، ولا يجوز تسمية ذلك بأنه (جريمة وحشية) تُرتكب في القرن الحادي العشرين ) .
إن استخدام العقل وبما يمتلكه من قدرة لا محدودة على التطور الهائل وفي ظل تغير المفاهيم والأحكام الاجتماعية يجعل من صور الشخصيات التي رُسمت في ضوء الحديث أو الرواية ، صورة مخالفة لتاريخها ومطابقة لحاضرها وهذا ما يفعله البعض ومنهم الشيخ القرضاوي الذي يرسم صورة الرسول بشكل حداثوي في عملية تشويه منظمة للتاريخ ، فالتاريخ بحاجة لإعادة قراءته وليس كتابته من جديد .



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة اليسار لليسار (الرفيق رزكار عقراوي يحاور رفاق الحزب ال ...
- 8 آذار .. نرمي تاريخاً للذكورة فهل تناولنا أنوثة التاريخ ؟
- عبثية كفاحنا المسلح أم إرهابهم المنظم .. حول طروحات د. عبد ا ...
- رجماً هي الحجارة السابعة لأبجدياتنا صوب القُبح الأميركي
- في ايمرالي ..أمير الثورة يشعل شمعته التاسعة
- يوم الشهيد الشيوعي (عبق الدم وملامح الوطن)
- معكم يا مفرزة القلم من اجل رفع الحصار عن قنديل
- أسئلة الدم ... لن اعتذر من أعداء عمالنا الكوردستاني
- أعلن عن استقالتي من نقابة صحفيي كوردستان واليكم الأسباب
- تبرئة صدام و أسلمة أتاتورك .. من أخبار الحمقى والمغفلين
- موسم انتقال كاريزما الثورة إلى الشمال ج1
- بنادق PKK خيار امة في جبر الثورة
- الدقائق الأولى بعد الهجوم التركي (انهيار للحدود وانتصار للرا ...
- قراءة كوردية لقرار الكونغرس الأميركي
- على الرئيس مام جلال أن يُدلي بشهادته
- رسالة شكر للمواقع العراقية والعربية ولكُتابنا الأعزاء
- كوردستان تايمز تنتهك حقوق الكاتب...
- جدولة الأخلاق في العمل السياسي والإعلامي
- جنوب ظلال السيوف الأتاتوركية
- مفخخة النص وحديث السيف في كوردستان 3- 3


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - إنهم يرسمون صورته من جديد (د.وفاء السلطان بمواجهة الجزيرة والشيخ القرضاوي)